شووق قطر
¬°•| مراقبة عامة سابقة وصاحبة العطاء المميز |•°¬
المجموعة الثالثة
يُعد المنتخب الإنكليزي من بين المنتخبات الأكثر ترشيحاً للفوز بكأس العالم، نظراً لتاريخه وعراقة بطولته المحلية ونجاح فرقه على الصعيدين القاري والعالمي، وتميز لاعبيه، وكونه يدار من قبل واحد من أكثر المدربين شهرة وحرفية هو الإيطالي فابيو كابيللو.
ولاشك فإن ما حققه منتخب الأسود الثلاث في التصفيات الأوروبية المؤهلة إلى المونديال بفوزه بتسع من مبارياته العشر (خسر مباراة واحدة أمام أوكرانيا (0-1)، بعدما كان ضمن تأهله)، وتسجيل لاعبيه لـ 36 هدفاً، وعدم هز شباكه إلا في ست مناسبات، لم يكن غير تحذير لكل منافسيه في البطولة العالمية ليدركوا أن هناك خصماً عنيداً سينافسهم على خطف الكأس.
ويتمنى كابيللو شفاء لاعبه نجم مانشسر يونايتد واين روني قبل انطلاق البطولة، لأنه يعوّل عليه بشكل أساسي إلى جانب رفاقه ستيفن جيرارد، وفرانك لامبارد، وجون تيري وريو فرديناند.
وكان كابيللو يأمل أن يكون النجم ديفيد بيكهام من بين الأسماء التي ستضمها تشكيلته، لكن الإصابة التي تعرض لها خلال مشاركته مع فريقه آي سي ميلان في الدوري الإيطالي حرمته من ذلك.
ولا يبدو التأهل إلى الدوري الثاني بعيداً عن المنتخب الإنكليزي كون مجموعته تضم منتخبات أقل مستوى منه وهي الولايات المتحدة الأميركية، الجزائر وسلوفينيا، كذلك تبدو الطريق ممهدة أمامه للتقدم أكثر في الأدوار نحو النهائي، إذا استطاع فرض كلمته.
من جهته قد يشكل المنتخب الجزائري، مفاجأة البطولة، إذا ما نجح بتكرار إنجاز العام 1982 في بطولة العالم في إسبانيا، عندما هزم ألمانيا الغربية (2-1)، وتشيلي (3-2)، وخسر (0-2)، أمام النمسا علماً أن المنتخب الألماني وصل إلى المباراة النهائية بعدها وخسر أمام إيطاليا (1-3).
يذكر أنه كان بإمكان المنتخب العربي التقدم أكثر في تلك البطولة التي شهدت مؤامرة على الكرة الجزائرية، بين منتخبي ألمانيا والنمسا. ففي المباراة التي جمعت المنتخبين الأوروبيين تقدمت ألمانيا بهدف مبكر. وبعد ذلك بدأ الفريقان بتمرير الكرة إلى بعضهما دون القيام بأي شيء يهدد الخصم، أو يؤدي إلى تغيير النتيجة التي كانت كفيلة بنقلهما إلى الدور الثاني معاً، وخروج الجزائريين.
لكن هذه الواقعة شكلت نقلة نوعية، في قوانين الاتحاد الدولي للعبة، إذ تقرر من بعدها إقامة مباريات جولات الدور الأول الأخيرة في وقت واحد، كي لا يتم التلاعب بالنتائج.
وغاب المنتخب الجزائري عن المشاركة في المونديال 24 عاماً، حيث كان ظهوره الأخير في نسخة العام 1986 في المكسيك، عندما حقق نتائج متواضعة بخسارته أمام البرازيل (0-1) وإسبانيا (0-3)، وتعادله (1-1) مع ايرلندا الشمالية.
وشهدت السنوات الـ24 التالية ركوداً في الكرة الجزائرية التي استعادت صحوتها في التصفيات الأفريقية بتصدرها لمجموعتها التي شهدت المباراة الشهيرة مع مصر التي انتهت بوقوع عدد من الجرحى بين الطرفين وبنزاع سياسي بين البلدين وصل لحد حرب إعلامية لم تنته فصولها حتى الساعة.
ولزم الجزائر خوض مباراة فاصلة مع مصر بعدما تعادلا في النقاط وفي كل الإحصائيات الأخرى، حيث أقيم اللقاء في السودان باعتبارها أرضاً محايدة، وكانت الأفضلية "للمحاربي الصحراء" الذين فازوا بهدف دون مقابل.
ويعتمد المدرب رابح سعدان على تشكيلة مطعمة من الشباب وأصحاب الخبرة أبرزهم: فوزي الشاوشي، مجيد بوقرة، رفيق حليش، يحيى عنتر، نذير بلحاج، كريم زياني، ورفيق صايفي.
وإذا سلم المنتخب الجزائري بأن إمكانية مقارعة نظيره الإنكليزي صعبة، فعليه دون شك الاستعداد لتجاوز خصميه الأميركي والسلوفيني، لكن مهمته ستكون صعبة نظراً للمستوى العالي الذي يقدمه الفريقان.
فالمنتخب الأميركي استطاع من خلال ما قدمه في السنوات القليلة الماضية، أن يرفع لعبة كرة القدم في بلاده من لعبة هامشية تمارسها الفتيات بشكل أكبر، إلى رياضة شعبية أصبح ترتيبها خامسة بعد البيسبول وكرة السلة وكرة القدم الأميركية والهوكي على التوالي.
وما يؤكد اهتمام الجمهور الأميركي بكرة القدم، هو سعي الأندية للتعاقد مع اللاعبين الكبار مثل الإنكليزي ديفيد بيكهام لاعب لوس انجلوس غالاكسي.
واحتل المنتخب الأميركي صدارة ترتيب تصفيات اتحاد الكونكاف المؤهلة إلى كأس العالم، متفوقاً على فرق تملك تاريخاً عريقاً في عالم الكرة كالمكسيك وكوستاريكا
كما قدم المنتخب الأميركي أحد أفضل عروضه صيف العام الماضي في كأس القارات التي أقيمت في جنوب أفريقيا بوصوله إلى المباراة النهائية التي خسرها أمام البرازيل (2-3)، بعدما كان متقدماً (2-0)، مع نهاية الشوط الأول لكن نجوم "السامبا" قلبوا تخلفهم إلى فوز في الشوط الثاني.
أما المنتخب السلوفيني الذي وصل إلى نهائيات البطولة العالمية بجدارة بعدما أقصى المنتخب الروسي بكامل نجومه خلال الجولة الفاصلة من التصفيات الأوروبية ففاز الأخير (2-1) في موسكو، ثم رد المنتخب السلوفيني بفوزه بهدف دون رد، ما منحه الأفضلية كونه سجل خارج أرضه.
وإن كان البعض لا يضع المنتخب السلوفيني في حسبانه، وأنه سيكون لقمة سائغة وأن تجاوزه سيكون سهلاً، فالمؤشرات تدل على أن إمكانية قلب الطاولة وتحقيق النتائج الإيجابية غير بعيد عن لاعبيه الذين يتألقون في بطولات الدوري المحلية والأوروبية التي يشاركون فيها.
المجموعة الرابعة
لم يغب المنتخب الألماني عن الدور ربع النهائي في بطولات كأس العالم الأربعة عشرة الأخيرة التي خاضها، وهو يسعى في المرة الخامسة عشرة أن يصل للمباراة النهائية للمرة الثامنة ليعزز رقمه القياسي بالوصول إلى النهائي، وإضافة اللقب الرابع لرصيده بعد ألقاب الأعوام 1954، 1974، و1990.
وإن كان منتخب "الماكينات" بحسب المحللين من أبرز المرشحين للفوز باللقب، فهو طبعاً لما يملكه من أسماء رنانة في تشكيلته.
ويُأخذ البعض على المنتخب الألماني أنه مجموعة من "المرتزقة"، كون معظم لاعبيه ليسوا ألمانيين في الأصل، وإنما جذورهم إما تركية، أو نمساوية، أو برازيلية أو صربية أو نيجيرية أو إسبانيا أو بولندية أو تونسية. لكن كل ذلك لا يمنع أن منتخب المدرب يواكيم لوف، يبقى رقماً صعباً يخافه كل من يواجهه بسبب وجود ترسانة متكاملة من حراسة المرمى وحتى الهجوم.
ويبرز في "المانشافت": فيليب لام، سامي خضيرة، كاكاو، ماريو غوميز، ميروسلاف كلوزه، لوكاس بودولسكي، توماس مولر وغيرهم.
وسيفتقد لوف في البطولة العالمية لجهود أحد أفضل لاعبيه وقائد فريقه مايكل بالاك الذي أصيب في كاحله الأيمن خلال مباراة فريقه تشلسي مع بورتسموث في نهائي كأس انكلترا.
وقد تكون العقبة الأكبر للمنتخب الألماني متمثلة بالمنتخب الصربي الذي يخوض البطولة بطموحات كبيرة محاولاً نسيان نتائجه في مونديال ألمانيا 2006، عندما شارك تحت تسمية منتخب صربيا ومونتينغرو.
وينفرد نجم المنتخب ولاعب نادي إنتر ميلان الإيطالي ديان ستانكوفيتش، بأنه يخوض كأس العالم للمرة الثالثة مع ثلاث منتخبات، حيث شارك في العام 1998 في فرنسا مع منتخب يوغوسلافيا، ثم صربيا ومونتينغرو في العام 2006 في ألمانيا، وحالياً مع صربيا في جنوب أفريقيا.
وحقق المنتخب الصربي نتائج مبهرة في التصفيات، ما منحه صدارة مجموعته ليتفوق على فرنسا التي أجبرت أن تخوض الملحق.
وضم المدرب رادومير انتيتش لفريقه مجموعة من اللاعبين الشبان لعناصر الخبرة التي شاركت في التصفيات، كما عزز مركز حراسة الذي كان يعتبر نقطة ضعفه.
وسيكون الصراع مفتوحاً على بطاقة التأهل الثانية إلى الدور الثاني، إذا ما كانت البطاقة الأولى من نصيب المنتخب الألماني الأقوى. وسيكون التنافس على أوجه بين صربيا واستراليا وغانا.
ويملك المنتخب الغاني أو "برازيل أفريقيا" فرصته لولوج الدور الثاني، غير أن طريقه لن تكون معبدة، فالمطبات تملؤها، وسيكون عليه تخطي صربيا واستراليا وحتى ألمانيا إذا ما أراد تكرار وصوله إلى الدور الثاني كما فعل في العام 2006، عندما خسر أمام البرازيل (1-3).
ويستعيد المنتخب الغاني تجربة العام 2006، فهو يشارك بتشكيلة معظم أفرادها من الشباب الذين لم يتجاوزوا الـ23 عاماً.
يبرز في صفوف المنتخب النجوم الجدد أمثال صامويل إنكوم وإيمانويل بادو وأندري آيو ودومينيك أديياه، بالإضافة إلى سامواه جيان وكوادو أسامواه، وعلي سولاي مونتاري ونجم نادي تشلسي الإنكليزي مايكل ايسيان، لكن هذا الأخير يخضع حالياً للعلاج من إصابة في الركبة أبعدته عن فريقه معظم فترات هذا الموسم غير أنه سيكون جاهزاً قبل انطلاق البطولة العالمية بحسب الجهاز الطبي للمنتخب.
ولم يخفف ميلوفان راييفاتش المدرب الصربي للمنتخب الغاني من صعوبة مهمته، ومن قدرة أخصامه، لكنه لم يستبعد أن يحققه لاعبوه نتائج جيدة، كونهم مجموعة متجانسة وتعرف كيفية تحقيق النتائج الإيجابية.
من جهته المنتخب الاسترالي يبدو الأقل حظاً بالوصول إلى الدور الثاني، لاسيما أنه يعاني من تعرض بعض نجومه للإصابة ما قد يحرمهم من المشاركة في المونديال.
ويتخوف الجمهور الاسترالي من خروج فريقهم من الدور الأول خالي الوفاض، خصوصاً أن الترجيحات والتنبؤات وضعتهم في مرتبة متأخرة جداً، باعتبار أن نسبة قليلة من المراقبين توقعت تجاوز المنتخب الاسترالي للدور الأول.
ويعتمد مدرب المنتخب الاسترالي الهولندي بيم فيربيك في خططه على الدفاع المكثف والهجوم الخاطف والتسديد القوي من مسافات بعيدة، وهو يعوّل بشكل رئيسي على لاعب ايفرتون الإنكليزي تيم كاهيل، وهاري كيويل لاعب غلطة سراي التركي.