zouzoudz
¬°•| عضــو مــهــم|•°¬
أتى على الإنسان الجزائري حين من الدهر أصبح فيه ضمن القائمة السوداء التي تورّد الإرهاب رفقة الأشقاء الصغار من يمنيين وصوماليين وموريتانيين وعراقيين نحو الشقيقة الكبرى أم دنيانا التي علمتنا جميعا القراءة والحضارة، وهي الآن تعلمنا كيف ندخل المطارات وكيف نحترم الأمصار، وكيف لا نكون على علاقة بالقاعدة التي أسسها أيمن الظواهري ومحمد عطا وأبوحفص المصري. ومجرد التوقف عند أسماء الدول المعنية بهذا الإجراء "الرهيب" نُدرك كم صارت المصلحة المادية هي التي تسيّر شؤون الدول، لأن عراق البعث التي كانت تحتضن خمسة ملايين مصري صارت بيد الأمريكان الذين نهبوا ما كان "ينهبه" المهاجرون الذين احتضنتهم أرض حضارة الرافدين، والصومال وموريتانيا ليستا بلاد الخليج، حيث النفط الذي يسيل له اللعاب على الطريقة "البافلوفية"، واليمن ربما، لأن فيها جذور عائلة أسامة بن لادن وهي تختلف من حيث قيمتها المادية عن المملكة العربية السعودية التي ولد فيها وتربى زعيم القاعدة .
*
دعونا هذه المرة نعترف بأننا نحن المخطئون في حق "الأخت الكبرى".. سامحينا مصر، فمن أرضنا ظهر فرعون وهامان وكافور الإخشيدي والحاكم بأمر الله والخديوي ومهندسي كامب ديفيد.. سامحينا فنحن من قاد الحملة النابوليونية والبريطانية والعدوان الثلاثي عام 1956 وأبكى أهل الكنانة في حرب الستة أيام في جوان 1967 .. سامحينا فربما سياحنا هم من أوصلوا سعر الطماطم في أسواقكم إلى عشرة جنيهات وزاحموكم على أنابيب الغاز وفي طوابير التسول أمام باب الحسين، سامحونا، لأننا احتضنا على أرضنا سعد الدين الشاذلي وأحمد فؤاد نجم والشيخ محمد الغزالي، سامحونا، لأننا فتحنا لمستثمريكم أبوابا خدماتية في توريد "الرغي" على حساب مؤسسات أوروبية وعربية، سامحونا، لأننا على مدار السنوات العشر السوداء وعلى مدار قرن وثلث من الاستعمار كنتم هناك قاعدون وكنا وحدنا ها هنا وربنا نقاتل.
*
حتى العراق التي علمتنا جميعا الكتابة، وجد أهلها أنفسهم في قائمة الإرهاب رغم أن قاض من بغداد قال في عام 2007 أن ثمانين بالمائة من الجرائم الجنائية اقترفها مصريون عاثوا في البلد الجريح خطفا واغتصابا وتهريبا للآثار، وكلنا نعلم أن أبا أيوب المصري هو الذي أعلن كفر الشيعة فحوّلت الفتنة العراق إلى رماد، وكلنا نعلم أن مفتي القاعدة في العراق يدعى عبد الرحمان المصري.. بل وكلنا نعلم أن مؤسسي القاعدة هم مصريون بقيادة أيمن الظواهري ومحمد عطا الذي ارتطمت الطائرة التي كان يقودها في مركز التجارة العالمي بنيويورك.
*
سامحونا فأنتم كنتم واضحين من الأول ونحن كنا مخطئين من الأول، لأننا لم نعرف الحقيقة التي كانت أغرب من الخيال على وزن إحدى روائع الشاعر أحمد مطر :
*
رأيت ما أذهلني في المركز الحدودي
*
دخلت فاستقبلتني الشرطة بالورود !
*
وأهلّوا وسهّلوا .. وقبلوا خدودي !
*
قالوا بمنتهى الأدب " شرّفت يا أخا العرب "
*
يا للعجب ! لم يأنفوا مني، ولم يستثقلوا وجودي !
*
لم يحجزوا أمتعتي، لم يسلبوا نقودي !
*
لم يطلبوا هويتي، لم يلعنوا جدودي !
*
كنت لفرط لُطفهم، أختال حرا آمنا كأنني يهودي !
*
أفقت من غيبوبتي في المركز الحدودي
*
ولم يكن في حوزتي شيء سوى .. قيودي !