الكاتب يقول إن الفيلم يكشف الجانب المظلم للمسيحية
مفكرة الإسلام: فيما اعتبره مراقبون كاشفا عن زيف حرية التعبير التي تعلن عنها أمريكا وأوروبا وترفعها في وجه الرافضين للإساءات المتكررة للإسلام ، نجحت منظمات كاثوليكية أمريكية في ممارسة ضغوط قوية أدت إلى منع عرض فيلم وثائقي يتهم الكنيسة بمعاداة اليهود ويتهمها بالعنف التاريخي وشن حروب دموية باسم الصليب.
جاء ذلك بعد أن أثار الإعلان عن عرض الفيلم، الذي كتب نصه قسٌ كاثوليكي، ردود فعل غاضبة وانتقادات حادة بين رجال الكنيسة الكاثوليكية، حسبما أوردت وكالة أنباء "أمريكا إن أرابيك".
وأدى تدخل هذه المنظمات الكاثوليكية إلى منع عرض الفيلم؛ حيث كان من المقرر أن يعرض الفيلم أمام بابا الفاتيكان بنديكت السادس عشر الذي يقوم حاليًا بزيارة إلى الولايات المتحدة.
كما نجحت ضغوط منظمة كاثوليكية أمريكية كبرى في منع عرض الفيلم على أكاديمية القوات الجوية الأمريكية ضمن مؤتمر عن "الإرهاب".
مضمون الفيلم:
ويظهر الفيلم الذي ألفه القس الكاثوليكي السابق جيمس كارول كيف قام الإمبراطور الروماني قسطنطين بتبنِّي الصليب كرمزٍ للقوة في القرن الرابع، وأصبح من حينها يحمل سيفًا على شكل الصليب، وهو ما جعل الكنيسة تتخذ الصليب رمزًا.
ويوضح الفيلم الوثائقي أيضًا كيف كانت القوات الرومانية تقتل اليهود في أوروبا ولا يتدخَّل البابا إلا إذا وافق اليهود على التحوُّل إلى الكاثوليكية، كما أشار الفيلم إلى أن النازيين في العصر الحديث وقَّعوا اتفاقًا مع بابا الفاتيكان، وأنه لم يتدخَّل لإنقاذ اليهود كذلك أثناء ما يُسمى "المحرقة النازية".
التاريخ التراجيدي للكنيسة:
وقد قوبل الفيلم بموجة من الانتقادات من قبل المنظمات الكاثوليكية. وزعمت الرابطة الكاثوليكية للحقوق الدينية والمدنية أن الفيلم به اتهامات باطلة ضد الكنيسة، لافتةً إلى أن وقت عرضه غير مناسب لزيارة البابا التاريخية لأمريكا التي تستمر لستة أيام.
وقال رئيس الرابطة القس بيل دونوهيو: إن الفيلم مبنيٌّ على "كتابٍ معادٍ للكاثوليكية كتبه قس سابق غاضب ليست له مصداقية في هذا الموضوع".
إلا أن مخرج الفيلم أورين جاكوبي رد عليه بقوله: "الفيلم ليس معاديًا للكاثوليكية"، مشيرًا إلى أن مؤلف الكتاب "يمارس الكاثوليكية" وأنه يحاضر منذ سنين في العالم أجمع حول "هذا التاريخ التراجيدي للكنيسة" في إشارة إلى ما أسماه تاريخ الكنيسة في "معاداة السامية".
من جانبه، قال جيمس كارول، في دفاعه عن فيلم أمام هذه الانتقادات: "في عام 2000 قام البابا جون بول الثاني بالاعتذار للعالم عن ذنوب الكنيسة.. إن فيلمنا ببساطة يشرح ما هي تلك الذنوب.. لم يكن البابا جون بول منتقدًا للكاثوليكية، ولست أنا كذلك أيضًا".
وأوضح أن الفيلم "يكشف الجانب المظلم للمسيحية، ويبحث تاريخ عنف الكنيسة وعدم تسامحها والحروب التي قامت بها".
ويكشف نجاح هذه المنظمات الكاثوليكية في منع عرض الفيلم المناهض للكنيسة، زيف الادعاءات التي يتشدق بها الغرب ليل نهار بشأن "حرية التعبير"، خاصة عندما يتعلق الأمر بالنيل من المسلمين وإهانة مقدساتهم؛ فترفض الدنمارك اتخاذ أي موقف جدي ضد الصحف التي نشرت الرسوم المسيئة للنبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، متعللة في ذلك بـ"حرية التعبير" المزعومة.
والأمر نفسه، تكرر من دولة هولندا عندما سمحت للنائب اليميني المتطرف "غيرت فيلدرز" بنشر فيلمه "فتنة" على شبكة الإنترنت؛ وذلك بدعوى "حرية التعبير" كذلك؛ ما يلقي بظلال من الشك حول هذا المصطلح الذي بات لا يستخدم إلا لتبرير الإساءة للإسلام وأهله.