GAME _OVER
¬°•| مُشْرفِ سابق |•°¬
الحوار:
هو فن من فنون الاتصال بين الناس,
وهو وسيله للتفاهم والتواصل فيما بينهم،
فالناس يتواصلون ويتفاهمون فيما بينهم عن طريق الحوار والمحادثة، وللحوار له أدبه وفنه الخاص.
فمثلا
عندما يجتمع بعض الأشخاص ويتحاورون في موضوع ما نجد أن واحدا منهم عندما يتحدث معهم يريد لفت الأنظار والانتباه فيما يقول ونجده يطيل الحوار معهم وذلك ليبين لهم انه على صواب دائما وليعجب به الآخرون ولا يعطي المجال ليتحدث الآخرون معه، فتجده يتحدث عن امتيازاته وعن منصبه وعن إنجازاته التي حققها فيعجب بنفسه ويكون دائما متعارضا مع الطرف الآخر، هؤلاء النوع من الأشخاص لا يحبون سواء أنفسهم أو ما نسميه بالأنانية وهو حب النفس وحب التميز على الآخرين،
فالأنانية
صفة غير أخلاقية فليست هذه الصفة من أدب الحوار.
إن من أدب الحوار حق الإنصات والاستماع إلى ما يقوله الآخرون والاهتمام والتركيز في الحوار واختيار الموضوع الشيق والمفيد وتقدير مشاعر الآخرين واستخدام تعابير وأساليب مهذبة في الحوار والتحلي بالصبر عندما يحين دورهم بالتحدث،
فمثلا
عندما يجتمع شخصان ويتحاوران في موضوع ما يجب على الشخص أن يحترم الشخص المتحدث، وأن ينصت ويستمع له جيدا، وأن ينظر إليه مبتسما، ولا يقاطعه في حديثه أو يتعارض معه، ويجعل كل اهتمامه وتركيزه في الحوار مستخدما بعض التعابير الجيدة مثل
(هذا رائع) أو (أنت على حق)
تلك العبارات تجعل من ذلك الشخص المتحدث مزيدا من الاهتمام والاحترام والثقة في نفسه ويشعره بالارتياح وجذب الأشخاص له والتواصل معهم بشكل جيد، وسوف يشعر ذلك الشخص الذي استمع إليه بالسعادة لأنه جعل كل اهتمامه وتركيزه إلى ذلك الشخص المتحدث وأعطاه المجال لكي يحاوره ولم يقاطعه في الحديث.
فقليل ما نجد مثل هؤلاء الأشخاص الذين يحترمون يقدرون أدب الحوار، فالحوار من صفات الأخلاق الحميدة فقد
قال الحسن بن علي لابنه رضي الله عنهم أجمعين
(يا بني إذا جالست العلماء، فكن على أن تسمع أحرص منك على أن تقول، وتعلم حسن الاستماع كما تتعلم حسن الكلام، ولا تقطع على احد حديثا ـ وإن طال ـ حتى يمسك)
(المصدر:أصول الحوار وأدبه في الإسلام).
هذا هو أدب الحوار الذي نتحدث عنه فيجب على الإنسان إن يتحلى بهذه الصفة الأخلاقية الحميدة لكي تزيد محبة الناس له وثقتهم به ويزيد التواصل بينهم واحترامهم له.