بسم الله الرحمن الرحيم
ـالسلام عليكم و رحمة الله و بركاته
//
تحيه طيبة و بعد . .
الميزة الأولى : في سرقة من حرير
فهذه عائشة رضي الله عنها ربما ذكر في وصفها على سبيل الإجمال و فضائلها كثيرة مشهورة في الأحاديث الصحيحة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، بل قد جاء ونزل في حقها آيات تتلى من كتاب الله عز وجل الى أن يرث الله الأرض ومن عليها، في الحديث عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أريتكِ في المنام ثلاث ليال جاء بكِ الملك في سرقة من حرير - يعني مغطاة بقطعة من حرير – فيقول : هذه امرأتك فأكشف عن وجهك فإذا أنت فيه ، فأقول : إن يك هذا من عند الله يمضه ) وقد أمضاه الله سبحانه وتعالى .
الميزة الثانية : القرب من الوحي
وفي فضيلة قربها من رسول الله صلى الله عليه وسلم واستيلائها على عظيم محبته ، ورد الحديث الصحيح عن عمر بن العاص وهو ممن أسلم في السنة الثامنة للهجرة أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم وقال له : أي الناس أحب إليك يا رسول الله ؟ قال : عائشة، قال : فمن الرجال ؟ قال : أبوها .
فكانت هي حبيبه رسول الله صلى الله عليه وسلم .
ولذلك قال الذهبي بعد إيراده هذا الحديث تعليق عليه : " وهذا خبر ثابت صحيح رغم أنوف الروافض ، وما كان عليه السلام يحب الا طيباً، وقد قال : ( لو كنت متخذاً خليلاً من هذه الأمة لاتخذت أبا بكر خليلاً ولكن أخوة الإسلام أفضل ) فأحبَّ أفضل رجلٍ من أمته ، وأفضل امرأة من أمته ، فمن أبغض حبيبي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فهو حريٌ أن يكون بغيضاً إلى الله ورسوله " .
لأن الرافضة قالت في عائشة رضي الله عنها أقوالاً مرفوضة مرذولة قبيحة ، حتى أن بعضهم قد غالى في ذلك قولاً يكفر به صاحبه إن أعتقده ؛ حيث أنهم فسروا قول الله عز وجل : { إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة } ، قال بعض الغلاة ممن كانوا على هذه النحلة والملة : " هي عائشة " ، تعالى الله عما يقولون في كتابه علواً كبيراً .
وهذا أيضاً حديث عن هشام بن عروة عن عائشة رضي الله عنها قالت : كان الناس يتحرون بهداياهم يوم عائشة - من معرفة الصحابة لمحبة النبي صلى الله عليه وسلم لعائشة أنهم كانوا يهدون إليه في اليوم الذي يكون عندها ، حتى يكون ذلك اليوم أكثر سعداً وفرحاً لرسول الله صلى الله عليه وسلم -قالت : فاجتمعن صواحبي إلى أم سلمة - وكانت من كبار أزواج النبي صلى الله عليه وسلم سناً ، وسيأتي تفسير الحزبين الذين كانا في أزواج النبي عليه الصلاة والسلام بحكم طبيعة المرأة وغيرتها - فقلن لها : إن الناس يتحرون بهداياهم يوم عائشة وإنا نريد الخير كما تريده عائشة، فقولي لرسول الله صلى الله عليه وسلم يأمر الناس أن يهدوا له أينما كان، فذكرت أم سلمه ذلك له ، فسكت فلم يرد عليها ، فعادت الثانية فلم يرد عليها ، فلما كانت الثالثة قال : ( يا أم سلمه لا تؤذينني في عائشة ؛ فإن الوحي لم يأتيني وأنا في ثوب امرأة إلا عائشة ) .
وهذه فضيلة لها عن باقي أزواج النبي صلى الله عليه وسلم ، وهذا بيان طبيعة فطرة المرأة مع العصمة بالشرع والبعد عن مخالفة أمر الله وأمر رسوله صلى الله عليه وسلم .
الميزة الثالثة : أنها ابنة أبي بكر
كان نساء رسول الله صلى الله عليه وسلم حزبين : فحزب فيه عائشة وحفصة وصفية وسودة ، والحزب الآخر أم سلمة وسائر أزواجه ، وكان المسلمون قد علموا حب رسول الله صلى الله عليه وسلم لعائشة ، فإذا كانت عند أحد هم هدية يريد أن يهديها إلى رسول الله فأخرّها حتى إذا كان في بيت عائشة بعث بها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فتكلّم حزب أم سلمة مع أم سلمة ؛ لتكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال لها ذلك القول ، فقالت أم سلمة في هذه الرواية: أتوب إلى الله من أذاك يا رسول الله .
ثم إنهن دعون فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأرسلت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقالت : إن نساءك ينشدنك العدل في بنت أبي بكر فكلمته، فقال : يا بنية ألا تحبين ما أحب ؟! قالت : بلى ! فرجعت إليهن فأخبرتهن ، فقيل لها : ارجعي إليه ، فأبت أن ترجع ، فأرسلوا بعد ذلك زينب بنت جحش رضي الله عنهن جميعاً ، فأتت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأغلظت له في القول وقالت : إن نساءك ينشدنك الله العدل في ابنة أبي قحافة فرفعت صوتها حتى تناولت عائشة - أي ببعض القول - وعائشة قاعدة فسبتها - أي ذكرت لها كلاماً شديداً وقاسياً - حتى إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لينظر إلى عائشة هل تتكلم . قال : فتكلمت عائشة ترد على زينب حتى أسكتتها - أي ذكرت لها من القول ما ألجمها وأسكتها - فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( إنها ابنة أبي بكر ).
فشهد لها هذا الموقف بفضلها على أزواج رسول الله صلى الله علي وسلم .
الميزة الرابعة : أفضل من خديجة
وبالجملة فهناك خلاف بين أهل العلم في التفضيل بينها وبين خديجة رضي الله عنهن أجمعين، وقد مال الذهبي إلى تفضيل عائشة رضي الله عنها .
الميزة الخامسة : الثريد على سائر الطعام
ولذلك ورد عن أنس رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام ) .
وهذا تفضيل لها على سائر نساء أمة محمد صلى الله عليه وسلم ؛ لما كان لها من علم وسبق وفضل كما سيأتي ذكره .
الميزة السادسة : زوجة في الجنة
وفي مستدرك الحاكم عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك عن عائشة قالت :
قلت يا رسول الله مَن مِن أزواجك في الجنة ؟ قال أما إنك منهن، قالت : فخيِّل إليّ أن ذاك لأنه لم يتزوج بكراً غيري .
وهذا السؤال في حد ذاته ليس مجرد سؤال عابر ، بل هو يدل على فطنة عائشة رضي الله عنها وحرصها على الفضل والخير ؛ فإنها كانت ترى أزواج النبي صلى الله عليه وسلم، وشأنه معهن في هذه الحياة الدنيا وإنه كان يقسم لهن ، فأرادت أن ترى ما يكون في الآخرة وما تستشرف لها نفسها من أن تكون في الجنة وأن تكون رفيقة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن حسن أدب المصطفى عليه الصلاة والسلام وكمال هديه ولطفه وبره ؛ فإنه أخبر عائشة أنها منهن ولم يفردها بذلك ولم يعرض بغيرها من النساء بل بشرها بذلك، وانقضى ما يدل عليه هدي الرسول صلى الله عليه وسلم وصفة أزواجه أنهن معه في الجنة بإذن الله عز وجل، ولكن في هذا الحديث بشارة واضحة لعائشة رضي الله عنها على وجه الخصوص .
الميزة السابعة : قرب حتى آخر لحظة
ومن الفضائل التي كانت لها أيضاً أنه كما ورد عنها قالت : " توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيتي ، وفي يومي وليلتي ، وبين سحري ونحري، ودخل عبد الرحمن بن أبي بكر ومعه سواك رطب فنظر إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، حتى ظننت أنه يريده فأخذته - أي أخذت السواك - فمضغته ونفضته وطيبته ، ثم دفعته إليه فاستن به كأحسن ما رأيته مستناً قط، ثم ذهب يرفعه إليّ فسقطت يده صلى الله عليه وسلم، فأخذت أدعوا له بدعاء كان يدعوا له به جبريل صلى الله علي وسلم وكان هو يدعوا به إذا مرض يدعوا به في مرضه ذاك ، فرفع عليه الصلاة والسلام بصره إلى السماء وقال : الرفيق الأعلى ، وفاضت نفسه ، فالحمد لله الذي جمع بين ريقي وريقه في آخر يوم من أيام الدنيا " .
ومن فطنة وحكمة وعدالة زوجات النبي صلى الله عليه وسلم، أنهن رأين تعلق المصطفى صلى الله عليه وسلم بعائشة في وقت مرضه ، وكان يسأل وهو يمرض عند نسائه عن يوم عائشة ، فلما رأين ذلك أجمعن أمرهن على أن يجعلن تمريض النبي صلى الله عليه وسلم في وقت مرضه إلى عائشة في بيتها في كل الأيام والليالي، وهذا يدل على أهمية الحكمة والعصمة بالشرع في أن تكون أسمى وأرفع من طبيعة الغيرة الموجودة لدى النساء .
ـالسلام عليكم و رحمة الله و بركاته
//
تحيه طيبة و بعد . .
الميزة الأولى : في سرقة من حرير
فهذه عائشة رضي الله عنها ربما ذكر في وصفها على سبيل الإجمال و فضائلها كثيرة مشهورة في الأحاديث الصحيحة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، بل قد جاء ونزل في حقها آيات تتلى من كتاب الله عز وجل الى أن يرث الله الأرض ومن عليها، في الحديث عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أريتكِ في المنام ثلاث ليال جاء بكِ الملك في سرقة من حرير - يعني مغطاة بقطعة من حرير – فيقول : هذه امرأتك فأكشف عن وجهك فإذا أنت فيه ، فأقول : إن يك هذا من عند الله يمضه ) وقد أمضاه الله سبحانه وتعالى .
الميزة الثانية : القرب من الوحي
وفي فضيلة قربها من رسول الله صلى الله عليه وسلم واستيلائها على عظيم محبته ، ورد الحديث الصحيح عن عمر بن العاص وهو ممن أسلم في السنة الثامنة للهجرة أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم وقال له : أي الناس أحب إليك يا رسول الله ؟ قال : عائشة، قال : فمن الرجال ؟ قال : أبوها .
فكانت هي حبيبه رسول الله صلى الله عليه وسلم .
ولذلك قال الذهبي بعد إيراده هذا الحديث تعليق عليه : " وهذا خبر ثابت صحيح رغم أنوف الروافض ، وما كان عليه السلام يحب الا طيباً، وقد قال : ( لو كنت متخذاً خليلاً من هذه الأمة لاتخذت أبا بكر خليلاً ولكن أخوة الإسلام أفضل ) فأحبَّ أفضل رجلٍ من أمته ، وأفضل امرأة من أمته ، فمن أبغض حبيبي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فهو حريٌ أن يكون بغيضاً إلى الله ورسوله " .
لأن الرافضة قالت في عائشة رضي الله عنها أقوالاً مرفوضة مرذولة قبيحة ، حتى أن بعضهم قد غالى في ذلك قولاً يكفر به صاحبه إن أعتقده ؛ حيث أنهم فسروا قول الله عز وجل : { إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة } ، قال بعض الغلاة ممن كانوا على هذه النحلة والملة : " هي عائشة " ، تعالى الله عما يقولون في كتابه علواً كبيراً .
وهذا أيضاً حديث عن هشام بن عروة عن عائشة رضي الله عنها قالت : كان الناس يتحرون بهداياهم يوم عائشة - من معرفة الصحابة لمحبة النبي صلى الله عليه وسلم لعائشة أنهم كانوا يهدون إليه في اليوم الذي يكون عندها ، حتى يكون ذلك اليوم أكثر سعداً وفرحاً لرسول الله صلى الله عليه وسلم -قالت : فاجتمعن صواحبي إلى أم سلمة - وكانت من كبار أزواج النبي صلى الله عليه وسلم سناً ، وسيأتي تفسير الحزبين الذين كانا في أزواج النبي عليه الصلاة والسلام بحكم طبيعة المرأة وغيرتها - فقلن لها : إن الناس يتحرون بهداياهم يوم عائشة وإنا نريد الخير كما تريده عائشة، فقولي لرسول الله صلى الله عليه وسلم يأمر الناس أن يهدوا له أينما كان، فذكرت أم سلمه ذلك له ، فسكت فلم يرد عليها ، فعادت الثانية فلم يرد عليها ، فلما كانت الثالثة قال : ( يا أم سلمه لا تؤذينني في عائشة ؛ فإن الوحي لم يأتيني وأنا في ثوب امرأة إلا عائشة ) .
وهذه فضيلة لها عن باقي أزواج النبي صلى الله عليه وسلم ، وهذا بيان طبيعة فطرة المرأة مع العصمة بالشرع والبعد عن مخالفة أمر الله وأمر رسوله صلى الله عليه وسلم .
الميزة الثالثة : أنها ابنة أبي بكر
كان نساء رسول الله صلى الله عليه وسلم حزبين : فحزب فيه عائشة وحفصة وصفية وسودة ، والحزب الآخر أم سلمة وسائر أزواجه ، وكان المسلمون قد علموا حب رسول الله صلى الله عليه وسلم لعائشة ، فإذا كانت عند أحد هم هدية يريد أن يهديها إلى رسول الله فأخرّها حتى إذا كان في بيت عائشة بعث بها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فتكلّم حزب أم سلمة مع أم سلمة ؛ لتكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال لها ذلك القول ، فقالت أم سلمة في هذه الرواية: أتوب إلى الله من أذاك يا رسول الله .
ثم إنهن دعون فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأرسلت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقالت : إن نساءك ينشدنك العدل في بنت أبي بكر فكلمته، فقال : يا بنية ألا تحبين ما أحب ؟! قالت : بلى ! فرجعت إليهن فأخبرتهن ، فقيل لها : ارجعي إليه ، فأبت أن ترجع ، فأرسلوا بعد ذلك زينب بنت جحش رضي الله عنهن جميعاً ، فأتت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأغلظت له في القول وقالت : إن نساءك ينشدنك الله العدل في ابنة أبي قحافة فرفعت صوتها حتى تناولت عائشة - أي ببعض القول - وعائشة قاعدة فسبتها - أي ذكرت لها كلاماً شديداً وقاسياً - حتى إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لينظر إلى عائشة هل تتكلم . قال : فتكلمت عائشة ترد على زينب حتى أسكتتها - أي ذكرت لها من القول ما ألجمها وأسكتها - فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( إنها ابنة أبي بكر ).
فشهد لها هذا الموقف بفضلها على أزواج رسول الله صلى الله علي وسلم .
الميزة الرابعة : أفضل من خديجة
وبالجملة فهناك خلاف بين أهل العلم في التفضيل بينها وبين خديجة رضي الله عنهن أجمعين، وقد مال الذهبي إلى تفضيل عائشة رضي الله عنها .
الميزة الخامسة : الثريد على سائر الطعام
ولذلك ورد عن أنس رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام ) .
وهذا تفضيل لها على سائر نساء أمة محمد صلى الله عليه وسلم ؛ لما كان لها من علم وسبق وفضل كما سيأتي ذكره .
الميزة السادسة : زوجة في الجنة
وفي مستدرك الحاكم عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك عن عائشة قالت :
قلت يا رسول الله مَن مِن أزواجك في الجنة ؟ قال أما إنك منهن، قالت : فخيِّل إليّ أن ذاك لأنه لم يتزوج بكراً غيري .
وهذا السؤال في حد ذاته ليس مجرد سؤال عابر ، بل هو يدل على فطنة عائشة رضي الله عنها وحرصها على الفضل والخير ؛ فإنها كانت ترى أزواج النبي صلى الله عليه وسلم، وشأنه معهن في هذه الحياة الدنيا وإنه كان يقسم لهن ، فأرادت أن ترى ما يكون في الآخرة وما تستشرف لها نفسها من أن تكون في الجنة وأن تكون رفيقة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن حسن أدب المصطفى عليه الصلاة والسلام وكمال هديه ولطفه وبره ؛ فإنه أخبر عائشة أنها منهن ولم يفردها بذلك ولم يعرض بغيرها من النساء بل بشرها بذلك، وانقضى ما يدل عليه هدي الرسول صلى الله عليه وسلم وصفة أزواجه أنهن معه في الجنة بإذن الله عز وجل، ولكن في هذا الحديث بشارة واضحة لعائشة رضي الله عنها على وجه الخصوص .
الميزة السابعة : قرب حتى آخر لحظة
ومن الفضائل التي كانت لها أيضاً أنه كما ورد عنها قالت : " توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيتي ، وفي يومي وليلتي ، وبين سحري ونحري، ودخل عبد الرحمن بن أبي بكر ومعه سواك رطب فنظر إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، حتى ظننت أنه يريده فأخذته - أي أخذت السواك - فمضغته ونفضته وطيبته ، ثم دفعته إليه فاستن به كأحسن ما رأيته مستناً قط، ثم ذهب يرفعه إليّ فسقطت يده صلى الله عليه وسلم، فأخذت أدعوا له بدعاء كان يدعوا له به جبريل صلى الله علي وسلم وكان هو يدعوا به إذا مرض يدعوا به في مرضه ذاك ، فرفع عليه الصلاة والسلام بصره إلى السماء وقال : الرفيق الأعلى ، وفاضت نفسه ، فالحمد لله الذي جمع بين ريقي وريقه في آخر يوم من أيام الدنيا " .
ومن فطنة وحكمة وعدالة زوجات النبي صلى الله عليه وسلم، أنهن رأين تعلق المصطفى صلى الله عليه وسلم بعائشة في وقت مرضه ، وكان يسأل وهو يمرض عند نسائه عن يوم عائشة ، فلما رأين ذلك أجمعن أمرهن على أن يجعلن تمريض النبي صلى الله عليه وسلم في وقت مرضه إلى عائشة في بيتها في كل الأيام والليالي، وهذا يدل على أهمية الحكمة والعصمة بالشرع في أن تكون أسمى وأرفع من طبيعة الغيرة الموجودة لدى النساء .
المصدر