رحآيل
¬°•| مُشْرِفة سابقة |•°¬
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال تعالى : { أُوْلَـئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ قُل لاَّ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرَى لِلْعَالَمِينَ } [ الأنعام : 90 ]
قال ابن القيّم - رحمه الله - :
..... وقد أثنى الله سبحانه على عباده المؤمنين الذين يسألونه أن يجعلهم أئمة يهتدى بهم ، فقال تعالى في صفات عباده : { وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا }
قال ابن عباس : يُهتدى بنا في الخير .
وقال أبو صالح : يُقتدى بهدانا .
وقال مكحول : أئمة في التقوى يَقتدي بنا المتقون .
وقال مجاهد : اجعلنا مؤتمين بالمتقين مقتدين بهم .
وأشكل هذا التفسير على من لم يعرف قدر فهم السلف وعمق علمهم وقال يجب أن تكون الآية على هذا القول من باب المقلوب على تقدير واجعل المتقين لنا أئمة ومعاذ الله أن يكون شيء مقلوباً على وجهه .
وهذا من تمام فهم مجاهد - رحمه الله - فإنه لا يكون الرجل إماماً للمتقين حتى يأتم بالمتقين فنبّه مجاهد على هذا الوجه الذي ينالون به هذا المطلوب وهو اقتداؤهم بالسلف المتقين من قبلهم فيجعلهم الله أئمة للمتقين من بعدهم وهذا من أحسن الفهم في القرآن وألطفه ليس من باب القلب في شيء فمن ائتمّ بأهل السنة قبله ائتمّ به من بعده ومن معه .
ووحد سبحانه لفظ إماماً ولم يقل واجعلنا للمتقين أئمة فقيل الإمام في الآية جمع آم نحو صاحب وصحاب وهذا قول الأخفش وفيه بعد وليس هو من اللغة المشهورة المستعملة المعروفة حتى يفسر بها كلام الله .
وقال آخرون الإمام هنا مصدر لا اسم يقال أمّ إماماً نحو صام صياماً وقام قياماً أي اجعلنا ذوي إمام وهذا أضعف من الذي قبله .
وقال الفراء إنما قال إماماً ولم يقل أئمة على نحو قوله إنا رسول رب العالمين ولم يقل رسولاً وهو من الواحد المراد به الجمع لقول الشاعر :
يا عاذلاتي لا تردن ملامتي == إن العواذل ليس لي بأمير
أي : ليس لي بأُمراء
وهذا أحسن الأقوال غير أنه يحتاج إلى مزيد بيان وهو أن المتقين كلهم على طريق واحد ومعبودهم واحد وأتباع كتاب واحد ونبيّ واحد وعبيد ربّ واحد فدينهم واحد ونبيهم واحد وكتابهم واحد ومعبودهم واحد فكأنهم كلهم إمام واحد لمن بعدهم ليسو كالأئمة المختلفين الذين قد اختلفت طرائقهم ومذاهبهم وعقائدهم فالائتمام إنما هو بما هم عليه وهو شيء واحد وهو الإمام في الحقيقة .
[ نقلته من كتاب رسالة ابن القيّم إلى أحد إخوانه ، (1/11-15) ]
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك ..
قال ابن القيّم - رحمه الله - :
..... وقد أثنى الله سبحانه على عباده المؤمنين الذين يسألونه أن يجعلهم أئمة يهتدى بهم ، فقال تعالى في صفات عباده : { وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا }
قال ابن عباس : يُهتدى بنا في الخير .
وقال أبو صالح : يُقتدى بهدانا .
وقال مكحول : أئمة في التقوى يَقتدي بنا المتقون .
وقال مجاهد : اجعلنا مؤتمين بالمتقين مقتدين بهم .
وأشكل هذا التفسير على من لم يعرف قدر فهم السلف وعمق علمهم وقال يجب أن تكون الآية على هذا القول من باب المقلوب على تقدير واجعل المتقين لنا أئمة ومعاذ الله أن يكون شيء مقلوباً على وجهه .
وهذا من تمام فهم مجاهد - رحمه الله - فإنه لا يكون الرجل إماماً للمتقين حتى يأتم بالمتقين فنبّه مجاهد على هذا الوجه الذي ينالون به هذا المطلوب وهو اقتداؤهم بالسلف المتقين من قبلهم فيجعلهم الله أئمة للمتقين من بعدهم وهذا من أحسن الفهم في القرآن وألطفه ليس من باب القلب في شيء فمن ائتمّ بأهل السنة قبله ائتمّ به من بعده ومن معه .
ووحد سبحانه لفظ إماماً ولم يقل واجعلنا للمتقين أئمة فقيل الإمام في الآية جمع آم نحو صاحب وصحاب وهذا قول الأخفش وفيه بعد وليس هو من اللغة المشهورة المستعملة المعروفة حتى يفسر بها كلام الله .
وقال آخرون الإمام هنا مصدر لا اسم يقال أمّ إماماً نحو صام صياماً وقام قياماً أي اجعلنا ذوي إمام وهذا أضعف من الذي قبله .
وقال الفراء إنما قال إماماً ولم يقل أئمة على نحو قوله إنا رسول رب العالمين ولم يقل رسولاً وهو من الواحد المراد به الجمع لقول الشاعر :
يا عاذلاتي لا تردن ملامتي == إن العواذل ليس لي بأمير
أي : ليس لي بأُمراء
وهذا أحسن الأقوال غير أنه يحتاج إلى مزيد بيان وهو أن المتقين كلهم على طريق واحد ومعبودهم واحد وأتباع كتاب واحد ونبيّ واحد وعبيد ربّ واحد فدينهم واحد ونبيهم واحد وكتابهم واحد ومعبودهم واحد فكأنهم كلهم إمام واحد لمن بعدهم ليسو كالأئمة المختلفين الذين قد اختلفت طرائقهم ومذاهبهم وعقائدهم فالائتمام إنما هو بما هم عليه وهو شيء واحد وهو الإمام في الحقيقة .
[ نقلته من كتاب رسالة ابن القيّم إلى أحد إخوانه ، (1/11-15) ]
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك ..