الطموحه
¬°•| مراقبة عامة سابقا |•°¬
قضاء حوائج الناس من علامات الإيمان
مدعاة لمغفرة الله .. وباب لإدخال السرور إلى القلوب
ورد في الحكمة "ما استحق أن يولد من عاش لنفسه فقط"، والناس جميعاً في حاجة، بعضهم إلى البعض، مهما تفاوتت مراتبهم أو اختلفت وظائفهم أو تنوعت طبقاتهم، قال تعالى: نحن )) قسمنا بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا ورفعنا بعضهم فوق بعض درجات ليتخذ بعضهم بعضا سخريا ورحمت ربك خير مما يجمعون (32) الزخرف .
وقال الإمام الشافعي رحمه الله:
الناس للناس من بدو وحاضرة
بعض لبعض وإن لم يشعروا خدم
ومن بين كل البشر، يبرز معدن المسلم الأصيل، ساعياً في خدمة إخوانه، مجتهداً في قضاء حوائجهم، ما استطاع إلى ذلك سبيلاً
وهكذا ينبغي أن يكون شأن المسلم الحق، إنه ليس منكفئاً على ذاته، لا ينظر إلا في مرآته، بل يسع قلبه الناس جميعاً، خاصة إخوانه المسلمين، وكم تكون سعادته غامرة حين يقضي حاجة أخيه، إنه يتذكر ساعتها أن الله عز وجل في حاجته، مصداقاً لقوله - صلى الله عليه وسلم - : "من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة، ومن ستر مسلماً ستره الله في الدنيا والآخرة، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه".(رواه مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنهما).
فأي تكريم للمسلم وأي عناية هذه؟ أن يكون الله جل وعلا بذاته العلية في حاجته، يقضيها وييسرها، ويعطف قلوب الخلق عليه، فيبادرون إلى خدمته، ويخفون إلي نجدته، ويتنافسون من أجل راحته!ثم هو يوم القيامة، وبينما يغرق الناس في عرقهم، وتضطرب قلوبهم، وتتلاحق أنفاسهم، وتشخص أبصارهم، تأتي يد القدرة الإلهية والعناية الربانية، فتربت على كتفيه وتمسح دمع عينيه، وتبدله الخوف أمناً والحزن سعادة، والحر ظلاً ظليلاً.
إن المسلم كالنخلة،، يرميه الناس بالحجر فيرميهم بأطيب الثمر:
هو البحر من أي النواحي أتيته
فالجود لجته والمعروف ساحله
روي في الصحيح عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلي الله عليه وسلم كان جالساً مع الصحابة الكرام ذات يوم فضرب مثلا للمؤمن بشجرة، وطلب من الصحابة أن يذكروا أي شجرة هي، فلم يعرفوها، وكان معهم عبدالله ابن عمر رضي الله عنهما ولم يزل صغيراً فعرف أنها النخلة، ولكن الحياء منعه من الكلام، وحوله كبار الصحابة، رضي الله عنهم أجمعين، فلما عرف أبوه الفاروق رضي الله عنه أن عبدالله عرفها لكن الحياء منعه، قال له: "لو قلتها لكان ذلك أحب إلي من الدنيا"! أو كما قال رضي الله عنه.
وقد صدق الأعرابي حين قال: "النخلة جذعها نماء، وليفها رشاء، وكربها صلاء، وسعفها ضياء، وحملها غذاء".
عرض القرآن الكريم نماذج لفعل الخير والسعي في قضاء حوائج الناس، وتخفيف كرب المكروبين، ومن أبرز تلك النماذج قصة سيدنا موسى عليه السلام، في سورة "القصص". قال تعالى: ولما ورد ماء مدين وجد عليه أمة من الناس يسقون ووجد من دونهم \مرأتين تذودان قال ما خطبكما قالتا لا نسقي حتى" يصدر الرعاء وأبونا شيخ كبير 23 فسقى" لهما ثم تولى" إلى الظل فقال رب إني لما أنزلت إلي من خير فقير 24 .
فهذا النبي الكريم، والرسول الأمين، وبرغم أنه كان في ظروف صعبة، مطارداً خائفاً جائعاً ظامئاً، إلا أنه مع ذلك يخفُّ لنجدة هاتين الفتاتين، برغم أنه لا سابق معرفة له بهما، ولا حاجة له إليهما، إنما دافعه إلى ذلك مرضاة الله تعالى.
لقد اهتم بأمر الفتاتين، وتقصّى أسباب خروجهما، واختلاطهما بالرجال، وأشفق عليهما، فهما فتاتان ضعيفتان لا حول لهما ولا قوة، ولا نصير ولا وزير ولا معين إلا الله تعالى، والمسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه أي لا يتركه يعاني الشدائد والمحن وهو قادر على مساعدته ومن ثم سارع موسى عليه السلام ولم يكن قد أُوحي إليه بعد لنجدتهما وقضاء حاجتهما وتفريج كربتهما.
لقد سقى لهما برغم شدة الحر، حتي إن الله تعالى قال: فسقى" لهما ثم تولى" إلى الظل فقال رب إني لما أنزلت إلي من خير فقير 24 ، مما يبين أن الجو كان حاراً، وأن الشمس كانت حارقة.
في ظلال الصحابة الكرام
ومن مشكاة النبوة، ومصابيح الصحابة تنتشر الأشعة البارقة، والأنوار الساطعة، تنير الأكوان، وتعطر الأجواء، وتضرب الأمثلة الحية في النجدة والشهامة والرجولة الحقة.
فهذا أبو بكر الصديق رضي الله عنه يواظب على خدمة عجوز مقعدة حتى بعد أن ولي الخلافة، ويذهب عمر بن الخطاب رضي الله عنه لقضاء حاجتها، وقد ظن أن الخلافة سوف تشغل الصدّيق رضي الله عنه عن ذلك ولو لأجل قصير، فإذا به يجده هناك قد سبقه لنيل هذا الشرف، فيقول: "ما سابقتك إلى شيء إلا سبقتني إليه"!
وكان سيدنا عمر رضي عنه الله مضرب الأمثال كذلك في قضاء حوائج عوام المسلمين حتى بعد توليه الخلافة ومن ذلك خدمته المرأة التي كانت على وشك الولادة، وندبه زوجته رضي الله عنها كي تنال الثواب، وتسجل اسمها في قائمة الشرف، فتساعد المرأة في وضع جنينها، بينما ينهمك هو في إنضاج الطعام، والنفخ تحت القدر؛ حتى يتخلل الدخان لحيته، وتفيض عيناه بالدمع، لا من أثر ذلك الدخان الكثيف فحسب، بل شكراً لله أن هيأ له ولزوجه أن يقضيا حاجة هذه المرأة الضعيفة، وأن يفرجا كربها، وأن ينالا شرف خدمتها في هذه اللحظات العصيبة!ولم لا يسعد وهو الذي قال من قبل قولة بقيت حكمة لا يزال المسلمون يرددونها، وموعظة غالية يحاولون استهداءها: "لو أن بغلة عثرت بالعراق لسئلت عنها لمَ لم تمهد لها الطريق يا عمر"!
دمتم بحفظ الله و رعايته
أم يوسف
مدعاة لمغفرة الله .. وباب لإدخال السرور إلى القلوب
ورد في الحكمة "ما استحق أن يولد من عاش لنفسه فقط"، والناس جميعاً في حاجة، بعضهم إلى البعض، مهما تفاوتت مراتبهم أو اختلفت وظائفهم أو تنوعت طبقاتهم، قال تعالى: نحن )) قسمنا بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا ورفعنا بعضهم فوق بعض درجات ليتخذ بعضهم بعضا سخريا ورحمت ربك خير مما يجمعون (32) الزخرف .
وقال الإمام الشافعي رحمه الله:
الناس للناس من بدو وحاضرة
بعض لبعض وإن لم يشعروا خدم
ومن بين كل البشر، يبرز معدن المسلم الأصيل، ساعياً في خدمة إخوانه، مجتهداً في قضاء حوائجهم، ما استطاع إلى ذلك سبيلاً
وهكذا ينبغي أن يكون شأن المسلم الحق، إنه ليس منكفئاً على ذاته، لا ينظر إلا في مرآته، بل يسع قلبه الناس جميعاً، خاصة إخوانه المسلمين، وكم تكون سعادته غامرة حين يقضي حاجة أخيه، إنه يتذكر ساعتها أن الله عز وجل في حاجته، مصداقاً لقوله - صلى الله عليه وسلم - : "من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة، ومن ستر مسلماً ستره الله في الدنيا والآخرة، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه".(رواه مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنهما).
فأي تكريم للمسلم وأي عناية هذه؟ أن يكون الله جل وعلا بذاته العلية في حاجته، يقضيها وييسرها، ويعطف قلوب الخلق عليه، فيبادرون إلى خدمته، ويخفون إلي نجدته، ويتنافسون من أجل راحته!ثم هو يوم القيامة، وبينما يغرق الناس في عرقهم، وتضطرب قلوبهم، وتتلاحق أنفاسهم، وتشخص أبصارهم، تأتي يد القدرة الإلهية والعناية الربانية، فتربت على كتفيه وتمسح دمع عينيه، وتبدله الخوف أمناً والحزن سعادة، والحر ظلاً ظليلاً.
إن المسلم كالنخلة،، يرميه الناس بالحجر فيرميهم بأطيب الثمر:
هو البحر من أي النواحي أتيته
فالجود لجته والمعروف ساحله
روي في الصحيح عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلي الله عليه وسلم كان جالساً مع الصحابة الكرام ذات يوم فضرب مثلا للمؤمن بشجرة، وطلب من الصحابة أن يذكروا أي شجرة هي، فلم يعرفوها، وكان معهم عبدالله ابن عمر رضي الله عنهما ولم يزل صغيراً فعرف أنها النخلة، ولكن الحياء منعه من الكلام، وحوله كبار الصحابة، رضي الله عنهم أجمعين، فلما عرف أبوه الفاروق رضي الله عنه أن عبدالله عرفها لكن الحياء منعه، قال له: "لو قلتها لكان ذلك أحب إلي من الدنيا"! أو كما قال رضي الله عنه.
وقد صدق الأعرابي حين قال: "النخلة جذعها نماء، وليفها رشاء، وكربها صلاء، وسعفها ضياء، وحملها غذاء".
عرض القرآن الكريم نماذج لفعل الخير والسعي في قضاء حوائج الناس، وتخفيف كرب المكروبين، ومن أبرز تلك النماذج قصة سيدنا موسى عليه السلام، في سورة "القصص". قال تعالى: ولما ورد ماء مدين وجد عليه أمة من الناس يسقون ووجد من دونهم \مرأتين تذودان قال ما خطبكما قالتا لا نسقي حتى" يصدر الرعاء وأبونا شيخ كبير 23 فسقى" لهما ثم تولى" إلى الظل فقال رب إني لما أنزلت إلي من خير فقير 24 .
فهذا النبي الكريم، والرسول الأمين، وبرغم أنه كان في ظروف صعبة، مطارداً خائفاً جائعاً ظامئاً، إلا أنه مع ذلك يخفُّ لنجدة هاتين الفتاتين، برغم أنه لا سابق معرفة له بهما، ولا حاجة له إليهما، إنما دافعه إلى ذلك مرضاة الله تعالى.
لقد اهتم بأمر الفتاتين، وتقصّى أسباب خروجهما، واختلاطهما بالرجال، وأشفق عليهما، فهما فتاتان ضعيفتان لا حول لهما ولا قوة، ولا نصير ولا وزير ولا معين إلا الله تعالى، والمسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه أي لا يتركه يعاني الشدائد والمحن وهو قادر على مساعدته ومن ثم سارع موسى عليه السلام ولم يكن قد أُوحي إليه بعد لنجدتهما وقضاء حاجتهما وتفريج كربتهما.
لقد سقى لهما برغم شدة الحر، حتي إن الله تعالى قال: فسقى" لهما ثم تولى" إلى الظل فقال رب إني لما أنزلت إلي من خير فقير 24 ، مما يبين أن الجو كان حاراً، وأن الشمس كانت حارقة.
في ظلال الصحابة الكرام
ومن مشكاة النبوة، ومصابيح الصحابة تنتشر الأشعة البارقة، والأنوار الساطعة، تنير الأكوان، وتعطر الأجواء، وتضرب الأمثلة الحية في النجدة والشهامة والرجولة الحقة.
فهذا أبو بكر الصديق رضي الله عنه يواظب على خدمة عجوز مقعدة حتى بعد أن ولي الخلافة، ويذهب عمر بن الخطاب رضي الله عنه لقضاء حاجتها، وقد ظن أن الخلافة سوف تشغل الصدّيق رضي الله عنه عن ذلك ولو لأجل قصير، فإذا به يجده هناك قد سبقه لنيل هذا الشرف، فيقول: "ما سابقتك إلى شيء إلا سبقتني إليه"!
وكان سيدنا عمر رضي عنه الله مضرب الأمثال كذلك في قضاء حوائج عوام المسلمين حتى بعد توليه الخلافة ومن ذلك خدمته المرأة التي كانت على وشك الولادة، وندبه زوجته رضي الله عنها كي تنال الثواب، وتسجل اسمها في قائمة الشرف، فتساعد المرأة في وضع جنينها، بينما ينهمك هو في إنضاج الطعام، والنفخ تحت القدر؛ حتى يتخلل الدخان لحيته، وتفيض عيناه بالدمع، لا من أثر ذلك الدخان الكثيف فحسب، بل شكراً لله أن هيأ له ولزوجه أن يقضيا حاجة هذه المرأة الضعيفة، وأن يفرجا كربها، وأن ينالا شرف خدمتها في هذه اللحظات العصيبة!ولم لا يسعد وهو الذي قال من قبل قولة بقيت حكمة لا يزال المسلمون يرددونها، وموعظة غالية يحاولون استهداءها: "لو أن بغلة عثرت بالعراق لسئلت عنها لمَ لم تمهد لها الطريق يا عمر"!
دمتم بحفظ الله و رعايته
أم يوسف