الوطن موال اخضر
¬°•| عضو مميز |•°¬
بقلم :فضيلة المعيني
ثلاث سنوات فقط، كانت المدة الفاصلة بين إعصار «جونو» الذي مر على سلطنة عمان بشكل أقوى وأشد من غيرها، وبين إعصار «فيت» الذي مر بسلام مخلفاً خسائر مادية كبيرة ولا شك. ومع الإعصارين أثبت الأشقاء في السلطنة مقدرتهم الفائقة في التعامل مع مثل هذا النوع من الأزمات وإدارتها بشكل يعد مفخرة بكل المقاييس.
هيئة الأرصاد الجوية العمانية كعادتها، «بطلة» في مثل هذه المواقف في رصد أي تغيير في الطقس، وأطلقت التحذيرات من خطورة هذا الاعصار، وهبت بقيت المؤسسات في اتخاذ التدابير اللازمة لمواجهته والحد من أضراره والتقليل من الخسائر في الأرواح والممتلكات التي تخلفها عادة مثل هذه الأعاصير.
إعلام السلطنة وخاصة التلفزيون العماني، كان له دور كبير في نقل ما يجري في الولايات وقرى المحافظات التي تأثرت بالاعصار وتبعاته، ولعل أكثر ما كان يشرح النفس في خضم الخوف من تأثيرات كبيرة للإعصار، هو الإنسان العماني الذي كان موجودا ومتواجدا في كل تفاصيل التعامل مع أزمة عارضة هبت على البلاد.
وإعلام تمكن من خلال ما توفر له من معلومات وحقائق أول بأول، من قطع الطريق على عشاق القلاقل ومروجي الشائعات، وبتعاون وتنسيق رائع من كل الجهات ومختلف اللجان التي شكلت لذلك.
ومن فرق عمل انبثقت منها ساهمت في تجاوز الاعصار الذي تحول إلى عاصفة وسارت الأمور أفضل مما كان متوقعا، وكأن إعصار «جونو» الذي هب على عمان في صيف 2007 وكان تأثيره عليها أكثر من غيرها.
بمثابة التدريب العملي الذي تعلموا منه كيفية التعامل مع مثل هذه العوامل الجوية المفاجئة التي ربما لم تمهل كثيرا لاتخاذ الحيطة وسبل التصدي لها، فكان التعامل هذه المرة أفضل من سابقه، وإن كان هناك فرق بين قوة وشدة الاعصارين.
فالعبرة في مثل هذه الحالات تكون بمقدار ما يتعلم الإنسان من هذه التجارب، ويستخلص من دروسها حلولا لمواقف مشابهة في المستقبل، ويتعلم من «عثرة» اليوم كيف يقف ثابتا في الغد، وكذا الحال بالنسبة لمؤسسات الدولة العسكرية والمدنية التي يجب أن تستفيد منها في التعامل مع الأزمات والتفاني تحت مظلة عمل مشترك.
الأزمة لا تعني فقط الدول التي تمر بها، وليس هناك من هو بمنأى عما يمر به جاره، ونشكر هنا فريق الإنقاذ الإماراتي الذي كان حاضرا وعلى أهبة الاستعداد لمواجهة أي طارئ، واتخذ ما كان مناسبا في شأن إغلاق كورنيش الفجيرة كإجراء احترازي أمام إعصار لا يعرف من أمامه.