السَعيدي
<font color="#ff0000">¬°•| إداري سابق|•°¬</span></
لماذا نفزع من الأفاعي والعناكب؟ هذا ما حاولت إيضاحه دراسة علمية أجريت مؤخراً، حيث قدمت أسباباً تفسر الفزع الكبير، وغير المبرر من وجهة نظر البعض، الذي ينتاب الكثيرين لدى رؤيتهم الأفاعي والعناكب. وتتلخص النتائج التي توصل إليها معدو الدراسة، وهم باحثون من جامعة "كوينز لاند" الأسترالية، في أننا نفزع كثيراً من الأفاعي والعناكب بسبب جهلنا بها. ويبدو أن المثل الشعبي القائل "من لا يعرفك يجهلك" ينطبق على علاقة البشر بتلك المخلوقات التي تمتلك مظهراً مخيفاً، حيث أظهرت الدراسة أن قلة معلوماتنا حول الأفاعي والعناكب، وهي مؤشر على جهلنا بها، يزيد من انطباعاتنا السلبية عن هذه الحيوانات، ليزيد بذلك من فزعنا تجاهها. وتقول الدكتورة "هيلين بوركيس"، من مدرسة علم النفس في الجامعة وعضو فريق الدراسة، أظهرت الدراسات السابقة أن استجابتنا نحو العناكب والأفاعي، تختلف في طبيعتها عما نبديه تجاه أمور أخرى لا تقل خطورة عن تلك المخلوقات، مثل الحيوانات الخطرة، الفطر السام، والذخيرة الحية، الأمر الذي أشير إليه في الماضي، من قبل بعض المختصين، على أنه ناشئ عن طبيعة علاقة الإنسان الأول بتلك المخلوقات، وما كانت تسببه له من مخاطر. وتضيف "بوركيس"، إن بحوثاً أجريت في هذا الجانب، ألمحت إلى أن سبب هذا الخوف يعود إلى أن الأفاعي والعناكب تعتبر من الكائنات التي تستحوذ على انتباه الأفراد، خلال وقت قصير من رؤيتها، الأمر الذي يتزامن حدوثه مع إظهار الفرد ردود فعل سلبية كالخوف. وأجرى فريق الباحثين دراسة تضمنت رصد ردود الفعل الأولية الصادرة عن أشخاص يملكون خبرة في التعامل مع الأفاعي والعناكب، ومقارنتها بما صدر عن أشخاص عاديين لا يملكون خبرة في هذا المجال. وبحسب النتائج فقد تبين أن تلك الكائنات استحوذت على انتباه الأشخاص الخبراء، في التعامل مع الأفاعي والعناكب، وذلك عند رؤيتهم لها، ولكن دون أن يصاحب ذلك ردود فعل سلبية من جهتهم. فيما أبدى المشاركون الذين ليس لديهم خبرة في هذا المجال، ردود فعل سلبية تجاه الأفاعي والعناكب. ومن وجهة نظر "بوركيس" فإن جهل الأفراد بالأفاعي، وتعرضهم للكثير من المعلومات "السلبية" عن تلك المخلوقات، يجعلها مرشحة لأن تكون سبباً من أسباب الُرهاب، الذي يصيب بعض البشر. يذكر أن دراسة أسترالية حديثة كشفت عن ازدياد أعداد الأفاعي في المدن الأسترالية، بسبب زحفها نحو تلك المناطق، لتشارك البشر العيش فيها، وذلك بحثاً عن الماء في أوقات الجفاف، أو هرباً من الفيضانات عند حدوثها، الأمر الذي تسبب في زيادة انتشار حالات الإصابة الناجمة عن عضة الأفاعي بين البالغين والأطفال، والتي انتهى بعضها بالموت المحقق .