رحآيل
¬°•| مُشْرِفة سابقة |•°¬
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله وصحبه
أما بعد:فإنه لما كان الإخلاص في الأعمال كالرّأس من الجسد أحببت أن أنقل بعض ما قرأته من كلام شيخ الإسلام ابن القيم رحمه الله سائلاً المولى جل وعز أن ينفعني وإخواني به إنه سميع مجيب .
قال رحمه الله :
،‘’؛° اثنان لا يجتمعان °؛‘’،
لا يجتمع الإخلاص في القلب ومحبة المدح والثناء والطمع فيما عند الناس إلا كما يجتمع الماء والنار والضب والحوت. فإذا حدثتك نفسك بطلب الإخلاص فاقبل على الطمع أولا فأذبحه بسكين اليأس، وأقبل على المدح والثناء فازهد فيهما زهد عشاق الدنيا في الآخرة ،فإذا استقام لك ذبح الطمع والزهد في الثناء والمدح سهل عليك الإخلاص .
فإن قلت: وما الذي يسهل علي ذبح الطمع والزهد في المدح والثناء ؟
قلت : أما ذبح الطمع فيسهله عليك علمك يقينا أنه ليس من شيء يطمع فيه إلا وبيد الله وحده خزائنه لا يملكها غيره،ولا يؤتى العبد منها شيئا سواه .
وأما الزهد في المدح والثناء فيسهله عليك علمك أنه ليس أحد ينفع مدحه ويزين ، ويضر ذمة ويشين إلا الله وحده كما قال ذلك الأعرابي للنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم إن مدحي زين وشتمي شين ،فقال: {ذلك الله عز و جل}1 فازهد في مدح من لا يزينك مدحه وفي ذم من لا يشنيك ذمه وارغب في مدح من كل الزين في مدحه وكل الشين في ذمه ولن يقدر على ذلك إلا بالصبر واليقين فمتى فقدت الصبر واليقين كنت كمن أراد السفر في البحر في غير مركب قال تعالى: {فاصبر إن وعد الله حق ولا يستخفنك الذين لا يوقنون}2 وقال تعالى: {وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون}3-4 اهــ
وصلى الله على محمد وآله وصحبه
1:أخرجه الترمذي من حديث البراء بن عازب رضي الله عنه وصححه العلامة الألباني رحمه الله انظر "صحيح الترمذي" الحديث رقم " 3267"، وقال العلامة مقبل الوادعي رحمه الله حسن غريب انظر "الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين"[1/119]ط/الآثار.
2:[ سورة الروم : 60 ].
3:[ سورة السجدة: 23].
4:" كتاب الفوائد " ص190ط/دار الفجر.
الحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله وصحبه
أما بعد:فإنه لما كان الإخلاص في الأعمال كالرّأس من الجسد أحببت أن أنقل بعض ما قرأته من كلام شيخ الإسلام ابن القيم رحمه الله سائلاً المولى جل وعز أن ينفعني وإخواني به إنه سميع مجيب .
قال رحمه الله :
،‘’؛° اثنان لا يجتمعان °؛‘’،
لا يجتمع الإخلاص في القلب ومحبة المدح والثناء والطمع فيما عند الناس إلا كما يجتمع الماء والنار والضب والحوت. فإذا حدثتك نفسك بطلب الإخلاص فاقبل على الطمع أولا فأذبحه بسكين اليأس، وأقبل على المدح والثناء فازهد فيهما زهد عشاق الدنيا في الآخرة ،فإذا استقام لك ذبح الطمع والزهد في الثناء والمدح سهل عليك الإخلاص .
فإن قلت: وما الذي يسهل علي ذبح الطمع والزهد في المدح والثناء ؟
قلت : أما ذبح الطمع فيسهله عليك علمك يقينا أنه ليس من شيء يطمع فيه إلا وبيد الله وحده خزائنه لا يملكها غيره،ولا يؤتى العبد منها شيئا سواه .
وأما الزهد في المدح والثناء فيسهله عليك علمك أنه ليس أحد ينفع مدحه ويزين ، ويضر ذمة ويشين إلا الله وحده كما قال ذلك الأعرابي للنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم إن مدحي زين وشتمي شين ،فقال: {ذلك الله عز و جل}1 فازهد في مدح من لا يزينك مدحه وفي ذم من لا يشنيك ذمه وارغب في مدح من كل الزين في مدحه وكل الشين في ذمه ولن يقدر على ذلك إلا بالصبر واليقين فمتى فقدت الصبر واليقين كنت كمن أراد السفر في البحر في غير مركب قال تعالى: {فاصبر إن وعد الله حق ولا يستخفنك الذين لا يوقنون}2 وقال تعالى: {وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون}3-4 اهــ
وصلى الله على محمد وآله وصحبه
1:أخرجه الترمذي من حديث البراء بن عازب رضي الله عنه وصححه العلامة الألباني رحمه الله انظر "صحيح الترمذي" الحديث رقم " 3267"، وقال العلامة مقبل الوادعي رحمه الله حسن غريب انظر "الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين"[1/119]ط/الآثار.
2:[ سورة الروم : 60 ].
3:[ سورة السجدة: 23].
4:" كتاب الفوائد " ص190ط/دار الفجر.