قيادة حرس الرئاسة
¬°•| ђάсқεя~4έṽέя |•°¬
لعلنا نربط ونحن اليوم أمام الذكرى الثالثة والتسعين لـ"وعد بلفور" النكبوي، ربطا جدليا واستراتيجيا ما بين ذلك الوعد وكل الوعود البريطانية والأمريكية التي لحقت به، وما بين ذروة الهجوم الصهيوني الابتزازي في هذه الآونة بمطالبة الفلسطينيين والعرب والعالم الاعتراف بـ"يهودية إسرائيل"، ما يستكمل بالنسبة لهم اختطاف وتهويد فلسطين إلى الأبد!
فمنذ أن شكل حكومته، و"كلما دق الكوز بالجرة" يعود رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو للتأكيد على "أن اعتراف الفلسطينيين بإسرائيل كدولة يهودية هو الدليل الوحيد على استعدادهم للسلام"، وقال في مؤتمر بشأن مستقبل الشعب اليهودي عقد في القدس بمشاركة زعماء يهود من كافة أنحاء العالم- إنه "حين يعترف شركاؤنا بإسرائيل كدولة يهودية سيكونون مستعدين للسلام".
فإذا كان وعد بلفور الذي حلت يوم الثاني من نوفمبر/تشرين الثاني ذكراه قد منح الوطن العربي الفلسطيني للدولة الصهيونية، وانتج النكبة والتهجير والتضحيات والمعاناة الفلسطينية المفتوحة منذ ذلك الوقت، فإن الإجماع السياسي الاسرائيلي اليوم على ضرورة "إجبار الفلسطينيين والعرب على الاعتراف بإسرائيل دولة يهودية نقية"، انما يراد من ورائه– كما كنا أشرنا في كتابات سابقة بالمناسبة- استكمال وعد بلفور واستكمال تهويد فلسطين وشطب القضية الفلسطينية بكافة عناوينها وحقوقها التاريخية والحضارية والتراثية لصالح تلك الرواية الصهيونية المستندة الى الأساطير المزيفة التي تعتبر أن "فلسطين هي أرض الميعاد لشعب الله المختار– اليهود، بناء على وعد الهي"!.
فالاعتراف بـ"يهودية إسرائيل" بالمضامين التي يحملها سيكون وعد بلفور آخر تستكمل فيه تلك الدولة الصهيونية مشروعها التهويدي لكامل فلسطين، بما يحمله ذلك من شطب لحق العودة لحوالي ستة ملايين لاجىء فلسطيني الى وطنهم وممتلكاتهم، ناهيكم عن تجريد من تبقى من العرب- حوالي مليون ونصف المليون- في مناطق 48 من حق البقاء والملكية والمواطنة هناك، مما يحولهم الى رهائن تحت الطلب!.
فهاهو نتنياهو يعلن تكرارا ومرارا "أنه سيجبر الفلسطينيين على الاعتراف بيهودية "إسرائيل"، مردفا: "إني أتمنى مجيء اليوم الذي يقف فيه القادة الفلسطينيون المعتدلون أمام شعبهم ويقولون مثل هذه الأمور واضحة: كفانا هذا الصراع، إننا نعترف بحق الشعب اليهودي بدولة خاصة به في هذه البلاد وسنعيش إلى جانبكم بسلام، وفي اللحظة التي سيتم فيها قول هذه الأمور ستُفتح هنا فتحة هائلة للسلام". وذهب نتنياهو إلى أبعد من ذلك بالتوضيح إذ قال لصحيفة "إسرائيل اليوم":"نحن لا نريد للعرب أن يكونوا مواطنين ولا رعايا لنا".
فأين يريدهم نتنياهو إذن...؟! إنه يشرح الخطة البديلة في كتابه "مكان تحت الشمس" قائلا" إن إسرائيل نفذت سنة 1948 قرار مجلس الأمن الدولي رقم 242 الصادر بعد تسعة عشر سنة في تشرين ثاني/نوفمبر 1967، وذلك بتخليها عن الضفة الشرقية لنهر الأردن.. وأن هذه الضفة هي حصة الفلسطينيين من فلسطين، تنفيذا للقرار المذكور..؟.
مضيفا: "أن بريطانيا التي كلفت بالانتداب على هذا الوطن القومي لليهود قد تراجعت عن التعهدات التي أخذتها على عاتقها بموجب وعد بلفور…ففي عام 1922 انتزعت بريطانيا شرق الأردن من الوطن القومي لليهود، وبجرة قلم واحدة انتزع من الأراضي المخصصة للشعب اليهودي ما يقارب 80% من هذه الأراضي، وتم إغلاق شرق الأردن بكاملها في وجه لاستيطان اليهودي حتى يومنا هذا/ ص109".
اذن نتنياهو لا يريد عربا هناك في فلسطين لا مواطنين ولا رعايا، وكذلك يعتبر شرقي الأردن قطعة اقطتعت من الوطن القومي اليهودي الذي نص عليه بلفور"...! غير أن نتنياهو لا ينفرد لوحده في ذلك، فكل أقطاب الحركة الصهيونية وإسرائيل يجمعون على ذات المضامين!.
فمبكرا جدا اقترح إسحق رابين في أبريل/ نيسان 1956 وعندما كان جنرالا في أركان الجيش على دافيد بن غوريون "خوض الحرب ضد الأردن من أجل إبعاد الفلسطينييين من الضفة الغربية"، وأضاف رابين: "اعتقد أنه يمكن اليوم إبعاد معظمهم، وبالإمكان حل المشكلة جوهريا، ولن تكون هذه خطوة إنسانية، ففي الحرب بصورة عامة ليس هناك إنسانية".
ولذلك، حينما يشنون حملات إعلامية متصلة في هذا الصدد معتبرين "أن الأردن هو الوطن البديل للفلسطينيين" فإنما يهدفون من وراء ذلك تطويع الوعي الفلسطيني والأردني والعربي على هذه المسألة، في الوقت الذي يسعون فيه الى استكمال وعد بلفور عمليا في أن يكون "الوطن القومي لليهود- في فلسطين منجزا كاملا-..!".
كان النائب اليهودي اليميني، أريه ألداد من حزب "الاتحاد الوطني" المتطرف، فجر قنبلة حينما أعلن امام الكنيست "أن الاردن هو الوطن البديل للفلسطينيين/ معاريف"، والأهم أنه أكد "هذا ليس شيئا جديدا فقد أكد على ذلك بن غوريون وأرئيل شارون ورحبعام زئيفي" وجميعهم من كبار قادة اليمين الإسرائيلي المتطرف".
وكان شارون- تلميذ جابوتنسكي- قد طالب الفلسطينيين في عهده في بيان العقبة الثلاثي بينه وبين رئيس الوزراء الفلسطيني وقتئذ محمود عباس، والرئيس الامريكي السابق جورج بوش، بالاعتراف بدولة يهودية على أرض فلسطين بدلاً من دولة إسرائيل.
ومنه الى وزيرة الخارجية الإسرائيلية السابقة تسيبي ليفني التي كانت طالبت الدول العربية بـ"الاعتراف بإسرائيل كدولة يهودية"، وقالت غير آبهة بتزييف التاريخ: " يجب أن تعترف الدول العربية بدولة إسرائيل كدولة يهودية، موقع عــ48ـرب -2/6/2008"، وكذلك رئيس الحكومة الإسرائيلية السابق ايهود أولمرت الذي أعلن "أن اعتراف السلطة الفلسطينية بإسرائيل على أنها "دولة يهودية" سيكون شرطا لمواصلة المفاوضات بين الجانبين"، معتبرا "أن كل ما بين النهر والبحر جزء من اسرائيل".
وقد شكلت "وثيقة هرتسليا" التي صاغها "مجلس الأمن القومي الإسرائيلي" ودعت الى "حل المشكلة الديموغرافية العربية في الجليل والنقب عبر الترحيل" الخلاصة المكثفة لذلك الكم الهائل من الادبيات والافكار والمشاريع والاصوات الداعية الى التدمير الشامل للمجتمع الفلسطيني.. والى الترانسفير الجماعي ضد الفلسطينيين ولكن.. نحو الشرق... نحو الوطن البديل، وذلك كي تبقى "إسرائيل" يهودية نقية من العرب!
ففي أصل أدبياتهم السياسية والاستراتيجية والايديولوجية، أراد مؤسسو الدولة الصهيونية "دولة يهودية عابرة لنهر الأردن" تضم فلسطين والاردن معا، وان كان اقطاب "اسرائيل" يكتفون في هذه المرحلة بالمطالبة بالاعتراف ب"اسرائيل دولة يهودية نقية"، فانهم لم يتنازلوا في أدبياتهم عن شرقي النهر باعتباره جزءا لا يتجزأ من "ارض إسرائيل"..!. فهل سيكتفون مستقبلا يا ترى بدولة يهودية على ضفة واحدة، أم سيعبرون إلى الضفة الأخرى، ويطبقون نشيد منظمة "بيتار" : للنهر ضفتان، هذه لنا، وأيضاً تلك!!.
لا شك ان خريطة المستقبل الفلسطيني ستبقى رهنا بالإرادة الفلسطينية العربية.. فعلى قدر ما يأخذ الفلسطينيون والعرب التهديدات الصهيونية هنا على محمل الجد والمسؤولية التاريخية والعروبية، وعلى قدر ما يحشدون ويفعلون، على قدر ما يحبطون تلك المخططات الصهيونية التهويدية التي يستكملون فيها وعد ونكبة بلفور!.
فلم يكن "وعد بلفور" ليرى النور ويطبق على أرض الواقع في فلسطين لو تحملت الأمة والدول والانظمة العربية حينئذ مسؤولياتها القومية والتاريخية؟ ولم تكن فلسطين لتضيع وتغتصب وتهوّد لو تصدى العرب للمشروع الصهيوني كما يجب...! ولم تكن فلسطين لتتحول الى "وطن قومي لليهود" لو ارتقى العرب الى مستوى "الوعد والحدث"...؟!!
وما بين "وعد بلفور" و"وعد بوش لشارون"" نقول: لم يكن "وعد بوش" ليرى النور أيضا لو لملم العرب أنفسهم، وارتقوا الى مستوى الحدث والاخطار الداهمة الاتية عليهم من الجهات الاربع؟!! ولم يكن بوش ليتجرأ هكذا بمنتهى الاستخفاف بالعرب على "منح ما لا يملك لمن لا يستحق" وعلى منحه ترخيصا مطلقا مفتوحا للدولة الصهيونية بمواصلة الاغتصاب والتهويد واقتراف المجازر والاغتيالات ضد الشعب الفلسطيني لو شكل العرب ظهيرا وعمقا ودرعا ودعما حقيقيا للفلسطينيين..؟!.
فمنذ أن شكل حكومته، و"كلما دق الكوز بالجرة" يعود رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو للتأكيد على "أن اعتراف الفلسطينيين بإسرائيل كدولة يهودية هو الدليل الوحيد على استعدادهم للسلام"، وقال في مؤتمر بشأن مستقبل الشعب اليهودي عقد في القدس بمشاركة زعماء يهود من كافة أنحاء العالم- إنه "حين يعترف شركاؤنا بإسرائيل كدولة يهودية سيكونون مستعدين للسلام".
فإذا كان وعد بلفور الذي حلت يوم الثاني من نوفمبر/تشرين الثاني ذكراه قد منح الوطن العربي الفلسطيني للدولة الصهيونية، وانتج النكبة والتهجير والتضحيات والمعاناة الفلسطينية المفتوحة منذ ذلك الوقت، فإن الإجماع السياسي الاسرائيلي اليوم على ضرورة "إجبار الفلسطينيين والعرب على الاعتراف بإسرائيل دولة يهودية نقية"، انما يراد من ورائه– كما كنا أشرنا في كتابات سابقة بالمناسبة- استكمال وعد بلفور واستكمال تهويد فلسطين وشطب القضية الفلسطينية بكافة عناوينها وحقوقها التاريخية والحضارية والتراثية لصالح تلك الرواية الصهيونية المستندة الى الأساطير المزيفة التي تعتبر أن "فلسطين هي أرض الميعاد لشعب الله المختار– اليهود، بناء على وعد الهي"!.
فالاعتراف بـ"يهودية إسرائيل" بالمضامين التي يحملها سيكون وعد بلفور آخر تستكمل فيه تلك الدولة الصهيونية مشروعها التهويدي لكامل فلسطين، بما يحمله ذلك من شطب لحق العودة لحوالي ستة ملايين لاجىء فلسطيني الى وطنهم وممتلكاتهم، ناهيكم عن تجريد من تبقى من العرب- حوالي مليون ونصف المليون- في مناطق 48 من حق البقاء والملكية والمواطنة هناك، مما يحولهم الى رهائن تحت الطلب!.
فهاهو نتنياهو يعلن تكرارا ومرارا "أنه سيجبر الفلسطينيين على الاعتراف بيهودية "إسرائيل"، مردفا: "إني أتمنى مجيء اليوم الذي يقف فيه القادة الفلسطينيون المعتدلون أمام شعبهم ويقولون مثل هذه الأمور واضحة: كفانا هذا الصراع، إننا نعترف بحق الشعب اليهودي بدولة خاصة به في هذه البلاد وسنعيش إلى جانبكم بسلام، وفي اللحظة التي سيتم فيها قول هذه الأمور ستُفتح هنا فتحة هائلة للسلام". وذهب نتنياهو إلى أبعد من ذلك بالتوضيح إذ قال لصحيفة "إسرائيل اليوم":"نحن لا نريد للعرب أن يكونوا مواطنين ولا رعايا لنا".
فأين يريدهم نتنياهو إذن...؟! إنه يشرح الخطة البديلة في كتابه "مكان تحت الشمس" قائلا" إن إسرائيل نفذت سنة 1948 قرار مجلس الأمن الدولي رقم 242 الصادر بعد تسعة عشر سنة في تشرين ثاني/نوفمبر 1967، وذلك بتخليها عن الضفة الشرقية لنهر الأردن.. وأن هذه الضفة هي حصة الفلسطينيين من فلسطين، تنفيذا للقرار المذكور..؟.
مضيفا: "أن بريطانيا التي كلفت بالانتداب على هذا الوطن القومي لليهود قد تراجعت عن التعهدات التي أخذتها على عاتقها بموجب وعد بلفور…ففي عام 1922 انتزعت بريطانيا شرق الأردن من الوطن القومي لليهود، وبجرة قلم واحدة انتزع من الأراضي المخصصة للشعب اليهودي ما يقارب 80% من هذه الأراضي، وتم إغلاق شرق الأردن بكاملها في وجه لاستيطان اليهودي حتى يومنا هذا/ ص109".
اذن نتنياهو لا يريد عربا هناك في فلسطين لا مواطنين ولا رعايا، وكذلك يعتبر شرقي الأردن قطعة اقطتعت من الوطن القومي اليهودي الذي نص عليه بلفور"...! غير أن نتنياهو لا ينفرد لوحده في ذلك، فكل أقطاب الحركة الصهيونية وإسرائيل يجمعون على ذات المضامين!.
فمبكرا جدا اقترح إسحق رابين في أبريل/ نيسان 1956 وعندما كان جنرالا في أركان الجيش على دافيد بن غوريون "خوض الحرب ضد الأردن من أجل إبعاد الفلسطينييين من الضفة الغربية"، وأضاف رابين: "اعتقد أنه يمكن اليوم إبعاد معظمهم، وبالإمكان حل المشكلة جوهريا، ولن تكون هذه خطوة إنسانية، ففي الحرب بصورة عامة ليس هناك إنسانية".
ولذلك، حينما يشنون حملات إعلامية متصلة في هذا الصدد معتبرين "أن الأردن هو الوطن البديل للفلسطينيين" فإنما يهدفون من وراء ذلك تطويع الوعي الفلسطيني والأردني والعربي على هذه المسألة، في الوقت الذي يسعون فيه الى استكمال وعد بلفور عمليا في أن يكون "الوطن القومي لليهود- في فلسطين منجزا كاملا-..!".
كان النائب اليهودي اليميني، أريه ألداد من حزب "الاتحاد الوطني" المتطرف، فجر قنبلة حينما أعلن امام الكنيست "أن الاردن هو الوطن البديل للفلسطينيين/ معاريف"، والأهم أنه أكد "هذا ليس شيئا جديدا فقد أكد على ذلك بن غوريون وأرئيل شارون ورحبعام زئيفي" وجميعهم من كبار قادة اليمين الإسرائيلي المتطرف".
وكان شارون- تلميذ جابوتنسكي- قد طالب الفلسطينيين في عهده في بيان العقبة الثلاثي بينه وبين رئيس الوزراء الفلسطيني وقتئذ محمود عباس، والرئيس الامريكي السابق جورج بوش، بالاعتراف بدولة يهودية على أرض فلسطين بدلاً من دولة إسرائيل.
ومنه الى وزيرة الخارجية الإسرائيلية السابقة تسيبي ليفني التي كانت طالبت الدول العربية بـ"الاعتراف بإسرائيل كدولة يهودية"، وقالت غير آبهة بتزييف التاريخ: " يجب أن تعترف الدول العربية بدولة إسرائيل كدولة يهودية، موقع عــ48ـرب -2/6/2008"، وكذلك رئيس الحكومة الإسرائيلية السابق ايهود أولمرت الذي أعلن "أن اعتراف السلطة الفلسطينية بإسرائيل على أنها "دولة يهودية" سيكون شرطا لمواصلة المفاوضات بين الجانبين"، معتبرا "أن كل ما بين النهر والبحر جزء من اسرائيل".
وقد شكلت "وثيقة هرتسليا" التي صاغها "مجلس الأمن القومي الإسرائيلي" ودعت الى "حل المشكلة الديموغرافية العربية في الجليل والنقب عبر الترحيل" الخلاصة المكثفة لذلك الكم الهائل من الادبيات والافكار والمشاريع والاصوات الداعية الى التدمير الشامل للمجتمع الفلسطيني.. والى الترانسفير الجماعي ضد الفلسطينيين ولكن.. نحو الشرق... نحو الوطن البديل، وذلك كي تبقى "إسرائيل" يهودية نقية من العرب!
ففي أصل أدبياتهم السياسية والاستراتيجية والايديولوجية، أراد مؤسسو الدولة الصهيونية "دولة يهودية عابرة لنهر الأردن" تضم فلسطين والاردن معا، وان كان اقطاب "اسرائيل" يكتفون في هذه المرحلة بالمطالبة بالاعتراف ب"اسرائيل دولة يهودية نقية"، فانهم لم يتنازلوا في أدبياتهم عن شرقي النهر باعتباره جزءا لا يتجزأ من "ارض إسرائيل"..!. فهل سيكتفون مستقبلا يا ترى بدولة يهودية على ضفة واحدة، أم سيعبرون إلى الضفة الأخرى، ويطبقون نشيد منظمة "بيتار" : للنهر ضفتان، هذه لنا، وأيضاً تلك!!.
لا شك ان خريطة المستقبل الفلسطيني ستبقى رهنا بالإرادة الفلسطينية العربية.. فعلى قدر ما يأخذ الفلسطينيون والعرب التهديدات الصهيونية هنا على محمل الجد والمسؤولية التاريخية والعروبية، وعلى قدر ما يحشدون ويفعلون، على قدر ما يحبطون تلك المخططات الصهيونية التهويدية التي يستكملون فيها وعد ونكبة بلفور!.
فلم يكن "وعد بلفور" ليرى النور ويطبق على أرض الواقع في فلسطين لو تحملت الأمة والدول والانظمة العربية حينئذ مسؤولياتها القومية والتاريخية؟ ولم تكن فلسطين لتضيع وتغتصب وتهوّد لو تصدى العرب للمشروع الصهيوني كما يجب...! ولم تكن فلسطين لتتحول الى "وطن قومي لليهود" لو ارتقى العرب الى مستوى "الوعد والحدث"...؟!!
وما بين "وعد بلفور" و"وعد بوش لشارون"" نقول: لم يكن "وعد بوش" ليرى النور أيضا لو لملم العرب أنفسهم، وارتقوا الى مستوى الحدث والاخطار الداهمة الاتية عليهم من الجهات الاربع؟!! ولم يكن بوش ليتجرأ هكذا بمنتهى الاستخفاف بالعرب على "منح ما لا يملك لمن لا يستحق" وعلى منحه ترخيصا مطلقا مفتوحا للدولة الصهيونية بمواصلة الاغتصاب والتهويد واقتراف المجازر والاغتيالات ضد الشعب الفلسطيني لو شكل العرب ظهيرا وعمقا ودرعا ودعما حقيقيا للفلسطينيين..؟!.