السَعيدي
<font color="#ff0000">¬°•| إداري سابق|•°¬</span></
كان الأنبياء يجادلون أممهم عن أنفسهم ومن ذلك قول قوم نوح كما جاء في القرآن الكريم ''إنا لنراك في ضلال مبين'' فرد عليهم مدافعا عن نفسه "ليس بي ضلالة''، وقال قوم هود ''إن لنراك في سفاهة'' فرد عليهم بقوله "ليس بي سفاهة". وقال فرعون لموسى ''إني لأظنك يا موسى مسحورا'' فقال موسى: ''إني لأظنك يا فرعون متبورا''. وقد دافع الله عن نبيه فلما قالوا هو شاعر قال الله تعالى: ''وما علمناه الشعر''، ولما قالوا" ضال" :ََََََ قال الله تعالى : ''ما ضلّ صاحبكم''... ولما قالوا كاهن قال تعالى : ''ولا بقول كاهن''، ولما قالوا مجنون قال تعالى : ''ما أنت بنعمة ربك بمجنون''. حيث أقسم الله تعالى بحياته.. وإنما يقع القسم بالمعظّم قال ابن عقيل، وأعظم من قوله لموسى : ''واصطنعتك لنفسي'' قوله: ''إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله'' وقوله : ''لا أقسم بهذا البلد وأنت حل بهذا البلد''. المعنى: أقسم بالبلد فإن أقسمت بالبلد لأنك فيه. ـ وقد أشار الله تعالى إلى أحوال الأنبياء وذكر التوبة عليهم، فقال تعالى: ''وعصى آدم ربه فغوى ثم اجتباه ربه فتاب عليه وهدى''. وقال في حق موسى: ''إني قتلت منهم نفسا فأخاف أن يقتلون'' ثم قال: ''ربي اغفر لي''، ثم قال: ''فغفرنا له ذلك''. وقال في حق سليمان: ''ولقد فتنّا سليمان'' ثم قال: ''وأناب''. وقال في حق داوود ''ولقد ظلَمك بسؤال نعجتك إلى نعاجه'' ثم طلب المغفرة فغفر الله له. وأخبر تعالى عن المغفرة لنبينا من غير أن يذكر له ذنبا فقال: ''إنا فتحنا لك فتحا مبينا'' ''ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر''. و نوح دعا على قومه ونبينا قال : ''اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون''. عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ''اتخذ إبراهيم خليلا وموسى نجيا، واتخذني حبيبا. وعزتي وجلالي لأوثرنّ حبيبي على خليلي ونجيّي'' أخرجه الإمام أحمد في المسند والعراقي في تخريج الأحياء، و البيهقي في دلائل النبوة والطبراني في المعجم الكبير والهيثمي في مجمع الزوائد وأورده القاضي عياض في الشفاء. ـ وإن كان إبراهيم كسر الأصنام، فإن نبينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم فتح مكة أشار إلى ثلاثمائة وستين صنما حول الكعبة وأمر بتكسيرها . ـ يا موسى اخلع نعليك ولا تجئ إلا ماشيا، يا محمد اركب البراق ولا تجئ إلا راكبا. ـ وإن كان يوسف مليح الصورة فقد كان نبينا كالقمر ليلة البدر. ـ وإن كان الحجر انفجر لموسى، فقد نبع الماء من بين أصابع نبينا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو أعجب لأن الماء مازال يخرج من الحجارة. ـ وحنين الجذع إلى نبينا أعجب من حالات عصا موسى. ـ وإن كانت الجبال سبحت مع داوود، فقد سبح الحصى في كف المصطفى صلى الله عليه وسلم. ـ وإن كان الحديد ليّن لداوود فقد لان الحجر لنبينا صلى الله عليه وسلم. ـ وإن كان سليمان أعطى ملك الدنيا، فقد جيء لنبينا صلى الله عليه وسلم بمفاتيح الأرض فأباها زهدا. ـ وإن كانت الريح سخّرت لسليمان، غدوها شهرا ورواحها شهرا، فنبينا سار إلى بيت المقدس مسيرة شهر في بعض ليلة. وسار الرعب بين يديه مسيرة شهر. ـ وإن كان سليمان فهم كلام الطير فقد فهم نبينا صلى الله عليه وسلم كلام البعير والذئب والحجر والشجر. ـ وإن كانت الجن سخرت لسليمان، فقد استمعت إلى نبينا طائفة من الجن وهو يتلو القرآن الكريم وآمنت به . ـ وقد كانت الجن أعوانا لسليمان يخدمونه، ونبينا صلى الله عليه وسلم أعوانه الملائكة يقاتلون بين يديه ويدفعون أعداءه. ـ وإن كان عيسى أخبرنا بالغيوب فقد شاركه في ذلك نبينا. ـ وقد قرن الله تعالى اسم نبينا باسمه عز وجل عند الأمر بالطاعة والنهي عن الإيذاء فقال تعالى: ''وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول''، ''فإن لله خمسه وللرسول''، ''إن الذين يؤذون الله ورسوله''. ـ عن جابر بن عبد الله أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ''أعطيت خمسا لم يعطهن أحد من الأنبياء قبلي: نصرت بالرعب مسيرة شهر، وجعلت لي الأرض مسجدا وطهورا فأيما رجل من أمتي أدركته الصلاة فليصل، وأحلّت لي الغنائم ولم تحل لأحد قبلي، وأعطيت الشفاعة، وكان الذي يبعث إلى قومه خاصة، وبعثت إلى الناس عامة'' أخرجه البخاري في صحيحه والنسائي في سننه، وأخرجه مسلم في صحيحه والإمام أحمد في مسنده والدارمي في سننه والبيهقي في السنن الكبرى، وابن كثير في البداية والنهاية وغيرهم. ـ عن ابن عمر رضي اللّه عنهما قال: قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: ''فضلت على آدم بخصلتين: كان شيطاني كافرا فأعانني اللّه عليه فأسلم، وكن أزواجي عونا لي، وكان شيطان آدم كافرا وكانت زوجته عونا على الخطيئة'' أخرجه البيهقي في دلائل النبوة والخطيب في تاريخه والسيوطي في الدرر المنثورة والعراقي في تخريج الأحياء والذهبي في ميزان الاعتدال والزبيدي في الإتحاف. ـ عن عمر بن الخطاب رضي اللّه عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ''لما أصاب آدم الخطيئة رفع رأسه فقال: رب بحق محمد إلا غفرت لي، فأوحى اللّه تعالى إليه وما محمد، ومن محمد؟ فقال: رب إنك لما أتممت خلقي رفعت رأسي إلى عرشك، فإذا عليه مكتوب، لا إله إلا اللّه محمد رسول اللّه، فعلمت أنه أكرم خلقك عليك، إذ قرنت اسمه مع اسمك، قال: نعم قد غفرت لك، وهو آخر الأنبياء من ذريتك ولولاه ما خلقتك''
تاريخ الطبري. الأستاذ عاطف خوالدية : إمام مسجد عائشة أم المؤمنين ـ حي الصنوبر ـ قسنطينة الجزائر