سعود الظاهري
:: إداري سابق ومؤسس ::
1. زيادة حنث اليمين
يلعب الشهود دورا رئيسيا في اكتشاف الحقيقة وترسيخ أسس العدالة. ذلك أن شهادة شهود العيان توضح كثيرا من القضايا بسرعة وتميز الحق عن الباطل. ولكن في المجتمعات التي لا تتبع قيم القرآن والسنة، لا يمكن قط التعويل على شهادة الشهود من أجل اكتشاف الحقيقة. ويرجع هذا ببساطة إلى أن الناس الذين لا يتبعون أحكام القرآن والسنة يمكنهم أن يكذبوا مقابل منفعة أو مال بنفس السهولة التي يتنفس بها معظم الناس. وهم بذلك يديرون ظهورهم لكل سلوك أخلاقي مثل قول الحقيقة أو مناصرة البريء.
بل إن الأمر قد يصل في بعض الحالات إلى امتناع الناس عن الإدلاء بالشهادة في قضية معينة، مهما كانت أهمية شهادتهم بالنسبة لسير العدالة. وتفسر عادة سلوكيات هذا النوع من الناس بأفكار غير واقعية، مثل الخوف من التورط في مشاكل أو التعرض لظروف غير مواتية. ويؤكد المولى عز وجل في الآية التالية على أهمية الكشف عن الحقيقة:
"... وَلاَ تَكْتُمُواْ الشَّهَادَةَ وَمَن يَكْتُمْهَا فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ وَاللّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ." (سورة البقرة: 283)
وقد يكون الحقد والكراهية الموجهان نحو شخص ما سببا في إغراء الناس بتلفيق الشهادة. فمن خلال شهادة الزور وتشويه الحقائق، يستطيعون أن يعرقلوا سير العدالة. وقد فسر أيضا رسول الله صلى الله عليه وسلم أهمية الصدق في الحديث التالي:
"عليكم بالصدق، فإن الصدق يهدي إلى البر، وإن البر يهدي إلى الجنة، وما يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقا. وإياكم والكذب، فإن الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى النار، وما يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا".1
إن الناس الذين لا يعيشون وفقا لقيم القرآن والسنة لا يطبقون العدالة، خاصة عندما تكون الأسبقية عندهم لمصالحهم وأهوائهم الشخصية، ولا يفكرون أبدا في تبعات شهادة الزور التي يدلون بها. إذ لا يخطر ببالهم قط ما يعانيه الشخص البريء وأسرته في أثناء مدة سجنه الطويلة ظلما، لأنهم لا يضعون أنفسهم مكان الآخر لكي يتخيلوا كيف ستكون الحياة حينئذ...
ويولي المولى عز وجل في القرآن الكريم أهمية خاصة لهذا الموقف الذي يتعرض له الناس، ويأمرنا بأن نكون عادلين مهما كانت الظروف:
"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ لِلّهِ شُهَدَاء بِالْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ." (سورة المائدة: 8)
وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الحديث التالي لكي يتجنب الناس الظلم: "لا يحكم أحد بين اثنين وهو غضبان"2
وينحرف بعض الناس عما هو صحيح وعادل بدافع الخوف، أو المال، أو الطمع. ولن يتحرر هؤلاء الناس من هذه العبودية إلا باكتساب قيم القرآن. لأنهم عندئذ لن يميلوا قط إلى إلحاق الأذى بالناس، مهما كانت الظروف، سواء كانوا تحت تأثير التهديد أو الإكراه أو تحت إغراء أي منفعة شخصية، لأنهم يدركون أن الله محيط بهم في كل لحظة. كما يدرك المؤمنون أنهم سيُسألون في الآخرة عن كل إثم ارتكبوه وكل شر نطقوا به. ويعلن الله في الآية التالية أن عباد الرحمن لا يشهدون زورا:
"وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا." (سورة الفرقان: 72)
ويجدر بنا أن نلفت الانتباه هنا إلى نقطة أخرى تتعلق بأولئك الذين يسعون وراء مصالحهم مفضلين ذلك على تطبيق العدالة، وهذه النقطة هي: أنه في يوم ما قد يلحق بهم نفس الأذى. وإذا حدث ذلك، لا شك في أنهم سينزعجون كثيرا من المظالم التي ستقع عليهم وسيسعون لإيجاد شاهد موثوق به لا يلفق الشهادة. وعلى أولئك الذين لا يودون أن يمروا بهذه التجربة أن يكافحوا لنشر القيم التي أمرنا الله بها وأن يلتزموا التزاما كاملا بالمبادئ الأخلاقية التي أثنى الله عليها في القرآن الكريم.
يلعب الشهود دورا رئيسيا في اكتشاف الحقيقة وترسيخ أسس العدالة. ذلك أن شهادة شهود العيان توضح كثيرا من القضايا بسرعة وتميز الحق عن الباطل. ولكن في المجتمعات التي لا تتبع قيم القرآن والسنة، لا يمكن قط التعويل على شهادة الشهود من أجل اكتشاف الحقيقة. ويرجع هذا ببساطة إلى أن الناس الذين لا يتبعون أحكام القرآن والسنة يمكنهم أن يكذبوا مقابل منفعة أو مال بنفس السهولة التي يتنفس بها معظم الناس. وهم بذلك يديرون ظهورهم لكل سلوك أخلاقي مثل قول الحقيقة أو مناصرة البريء.
بل إن الأمر قد يصل في بعض الحالات إلى امتناع الناس عن الإدلاء بالشهادة في قضية معينة، مهما كانت أهمية شهادتهم بالنسبة لسير العدالة. وتفسر عادة سلوكيات هذا النوع من الناس بأفكار غير واقعية، مثل الخوف من التورط في مشاكل أو التعرض لظروف غير مواتية. ويؤكد المولى عز وجل في الآية التالية على أهمية الكشف عن الحقيقة:
"... وَلاَ تَكْتُمُواْ الشَّهَادَةَ وَمَن يَكْتُمْهَا فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ وَاللّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ." (سورة البقرة: 283)
وقد يكون الحقد والكراهية الموجهان نحو شخص ما سببا في إغراء الناس بتلفيق الشهادة. فمن خلال شهادة الزور وتشويه الحقائق، يستطيعون أن يعرقلوا سير العدالة. وقد فسر أيضا رسول الله صلى الله عليه وسلم أهمية الصدق في الحديث التالي:
"عليكم بالصدق، فإن الصدق يهدي إلى البر، وإن البر يهدي إلى الجنة، وما يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقا. وإياكم والكذب، فإن الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى النار، وما يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا".1
إن الناس الذين لا يعيشون وفقا لقيم القرآن والسنة لا يطبقون العدالة، خاصة عندما تكون الأسبقية عندهم لمصالحهم وأهوائهم الشخصية، ولا يفكرون أبدا في تبعات شهادة الزور التي يدلون بها. إذ لا يخطر ببالهم قط ما يعانيه الشخص البريء وأسرته في أثناء مدة سجنه الطويلة ظلما، لأنهم لا يضعون أنفسهم مكان الآخر لكي يتخيلوا كيف ستكون الحياة حينئذ...
ويولي المولى عز وجل في القرآن الكريم أهمية خاصة لهذا الموقف الذي يتعرض له الناس، ويأمرنا بأن نكون عادلين مهما كانت الظروف:
"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ لِلّهِ شُهَدَاء بِالْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ." (سورة المائدة: 8)
وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الحديث التالي لكي يتجنب الناس الظلم: "لا يحكم أحد بين اثنين وهو غضبان"2
وينحرف بعض الناس عما هو صحيح وعادل بدافع الخوف، أو المال، أو الطمع. ولن يتحرر هؤلاء الناس من هذه العبودية إلا باكتساب قيم القرآن. لأنهم عندئذ لن يميلوا قط إلى إلحاق الأذى بالناس، مهما كانت الظروف، سواء كانوا تحت تأثير التهديد أو الإكراه أو تحت إغراء أي منفعة شخصية، لأنهم يدركون أن الله محيط بهم في كل لحظة. كما يدرك المؤمنون أنهم سيُسألون في الآخرة عن كل إثم ارتكبوه وكل شر نطقوا به. ويعلن الله في الآية التالية أن عباد الرحمن لا يشهدون زورا:
"وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا." (سورة الفرقان: 72)
ويجدر بنا أن نلفت الانتباه هنا إلى نقطة أخرى تتعلق بأولئك الذين يسعون وراء مصالحهم مفضلين ذلك على تطبيق العدالة، وهذه النقطة هي: أنه في يوم ما قد يلحق بهم نفس الأذى. وإذا حدث ذلك، لا شك في أنهم سينزعجون كثيرا من المظالم التي ستقع عليهم وسيسعون لإيجاد شاهد موثوق به لا يلفق الشهادة. وعلى أولئك الذين لا يودون أن يمروا بهذه التجربة أن يكافحوا لنشر القيم التي أمرنا الله بها وأن يلتزموا التزاما كاملا بالمبادئ الأخلاقية التي أثنى الله عليها في القرآن الكريم.