لم يعد خافياً على أحد أن إثيوبيا تلك الدولة الفقيرة تقاتل الشعب الصومالي المسلم نيابة عن الولايات المتحدة الأمريكية وبالتنسيق معها، وقد ظهر هذا جلياً عندما استهدفت السفن الأمريكية مواقع زعمت أنها معسكرات لقوات المحاكم الإسلامية.
وبالرغم من الدعم الأمريكي وغيره لقوات الاحتلال الإثيوبي إلا أن قوات المحاكم الإسلامية استطاعت أن تسيطر على عدة مدن رئيسية كان آخرها مدينة "كوطا" الساحلية الواقعة في محافظة جوبا السفلى جنوب الصومال، وهي المدينة الثالثة في سواحل جنوب البلاد التي تستعيدها المحاكم الإسلامية.
قوات الاحتلال الإثيوبي تقوم وبشكل يومي بجرائم حرب مروعة في حق المدنيين في الصومال كما تمارس التعتيم الإعلامي حول ما تقوم به، ولعل آخر تلك الجرائم مجزرة مسجد الهداية الواقع شمالي مقديشو حيث قتلت جميع من فيه من الرجال ومن بينهم عدد من العلماء وكبار الدعاة. ويعتبر المسجد المقر الرئيسي لجماعة التبليغ التي تقوم بدور مهم في نشر الدعوة الإسلامية في الصومال، وحولته تلك القوات إلى ثكنة عسكرية.
لقد تمادت الحكومة الإثيوبية بمواقفها وتحديها للمسلمين، وها هي تعلن عن قطع علاقاتها الدبلوماسية مع دولة قطر؛ بسبب ما ادعته من تدخل الدوحة في الأمور الداخلية بمنطقة القرن الإفريقي، متهمة قطر بـ"دعم منظمات إرهابية في الصومال ومناطق أخرى بشكل مباشر أو غير مباشر" كما زعمت.
فعلى الدول الإسلامية أن تتخذ مواقف أكثر جدية وحزماً إزاء هذا الاحتلال الإثيوبي، وألا تترك القرن الإفريقي يشتعل بنار الحرب الصليبية الحاقدة.
وإن موقف إثيوبيا من دولة قطر ليشكل منطلقاً لدول مجلس التعاون الخليجي بل الدول العربية لتفضح تلك الممارسات الإثيوبية وتوقف العالم كله على حقيقة هذا الاحتلال، ولتُذكِّر بالصومال الجرح المنسي قبل أن تمتد تلك النار إلى أماكن أخرى من العالم الإسلامي.
ستطحنكم مؤامرة الأعادي *** إذا لم يفطن الرجل الأريب