شووق قطر
¬°•| مراقبة عامة سابقة وصاحبة العطاء المميز |•°¬
تحتاج إلى قلب قبل أن تحتاج إلى بدن,والحقيقة أن ما ينقصنا هو القلب ، فالعباد يتفاوتون بحسب ما في قلوبهم من إيمان، ويتقدّمون إلى ربّهم وسرعتهم على حسب ما في قلوبهم من قوة يقين.ألم تر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لجبريل لما سأله عن الإحسان (أن تعبد الله كأنك تراه) من شدّة اليقين ,تعبد الله وفي حال بدنك متيقنًا أن لك رب ستلقاه وسيسمعك وما بينك وبينه ترجمان
الغفلة هي التي أورثت العباد قلوبًا ميتة، وأن صلاح العبادات على قدر صلاح قلب العابد, ونحن في غفلة عن قلوبنا، فما لنا إلا التوسل لله تعالى أن يحيي قلوبنا وأن يصلح أعمالنا ويشرح صدورنا بالتعلّق به,فلو كان العبد في قلبه تمام التعلق بربّه ما غفل عن طلب رضاه، لكننا نقف بين يدي الله في الصلاة وقلوبنا متعلّقة بما بعدها من أعمال ومشاغل
فما لنا إلا أن نسأله تعالى أن يعاملنا بعفوه، وأن يرزقنا توبة صادقة ننتفع بها قبل موتنا,أن نتعلّق بالله أن نهتدي بسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، وموافقة السنة عمل يبتدئ بالقلب، فلما يرى الله من قلبك صدقًا يشرح صدرك لمتابعتها؛ لأنّ القلوب هي مدار صلاح الأعمال,التوفيق للعمل الصالح ليس بيدك، عليك أن تتعلق بالله أن يوفقك للعمل الصالح، توسل إلى الله أن يطرد عنك هواك، فكم أسيرًا للهوى قد سجن بعيدًا عن ربه، وهؤلاء الذين ينشغلون بمحبة الله عن محبة غيره هم الذين يكونون غاية آمالهم يوم القيامة النظر إلى وجهه الكريم؛ لأن المحبّ في شوق للقيا حبيبه,نسأله سبحانه وتعالى أن يتفضّل علينا بمنّه وكرمه ويغفر لنا ذنوبنا ويجعلنا ممن يروه يوم القيامة، لا خوف عليهم ولا هم يحزنون,تعلق بالله عزّ وجلّ أن يوفقك, أن تكون من أهل التقوى،ومما يخشى منه أن يعيش العبد زمنًا آثار التقوى ثم يفقدها,من أعمال القلوب المهمة ,إحذر من وساوس الشيطان التي فيها إثارة لكبائر الذنوب, ويقع منه أنه يثير حقدك،الوساوس الذي يشغلك عن صفاء قلبك، فتجد نفسك عابد فارغ، في الظاهر مقيم الصلاة صائم الأيام، وفي الباطن منشغل بهذه الوساوس,فمن مشاكل قلب العابد, أنه لا يشعر يبتلى بقلبه، وهذا من البلاء، أن لا تشعر بالبلاء
كل ما كان قلبك أصفى كان شعورك بالبلاء أقوى.