المكافحة الوراثية :
استنبط هذا النمط من المكافحة، من خلال استخدام المكافحة الحياتية التي اعتمدت في أحد جوانبها المعقمات الكيميائية، فنبهت العلماء والمختصين للتدخل في التحكم بالعوامل الوراثية، والتي بدأها ( Srebrovski) في الأربعينات من القرن الماضي، عندما اقترح حلولا علمية ونظرية في تحوير المواصفات الوراثية للآفات الزراعية، وقد استحسن المختصون هذا المنحى من المكافحة، لما له من خصائص تقلل من الاعتماد على الكيميائيات في العلاجات الزراعية، وما تترك من آثار ملوثة للبيئة..
ويعني مصطلح مكافحة وراثية: هو ما يتم اكتشافه من تحويرات أو تغيرات بصورة طبيعية أو ما يتم تجريبه على الجينات الطبيعية Gene Pool لعشيرة ما من القوارض أو الآفات الزراعية باستحداث (طفرة) وراثية بواسطة الكيميائيات أو الأشعة لإنتاج أجيال عقيمة أو ضعيفة من تلك الأفراد أو أن أبناء تلك الأفراد لا تستطيع الصمود أمام الأحوال الجوية أو أي عوامل أخرى تستهدف تلك الأفراد ..
وإن إدخال هذه المواد تؤثر بصورة مباشرة أو غير مباشرة في عملية إنتاج الخلايا الجرثومية Germ Cells الذكرية والأنثوية قبل التزاوج وبعده ولكن قبل عملية التلقيح .ويكون عملها كما يلي :
1ـ تؤثر في الأغلفة الخلوية وتمنع تكوينها بصورة طبيعية وخاصة أذناب الحيامن مما يقلل من قدرتها على الحركة والانتقال للبويضة لتلقيحها.
2ـ تغير التركيب الكيميائي ولزوجة المواد المحيطة بالبويضة بحيث يمنع أو يعيق وصول الحيمن لها لتلقيحها..
3ـ تمنع التصاق البويضة المخصبة على الغشاء الرحمي بسبب استحداث تغيرات كيميائية في الوسط الرحمي، أو تغيير درجة حموضة السائل الرحمي.
4ـ تهاجم الأجنة الملتصقة على الرحم بغض النظر عن عمرها وتسبب الإسقاط المستحدث Induced Abortion .
5ـ تؤثر في الجهاز التناسلي للمواليد الجديدة في أثناء أطوار نموها ونضوجها مسببة لها عقما دائما.
6ـ تسبب عدة أنواع من الاضطرابات الفسلجية في الولادات الحديثة مسببة الموت أو تشويهات خلقية فيها.
7ـ تسبب تعطيل عملية إنتاج (الفورمونات الجنسية) التي تجذب الجنس الآخر (وهي مسألة موجودة عند كل أفراد الطوائف الحيوانية) فتفتر عملية التزاوج.
8ـ إذا زاد تركيز تلك المواد في تكوين الجهاز العصبي في القوارض فإن الأجنة ستموت في مراحل تطورها المختلف وتسقط قبل الولادة.
9ـ إن قسما من تلك المعقمات الكيميائية المستخدمة في المكافحة الوراثية، هي سامة أصلا، وسيعمل باتجاهين أحدهما للقتل والآخر لإعاقة التكاثر..
لقد تطورت الدراسات في إنتاج تلك المعقمات منذ الستينات والسبعينات من القرن الماضي .. ويتم تقييمها من قبل العلماء وبالذات في شرق أوروبا بين كل فترة لإنتاج أجيال أكثر فاعلية وتطور على الحالة الجنسية لكل من الذكور والإناث في القوارض ..
ومن بين تلك المواد هي المواد المضادة للأستروجينات ( (Antiestrogenic ذات الطعم اللذيذ جدا للقوارض، وعلى شكل طعوم مائية، وقد ثبت فعاليتها المنقطع النظير في الحقول ومزارع الدواجن والأبقار .. كما أن منها (الألفا ـ كلورهايدرين Alpha Chlorhydrin) الذي خفض من خصوبة الجرذ النرويجي (المنتشر في البلدان العربية) حتى أصبحت خصوبة ذكوره 20% مما كانت عليه ..
كما أن صنفا من تلك المعقمات الكيميائية يسمى (BDH 10131) وتركيبه الكيميائي هو 3- Cyclopentyl ether of 17a-hexa-1,3 diynyoestra- 1,1,3,5(10)-trien-17B-01.. وهذا الصنف استخدم في المكبات حيث تعيش طائفة من الجرذان قدر عددها بين 500 و1000 جرذ، واستخدم بخلطه كطعم مع الحبوب، لمدة ثلاثة أسابيع بدونه ، وبعد ما تعودت الجرذان على خلطة الحبوب تم إدخال الطعم بها لمدة 6 أيام .. وكان يتم اصطياد بعض الإناث ومقارنتها بإناث تم اصطيادها من أمكنة غير مكافحة، فوجد خلال 26 أسبوع أن الإناث المصطادة من الأمكنة المكافحة لم يكن بينها أي أنثى حامل .. في حين كانت الإناث المصطادة من الأمكنة غير المعاملة به كلها حوامل ..
و تجدر الإشارة الى أن تلك الدراسات لا زالت على قدم وساق على مركبات أدخل فيها مواد كالزئبق وكلوريد الكادميوم والرصاص ..