الصمت إجابة بارعة لا يتقنها الكثيرون (قــصــة )

الحالة
مغلق و غير مفتوح للمزيد من الردود.

كلكجي

¬°•| عضــو مــهــم|•°¬
إنضم
3 ديسمبر 2009
المشاركات
192
العمر
46
الإقامة
الـــــبـــريـــمــــي
الصمت إجابة بارعة لا يتقنها الكثيرون:
-----------------------------------------




وقف شخص يدعى جان في المحطة مزهوّا ببدلته العسكرية الأنيقة، وراح يراقب وجوه الناس وهم ينحدرون من القطار واحدا بعد الآخركان في الحقيقة يبحث عن وجه المرأة التي يعرفها قلبه، لكنه لم ير وجهها قط.

قالت له بأنها ستعلق على صدرها وردة حمراء ليتمكن من أن يميزها من بين مئات المسافرين.

لقد بدأت معرفته بها منذ حوالي ثلاثة عشر شهرا، كان ذلك في المكتبة العامة في فلوريدا عندما اختار كتابا وراح يقلب صفحاته.

لم يشده ما جاء في الكتاب بقدر ما شدته الملاحظات التي كتبت بقلم الرصاص على هامش كل صفحة.

أدرك من خلال قرائتها بأن كاتبها إنسان مرهف الحس دمث الأخلاق، وشعر بالغبطة عندما قرأ اسمها مكتوبا على الغلاف باعتبارها السيدة التي تبرعت للمكتبة بالكتاب.

ذهب إلى البيت وراح يبحث عن اسمها حتى عثر عليه في كتاب الهواتف، كتب لها ومنذ ذلك الحين بدأت بينهما علاقة دافئة وتوطدت عبر الرسائل الكثيرة التي تبادلوها.

خلال تلك المدة، اُستدعي للخدمة وغادر أمريكا متوجها إلى إحدى القواعد العسكرية التي كانت تشارك في الحرب العالمية الثانية.

بعد غياب دام عاما، عاد إلى فلوريدا واستأنف علاقته بتلك السيدة التي أكتشف فيما بعد أنها في مقتبل العمر وتوقع أن تكون في غاية الجمال.

أتفقا على موعد لتزوره، وبناء على ذلك الموعد راح في الوقت المحدد إلى محطة القطار المجاورة لمكان إقامته.

شعر بأن الثواني التي مرت كانت أياما، وراح يمعن في كل وجه على حدة.

لمحها قادمة باتجاهه بقامتها النحيلة وشعرها الأشقر الجميل، وقال في نفسه: هي كما كنت أتخيلها، يا إلهي ما أجملها!

شعر بقشعريرة باردة تسللت عبر مفاصله، لكنه استجمع قواه واقترب بضع خطوات باتجاها مبتسما وملوحا بيده.

كاد يُغمى عليه عندما مرّت من جانبه وتجاوزته، ولاحظ خلفها سيدة في الأربعين من عمرها، امتد الشيب ليغطي معظم رأسها وقد وضعت وردة حمراء على صدرها، تماما كما وعدته حبيبته أن تفعل.

شعر بخيبة أمل كبيرة: "ياإلهي لقد أخطأت الظن! توقعت بأن تكون الفتاة الشابة الجميلة التي تجاوزتني هي الحبيبة التي انتظرتها أكثر من عام، لأفاجئ بامرأة بعمر أمي وقد كذبت عليّ"

أخفى مشاعره وقرر في ثوان أن يكون لطيفا، لأنها ولمدة أكثر من عام ـ وبينما كانت رحى الحرب دائرة ـ بعثت الأمل في قلبه على أن يبقى حيا.

استجمع قواه، حياها بأدب ومدّ يده مصافحا: أهلا، أنا الضابط جان وأتوقع بأنك السيدة مينال!

قال يحدث نفسه: "إن لم يكن من أجل الحب، لتكن صداقة"!، ثم أشار إلى المطعم الذي يقع على إحدى زوايا المحطة: "تفضلي لكي نتناول طعام الغداء معا"

فردت: يابني، أنا لست السيدة مينال، ولا أعرف شيئا عما بينكما. ثم تابعت تقول:

قبيل أن يصل القطار إلى المحطة اقتربت مني تلك الشابة الجميلة التي كانت ترتدي معطفا أخضر ومرت بقربك منذ لحظات، وأعطتني وردة حمراء وقالت: سيقابلك شخص في المحطة وسيظن بأنك أنا. إن كان لطيفا معك ودعاك إلى الغداء قولي له بأنني أنتظره في ذلك المطعم، وإن لم يدعوك اتركيه وشأنه، لقد قالت لي بأنها تحاول أن تختبر إنسانيتك ومدى لطفك.

عانقها شاكرا وركض باتجاه المطعم!

...............


اللحظات الحرجة في حياتنا هي التي تحدد هويتنا الإنسانية ومدى إلتزامنا بالعرف الأخلاقي.

مثل صيني يقول:

"إذا استطعت أن تسيطر على غضبك لحظة واحدة... ستوفر على نفسك مائة يوم من الندم"



"ملطوش بتصرف"
 

ملاذ الطير

¬°•| مُشرِفَة سابقة |•°¬
إنضم
29 سبتمبر 2009
المشاركات
303
الإقامة
بلاد العز والآوطان
"إذا استطعت أن تسيطر على غضبك لحظة واحدة... ستوفر على نفسك مائة يوم من الندم"

جميل حقا ورائع ما طرحت اخي الكريم

بانتظار ابداعاتك الرائعه

تقبل مروري وخالص تقديري
 

Sμilε

¬°•| » نقـآء يسڪْننيّ|•°¬
إنضم
9 يناير 2009
المشاركات
2,085
العمر
63
اللحظات الحرجة في حياتنا هي التي تحدد هويتنا الإنسانية ومدى إلتزامنا بالعرف الأخلاقي.


بالفعل ,, هي تلك اللحظات اللتي تعرينا من كل الأقنعة لتكشفنا على حقيقة ذواتنا ,,


رائــع جدًا ما نقلت ’’
 

ترحال

¬°•| عضو مميز جدا |•°¬
إنضم
19 مارس 2010
المشاركات
953
الإقامة
بين متاهات الزمن
تسلم ع القصة الطيبة والمفيدة جدا...

"إذا استطعت أن تسيطر على غضبك لحظة واحدة... ستوفر على نفسك مائة يوم من الندم"

حكمة رائعة جدا...
 
الحالة
مغلق و غير مفتوح للمزيد من الردود.
أعلى