الرئيسية
المنتديات
المشاركات الجديدة
بحث بالمنتديات
ما الجديد
المشاركات الجديدة
جديد مشاركات الحائط
آخر نشاط
الأعضاء
الزوار الحاليين
مشاركات الحائط الجديدة
البحث عن مشاركات الملف الشخصي
تسجيل الدخول
تسجيل
ما الجديد
البحث
البحث
بحث بالعناوين فقط
بواسطة:
المشاركات الجديدة
بحث بالمنتديات
قائمة
تسجيل الدخول
تسجيل
Install the app
تثبيت
الرئيسية
المنتديات
,, البُريمِي الأَدَبِيـَة ,,
,, البُريمِي لِلقِصَص والرِوَايات ,,
((دموع على سفوح المجد)) ... قصة رااااائعه اجتماعية ...
تم تعطيل الجافا سكربت. للحصول على تجربة أفضل، الرجاء تمكين الجافا سكربت في المتصفح الخاص بك قبل المتابعة.
أنت تستخدم أحد المتصفحات القديمة. قد لا يتم عرض هذا الموقع أو المواقع الأخرى بشكل صحيح.
يجب عليك ترقية متصفحك أو استخدام
أحد المتصفحات البديلة
.
الرد على الموضوع
الرسالة
<blockquote data-quote="ترحال" data-source="post: 602124" data-attributes="member: 3060"><p style="text-align: center"><span style="color: DarkOrchid">هبت نسمات الربيع هادئة لطيفة فداعبت الوجوه الشابة وأنعشت النفوس الحالمة، وبعثت في الحديثة حياة جديدة فتمايلت الأشجار الفارعة في جلال، وخطرت الورود والأزهار في دلال تختال بفتنتها الخلابة وترسل بأريجها العطر ليلفت إليها القلوب والأنظار...</span></p> <p style="text-align: center"><span style="color: DarkOrchid">قال عصام وهو يرنو إلى زهرة جميلة:</span></p> <p style="text-align: center"><span style="color: DarkOrchid">- لشد ما يستهويني منظر الورود والأزهار!</span></p> <p style="text-align: center"><span style="color: DarkOrchid">- كلنا ذاك الرجل...</span></p> <p style="text-align: center"><span style="color: DarkOrchid">- عندما أنظر إليها تسربلني، طمأنينة غامرة، وتشعر نفسي بالارتواء، وكأنها تغرف من بحر الأمان الخالد.</span></p> <p style="text-align: center"><span style="color: DarkOrchid">- نفس الشعور ينبثق في نفسي، لكن ثمة شعور آخر يهزني من الأعماق...</span></p> <p style="text-align: center"><span style="color: DarkOrchid">- الشعور بعظمة الله، أليس هذا ما تريد قوله؟</span></p> <p style="text-align: center"><span style="color: DarkOrchid">أرسل سعد تنهيدة عميقة وشت بانفعاله وقال وقد لمعت عيناه بأنداء من الدمع:</span></p> <p style="text-align: center"><span style="color: DarkOrchid">- هذا ما أردته فعلاً.. عندما أرمق الزهور تحلق روحي في عالم من الصفاء الخالص.. صفاء يقودني إلى خشوع غامر عميق إزاء عظمة الله وقدرته الخالدة..</span></p> <p style="text-align: center"><span style="color: DarkOrchid">همس عصام وقد اهتزت نفسه لكلمات سعد المؤمنة الندية:</span></p> <p style="text-align: center"><span style="color: DarkOrchid">- إنك شاب شديد الإيمان يا سعد. لكم يسدني حديثك عن الله...</span></p> <p style="text-align: center"><span style="color: DarkOrchid">الله... هو الحقيقة التي انحسرت من حياتنا فغابت بغيابها كل القيم النبيلة وأصبحت الحياة أشبه بغابة!..</span></p> <p style="text-align: center"><span style="color: DarkOrchid">ثم أردف بنبرة آسفة:</span></p> <p style="text-align: center"><span style="color: DarkOrchid">- يا للجحود.. ترى الواحد منا إن قدم له أحد معروفاً أو خدمة شكره عليها وتحين الفرص ليرد له الجميل والله... الله الذي خلقنا في أروع صورة وأبدع تصميم وأنعم علينا بما لا نحصيه من النعم التي نستمتع بها ليل نهار... الله الذي بيده نهايتنا ومصيرنا الأخير، ترانا غافلين عنه.. ناسين لفضله السابغ.. منشغلين عنه بما وهبنا من الطيبات.. نلهث وراء غرائزنا وشهواتنا.. لا نكاد نذكره إلا في الملمات والمناسبات، وإن ذكرناه كان ذكره باهتاً ميتاً.. لا ينبض فيه حس أو تخفق فيه روح، وبعد كل هذا الجحود والنكران يفتح لنا أبواب العودة ليدلفها التائبون الصادقون، فيستقبلهم بحلمه الواسع، ويرحم ضعفهم، ويبدل سيئاتهم حسنات!!!</span></p> <p style="text-align: center"><span style="color: DarkOrchid">تسربت كلمات سعد إلى أعماق عصام فمسّت ضميره المرهف فأحس بالندم وقال وهو يكابد شعوراً بالذنب:</span></p> <p style="text-align: center"><span style="color: DarkOrchid">- لقد أشعرتني كلماتك بتقصيري وتفاهتي.. إنني قليلاً ما أذكر الله!!.</span></p> <p style="text-align: center"><span style="color: DarkOrchid">قال سعد وهو يشد على كتفه في ود:</span></p> <p style="text-align: center"><span style="color: DarkOrchid">- إنك تبخس نفسك حقها بهذا الكلام فأنت تنطوي على إيمان عميق ونفس نقية يعكسها سلوكك الرفيع. إن مجرد إحساسك بالتقصير هو نوع من التوبة.. إنه بداية الطريق إلى الله، ولكن.. ينبغي أن لا نكتفي بهذا الشعور، إذاً لتلبد واستحال إلى تبرير للإهمال والتقصير، بدل أن يكون حافزاً للتغيير.</span></p> <p style="text-align: center"><span style="color: DarkOrchid">- لا أكتمك يا سعد.. إن نفسي كثيراً ما تهفو إلى التدين، لكن مشاغل الحياة سرعان ما تستغرقني فتذوب عزيمتي في زحمتها، لكني واثق من أني سأتجه إلى الدين يوماً..</span></p> <p style="text-align: center"><span style="color: DarkOrchid">- ومتى يكون هذا اليوم؟</span></p> <p style="text-align: center"><span style="color: DarkOrchid">باغت السؤال عصاماً فقال وهو يداري عجزه عن الإجابة:</span></p> <p style="text-align: center"><span style="color: DarkOrchid">- في الحقيقة لا أدري!!.</span></p> <p style="text-align: center"><span style="color: DarkOrchid">- لكن الأمر على درجة من الأهمية، لذا يتوجب التحديد.</span></p> <p style="text-align: center"><span style="color: DarkOrchid">- هل تريد مني أن أحدد يوماً في مستقبل مجهول؟</span></p> <p style="text-align: center"><span style="color: DarkOrchid">- المستقبل المجهول.. هذا ما رمت الوصول إليه. نحن جميعا نقف على عتبة مستقبل مجهول المعالم نجهل أحواله وأحداثه ونهايته، فلا ندري متى سيسدل الموت ستارته السوداء على حياتنا الزاخرة، ولا ندري متى يأزف الرحيل.. نحن لا نملك إلا للحضات الحاضرة لنقرر فيها، أما الماضي والمستقبل فلا نملك من أمرهما شيئاً.. ذلك أن عجلة الحياة تدور باتجاه واحد، وأنّ الموت لم يحدث أن استأذن أحداً بالقدوم..</span></p> <p style="text-align: center"><span style="color: DarkOrchid">تساءل عصام في نبرات حزينة وشت بالضيق:</span></p> <p style="text-align: center"><span style="color: DarkOrchid">- الموت؟؟.</span></p> <p style="text-align: center"><span style="color: DarkOrchid">¬ - أجل الموت إنه أوضح حقيقة في الوجود، لكنّ الحياة كثيراً ما تخدعنا وتجذبنا إليها فنتوهم أنّا باقون إلى ما لا نهاية!.</span></p> <p style="text-align: center"><span style="color: DarkOrchid">- هل تريد الجدّ؟.. إني أخاف الموت وأخشاه!؟</span></p> <p style="text-align: center"><span style="color: DarkOrchid">ابتسم سعد وقال:</span></p> <p style="text-align: center"><span style="color: DarkOrchid">- من منا لا يخاف الموت.. كلنا نخشاه.. هذه طبيعة الإنسان.. لقد جبل على حب الحياة والنزوع إلى البقاء.</span></p> <p style="text-align: center"><span style="color: DarkOrchid">- كثيرا ما فكرت فيه.. آه ما أقساه.. إنّه المطرقة الفضيعة التي ستهوي يوماً على آمالنا وأحلامنا لتعصف بها، وتحيلها إلى سراب.. إنه وحش مخيف.. ينهش الأرواح بأنياب نافذة لا تخطئ.. يختطف من نحب أو لا نحب.. يخلف الضحايا.. ويزرع دنيانا بالأحزان..</span></p> <p style="text-align: center"><span style="color: DarkOrchid">- إنه قدرنا الذي لا مفر منه. لعل وفاة والدك رحِمه الله زادت من قتامة تصورك عن الموت؟</span></p> <p style="text-align: center"><span style="color: DarkOrchid">- هي عامل بلا شك، ولكن تفكيري بالموت ازداد أيام كنا ندرس مادة التشريح.. عندما كنا نعالج الأجساد الميتة بأيدينا ونعمل فيها المشارط والأدوات، لا شك أن فكرت مثلي.</span></p> <p style="text-align: center"><span style="color: DarkOrchid">- هذا صحيح.. لطالما فكرت فيه آنذاك.</span></p> <p style="text-align: center"><span style="color: DarkOrchid">- كان الموت يوحي لي بعجز الإنسان وضعفه، فأعظم إنسان وأقوى إنسان وأغنى إنسان يتحول بموته إلى كومة تافهة من العظم واللحم الذي سرعان ما تنبعث منه رائحة النتن، ويعبث فيه الدود.. الموت يا سعد شئ فضيع.. لقد كنت أحس بتفاهة الحياة عندما أرى نهايتها البئيسة.</span></p></blockquote><p></p>
[QUOTE="ترحال, post: 602124, member: 3060"] [CENTER][COLOR="DarkOrchid"]هبت نسمات الربيع هادئة لطيفة فداعبت الوجوه الشابة وأنعشت النفوس الحالمة، وبعثت في الحديثة حياة جديدة فتمايلت الأشجار الفارعة في جلال، وخطرت الورود والأزهار في دلال تختال بفتنتها الخلابة وترسل بأريجها العطر ليلفت إليها القلوب والأنظار... قال عصام وهو يرنو إلى زهرة جميلة: - لشد ما يستهويني منظر الورود والأزهار! - كلنا ذاك الرجل... - عندما أنظر إليها تسربلني، طمأنينة غامرة، وتشعر نفسي بالارتواء، وكأنها تغرف من بحر الأمان الخالد. - نفس الشعور ينبثق في نفسي، لكن ثمة شعور آخر يهزني من الأعماق... - الشعور بعظمة الله، أليس هذا ما تريد قوله؟ أرسل سعد تنهيدة عميقة وشت بانفعاله وقال وقد لمعت عيناه بأنداء من الدمع: - هذا ما أردته فعلاً.. عندما أرمق الزهور تحلق روحي في عالم من الصفاء الخالص.. صفاء يقودني إلى خشوع غامر عميق إزاء عظمة الله وقدرته الخالدة.. همس عصام وقد اهتزت نفسه لكلمات سعد المؤمنة الندية: - إنك شاب شديد الإيمان يا سعد. لكم يسدني حديثك عن الله... الله... هو الحقيقة التي انحسرت من حياتنا فغابت بغيابها كل القيم النبيلة وأصبحت الحياة أشبه بغابة!.. ثم أردف بنبرة آسفة: - يا للجحود.. ترى الواحد منا إن قدم له أحد معروفاً أو خدمة شكره عليها وتحين الفرص ليرد له الجميل والله... الله الذي خلقنا في أروع صورة وأبدع تصميم وأنعم علينا بما لا نحصيه من النعم التي نستمتع بها ليل نهار... الله الذي بيده نهايتنا ومصيرنا الأخير، ترانا غافلين عنه.. ناسين لفضله السابغ.. منشغلين عنه بما وهبنا من الطيبات.. نلهث وراء غرائزنا وشهواتنا.. لا نكاد نذكره إلا في الملمات والمناسبات، وإن ذكرناه كان ذكره باهتاً ميتاً.. لا ينبض فيه حس أو تخفق فيه روح، وبعد كل هذا الجحود والنكران يفتح لنا أبواب العودة ليدلفها التائبون الصادقون، فيستقبلهم بحلمه الواسع، ويرحم ضعفهم، ويبدل سيئاتهم حسنات!!! تسربت كلمات سعد إلى أعماق عصام فمسّت ضميره المرهف فأحس بالندم وقال وهو يكابد شعوراً بالذنب: - لقد أشعرتني كلماتك بتقصيري وتفاهتي.. إنني قليلاً ما أذكر الله!!. قال سعد وهو يشد على كتفه في ود: - إنك تبخس نفسك حقها بهذا الكلام فأنت تنطوي على إيمان عميق ونفس نقية يعكسها سلوكك الرفيع. إن مجرد إحساسك بالتقصير هو نوع من التوبة.. إنه بداية الطريق إلى الله، ولكن.. ينبغي أن لا نكتفي بهذا الشعور، إذاً لتلبد واستحال إلى تبرير للإهمال والتقصير، بدل أن يكون حافزاً للتغيير. - لا أكتمك يا سعد.. إن نفسي كثيراً ما تهفو إلى التدين، لكن مشاغل الحياة سرعان ما تستغرقني فتذوب عزيمتي في زحمتها، لكني واثق من أني سأتجه إلى الدين يوماً.. - ومتى يكون هذا اليوم؟ باغت السؤال عصاماً فقال وهو يداري عجزه عن الإجابة: - في الحقيقة لا أدري!!. - لكن الأمر على درجة من الأهمية، لذا يتوجب التحديد. - هل تريد مني أن أحدد يوماً في مستقبل مجهول؟ - المستقبل المجهول.. هذا ما رمت الوصول إليه. نحن جميعا نقف على عتبة مستقبل مجهول المعالم نجهل أحواله وأحداثه ونهايته، فلا ندري متى سيسدل الموت ستارته السوداء على حياتنا الزاخرة، ولا ندري متى يأزف الرحيل.. نحن لا نملك إلا للحضات الحاضرة لنقرر فيها، أما الماضي والمستقبل فلا نملك من أمرهما شيئاً.. ذلك أن عجلة الحياة تدور باتجاه واحد، وأنّ الموت لم يحدث أن استأذن أحداً بالقدوم.. تساءل عصام في نبرات حزينة وشت بالضيق: - الموت؟؟. ¬ - أجل الموت إنه أوضح حقيقة في الوجود، لكنّ الحياة كثيراً ما تخدعنا وتجذبنا إليها فنتوهم أنّا باقون إلى ما لا نهاية!. - هل تريد الجدّ؟.. إني أخاف الموت وأخشاه!؟ ابتسم سعد وقال: - من منا لا يخاف الموت.. كلنا نخشاه.. هذه طبيعة الإنسان.. لقد جبل على حب الحياة والنزوع إلى البقاء. - كثيرا ما فكرت فيه.. آه ما أقساه.. إنّه المطرقة الفضيعة التي ستهوي يوماً على آمالنا وأحلامنا لتعصف بها، وتحيلها إلى سراب.. إنه وحش مخيف.. ينهش الأرواح بأنياب نافذة لا تخطئ.. يختطف من نحب أو لا نحب.. يخلف الضحايا.. ويزرع دنيانا بالأحزان.. - إنه قدرنا الذي لا مفر منه. لعل وفاة والدك رحِمه الله زادت من قتامة تصورك عن الموت؟ - هي عامل بلا شك، ولكن تفكيري بالموت ازداد أيام كنا ندرس مادة التشريح.. عندما كنا نعالج الأجساد الميتة بأيدينا ونعمل فيها المشارط والأدوات، لا شك أن فكرت مثلي. - هذا صحيح.. لطالما فكرت فيه آنذاك. - كان الموت يوحي لي بعجز الإنسان وضعفه، فأعظم إنسان وأقوى إنسان وأغنى إنسان يتحول بموته إلى كومة تافهة من العظم واللحم الذي سرعان ما تنبعث منه رائحة النتن، ويعبث فيه الدود.. الموت يا سعد شئ فضيع.. لقد كنت أحس بتفاهة الحياة عندما أرى نهايتها البئيسة.[/COLOR][/CENTER] [/QUOTE]
الإسم
التحقق
رد
الرئيسية
المنتديات
,, البُريمِي الأَدَبِيـَة ,,
,, البُريمِي لِلقِصَص والرِوَايات ,,
((دموع على سفوح المجد)) ... قصة رااااائعه اجتماعية ...
أعلى