مطلع الشمس
¬°•| عضو مبتدى |•°¬
يسوء الذين في قلوبهم مرض ,أن يجدوا روح التضحية تسري في نفوس الشباب المسلم فيقدومون على النضال مستبسلين
وتعجزهم الحيلة في أن يصدوا الأبطال عن جهادهم المرموق فيستعينون تارة بأكاذيب من علم النفس كما يستعينون تارة بتأويل الصريح
من كتاب الله تأويلا يخرج به من الحقيقة إلى الضلال ولهم وراء ذلك أبواق عالية الرنين تردد مايقولون وكأنه حق لاريب فيه
ولكن الذين يقفون على أصول الإيمان الخالص يعرفون الصدق من الكذب ويميزون الطيب من الخبيث فيتصدون للباطل بأسلحة
من البراهين الصحيحة ومن عجائب القدر أن القراّن يدعو للجهاد في سبيل الله ويعد المجاهد بإحدى الحسنيين ثم يجىء في زماننا من يحاول
أن يجعل من قشور علم النفس ضبابا يكسف نور الحقائق
علم النفس ذلك السلاح ذو الحدين يهدي إلى الحسنى متى استقامت قضاياه على صراط الحياد الملتزم ويضل عن السبيل حين يصبح
متنفسا للاحقاد المكظومة تلوى به الألسنه المغرضة في تشدق واستعلاء
انتابني شعور ساخط وأنا أسمع أحدهم يتهم الفدائية الباسلة بأنها أنانية مفرطة لأن المستشهد في سبيل الله _على حد قوله _لايقصد
نصرة المبدأ ولكن أعماقه الدفينه تمتلىء بحب الإشتهار الكاذب حين يندفع إلى القتال فيحسب في سجل الشهداء ويتلو الناس حديث بطولته
بعد رحيله فيكسب فخرا يتردد على الألسنه ويعود على أسرته بالزهو والخيلاء !!!
هذا مايقوله الذين يبغضون الناس في الفدائية الباسلة إذ عجزوا عن أن يصدوهم عن ميادين الكرامة فحاولوا أن يصموهم بالأنانية وحب الذات
ونحن نتساءل ؟؟
أيشعر الميت بعد رحيله بالفخر والمباهاة في الحياة الدنيا حين يقدم على الاستشهاد ليتردد اسمه بين الناس ؟
أيكون في ضريحه ذا سمع راصد لما يقوله الأحياء فينتشي بعبير الزهو والخيلاء !!!
أيعقل هذا ؟!
كلمات يدعيها أناس يدعون البراعة في كشف السرائر وتحليل النوازع المختفية بين اللحم والدم وفي الصدور
لو كان هؤلاء صادقين لانتقلوا بالأمر إلى مكانه الصحيح فنصوا في صراحة على أن المؤمن المستشهد يثق بوعد ربه إذ يقول
الحق سبحانه وتعالى
"إِنَّ اللَّه اِشْتَرَى مِنْ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسهمْ وَأَمْوَالهمْ بِأَنَّ لَهُمْ الْجَنَّة يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيل اللَّه فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاة وَالْإِنْجِيل وَالْقُرْآن وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنْ اللَّه فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمْ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْز الْعَظِيم }
وهنا يقدم المستشهد على ربه وقد زهاه في الفخر لابما سيقال عنه في الحياة من ثناء ولا بما سينتهي إلى أسرته من فخر موقوت
ولكن بما وعد وأعد الله له في فردوسه من نعيم !!!
لو كان هؤلاء المحللون صادقين لقالوا ذلك مستندين إلى مايعلمون من واقع الشهداء قبل أن يندفعوا إلى الميدان ولكنهم ماديون
لايؤمنون بالبعث ولايحاولون أن يوحوا للناس أن هناك إلها يجازي على الخير والشر وإذن فكل حديث عن ثواب المستشهد في
جنة الله مرفوض مرفوض!!!
وعليهم أن يصموا اّذانهم عنه في كل مجال للتحليل فلم يبق لهم غير التلفيق المموه للأباطيل والاحتيال الخادع للمبررات
بل لم يبق الا الطعن في المستشهد ومحاولة تشويهه بالفرض الكاذب لتنمحي البطولة من النفوس وليفرح هؤلاء بجبن
المدافعين وخور المنهزمين !!
أنتم يامن تحاولون استهجان البسالة والفدائية تنطحون بروؤسكم صخرة صلبة تفتت تلافيف أدمغتكم فلن تستطيعوا البقاء
لأن ايات الاستشهاد وأحاديث التضحية ومواقف السلف الصالح من الإقدام المستهين بالأرواح لايكاد يقف عند حصر
ومنذ نعومة أظافرنا حين كنا طلبة بالمدارس نعلم تمام العلم تاريخ الفدائيين مما يجعل التطبيق العملي حقا لاشك فيه
ولا أخال أحدا من المسلمين يجهل موقف على بن أبي طالب ليلة الهجرة إذ نام على فراش ابن عمه محمد عليه أفضل الصلاة
والسلام وهو يتأكد أن الموت مصيره وهو فرد أمام جموع وقد مكث الليل الأطول ينتظر الموت بين لحظة ولحظة
تمكنت الفدائية من نفس علي فتقدم لفداء الحبيب عليه الصلاة والسلام ولو كان يحفل بالعاقبه لتأنى بعض الشىء ولكنه
باع نفسه لله فكتب له النجاة !!!
لن تنحصر الفدائية في عمل تقف عنده بل إن ضروبها تختلف باختلاف ما يراه الفدائي حاسما في أمره فقد تكون التضحية
في بث الألغام الناسفه لقوة العدو أو في سلب الذخيرة الفاتكه دون مبالاة بانفجار أو قذف صاعق
وقد تكون في حجر يمسكه طفل لم يتعد الحلم يرميه بشجاعه يحسده عليه أقوياء اخرين !!!
يطول بنا الحديث لو بحثنا عن أمثال هذه الروائع في التاريخ الإسلامي ولكننا نقدم شاهدا فحسب
أما من يفسرون اّيات الكتاب على غير وجهها الصحيح فما أكثر ماتورطوا في الفهم البعيد احتيالا على مايريدون وتلفيقا لما يروجون فحين
ذكروا أن المقصود بقوله تعالى "وَأَنفِقُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوَاْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ " أن الجهاد هلكة فهم
يؤولون المعان لتخدم أغراضهم الدنيئة فقد فسرت الآية أن التهلكة المقصود بها عدم الانفاق على الحرب والإهمال في إعداد الذخيرة !!!
فقد روى الترمذي وغيره وصححه عن ابن عمران التجيبي قال: كنا بمدينة الروم، فأخرجوا إلينا صفا عظيماً من الروم، فخرج إليهم من المسلمين مثلهم أو أكثر... فحمل رجل من المسلمين على صف الروم حتى دخل فيهم، فصاح الناس وقالوا: سبحان الله يلقي بيده إلى التهلكة؟ فقام أبو أيوب فقال: يا أيها الناس إنكم لتتأولون هذه الآية هذا التأويل! وإنما أنزلت هذ الآية فينا معشر الأنصار لما أعز الله الإسلام وكثر ناصروه، فقال بعضنا لبعض سرا دون رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن أموالنا قد ضاعت، وإن الله قد أعز الإسلام وكثر ناصروه، فلو أقمنا في أموالنا فأصلحنا ما ضاع منها... فأنزل الله تعالى على نبيه يرد علينا ما قلنا: وَأَنفِقُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ... الآية. وكانت التهلكة الإقامة على الأموال وإصلاحها وتركنا الغزو... فما زال أبو أيوب شاخصاً في سبيل الله حتى دفن بأرض الروم. فهذا سبب النزول. ولكن معناها عام، فإن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب؛ كما قال أهل العلم.
نقلا عن ماتوصلت اليه من :
" أحاديث الترمذي"
هذا هو إسلامنا ومنهجنا ولن نحيد عن التمسك به ولو ضللونا ولو فسروا بأهوائهم أحكامه فنحن به متمسكون
وله ناصحون ولهم ولأنصار علم النفس لن نسمع لكم ولن تزيدنا كلماتكم إلا تمسكا بالحق
ومن هنا أدعو لشباب الأمة عامة ولشبابنا في فلسطين والعراق وكل عربي اغتصبت أرضه وسلب حقه
دافع عن أرضك وجاهد في سبيل ربك فوالله ماعنده حق وماينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى
وأختم كلماتي بخير كلام(وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ * فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ * يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ )
التعديل الأخير: