رحآيل
¬°•| مُشْرِفة سابقة |•°¬
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كَتَب الحسن البصريُّ إلى عمر بن عبد العزيز في ذم الدنيا كتاباً طويلاً فيه :
أما بعد :
فإن الدنيا دار ظعن (1) ليست بدار مقام ، وإنَّما أُنزل إليها آدم عقوبةً ، فاحذرها يا أمير المؤمنين ، فإنَّ الزاد منها تركُها ، والغنى فيها فقرها ، تُذِلُّ من أعزَّها ، وتفقر من جَمَعها ، كالسمِّ يأكله من لا يعرفه وهو حَتْفُه !! ،
فاحذر هذه الدار الغرّارة الخيّالة (2) الخدّاعة . وكن أسرَّ ما تكون فيها أحذرَ ما تكون لها ؛ سرورها مشوب بالحُزْن ، وصفوها مشوب بالكَدَر ، فلو كان الخالق لم يخبر عنها خبراً ، ولم يضرب لها مثلاً ؛ لكانت قد أيقظت النائمَ ، ونبَّهت الغافل .
فكيف وقد جاء من الله عزَّ وجلَّ عنها زاجرٌ ، وفيها واعظٌ ، فما لها عند الله سبحانه قَدْرٌ ولا وزن ، ما نظر إليها منذ خلقها .
ولقد عُرِضت على نبيِّنا - صلى الله عليه وسلم - مفاتيحها وخزائنها ، لا ينقصه عند الله جناح بعوضة ، فأبى أن يقبلها ، وكره أن يحبَّ ما أبغض خالقه ، أو يرفع ما وضع مليكه ، زواها (3) الله عن الصالحين اختياراً ، وبَسَطها لأعدائه اغتراراً ، أفيظنُّ المغرورُ بها المقتدر عليها أنَّه أكرم بها ؟!
ونسي ما صنع الله بمحمد - صلى الله عليه وسلم - حين شدّ على بطنه الحجر . والله ما أحد من النَّاس بسط له في الدنيا ، فلم يخف أن يكون قد مكر به ، إلَّا كان قد نقص عقله ، وعجز رأيه . وما أمسك عن عبد فلم يظنَّ أنه قد خير له فيها ؛ إلّا نقص عقله وعجَز رأيه .
=======
(1) الظَّعْن : الارتحال .
(2) الخيَّالة : الملبِّسة والمشبِّهة .
(3) زوى الشيء عنه : صرفه ونحَّاه .
المصدر / مختصر منهاج القاصدين : ص 199
نسأل الله لنا ولكم العافية ،
ما الدنيا إلا محطة تزوّد للآخرة
فـ لأي شيء تُراد ؟! إن كانت للَّذة ؛ فلا كانت ولا كان أهلها
إنما تُراد لطاعة خالقها
قيل : إنَّ الدنيا إذا حَلَتْ ، أوحلتْ ؛ وإذا جَلَتْ ، أوجلتْ ؛ وإذا كَسَتْ ، أَوْكستْ .
الوَكْس : النقص والخسارة . وأوكست : أنقصت ، وأخسرت
اللهم ارزقنا غِنى النَّفس ، وكفُّ الأذى ، وكَسْب الحلال ، ولباس التقوى ، والثِّقة بالله عزَّ وجل على كلِّ حال
أما بعد :
فإن الدنيا دار ظعن (1) ليست بدار مقام ، وإنَّما أُنزل إليها آدم عقوبةً ، فاحذرها يا أمير المؤمنين ، فإنَّ الزاد منها تركُها ، والغنى فيها فقرها ، تُذِلُّ من أعزَّها ، وتفقر من جَمَعها ، كالسمِّ يأكله من لا يعرفه وهو حَتْفُه !! ،
فاحذر هذه الدار الغرّارة الخيّالة (2) الخدّاعة . وكن أسرَّ ما تكون فيها أحذرَ ما تكون لها ؛ سرورها مشوب بالحُزْن ، وصفوها مشوب بالكَدَر ، فلو كان الخالق لم يخبر عنها خبراً ، ولم يضرب لها مثلاً ؛ لكانت قد أيقظت النائمَ ، ونبَّهت الغافل .
فكيف وقد جاء من الله عزَّ وجلَّ عنها زاجرٌ ، وفيها واعظٌ ، فما لها عند الله سبحانه قَدْرٌ ولا وزن ، ما نظر إليها منذ خلقها .
ولقد عُرِضت على نبيِّنا - صلى الله عليه وسلم - مفاتيحها وخزائنها ، لا ينقصه عند الله جناح بعوضة ، فأبى أن يقبلها ، وكره أن يحبَّ ما أبغض خالقه ، أو يرفع ما وضع مليكه ، زواها (3) الله عن الصالحين اختياراً ، وبَسَطها لأعدائه اغتراراً ، أفيظنُّ المغرورُ بها المقتدر عليها أنَّه أكرم بها ؟!
ونسي ما صنع الله بمحمد - صلى الله عليه وسلم - حين شدّ على بطنه الحجر . والله ما أحد من النَّاس بسط له في الدنيا ، فلم يخف أن يكون قد مكر به ، إلَّا كان قد نقص عقله ، وعجز رأيه . وما أمسك عن عبد فلم يظنَّ أنه قد خير له فيها ؛ إلّا نقص عقله وعجَز رأيه .
=======
(1) الظَّعْن : الارتحال .
(2) الخيَّالة : الملبِّسة والمشبِّهة .
(3) زوى الشيء عنه : صرفه ونحَّاه .
المصدر / مختصر منهاج القاصدين : ص 199
نسأل الله لنا ولكم العافية ،
ما الدنيا إلا محطة تزوّد للآخرة
فـ لأي شيء تُراد ؟! إن كانت للَّذة ؛ فلا كانت ولا كان أهلها
إنما تُراد لطاعة خالقها
قيل : إنَّ الدنيا إذا حَلَتْ ، أوحلتْ ؛ وإذا جَلَتْ ، أوجلتْ ؛ وإذا كَسَتْ ، أَوْكستْ .
الوَكْس : النقص والخسارة . وأوكست : أنقصت ، وأخسرت
اللهم ارزقنا غِنى النَّفس ، وكفُّ الأذى ، وكَسْب الحلال ، ولباس التقوى ، والثِّقة بالله عزَّ وجل على كلِّ حال
الله المصور :imuae27: