الرئيسية
المنتديات
المشاركات الجديدة
بحث بالمنتديات
ما الجديد
المشاركات الجديدة
جديد مشاركات الحائط
آخر نشاط
الأعضاء
الزوار الحاليين
مشاركات الحائط الجديدة
البحث عن مشاركات الملف الشخصي
تسجيل الدخول
تسجيل
ما الجديد
البحث
البحث
بحث بالعناوين فقط
بواسطة:
المشاركات الجديدة
بحث بالمنتديات
قائمة
تسجيل الدخول
تسجيل
Install the app
تثبيت
الرئيسية
المنتديات
.| الأرشـــيــــــف |.
إرشيف المنتديات
,,البريمي لـ المواضيع العامة
رحلة المجد ... بقلمي
تم تعطيل الجافا سكربت. للحصول على تجربة أفضل، الرجاء تمكين الجافا سكربت في المتصفح الخاص بك قبل المتابعة.
أنت تستخدم أحد المتصفحات القديمة. قد لا يتم عرض هذا الموقع أو المواقع الأخرى بشكل صحيح.
يجب عليك ترقية متصفحك أو استخدام
أحد المتصفحات البديلة
.
الرد على الموضوع
الرسالة
<blockquote data-quote="ولد بن كعب" data-source="post: 549433" data-attributes="member: 3890"><p style="text-align: center"><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: Black">إستأذن حاجبُ السيد سعيد بن سلطان لدخول سفيره أحمد بن نعمان الكعبي لأمريكا والمملكه المتحده لإلقاء الوداع عليه , ونشر تحيات الجلاله لمقامه الرفيع , فقام السيد مودعآ لوفده العربي حتى ضفاف ميناء مسقط الكبير .. صعد الوفد وطاقم السفينه على متن الشامخه سلطانه , وتهيأوا لمغادرة عمان وفي جعبتهم من أثقل المهام عاتقآ , وقد عوَّل السيد سعيد على جهودهم كثيرآ في تحقيق ما كان يصبو إليه ..</span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: Black"></span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: Black">ألقى السيد سعيد نظرة الوادع على أبطال روايته العظيمه ملوحآ بيديه وهو يتلو صلوات الله في أن يوفقهم في ما كُلفوا به من أجنده لعلمه سلفآ بمدى صعوبة المهمه وخطرها , ولكن عزم السيد سعيد كان خير دافعٍ لهم , وخير مؤيدٍ لهم من بعد تأييد الله عز وجل للمضي قُدمآ في كتابة مجد عمان ونحت تماثيل عزتها على صخور التاريخ أبد الآبدين .. </span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: Black"></span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: Black"></span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: Black"></span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: Black">قفل السيد سعيد بن سلطان لقصره راجعآ وهو وجِلَ القلبُ بما سوف تجود به الأيام في قادمِ عهدها .. نادى السيد سعيد بكاتبه الخاص , فما أن حضر حتى أمره أن يسجل ما سوف يمليه عليه من يومياته , فقال ( أما بعد ,, في هذا اليوم من عام 1840 م إنطلقت سلطانه وعلى ظهرها الشيخ احمد بن نعمان الكعبي والوفد المرافق له تحفهم عناية المولى وحفظه في أجل المهام الموكلة لهم قاطبه , نسأل الله لهم التوفيق والثبات .. سعيد بن سلطان سلطانُ عمان ) , اللهم أرجعهم لنا سالمين غانمين .. هكذا تمتم السيد سعيد بن سلطان وهو يزنو بعينيه للأفق يسبر أغوارهُ وخفاياه .. </span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: Black"></span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: Black"></span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: Black">ما أن إبتعدت سلطانه عن سواحل عمان الحبيبه حتى بدأ الحنين يدبُ في قلب الحاج احمد بن نعمان فهو رغم إنتصافه في العمر إلا أنه شديد اللهفة وسريع الشوق لعمان , وهو على يقينٍ تام بأنه لن يطيق الصبر والمكابده , ولكنه يعلم شيئآ واحدآ , يعلم بأن أمل السيد سعيد بن سلطان فيه كبير , ورجاؤه فيه عظيم .. </span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: Black"></span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: Black">ذهب الحاج احمد بن نعمان ليتفقد هدايا الرئيس الأمريكي فان بورين , وربما بأن هذه الهدايا في هذه الفتره هي أثمن من عيني أحمد بن نعمان عند نفسه , لذلك كان شديد الحرص على تفقدها ومداراتها , فقد كان بين الهدايا جوادين عربيين أصيلين , وكان يشرف بنفسه على طعامهما والإهتمام بهما ..</span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: Black"></span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: Black"></span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: Black"></span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: Black">إبتعدت سلطانه عن الوطن الأم رويدآ رويدآ , وهاجت وماجت في عرض تلك البحار , ترمي بثقلها على مياه البحر والمحيطات لتجبرها طوعآ كان أو كرهآ على الإستسلام وعدم المقاومه , فقد صمدت أمام الأمواج العاتيه , والرياح القويه , والأمطار الغزيره , كصلابة عزمِ السيد سعيد حين قرر في خطو هذه الخطوه معلنآ بها وبكل صراحه عن وجود الكيان العماني كأحد القوى السياسه ذاتية الحكم في تلك الحقبه .. </span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: Black"></span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: Black"></span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: Black">كان الشيخ احمد بن نعمان يدرك تمام الإدراك بعظم المهمه التي ألقى بها السيد سعيد بن سلطان على كاهله , لذلك كا إستعداده قبل هذه المهمه الجسيمه بشهور , فحضرَّ نفسه بدنيآ وفكريآ , وكان يدرك بأن الخبره والحنكه هي المشط الذي تعطيه الحياه لمستحقيه , رتبَّ ما يمكن ترتيبه من سناريوهات أخرجها بالطريقه التتي تتناغم مع السياسه التي لقنها إياه السيد سعيد , إستعاد الحاج احمد بن نعمان تلك الكلمات المزركشه بالحكمه السعيديه ( يا أحمد كن عنا ومنا , نحن لا نحصل على السلام بالحرب وإنما بالتفاهم ) مسك الحاج أحمد بلحيته , متجهآ بأنظار فكره نحو السماء وكله إبتهالٌ للمولى عز وجل أن يوفقه في إزاحة ما فوق عاتقه بالطريقة المُثلى .. </span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: Black"></span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: Black"></span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: Black">تقدمت الشامخه سلطانه وهي تحمل فوق ظهرها أول سفيرٍ عربي لأمريكا , وهاهي قد شارفت على الوصول نحو بُغيتها , فقد مرت الأسابيعُ ثقيلة على الحاج أحمد بن نعمان وصحبه , وأشتد شوقهم لعمان , ولكن هدفهم كان يحولُ بينهم وبين ما كانوا يشتهون , وبينما كان الجميعُ غارقٌ في بحر أحلامه وكوثرَ أوهامه صاح أحد البحارة ( إنها أمريكا ) .. دوت هذه الكلمات في أُذُنِ الحاج بن نعمان , وتذكر حينها ما أوصاه به السيد سعيد بن سلطان بصلاة الشكر ما أن يطلُّ عليهم ساحل أمريكا , صلى الشيخ أحمد وصلى من بعده جميع الشهود , وسلطانه تسبح بحمد رربها وتقدس له , وهلل الجميع فرحآ بوصولهم سالمين الجسد , غانمين من صفحة التاريخ مجدآ مُمَجَّد ..</span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: Black"></span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: Black"></span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: Black">نزل الشيخ أحمد ومن وراءه الوفد المرافقَ له , كان في إستقبالهم نائب الرئيس في وفدٍ رسمي كبير , وسط إحتفالات ساحره , وحشودٍ مُبهره .. وسار الموكب متجهآ صوب قصر الرئيس , وما أن تَرجَّلَ الجميع حتى ساروا تجاه َ غرفة الإنتظار حتى يوافيهم الرئيس الأمريكي هناك .. برهةٌ تنقضي ويدخل الرئيس الأمريكي ليرى امامَ ناظره ما أبهره , إنه الإباء , إنها الأنفه , إنها كبرياء عمان عبرت البحار والمحيطات لتؤكد على قوة وشدة بأس عمان , تقدم الحاج أحمد بن نعمان فألقى التحيه على الرئيس ثم أردف قائلآ ( من السيد سعيد بن سلطان سلطانُ عمان إلى الرئيس الأمريكي فان بورين أما بعد ,, إننا وبكل فخر يسعدنا ويشرفنا في إعلان بداية عهدٍ جديد من العلاقات الدبلوماسيه بين البلدين وما يخدم المصالح المشتركه , وحين كان السلامُ مطلب الشعوب كنا عليه حَفَظَهْ طالبين , وله راغبين , ولما كانت الحربُ مهرب الشعوب كُنا منها وَرَثهْ مُفلسين , وبها حاذقين ) أيها الرئيس يسعدني نيابةً عن مقام السيد سلطان عمان في تقديم هذه الهدايا التي تليق بمقامكم وهي عباره عن جوادين عربيين أصيلين , وبعض الجواهر الكريمه , وسيفآ مطعمآ بالذهب .. </span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: Black"></span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: Black"></span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: Black"></span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: Black">إرتاح الوفدُ العربي مدة كافيه أنستهم ما كابدوه من عناءٍ وقسوه , وحان وقت العوده إلى الديار , فقد شُحذت هممهم بذكرى عُمان الحبيبه , وقَوِيَت سواعدهم بشذى ترابَ عمان الغاليه , وقد أرسل الرئيس الامريكي معهم ربان أمريكي ليقود سلطانه في المحيط الأطلنطي بسلام , حرصآ على سلامة الوفد العربي لإيصال ماتم الإتفاقَ عليه مع حكومة السيد سعيد بن سلطان , وإيمانآ منه بمدى أهمية البعد من التقارب السياسي بين البلدين ..</span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: Black"></span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: Black"></span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: Black"></span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: Black"></span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: Black">مرت الأسابيعُ شاقةً على الجميع , فقد إشتاق السيد سعيد لمعرفة أخبار سفيره وما حدث , وإشتاقت سلطانه لترسو معانقةً سواحل عمان , وإشتاق الجميعُ لأرض الوطن , فما أقسى من حنين الوطن سوى حنين الوطن .. وفي صبيحة يوم الجمعه من عام 1840 وبعد مُضي عشرة شهور من إنطلاق سلطانه هاهي أخيرآ ترسو في مسقط وما أن جاء البشير للسيد سعيد حتى خرج مسرعآ في إستقبال الوفد الرسمي للسلطنه والمبعوث للولايات الأمريكيه , وهو يدعو الله بكل لهفة شوق على رجوعهم سالمين , وأمر أن تُقام الإحتفالات شرفآ بمقدمهم غانمين .. </span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: Black"></span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: Black"></span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: Black"></span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: Black">هكذا كانت رحلة المجد تتوالى بين سادة عمان , حتى رست بين أيدي الأمين الحكيم , قابوس ُ باني المجد عزآ وأصاله , وإن كانت سفينة السيد سعيد بن سلطان في ذلك الوقت لها سفيرآ وقائدآ , فلنحن أهلآ وأحق بأن نفخر في هذا الوقت بأن قابوس لعمان سفيرآ وربانآ .. </span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: Black"></span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: Black"></span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: Black"></span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: Black">حفظك المولى ذخرآ وعزآ , وأطال بعمركَ أعوامآ مديده , وسنينَ عديده , يا باني عُمان ..</span></span></span></p></blockquote><p></p>
[QUOTE="ولد بن كعب, post: 549433, member: 3890"] [CENTER][FONT="Comic Sans MS"][SIZE="6"][COLOR="Black"]إستأذن حاجبُ السيد سعيد بن سلطان لدخول سفيره أحمد بن نعمان الكعبي لأمريكا والمملكه المتحده لإلقاء الوداع عليه , ونشر تحيات الجلاله لمقامه الرفيع , فقام السيد مودعآ لوفده العربي حتى ضفاف ميناء مسقط الكبير .. صعد الوفد وطاقم السفينه على متن الشامخه سلطانه , وتهيأوا لمغادرة عمان وفي جعبتهم من أثقل المهام عاتقآ , وقد عوَّل السيد سعيد على جهودهم كثيرآ في تحقيق ما كان يصبو إليه .. ألقى السيد سعيد نظرة الوادع على أبطال روايته العظيمه ملوحآ بيديه وهو يتلو صلوات الله في أن يوفقهم في ما كُلفوا به من أجنده لعلمه سلفآ بمدى صعوبة المهمه وخطرها , ولكن عزم السيد سعيد كان خير دافعٍ لهم , وخير مؤيدٍ لهم من بعد تأييد الله عز وجل للمضي قُدمآ في كتابة مجد عمان ونحت تماثيل عزتها على صخور التاريخ أبد الآبدين .. قفل السيد سعيد بن سلطان لقصره راجعآ وهو وجِلَ القلبُ بما سوف تجود به الأيام في قادمِ عهدها .. نادى السيد سعيد بكاتبه الخاص , فما أن حضر حتى أمره أن يسجل ما سوف يمليه عليه من يومياته , فقال ( أما بعد ,, في هذا اليوم من عام 1840 م إنطلقت سلطانه وعلى ظهرها الشيخ احمد بن نعمان الكعبي والوفد المرافق له تحفهم عناية المولى وحفظه في أجل المهام الموكلة لهم قاطبه , نسأل الله لهم التوفيق والثبات .. سعيد بن سلطان سلطانُ عمان ) , اللهم أرجعهم لنا سالمين غانمين .. هكذا تمتم السيد سعيد بن سلطان وهو يزنو بعينيه للأفق يسبر أغوارهُ وخفاياه .. ما أن إبتعدت سلطانه عن سواحل عمان الحبيبه حتى بدأ الحنين يدبُ في قلب الحاج احمد بن نعمان فهو رغم إنتصافه في العمر إلا أنه شديد اللهفة وسريع الشوق لعمان , وهو على يقينٍ تام بأنه لن يطيق الصبر والمكابده , ولكنه يعلم شيئآ واحدآ , يعلم بأن أمل السيد سعيد بن سلطان فيه كبير , ورجاؤه فيه عظيم .. ذهب الحاج احمد بن نعمان ليتفقد هدايا الرئيس الأمريكي فان بورين , وربما بأن هذه الهدايا في هذه الفتره هي أثمن من عيني أحمد بن نعمان عند نفسه , لذلك كان شديد الحرص على تفقدها ومداراتها , فقد كان بين الهدايا جوادين عربيين أصيلين , وكان يشرف بنفسه على طعامهما والإهتمام بهما .. إبتعدت سلطانه عن الوطن الأم رويدآ رويدآ , وهاجت وماجت في عرض تلك البحار , ترمي بثقلها على مياه البحر والمحيطات لتجبرها طوعآ كان أو كرهآ على الإستسلام وعدم المقاومه , فقد صمدت أمام الأمواج العاتيه , والرياح القويه , والأمطار الغزيره , كصلابة عزمِ السيد سعيد حين قرر في خطو هذه الخطوه معلنآ بها وبكل صراحه عن وجود الكيان العماني كأحد القوى السياسه ذاتية الحكم في تلك الحقبه .. كان الشيخ احمد بن نعمان يدرك تمام الإدراك بعظم المهمه التي ألقى بها السيد سعيد بن سلطان على كاهله , لذلك كا إستعداده قبل هذه المهمه الجسيمه بشهور , فحضرَّ نفسه بدنيآ وفكريآ , وكان يدرك بأن الخبره والحنكه هي المشط الذي تعطيه الحياه لمستحقيه , رتبَّ ما يمكن ترتيبه من سناريوهات أخرجها بالطريقه التتي تتناغم مع السياسه التي لقنها إياه السيد سعيد , إستعاد الحاج احمد بن نعمان تلك الكلمات المزركشه بالحكمه السعيديه ( يا أحمد كن عنا ومنا , نحن لا نحصل على السلام بالحرب وإنما بالتفاهم ) مسك الحاج أحمد بلحيته , متجهآ بأنظار فكره نحو السماء وكله إبتهالٌ للمولى عز وجل أن يوفقه في إزاحة ما فوق عاتقه بالطريقة المُثلى .. تقدمت الشامخه سلطانه وهي تحمل فوق ظهرها أول سفيرٍ عربي لأمريكا , وهاهي قد شارفت على الوصول نحو بُغيتها , فقد مرت الأسابيعُ ثقيلة على الحاج أحمد بن نعمان وصحبه , وأشتد شوقهم لعمان , ولكن هدفهم كان يحولُ بينهم وبين ما كانوا يشتهون , وبينما كان الجميعُ غارقٌ في بحر أحلامه وكوثرَ أوهامه صاح أحد البحارة ( إنها أمريكا ) .. دوت هذه الكلمات في أُذُنِ الحاج بن نعمان , وتذكر حينها ما أوصاه به السيد سعيد بن سلطان بصلاة الشكر ما أن يطلُّ عليهم ساحل أمريكا , صلى الشيخ أحمد وصلى من بعده جميع الشهود , وسلطانه تسبح بحمد رربها وتقدس له , وهلل الجميع فرحآ بوصولهم سالمين الجسد , غانمين من صفحة التاريخ مجدآ مُمَجَّد .. نزل الشيخ أحمد ومن وراءه الوفد المرافقَ له , كان في إستقبالهم نائب الرئيس في وفدٍ رسمي كبير , وسط إحتفالات ساحره , وحشودٍ مُبهره .. وسار الموكب متجهآ صوب قصر الرئيس , وما أن تَرجَّلَ الجميع حتى ساروا تجاه َ غرفة الإنتظار حتى يوافيهم الرئيس الأمريكي هناك .. برهةٌ تنقضي ويدخل الرئيس الأمريكي ليرى امامَ ناظره ما أبهره , إنه الإباء , إنها الأنفه , إنها كبرياء عمان عبرت البحار والمحيطات لتؤكد على قوة وشدة بأس عمان , تقدم الحاج أحمد بن نعمان فألقى التحيه على الرئيس ثم أردف قائلآ ( من السيد سعيد بن سلطان سلطانُ عمان إلى الرئيس الأمريكي فان بورين أما بعد ,, إننا وبكل فخر يسعدنا ويشرفنا في إعلان بداية عهدٍ جديد من العلاقات الدبلوماسيه بين البلدين وما يخدم المصالح المشتركه , وحين كان السلامُ مطلب الشعوب كنا عليه حَفَظَهْ طالبين , وله راغبين , ولما كانت الحربُ مهرب الشعوب كُنا منها وَرَثهْ مُفلسين , وبها حاذقين ) أيها الرئيس يسعدني نيابةً عن مقام السيد سلطان عمان في تقديم هذه الهدايا التي تليق بمقامكم وهي عباره عن جوادين عربيين أصيلين , وبعض الجواهر الكريمه , وسيفآ مطعمآ بالذهب .. إرتاح الوفدُ العربي مدة كافيه أنستهم ما كابدوه من عناءٍ وقسوه , وحان وقت العوده إلى الديار , فقد شُحذت هممهم بذكرى عُمان الحبيبه , وقَوِيَت سواعدهم بشذى ترابَ عمان الغاليه , وقد أرسل الرئيس الامريكي معهم ربان أمريكي ليقود سلطانه في المحيط الأطلنطي بسلام , حرصآ على سلامة الوفد العربي لإيصال ماتم الإتفاقَ عليه مع حكومة السيد سعيد بن سلطان , وإيمانآ منه بمدى أهمية البعد من التقارب السياسي بين البلدين .. مرت الأسابيعُ شاقةً على الجميع , فقد إشتاق السيد سعيد لمعرفة أخبار سفيره وما حدث , وإشتاقت سلطانه لترسو معانقةً سواحل عمان , وإشتاق الجميعُ لأرض الوطن , فما أقسى من حنين الوطن سوى حنين الوطن .. وفي صبيحة يوم الجمعه من عام 1840 وبعد مُضي عشرة شهور من إنطلاق سلطانه هاهي أخيرآ ترسو في مسقط وما أن جاء البشير للسيد سعيد حتى خرج مسرعآ في إستقبال الوفد الرسمي للسلطنه والمبعوث للولايات الأمريكيه , وهو يدعو الله بكل لهفة شوق على رجوعهم سالمين , وأمر أن تُقام الإحتفالات شرفآ بمقدمهم غانمين .. هكذا كانت رحلة المجد تتوالى بين سادة عمان , حتى رست بين أيدي الأمين الحكيم , قابوس ُ باني المجد عزآ وأصاله , وإن كانت سفينة السيد سعيد بن سلطان في ذلك الوقت لها سفيرآ وقائدآ , فلنحن أهلآ وأحق بأن نفخر في هذا الوقت بأن قابوس لعمان سفيرآ وربانآ .. حفظك المولى ذخرآ وعزآ , وأطال بعمركَ أعوامآ مديده , وسنينَ عديده , يا باني عُمان ..[/COLOR][/SIZE][/FONT][/CENTER] [/QUOTE]
الإسم
التحقق
رد
الرئيسية
المنتديات
.| الأرشـــيــــــف |.
إرشيف المنتديات
,,البريمي لـ المواضيع العامة
رحلة المجد ... بقلمي
أعلى