شووق قطر
¬°•| مراقبة عامة سابقة وصاحبة العطاء المميز |•°¬
يخبرنا الله عز وجل عن لطفه ورحمته بعباده ،أنه سبحانه لا يستجيب لهم ما يدعون به على أنفسهم وقت الضيق والضجر من الدعوة بإهلاك الأموال والأولاد ، وتسرعهم في ذلك وكأنهم يدعون لأنفسهم ، على أنه يجب عدم التوسع في ذلك حتى لا يوافق الدعاء ساعة إجابة ،فيستجاب لها بقدر الله ، حتى لا يتسرع الناس في الدعاء على أنفسهم .
والدعاء على النفس منهي عنه - قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تدعوا على أنفسكم إلا بخير، فإن الملائكة يؤمنون على ما تقولون)
وأن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( من هذا اللاعن بعيره انزل عنه، فلا تصحبنا بملعون ، لا تدعوا على أنفسكم ولا تدعوا على أولادكم، ولا تدعوا على أموالكم، لا توافقوا من الله ساعة يسأل فيها عطاء فيستجيب لكم.)
وقد جعل الإسلام من شروط إجابة الدعاء - الدعاء بغير إثم أو قطيعة رحم، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال (ما من مسلم يدعو الله عز وجل بدعوة ليس فيها إثم ولا قطيعة رحم إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث خصال- إما أن يعجل له دعوته، وإما أن يدخرها له في الآخرة، وإما أن يصرف عنه من السوء مثلها. قالوا- إذًا نكثر قال الله أكثر)
ومن رحمة الله تعالى أنه لا يستجيب الدعاء بالشر غالبًا ، كما قال تعالى ( ولو يعجل الله للناس الشر استعجالهم بالخير لقضي إليهم أجلهم )أي لو استجاب لهم كل مادعوه به في ذلك لأهلكهم يخبر تعالى عن حلمه ولطفه بعباده أنه لا يستجيب لهم إذا دعوا على أنفسهم أو أموالهم أو أولادهم في حال ضجرهم وغضبهم ، وأنه يعلم منهم عدم القصد بالشر إلى إرادة ذلك ، فلهذا لا يستجيب لهم ، والحالة هذه لطفا ورحمة كما يستجيب لهم إذا دعوا لأنفسهم أو لأموالهم أو لأولادهم بالخير والبركة والنماء
قال تعالى (وَيَدْعُ الْإِنْسَانُ بِالشَّرِّ دُعَاءَهُ بِالْخَيْرِ وَكَانَ الْإِنْسَانُ عَجُولًا)
يخبر تعالى عن عجلة الإنسان ودعائه في بعض الأحيان على نفسه أو ولده أو ماله بالشر أي بالموت أو الهلاك والدمار واللعنة ونحو ذلك فلو استجاب له ربه لهلك بدعائه
كما قال تعالى( ولو يعجل الله للناس الشر ) لا تدعوا على أنفسكم ولا على أموالكم أن توافقوا من الله ساعة إجابة يستجيب فيها وإنما يحمل ابن آدم على ذلك قلقه وعجلته ،ولهذا قال تعالى ( وكان الإنسان عجولا)
وقد ذكر سلمان الفارسي وابن عباس - رضي الله عنهما - هاهنا قصة آدم ، عليه السلام ، حين هم بالنهوض قائما قبل أن تصل الروح إلى رجليه ، وذلك أنه جاءته النفخة من قبل رأسه ، فلما وصلت إلى دماغه عطس ، فقال الحمد لله فقال الله - يرحمك ربك يا آدم . فلما وصلت إلى عينيه فتحهما ، فلما سرت إلى أعضائه وجسده جعل ينظر إليه ويعجبه ، فهم بالنهوض قبل أن تصل إلى رجليه فلم يستطع وقال - يا رب عجل قبل الليل .
فلابد للانسان أن ينظر مَن يدعو وكيف يدعو ولماذا يدعو وأن يسلم الأمور كلها إلى الله فإنه عالم السر والخفاء والإخلاص في الدعاء وأن الإجابة تفضل من الله على عباده وأن يعرف الداعي طرق نجاته وهلاكه لكي لا يدعو بشيء فيه هلاكه ويظن فيه نجاته، قال تعالى (ويدعو الانسان بالشر دعاءه بالخير وكان الانسان عجولا)
مَن أراد أن يُستجاب دعاؤه فليطب مطعمه ومكسبه وترك لقمة الحرام أحب إلى الله من صلاة ألفي ركعة تطوعاً
فإن الأعمال الصالحة لها الأثر الكلي في اتجاه الانسان نحو الله تعالى وإجابة دعائه