الرئيسية
المنتديات
المشاركات الجديدة
بحث بالمنتديات
ما الجديد
المشاركات الجديدة
جديد مشاركات الحائط
آخر نشاط
الأعضاء
الزوار الحاليين
مشاركات الحائط الجديدة
البحث عن مشاركات الملف الشخصي
تسجيل الدخول
تسجيل
ما الجديد
البحث
البحث
بحث بالعناوين فقط
بواسطة:
المشاركات الجديدة
بحث بالمنتديات
قائمة
تسجيل الدخول
تسجيل
Install the app
تثبيت
الرئيسية
المنتديات
,, البُريمِي الأَدَبِيـَة ,,
,, البُريمِي لِلقِصَص والرِوَايات ,,
((دموع على سفوح المجد)) ... قصة رااااائعه اجتماعية ...
تم تعطيل الجافا سكربت. للحصول على تجربة أفضل، الرجاء تمكين الجافا سكربت في المتصفح الخاص بك قبل المتابعة.
أنت تستخدم أحد المتصفحات القديمة. قد لا يتم عرض هذا الموقع أو المواقع الأخرى بشكل صحيح.
يجب عليك ترقية متصفحك أو استخدام
أحد المتصفحات البديلة
.
الرد على الموضوع
الرسالة
<blockquote data-quote="ترحال" data-source="post: 602141" data-attributes="member: 3060"><p style="text-align: center"><span style="color: DarkOrchid">- ترى أيهما أقوى؟.. عاطفة الأبوة أم عاطفة الأمومة؟</span></p> <p style="text-align: center"><span style="color: DarkOrchid">- اسألي نفسك؟</span></p> <p style="text-align: center"><span style="color: DarkOrchid">- يتملكني شعور طاغ بأنه لا يوجد في الكون كله فتاة تحب الأطفال مثلي.</span></p> <p style="text-align: center"><span style="color: DarkOrchid">- لعلنا جميعاً يراودنا نفس الشعور.</span></p> <p style="text-align: center"><span style="color: DarkOrchid">ثم قالت سامية وهي تسرح بخيالها في وجدانها الخصيب:</span></p> <p style="text-align: center"><span style="color: DarkOrchid">- عندما أرى طفلاً يبتسم أرى الوجود من حولي باسماً سعيداً وأحس به مفعما بالبهجة والفرح وتلح عليّ رغبة جارفة لأن أضم ذلك الطفل إلى صدري، وأودعه في قلبي إلى الأبد..</span></p> <p style="text-align: center"><span style="color: DarkOrchid">قال عصام وهو يشملها بنظراته المتولعة:</span></p> <p style="text-align: center"><span style="color: DarkOrchid">- عندما أنظر إلى وجهك الجميل أراه بريئاً صافياً، وعندما تتحدثين أجد الداخل أصفى وأحلى.. إن نفسي الآن تنعم بالسعادة والارتياح، فبالأمس اطمأنت بمبادئ الإسلام الأصيلة الصافية واليوم تسكن إلى الإنسانة الحبيبة التي شُغفت بها.. ما أجمل الدين والدنيا إذا اجتمعا!..</span></p> <p style="text-align: center"><span style="color: DarkOrchid">قالت سامية في حماس:</span></p> <p style="text-align: center"><span style="color: DarkOrchid">- نسيت أن أخبرك.. لقد بدأت أصلي.</span></p> <p style="text-align: center"><span style="color: DarkOrchid">- هذا خبر رائع.. كنت على يقين من أن إيمانك الكبير ومعدنك الطيب سيقودك إلى الصلاة.</span></p> <p style="text-align: center"><span style="color: DarkOrchid">- عندما أديت صلاة الصبح اليوم، انتابني شعور عذب مريح، وشعرت بنفسي وقد اطمأنت وسمت. وألقي في روعي أني إنسانة جديدة، قد طهرتها الصلاة من كل أدران الدنيا وهمومها ومشاكلها.</span></p> <p style="text-align: center"><span style="color: DarkOrchid">صمت عصام ملياً ثم سألها ( بعد تفكر) وهو يرمقها بإعجاب:</span></p> <p style="text-align: center"><span style="color: DarkOrchid">- لو كان بحوزتك جوهرة نادرة.. جوهرة ثمينة عزيزة على نفسك، فماذا تفعلين بها؟</span></p> <p style="text-align: center"><span style="color: DarkOrchid">- أحفظها وأصونها من العيون والأيدي وأتعهدها بالحماية والرعاية والحرص والاهتمام.</span></p> <p style="text-align: center"><span style="color: DarkOrchid">- وأنت يا سامية جوهرتي الغالية، ودرتي النفيسة التي أحبها وأغار عليها.. لكم أتمنى أن أصونك في قلبي فأحميك من كل عين جائعة وكل نظرة مريضة.. عندما كنت ألمح شاباً في الجامعة أو في الشارع ينظر إليك أو يتأملك، كان يغلي في صدري مرجل من الغيظ، وتنطلق في دمائي أمواج عاتية من الغضب، وتلهب أعصابي شحنات ثائرة مجنونة.. إني أخاف عليك من النسمة إذا هبت، فكيف أصبر على عين جائعة تلتهمك بنظراتها الخائنة الخبيثة.</span></p> <p style="text-align: center"><span style="color: DarkOrchid">هزت مشاعر الغيرة التي أبداها عصام نفس سامية، فطربت لها، وشعرت بحرارة الحب الذي يكنه نحوها وهي تمس قلبها وتسري في دمها، فسألته تستزيد من عواطفه الثرة الغنية:</span></p> <p style="text-align: center"><span style="color: DarkOrchid">- هل أفهم أن الحب عندك يعني التملك؟</span></p> <p style="text-align: center"><span style="color: DarkOrchid">ابتسم عصام وأجاب:</span></p> <p style="text-align: center"><span style="color: DarkOrchid">- الميل المتبادل إلى التملك بين الزوجين من مقتضيات الحب الصادق العميق.. ينبغي أن يشعر كل منا بأنه ملك للآخر، بل جزء من الآخر.. إنَّه نتيجة منطقية لاتصال المشاعر ووحدتها وانصهارها في شعور واحد، فكما أغار عليك وأحب أن تكوني لي وحدي، أنت أيضا تغارين علي وتحبين أن أكون لك وحدك، أم أنك لا تغارين علي؟...</span></p> <p style="text-align: center"><span style="color: DarkOrchid">ضحكت وتساءلت في عتاب:</span></p> <p style="text-align: center"><span style="color: DarkOrchid">- أنا؟.. إنِّي لأتمنى لو أكبلك بقيود من حديد، فلا تخرج من مملكتي إلى الأبد.</span></p> <p style="text-align: center"><span style="color: DarkOrchid">حبك الطاهر الذي يكبلني أقوى من كل قيود الدنيا وأغلالها.</span></p> <p style="text-align: center"><span style="color: DarkOrchid">- يقولونا بأن التملك في الحب أنانية!.</span></p> <p style="text-align: center"><span style="color: DarkOrchid">- هذا إذا كان التملك شيئا مفروضاً من طرف واحد.. إنه منتهى الأنانية، فترين الرجل مثلاً يغار على زوجته أشد الغيرة، ويحاصرها بأوامره ونواهيه، ويفرض عليها قيوداً مبالغاً فيها في اللباس والحركة، ويعتقل البسمة إذا رفًّت على شفتيها، ثم يبيح لنفسه كل ما يحرمه عليها، وينجرف وراء شهواته وملذاته وغرائزه دون احترام لمشاعر زوجته المسكينة وحقها في أن يكون لها وحدها. هذا النوع من الرجال ينظر إلى المرأة على أنها مجرد متاع شخصي دون اعتبار لشخصيتها وحقوقها وعواطفها وفي هذا احتقار لها وإيذاء.</span></p> <p style="text-align: center"><span style="color: DarkOrchid">سألت سامية في حيرة:</span></p> <p style="text-align: center"><span style="color: DarkOrchid">- وكيف لي أن أملك نظرات العابثين والفضوليين، لقد اعتدت هذا الإزعاج المتكرر كل يوم.</span></p> <p style="text-align: center"><span style="color: DarkOrchid">- لا تقولي اعتدت.. أرجوك.</span></p> <p style="text-align: center"><span style="color: DarkOrchid">- لا أقصد بالاعتياد أني مرتاحة لهذا، فالفتاة التي يسرها أن تلتهمها العيون الجائعة الخبيثة فتاة في سلوكها مرض.. ما أقصده هو أني لا أملك حيال نظرات هؤلاء شيئاً.</span></p> <p style="text-align: center"><span style="color: DarkOrchid">- بل تملكين.</span></p> <p style="text-align: center"><span style="color: DarkOrchid">- كيف ؟</span></p> <p style="text-align: center"><span style="color: DarkOrchid">- بأن تغلقي نوافذ الفتنة والإغراء.</span></p> <p style="text-align: center"><span style="color: DarkOrchid">- لعلك تقصد... </span></p> <p style="text-align: center"><span style="color: DarkOrchid">- الحجاب.. هذا ما أردته فعلاً.. حجاب الرأس والجسد فلا يبدو منك إلا الوجه والكفّان.</span></p> <p style="text-align: center"><span style="color: DarkOrchid">قالت وهي تتفكر:</span></p> <p style="text-align: center"><span style="color: DarkOrchid">- فكرت بارتدائه كثيراً، لكن التردد كان يوهن عزمي، ويثنيني.</span></p> <p style="text-align: center"><span style="color: DarkOrchid">- ولماذا التردد؟.. إنه أمر من الله يجب تنفيذه، والله يا عزيزتي هو الأعلم بتركيبنا الجسدي والفكري والنفسي وهو الخبير بطبائعنا وغرائزنا وميولنا، لذا فإن منهجه هو الأولى بالإتباع. </span></p> <p style="text-align: center"><span style="color: DarkOrchid">- إني أدرك هذا، لكني - في الحقيقة – لم أتعود عليه، ثم إن زميلاتي سوف يحرجنني بكلماتهن اللاذعة، ويحاصرنني بسخرياتهن السخيفة، ويكبلنني بنظراتهن المتطفلة.</span></p> <p style="text-align: center"><span style="color: DarkOrchid">- قال عصام معترضاً:</span></p> <p style="text-align: center"><span style="color: DarkOrchid">- لست أنت بالتي تقول هذا!.. يجب أن تكون شخصيتك أقوى من ذلك.. ينبغي أن نتحرر من ضغط المجتمع الفاسد.. أن نتصرف بوحي من مبادئنا وقناعاتنا.. أن نكون فاعلين في المجتمع لا منفعلين به.</span></p> <p style="text-align: center"><span style="color: DarkOrchid">- كلامك حق، لكن ما يزيدني تردداً وجود بعض الفتيات اللواتي يسئن للحجاب.. يرتدين الحجاب ويسلكن سلوكاً شنيعاً لا ينسجم مع ما يرمز إليه هذا اللباس من طهر وتعفف!</span></p> <p style="text-align: center"><span style="color: DarkOrchid">- لا أنكر وجود هؤلاء، لكن هذا ليس مبرراً لأن ننفر من الحجاب ونتخلى عنه، أليس هناك أطباء يحملون الطب دون أن يتقنوه؟</span></p> <p style="text-align: center"><span style="color: DarkOrchid">- بلى.. </span></p> <p style="text-align: center"><span style="color: DarkOrchid">- لكن ذلك لم يدفع أحداً لأن يتخلَّى عن دراسة الطب وممارسته، واستطاع الأطباء الناجحون أن يحطموا بإخلاصهم وإتقانهم ومهاراتهم أولئك الذين ليس لهم من الطب إلا اللقب الأجوف.</span></p> <p style="text-align: center"><span style="color: DarkOrchid">- هذا صحيح.</span></p> <p style="text-align: center"><span style="color: DarkOrchid">- إذن لماذا لا تكون الفتيات اللواتي ينسجم حجابهن مع سلوكهن هن الأوضح والأبرز في المجتمع، حتى يسطّرن بأخلاقهن الرائدة ومعاملتهن النظيفة الناصعة مثلاً رائعاً للفتاة المسلمة الأصيلة.</span></p> <p style="text-align: center"><span style="color: DarkOrchid">قالت سامية وهي مشدودة إلى الحوار:</span></p> <p style="text-align: center"><span style="color: DarkOrchid">- لماذا أمرنا الله بالحجاب؟.. ما الحكمة من تشريعه؟</span></p> <p style="text-align: center"><span style="color: DarkOrchid">- لأنه يريد أن يحاصر عوامل الفتنة في المجتمعات، فالنظرة المقصودة للمرأة، ورؤية مواطن الفتنة والإغراء فيها، والاختلاط الفوضوي بها يثير غرائز الرجال، ويفقدهم على أعصابهم، ويدفعهم للتهافت على اللذات والرغبات، فتطغى مشاعر الجنس عندهم على آلاف المشاعر المهمة للحياة، مما يدفعهم لتجاوز حدود الأخلاق والآداب، فينحدر المجتمع نحو الفساد، وتصاب الأمة بالضعف والانهيار.</span></p> <p style="text-align: center"><span style="color: DarkOrchid">- وهذا ما يعاني منه مجتمعنا فعلاً.</span></p> <p style="text-align: center"><span style="color: DarkOrchid">- لقد رفض الإسلام أن ينظر الرجل إلى المرأة كجسد فحسب، لأن في ذلك غضاّ من مكانتها الرفيعة السامية وإهانة لكرامتها الإنسانية، فالمرأة نصف المجتمع، وشقه المكمل للرجل، وبها تناط مهمات إنسانية نبيلة يعجز الرجل عن أدائها، ولا تقوم الحياة بدونها.. لقد أراد الإسلام أن يثير منظر المرأة أثناء حركتها في المجتمع المشاعر الطاهرة</span></p> <p style="text-align: center"><span style="color: DarkOrchid"></span></p> <p style="text-align: center"><span style="color: DarkOrchid">النظيفة المفعمة بالاحترام والتقدير.. المشاعر النبيلة التي تليق بمكانتها العظيمة في الحياة، أمّا المشاعر الجنسية والجسدية فقد دعا الإسلام إلى إطلاقها ضمن إطار الحياة الزوجية حيث يتحول التبرج والإغراء إلى واجب مقدس تبذله المرأة لزوجها ويتحول الإرضاء الجنسي إلى واجب مقدس يبذله الرجل لزوجته، وعندما يقوم الزوجان بواجبهما في حبّ واحترام وإيثار يتحقق لهما السكن النفسي والاستقرار الروحي، وتمضي سفينة الأسرة في أمان دون أن تعصف بها رياح الرغبة أو الخلاف..</span></p> <p style="text-align: center"><span style="color: DarkOrchid">قالت سامية وهي تتفكر:</span></p> <p style="text-align: center"><span style="color: DarkOrchid">- كلامك هذا يذكرني بـ ((منى))..</span></p> <p style="text-align: center"><span style="color: DarkOrchid">- منى؟.. ما شأنها؟..</span></p> <p style="text-align: center"><span style="color: DarkOrchid">- لقد عادت تتقرب مني من جديد، وقد لمَّحت لي أمس بأني كنت على حقّ حينما حذرتها من صفوان، وعندما حاولت أن أعرف منها سبب هذه الصحوة المتأخرة دمعت عيناها وقالت لي بأنه سيأتي يوم تحدثني فيه بكل ما حدث.</span></p> <p style="text-align: center"><span style="color: DarkOrchid">قال عصام في شرود:</span></p> <p style="text-align: center"><span style="color: DarkOrchid">- يبدو أنَّ أحداثاً خطيرة قد وقعت!! أخشى أن...</span></p> <p style="text-align: center"><span style="color: DarkOrchid">ودخلت أم عصام الشرفة لتقدم الفواكه لابنها وخطيبته، وما إن رأتهما حتى خفق قلبها لهذا المنظر الرائع، والتمعت الفرحة في عينيها.. فها هو ابنها الغالي يسكن إلى زوجته الجميلة الفاتنة، وها هو الأمل الرائع العذب يتحقق، وشعرت بالسعادة العارمة تكتسح أغوارها وتطهرها من كل رواسب الماضي وذكرياته الأليمة، وأحست بسحب الحزن القاتمة السوداء وهي تنقشع رويداً...رويداً من نفسها الملبدة بالكآبة لتسطع من خلالها شمس التفاؤل والسرور فتذيب فتذيب بأشعهتا الدافئة صقيع الأيام الباردة التي شغلت سنوات شبابها المهدور، وتفجرت في أعماقها ينابيع الأحلام السعيدة،فرات نفسها في لوحة الخيال جدّة طيبة يحف بها أحفادها الأحبة الذين يملؤون لها حياتها بهجة وأنساً ومتعة،فذاك يشدّها من يدها لتقوده الى مكان الحلوى،وتلك تهرع إليها فتعطيها المشط لتسرح لها شعرها الأشقر الطويل، وذلك يدس يده في جيبها باحثاً عن القروش، وهذه تبكي في دلال وترمقها في توسل فتدعوها بنظراتها البريئة وأنينها المفتعل لأن تحملها وتعطيها حظها من الرعاية والعطف والاهتمام أسوة بأخوتها، وقد أوهمها تفكيرها الطفولي الغض بأن أخوتها الكبار قد استولوا على جدتها الحبيبة، واستحوذوا عليها، وهي المدللة الأثيرة لديها، فنشبت الغيرة في قلبها الصغير. وغلبتها ابتسامة فرحة مشرقة أضاءت ملامحها، فتهللت بالبشر وفاضت بالحبور وقالت وهي تبش في وجه كنتها العزيزة</span></p> <p style="text-align: center"><span style="color: DarkOrchid">- الله يكتب لكما السعادة العمر كله.. تفضلي يا ابنتي..</span></p> <p style="text-align: center"><span style="color: DarkOrchid">- لقد أتعبت نفسك يا أمّاه.. كان ينبغي أن أقوم بهذا بنفسي.</span></p> <p style="text-align: center"><span style="color: DarkOrchid">- ((تعبك راحة يا حبيبتي)).. تفضلي.. لقد انتخبت لك هذه الفواكه بنفسي فلا تتركي منها شيئاً.</span></p> <p style="text-align: center"><span style="color: DarkOrchid">- سلمت يداك.. ستكون ألذ فواكه آكلها لأنها من اختيارك أنت.. </span></p> <p style="text-align: center"><span style="color: DarkOrchid">هتف عصام في دعابة:</span></p> <p style="text-align: center"><span style="color: DarkOrchid">- ((يا عيني)).. أراكما قد نسيتماني.. لقد بدأت أغار. ضحكت الأم وكنتها، بينما قال عصام في توسل :</span></p> <p style="text-align: center"><span style="color: DarkOrchid">- اجلسي معنا يا أماه.</span></p> <p style="text-align: center"><span style="color: DarkOrchid">قالت وهي ترميه بنظرة ذات معنى:</span></p> <p style="text-align: center"><span style="color: DarkOrchid">- ((اعذروني يا ابني، لا يصح أن أترك حماتك وحدها)). ثم مضت ونفسها مترعة بالمشاعر اللذيذة، وقالت سامية: </span></p> <p style="text-align: center"><span style="color: DarkOrchid">- لكم أنا محظوظة، زوج حبيب وحماة رؤوم.</span></p> <p style="text-align: center"><span style="color: DarkOrchid">قال يمازحها:</span></p> <p style="text-align: center"><span style="color: DarkOrchid">- هذا كلام تقولينه الآن، فقط.</span></p> <p style="text-align: center"><span style="color: DarkOrchid">- الآن وغداً، وسوف ترى..</span></p> <p style="text-align: center"><span style="color: DarkOrchid">- لا تقنعيني يا عزيزتي.. لن تنقضي الأيام الأولى للزواج حتى تنضمي إلى حلبة الصراع الأبدي بين الكنة والحماة!.</span></p> <p style="text-align: center"><span style="color: DarkOrchid">- ومن قال لك أنه صراع أبدي معلوماتك خاطئة يا أستاذ.</span></p> <p style="text-align: center"><span style="color: DarkOrchid">- ((دكتور)). إذا سمحتِ ...</span></p> <p style="text-align: center"><span style="color: DarkOrchid">- الخلافات بين الكنة والحماة يا ((دكتور)).. لا تحدث إلا بين النفوس الأنانية المتسرعة الضيقة المهيأة للخلاف والشجار والخصام، أما حماتي فهي شيء آخر!.</span></p> <p style="text-align: center"><span style="color: DarkOrchid">- أريد أن أعرف سر هذه المحبة التي بينكما.</span></p> <p style="text-align: center"><span style="color: DarkOrchid">- الحب شعور روحي طليق لا يخضع لتفسيرات العقل وقوانينه.</span></p> <p style="text-align: center"><span style="color: DarkOrchid">- لعلك تحبينها من أجلي!.</span></p> <p style="text-align: center"><span style="color: DarkOrchid">- قد أجاملها من أجلك، أما المحبة فهي شيء صادق يولد في الأعماق، إما أن يكون أو لا يكون وأنا أحبها يا عصام لأني أحبها.. أمك امرأة عظيمة حقاً.. لقد بدأت أدرك مصدر شمائلك الرفيعة.</span></p> <p style="text-align: center"><span style="color: DarkOrchid">ابتسم وقال بنبرات حالمة رقيقة:</span></p> <p style="text-align: center"><span style="color: DarkOrchid">- المرأة كائن عظيم ينطوي على أسرار روحية عجيبة..كائن لطيف يملك كنوزاً من الحب والرحمة والحنان يفتقر إليها تلك المحاولات المستمرة لإثبات أنًّ المرأة تستطيع أن تكون مهندسة أو عاملة أو محامية أو.. من قال أنها لا تستطيع؟... إن المرأة لديها القدرة والاستطاعة لأن تحل مكان الرجل في الكثير من أعماله، بل وأن تتفوق عليه فيها، لكن جوهر القضية ليس هنا.. الأسرة الناجحة السعيدة يا عزيزتي تقوم على التخصص وتقاسم الأعباء.. ثمة حقيقة أخرى.. إن المراة تستطيع أن تحل مكان الرجل من المستحيل أن يحل مكان المرأة..</span></p> <p style="text-align: center"><span style="color: DarkOrchid">قالت سامية في دعابة:</span></p> <p style="text-align: center"><span style="color: DarkOrchid">- أنت تعترف إذن بتفوق الجنس اللطيف على الجنس الخشن!.</span></p> <p style="text-align: center"><span style="color: DarkOrchid">ابتسم عصام وقال:</span></p> <p style="text-align: center"><span style="color: DarkOrchid">- القضية ليست تنافساً وصراعاً.. إن العلاقة بين الرجل والمرأة علاقة تكامل .. فما ينقص الرجل تكمله المرأة وما ينقص المرأة يكمله الرجل وباجتماعهما تتشكل الوحدة الإنسانية المستقرة الفاعلة في الحياة.. المرأة والرجل في الإسلام متساويان من حيث الإنسانية متكاملان من حيث الخصائص والوظائف.. من الإجحاف والغباء أن نضع المرأة مكان الرجل والرجل مكان المرأة.</span></p> <p style="text-align: center"><span style="color: DarkOrchid">- ما خصائص المرأة برأيك؟...</span></p> <p style="text-align: center"><span style="color: DarkOrchid">- المرأة روح شفاف رقيق مزودة بجهاز عاطفي فريد، هيأه الله ليقوم بأخطر مهمة في الوجود.</span></p> <p style="text-align: center"><span style="color: DarkOrchid">- تريد التربية طبعاً.</span></p> <p style="text-align: center"><span style="color: DarkOrchid">- أجل.. فتربية الطفل وإعداده لرحلة الحياة من أهم وأخطر المهمات التي تواجه الإنسان على هذه الأرض.. لأنها عملية إنضاج لأجيال، يتم بواسطتها غرس الصفات النفسية الفكرية والروحية التي تبلور شخصية الفرد وتؤهله ليحتل موقعه الفاعل في المجتمع والأم هي القادرة على القيام بهذه المهمة بما أوتيت من عطف وحنان وصبر على مشاكل الطفل وتفهم لها، مما يجعل الطفل أكثر تقبلاً واستجابة لعملية التربية.. طبعاً أنا لا ألغي دور الأب في التربية، لكن الدور الحاسم يبقى للأم بلا جدال.</span></p> <p style="text-align: center"><span style="color: DarkOrchid">وافقته سامية بإيماءة وقالت وهي تقدم له قطعة من تفاحتها:</span></p> <p style="text-align: center"><span style="color: DarkOrchid">- إنني أعزو الكثير من أمراضنا ومشاكلنا الاجتماعية لفشل التربية في البيت.. هذه ملاحظة واضحة جداً في حياتنا..</span></p> <p style="text-align: center"><span style="color: DarkOrchid">- فعلاً قد يخطئ الرجل فلا يتعدى خطؤه إتلاف آلة أو خسارة صفقة، أما إذا أخلت المرأة بوظيفتها فإنها بذالك تحطم جيلاً وتدمر أمة. أن أكبر مأساة تعيشها البشرية اليوم هي غياب المرأة عن مسرح التربية، وتخليها عن وضيفتها الحساسة للخادمة أو دور الحضانة ووسائل الإعلام، مما أدى إلى فساد الأجيال الجديدة واضطراب شخصيتها، لأنها لم تتلق القدر الكافي من العطف والرعاية والاهتمام، ولم تتناول الجرعات الكافية من الحنان الذي لا بد منه لكل شخصية سوية، وقد بدأ المصلحون والمفكرون في الشرق والغرب يدركون خطورة هذه الظاهرة الاجتماعية المدمرة وأخذوا يهيبون بالمرأة أن تعود إلى عشّها لتمارس وظيفتها الإنسانية الطبيعية.</span></p> <p style="text-align: center"><span style="color: DarkOrchid">- ليت المرأة في مجتمعنا تدرك هذا..</span></p> <p style="text-align: center"><span style="color: DarkOrchid">- إن المرأة في مجتمعنا ما زالت مبهورة بتجربة المرأة الغربية وعليها أن تتحرر من البريق الخادع قبل أن نجني الحصاد المرّ الذي جنته حضارة الغرب...</span></p> <p style="text-align: center"><span style="color: DarkOrchid">قالت سامية:</span></p> <p style="text-align: center"><span style="color: DarkOrchid">- لكن الرجل في مجتمعنا ينظر إلى المرأة على أنها مخلوق قاصر أقل منه قيمة وشأناً. مما يضطرها لإثبات شخصيتها وكفاءتها من خلال منافسته والقيام بأعماله ووجباته!...</span></p> <p style="text-align: center"><span style="color: DarkOrchid">أجابها عصام:</span></p> <p style="text-align: center"><span style="color: DarkOrchid">- أنا لا أنكر أن الرجل يرتكب الكثير من الممارسات الخاطئة بحق المرأة، لكنّ ذلك لا يبرِّر لها أن تعالج الخطأ بالخطأ، فتدفعها رد الفعل على تصرفات الرجل لأن تتخلى عن وظيفتها وتخرج إلى الشارع والمعمل لتثبت له أنها قادرة على احتلال موقعه بجدارة.. على المرأة أن تكون أكثر ثقة بنفسها وأشدّ اعتزازاً بدورها في الوجود، فإذا كان الرجل يوفر متطلبات الأسرة ويحمي كيانها ويرسم لها مسيرتها، فأن المرأة تحمي روح الأسرة وجوهرها وتهندس عناصرها الإنسانية الصالحة المهيأة لحمل رسالة الحياة كما تنبغي الحياة.</span></p> <p style="text-align: center"><span style="color: DarkOrchid">- على هذا فعمل المرأة خارج البيت مرفوض؟</span></p> <p style="text-align: center"><span style="color: DarkOrchid">- الإسلام لم يرفض عمل المرأة يا عزيزتي، لكنه رفض أن تمارس المرأة أي نشاط مهني أو اجتماعي أو علمي أو ثقافي إذا كان سيتم على حساب تربية أبنائها التربية السليمة الكافية، فإذا ما قامت بواجبها نحو أطفالها كاملاً واطمأنت على سلامة أوضاعهم واستقرارها فلها أن تقوم بأي نشاط تهواه ما دام نشاط مفيداً بانياً شريفاً يراعي القيم الصحيحة ويحترمها.</span></p> <p style="text-align: center"><span style="color: DarkOrchid">سألته في شرود:</span></p> <p style="text-align: center"><span style="color: DarkOrchid">- هل هناك زيّ محدد يجب على الفتاة أن تتقيد به في حجابها</span></p> <p style="text-align: center"><span style="color: DarkOrchid">- الحجاب ليس زيّاً من الأزياء أو نمط من أنماط اللباس، بل هو مبدأ وقناعة. اختاري في لباسك اللون الذي تريدينه أو الزيّ الذي ترتاحين إليه على أن يكون منافياً للحشمة أو مظهراًً للفتنة.. الحجاب الأكمل والأفضل هو الذي يجمع بين الحشمة والأناقة والجمال.</span></p></blockquote><p></p>
[QUOTE="ترحال, post: 602141, member: 3060"] [CENTER][COLOR="DarkOrchid"]- ترى أيهما أقوى؟.. عاطفة الأبوة أم عاطفة الأمومة؟ - اسألي نفسك؟ - يتملكني شعور طاغ بأنه لا يوجد في الكون كله فتاة تحب الأطفال مثلي. - لعلنا جميعاً يراودنا نفس الشعور. ثم قالت سامية وهي تسرح بخيالها في وجدانها الخصيب: - عندما أرى طفلاً يبتسم أرى الوجود من حولي باسماً سعيداً وأحس به مفعما بالبهجة والفرح وتلح عليّ رغبة جارفة لأن أضم ذلك الطفل إلى صدري، وأودعه في قلبي إلى الأبد.. قال عصام وهو يشملها بنظراته المتولعة: - عندما أنظر إلى وجهك الجميل أراه بريئاً صافياً، وعندما تتحدثين أجد الداخل أصفى وأحلى.. إن نفسي الآن تنعم بالسعادة والارتياح، فبالأمس اطمأنت بمبادئ الإسلام الأصيلة الصافية واليوم تسكن إلى الإنسانة الحبيبة التي شُغفت بها.. ما أجمل الدين والدنيا إذا اجتمعا!.. قالت سامية في حماس: - نسيت أن أخبرك.. لقد بدأت أصلي. - هذا خبر رائع.. كنت على يقين من أن إيمانك الكبير ومعدنك الطيب سيقودك إلى الصلاة. - عندما أديت صلاة الصبح اليوم، انتابني شعور عذب مريح، وشعرت بنفسي وقد اطمأنت وسمت. وألقي في روعي أني إنسانة جديدة، قد طهرتها الصلاة من كل أدران الدنيا وهمومها ومشاكلها. صمت عصام ملياً ثم سألها ( بعد تفكر) وهو يرمقها بإعجاب: - لو كان بحوزتك جوهرة نادرة.. جوهرة ثمينة عزيزة على نفسك، فماذا تفعلين بها؟ - أحفظها وأصونها من العيون والأيدي وأتعهدها بالحماية والرعاية والحرص والاهتمام. - وأنت يا سامية جوهرتي الغالية، ودرتي النفيسة التي أحبها وأغار عليها.. لكم أتمنى أن أصونك في قلبي فأحميك من كل عين جائعة وكل نظرة مريضة.. عندما كنت ألمح شاباً في الجامعة أو في الشارع ينظر إليك أو يتأملك، كان يغلي في صدري مرجل من الغيظ، وتنطلق في دمائي أمواج عاتية من الغضب، وتلهب أعصابي شحنات ثائرة مجنونة.. إني أخاف عليك من النسمة إذا هبت، فكيف أصبر على عين جائعة تلتهمك بنظراتها الخائنة الخبيثة. هزت مشاعر الغيرة التي أبداها عصام نفس سامية، فطربت لها، وشعرت بحرارة الحب الذي يكنه نحوها وهي تمس قلبها وتسري في دمها، فسألته تستزيد من عواطفه الثرة الغنية: - هل أفهم أن الحب عندك يعني التملك؟ ابتسم عصام وأجاب: - الميل المتبادل إلى التملك بين الزوجين من مقتضيات الحب الصادق العميق.. ينبغي أن يشعر كل منا بأنه ملك للآخر، بل جزء من الآخر.. إنَّه نتيجة منطقية لاتصال المشاعر ووحدتها وانصهارها في شعور واحد، فكما أغار عليك وأحب أن تكوني لي وحدي، أنت أيضا تغارين علي وتحبين أن أكون لك وحدك، أم أنك لا تغارين علي؟... ضحكت وتساءلت في عتاب: - أنا؟.. إنِّي لأتمنى لو أكبلك بقيود من حديد، فلا تخرج من مملكتي إلى الأبد. حبك الطاهر الذي يكبلني أقوى من كل قيود الدنيا وأغلالها. - يقولونا بأن التملك في الحب أنانية!. - هذا إذا كان التملك شيئا مفروضاً من طرف واحد.. إنه منتهى الأنانية، فترين الرجل مثلاً يغار على زوجته أشد الغيرة، ويحاصرها بأوامره ونواهيه، ويفرض عليها قيوداً مبالغاً فيها في اللباس والحركة، ويعتقل البسمة إذا رفًّت على شفتيها، ثم يبيح لنفسه كل ما يحرمه عليها، وينجرف وراء شهواته وملذاته وغرائزه دون احترام لمشاعر زوجته المسكينة وحقها في أن يكون لها وحدها. هذا النوع من الرجال ينظر إلى المرأة على أنها مجرد متاع شخصي دون اعتبار لشخصيتها وحقوقها وعواطفها وفي هذا احتقار لها وإيذاء. سألت سامية في حيرة: - وكيف لي أن أملك نظرات العابثين والفضوليين، لقد اعتدت هذا الإزعاج المتكرر كل يوم. - لا تقولي اعتدت.. أرجوك. - لا أقصد بالاعتياد أني مرتاحة لهذا، فالفتاة التي يسرها أن تلتهمها العيون الجائعة الخبيثة فتاة في سلوكها مرض.. ما أقصده هو أني لا أملك حيال نظرات هؤلاء شيئاً. - بل تملكين. - كيف ؟ - بأن تغلقي نوافذ الفتنة والإغراء. - لعلك تقصد... - الحجاب.. هذا ما أردته فعلاً.. حجاب الرأس والجسد فلا يبدو منك إلا الوجه والكفّان. قالت وهي تتفكر: - فكرت بارتدائه كثيراً، لكن التردد كان يوهن عزمي، ويثنيني. - ولماذا التردد؟.. إنه أمر من الله يجب تنفيذه، والله يا عزيزتي هو الأعلم بتركيبنا الجسدي والفكري والنفسي وهو الخبير بطبائعنا وغرائزنا وميولنا، لذا فإن منهجه هو الأولى بالإتباع. - إني أدرك هذا، لكني - في الحقيقة – لم أتعود عليه، ثم إن زميلاتي سوف يحرجنني بكلماتهن اللاذعة، ويحاصرنني بسخرياتهن السخيفة، ويكبلنني بنظراتهن المتطفلة. - قال عصام معترضاً: - لست أنت بالتي تقول هذا!.. يجب أن تكون شخصيتك أقوى من ذلك.. ينبغي أن نتحرر من ضغط المجتمع الفاسد.. أن نتصرف بوحي من مبادئنا وقناعاتنا.. أن نكون فاعلين في المجتمع لا منفعلين به. - كلامك حق، لكن ما يزيدني تردداً وجود بعض الفتيات اللواتي يسئن للحجاب.. يرتدين الحجاب ويسلكن سلوكاً شنيعاً لا ينسجم مع ما يرمز إليه هذا اللباس من طهر وتعفف! - لا أنكر وجود هؤلاء، لكن هذا ليس مبرراً لأن ننفر من الحجاب ونتخلى عنه، أليس هناك أطباء يحملون الطب دون أن يتقنوه؟ - بلى.. - لكن ذلك لم يدفع أحداً لأن يتخلَّى عن دراسة الطب وممارسته، واستطاع الأطباء الناجحون أن يحطموا بإخلاصهم وإتقانهم ومهاراتهم أولئك الذين ليس لهم من الطب إلا اللقب الأجوف. - هذا صحيح. - إذن لماذا لا تكون الفتيات اللواتي ينسجم حجابهن مع سلوكهن هن الأوضح والأبرز في المجتمع، حتى يسطّرن بأخلاقهن الرائدة ومعاملتهن النظيفة الناصعة مثلاً رائعاً للفتاة المسلمة الأصيلة. قالت سامية وهي مشدودة إلى الحوار: - لماذا أمرنا الله بالحجاب؟.. ما الحكمة من تشريعه؟ - لأنه يريد أن يحاصر عوامل الفتنة في المجتمعات، فالنظرة المقصودة للمرأة، ورؤية مواطن الفتنة والإغراء فيها، والاختلاط الفوضوي بها يثير غرائز الرجال، ويفقدهم على أعصابهم، ويدفعهم للتهافت على اللذات والرغبات، فتطغى مشاعر الجنس عندهم على آلاف المشاعر المهمة للحياة، مما يدفعهم لتجاوز حدود الأخلاق والآداب، فينحدر المجتمع نحو الفساد، وتصاب الأمة بالضعف والانهيار. - وهذا ما يعاني منه مجتمعنا فعلاً. - لقد رفض الإسلام أن ينظر الرجل إلى المرأة كجسد فحسب، لأن في ذلك غضاّ من مكانتها الرفيعة السامية وإهانة لكرامتها الإنسانية، فالمرأة نصف المجتمع، وشقه المكمل للرجل، وبها تناط مهمات إنسانية نبيلة يعجز الرجل عن أدائها، ولا تقوم الحياة بدونها.. لقد أراد الإسلام أن يثير منظر المرأة أثناء حركتها في المجتمع المشاعر الطاهرة النظيفة المفعمة بالاحترام والتقدير.. المشاعر النبيلة التي تليق بمكانتها العظيمة في الحياة، أمّا المشاعر الجنسية والجسدية فقد دعا الإسلام إلى إطلاقها ضمن إطار الحياة الزوجية حيث يتحول التبرج والإغراء إلى واجب مقدس تبذله المرأة لزوجها ويتحول الإرضاء الجنسي إلى واجب مقدس يبذله الرجل لزوجته، وعندما يقوم الزوجان بواجبهما في حبّ واحترام وإيثار يتحقق لهما السكن النفسي والاستقرار الروحي، وتمضي سفينة الأسرة في أمان دون أن تعصف بها رياح الرغبة أو الخلاف.. قالت سامية وهي تتفكر: - كلامك هذا يذكرني بـ ((منى)).. - منى؟.. ما شأنها؟.. - لقد عادت تتقرب مني من جديد، وقد لمَّحت لي أمس بأني كنت على حقّ حينما حذرتها من صفوان، وعندما حاولت أن أعرف منها سبب هذه الصحوة المتأخرة دمعت عيناها وقالت لي بأنه سيأتي يوم تحدثني فيه بكل ما حدث. قال عصام في شرود: - يبدو أنَّ أحداثاً خطيرة قد وقعت!! أخشى أن... ودخلت أم عصام الشرفة لتقدم الفواكه لابنها وخطيبته، وما إن رأتهما حتى خفق قلبها لهذا المنظر الرائع، والتمعت الفرحة في عينيها.. فها هو ابنها الغالي يسكن إلى زوجته الجميلة الفاتنة، وها هو الأمل الرائع العذب يتحقق، وشعرت بالسعادة العارمة تكتسح أغوارها وتطهرها من كل رواسب الماضي وذكرياته الأليمة، وأحست بسحب الحزن القاتمة السوداء وهي تنقشع رويداً...رويداً من نفسها الملبدة بالكآبة لتسطع من خلالها شمس التفاؤل والسرور فتذيب فتذيب بأشعهتا الدافئة صقيع الأيام الباردة التي شغلت سنوات شبابها المهدور، وتفجرت في أعماقها ينابيع الأحلام السعيدة،فرات نفسها في لوحة الخيال جدّة طيبة يحف بها أحفادها الأحبة الذين يملؤون لها حياتها بهجة وأنساً ومتعة،فذاك يشدّها من يدها لتقوده الى مكان الحلوى،وتلك تهرع إليها فتعطيها المشط لتسرح لها شعرها الأشقر الطويل، وذلك يدس يده في جيبها باحثاً عن القروش، وهذه تبكي في دلال وترمقها في توسل فتدعوها بنظراتها البريئة وأنينها المفتعل لأن تحملها وتعطيها حظها من الرعاية والعطف والاهتمام أسوة بأخوتها، وقد أوهمها تفكيرها الطفولي الغض بأن أخوتها الكبار قد استولوا على جدتها الحبيبة، واستحوذوا عليها، وهي المدللة الأثيرة لديها، فنشبت الغيرة في قلبها الصغير. وغلبتها ابتسامة فرحة مشرقة أضاءت ملامحها، فتهللت بالبشر وفاضت بالحبور وقالت وهي تبش في وجه كنتها العزيزة - الله يكتب لكما السعادة العمر كله.. تفضلي يا ابنتي.. - لقد أتعبت نفسك يا أمّاه.. كان ينبغي أن أقوم بهذا بنفسي. - ((تعبك راحة يا حبيبتي)).. تفضلي.. لقد انتخبت لك هذه الفواكه بنفسي فلا تتركي منها شيئاً. - سلمت يداك.. ستكون ألذ فواكه آكلها لأنها من اختيارك أنت.. هتف عصام في دعابة: - ((يا عيني)).. أراكما قد نسيتماني.. لقد بدأت أغار. ضحكت الأم وكنتها، بينما قال عصام في توسل : - اجلسي معنا يا أماه. قالت وهي ترميه بنظرة ذات معنى: - ((اعذروني يا ابني، لا يصح أن أترك حماتك وحدها)). ثم مضت ونفسها مترعة بالمشاعر اللذيذة، وقالت سامية: - لكم أنا محظوظة، زوج حبيب وحماة رؤوم. قال يمازحها: - هذا كلام تقولينه الآن، فقط. - الآن وغداً، وسوف ترى.. - لا تقنعيني يا عزيزتي.. لن تنقضي الأيام الأولى للزواج حتى تنضمي إلى حلبة الصراع الأبدي بين الكنة والحماة!. - ومن قال لك أنه صراع أبدي معلوماتك خاطئة يا أستاذ. - ((دكتور)). إذا سمحتِ ... - الخلافات بين الكنة والحماة يا ((دكتور)).. لا تحدث إلا بين النفوس الأنانية المتسرعة الضيقة المهيأة للخلاف والشجار والخصام، أما حماتي فهي شيء آخر!. - أريد أن أعرف سر هذه المحبة التي بينكما. - الحب شعور روحي طليق لا يخضع لتفسيرات العقل وقوانينه. - لعلك تحبينها من أجلي!. - قد أجاملها من أجلك، أما المحبة فهي شيء صادق يولد في الأعماق، إما أن يكون أو لا يكون وأنا أحبها يا عصام لأني أحبها.. أمك امرأة عظيمة حقاً.. لقد بدأت أدرك مصدر شمائلك الرفيعة. ابتسم وقال بنبرات حالمة رقيقة: - المرأة كائن عظيم ينطوي على أسرار روحية عجيبة..كائن لطيف يملك كنوزاً من الحب والرحمة والحنان يفتقر إليها تلك المحاولات المستمرة لإثبات أنًّ المرأة تستطيع أن تكون مهندسة أو عاملة أو محامية أو.. من قال أنها لا تستطيع؟... إن المرأة لديها القدرة والاستطاعة لأن تحل مكان الرجل في الكثير من أعماله، بل وأن تتفوق عليه فيها، لكن جوهر القضية ليس هنا.. الأسرة الناجحة السعيدة يا عزيزتي تقوم على التخصص وتقاسم الأعباء.. ثمة حقيقة أخرى.. إن المراة تستطيع أن تحل مكان الرجل من المستحيل أن يحل مكان المرأة.. قالت سامية في دعابة: - أنت تعترف إذن بتفوق الجنس اللطيف على الجنس الخشن!. ابتسم عصام وقال: - القضية ليست تنافساً وصراعاً.. إن العلاقة بين الرجل والمرأة علاقة تكامل .. فما ينقص الرجل تكمله المرأة وما ينقص المرأة يكمله الرجل وباجتماعهما تتشكل الوحدة الإنسانية المستقرة الفاعلة في الحياة.. المرأة والرجل في الإسلام متساويان من حيث الإنسانية متكاملان من حيث الخصائص والوظائف.. من الإجحاف والغباء أن نضع المرأة مكان الرجل والرجل مكان المرأة. - ما خصائص المرأة برأيك؟... - المرأة روح شفاف رقيق مزودة بجهاز عاطفي فريد، هيأه الله ليقوم بأخطر مهمة في الوجود. - تريد التربية طبعاً. - أجل.. فتربية الطفل وإعداده لرحلة الحياة من أهم وأخطر المهمات التي تواجه الإنسان على هذه الأرض.. لأنها عملية إنضاج لأجيال، يتم بواسطتها غرس الصفات النفسية الفكرية والروحية التي تبلور شخصية الفرد وتؤهله ليحتل موقعه الفاعل في المجتمع والأم هي القادرة على القيام بهذه المهمة بما أوتيت من عطف وحنان وصبر على مشاكل الطفل وتفهم لها، مما يجعل الطفل أكثر تقبلاً واستجابة لعملية التربية.. طبعاً أنا لا ألغي دور الأب في التربية، لكن الدور الحاسم يبقى للأم بلا جدال. وافقته سامية بإيماءة وقالت وهي تقدم له قطعة من تفاحتها: - إنني أعزو الكثير من أمراضنا ومشاكلنا الاجتماعية لفشل التربية في البيت.. هذه ملاحظة واضحة جداً في حياتنا.. - فعلاً قد يخطئ الرجل فلا يتعدى خطؤه إتلاف آلة أو خسارة صفقة، أما إذا أخلت المرأة بوظيفتها فإنها بذالك تحطم جيلاً وتدمر أمة. أن أكبر مأساة تعيشها البشرية اليوم هي غياب المرأة عن مسرح التربية، وتخليها عن وضيفتها الحساسة للخادمة أو دور الحضانة ووسائل الإعلام، مما أدى إلى فساد الأجيال الجديدة واضطراب شخصيتها، لأنها لم تتلق القدر الكافي من العطف والرعاية والاهتمام، ولم تتناول الجرعات الكافية من الحنان الذي لا بد منه لكل شخصية سوية، وقد بدأ المصلحون والمفكرون في الشرق والغرب يدركون خطورة هذه الظاهرة الاجتماعية المدمرة وأخذوا يهيبون بالمرأة أن تعود إلى عشّها لتمارس وظيفتها الإنسانية الطبيعية. - ليت المرأة في مجتمعنا تدرك هذا.. - إن المرأة في مجتمعنا ما زالت مبهورة بتجربة المرأة الغربية وعليها أن تتحرر من البريق الخادع قبل أن نجني الحصاد المرّ الذي جنته حضارة الغرب... قالت سامية: - لكن الرجل في مجتمعنا ينظر إلى المرأة على أنها مخلوق قاصر أقل منه قيمة وشأناً. مما يضطرها لإثبات شخصيتها وكفاءتها من خلال منافسته والقيام بأعماله ووجباته!... أجابها عصام: - أنا لا أنكر أن الرجل يرتكب الكثير من الممارسات الخاطئة بحق المرأة، لكنّ ذلك لا يبرِّر لها أن تعالج الخطأ بالخطأ، فتدفعها رد الفعل على تصرفات الرجل لأن تتخلى عن وظيفتها وتخرج إلى الشارع والمعمل لتثبت له أنها قادرة على احتلال موقعه بجدارة.. على المرأة أن تكون أكثر ثقة بنفسها وأشدّ اعتزازاً بدورها في الوجود، فإذا كان الرجل يوفر متطلبات الأسرة ويحمي كيانها ويرسم لها مسيرتها، فأن المرأة تحمي روح الأسرة وجوهرها وتهندس عناصرها الإنسانية الصالحة المهيأة لحمل رسالة الحياة كما تنبغي الحياة. - على هذا فعمل المرأة خارج البيت مرفوض؟ - الإسلام لم يرفض عمل المرأة يا عزيزتي، لكنه رفض أن تمارس المرأة أي نشاط مهني أو اجتماعي أو علمي أو ثقافي إذا كان سيتم على حساب تربية أبنائها التربية السليمة الكافية، فإذا ما قامت بواجبها نحو أطفالها كاملاً واطمأنت على سلامة أوضاعهم واستقرارها فلها أن تقوم بأي نشاط تهواه ما دام نشاط مفيداً بانياً شريفاً يراعي القيم الصحيحة ويحترمها. سألته في شرود: - هل هناك زيّ محدد يجب على الفتاة أن تتقيد به في حجابها - الحجاب ليس زيّاً من الأزياء أو نمط من أنماط اللباس، بل هو مبدأ وقناعة. اختاري في لباسك اللون الذي تريدينه أو الزيّ الذي ترتاحين إليه على أن يكون منافياً للحشمة أو مظهراًً للفتنة.. الحجاب الأكمل والأفضل هو الذي يجمع بين الحشمة والأناقة والجمال.[/COLOR][/CENTER] [/QUOTE]
الإسم
التحقق
رد
الرئيسية
المنتديات
,, البُريمِي الأَدَبِيـَة ,,
,, البُريمِي لِلقِصَص والرِوَايات ,,
((دموع على سفوح المجد)) ... قصة رااااائعه اجتماعية ...
أعلى