( منقول )
المنسف
هو وجبة الشعب الأردني
وعند الكثيرين مقولة وهي
اللي يروح للأردن وما يأكل منسف ما كأنه راح للأردن
وعلى حد علمي انه لا يوجد مطعم بالأردن عامة وفي عمان خاصة إلا وتجد المنسف من اول واهم الأطباق الموجودة عنده
وكثير من الأردنيين لا زالوا يعتبرون المنسف الطبق التقليدي الذي يعبر عن الكرم والإحتفاء بالضيف
وعلى مر الأزمان وتعاقب الأجيال استطاع المنسف أن يأخذ مكانة كواحد من أهم ملامح الهوية الأردنية متربعاً بذلك على رأس قائمة الأكلات المفضلة في مختلف المناسبات سواء الحزن أو الفرح
وحول تاريخ المنسف والعادات المرافقة لتقديمه
أعد أستاذ علم الاجتماع في جامعة مؤتة الدكتور حسين محادين دراسة موسعة استغرقت سنتين
رصد من خلالها ارتباط هذا الطبق التقليدي بالهوية وملامح الحياة الأردنية
ويبين محادين تاريخ المنسف الذي يرجع إلى منطقة الجزيرة العربية والذي كان معروفاً حينها
بـ"الثريد المتكون من الخبز واللحم ومرق اللحم" كما تشير الدراسات التاريخية
ولم يكن المنسف معروفاً بشكله الراهن حيث طرأت عليه تطورات عدة منها
"دخول اللبن والجريش والقمح والأرز"
ويوضح محادين أن المنسف "طبق صحراوي في الأساس ويتكون من نتاج تلك البيئة"
حتى تطور وتأثر بالبيئة الريفية الزراعية وبمكوناتها وهي اللبن "الحليب المخمر وجريش القمح والأرز"
واستغرقت الدراسة عامين من البحث في40 صفحة، جمع فيها الدكتور محادين روايات لـ 782 شخصا من محافظة الكرك
مركزاً من خلالها على روايات كبار السن مع رصد ثلاثة أجيال هم الأجداد والآباء والأبناء
ويلفت محادين إلى بعض المصطلحات التي ارتبطت في المنسف والتي لا تستعمل لغيره من الأكلات مثل "شرّب" و"العوس" و"غسل على الضيوف" و" القدر" وهو الإناء الذي يطهى فيه المنسف
كما يشير إلى أن الرجال يشاركون في طهي المنسف كتقليد متبع ومقبول اجتماعيا
ومن اللافت إقبال الشباب على تناول المنسف والاهتمام به في المناسبات كما كان أجدادهم
وفي هذا السياق يشير محادين إلى أنه على الرغم من انتشار أنماط غذائية جديدة في المجتمع كالوجبات السريعة، بقي المنسف محتفظاً بمكانته على رأس الوجبات المحتفى بها
ومن الأمور التي تبدو طريفة طلب المنسف على الهاتف من المطاعم عن طريق خدمة التوصيل "الديلفري" مع وجود جميد سائل أصبح يحفظ في علب محكمة ويباع في محلات البقالة لتسهيل عملية طبخه
وعرف عن المنسف الطريقة الخاصة بتناوله وهي الاصطفاف مع المجموعة على طبق واحد والأكل برؤوس أصابع اليد اليمنى ووضع اليد اليسرى خلف الظهر
وفي هذا السياق يشير محادين إلى أن هناك طرقا جديدة باتت تنتشر في طريقة أكل المنسف وهي "وضعه في صحون منفردة لكل شخص"
وللمنسف"تقاليد صارمة وجميلة" كما يصفها الخبير في شؤون التراث الأردني نايف النوايسة
ويوضح النوايسة أن المنسف يختلف إن كان مطهوا بلحم الضان أو لحم الماعز أو لحم الدجاج
مشيرا إلى أن نوعية اللحم كانت تدل قديما على "مكانة الضيف وقدره"، فإن كان ضيفا كبيرا "يطهى المنسف بلحم الضأن"
ويتفق النوايسة مع محادين بأن المنسف "رمز للتقدير وليس لإشباع البطن"
كما يتم الأكل بسرعة في الولائم
و"المعزب" وهو صاحب الوليمة يقوم بخدمة الضيوف عبر تشريب اللبن لهم بإناء خاص تعبيرا عن"الحفاوة والاهتمام بهم"
ولا يقتصر اهتمام الناس بالمنسف على الولائم الكبيرة
حيث تهتم كل امرأة بإتقان طبخ المنسف سواء لإعداده في المناسبات أو لأفراد الأسرة كطبق مطلوب يحظى بشعبية كبيرة
طريقة التحضير
يتم إعداد المنسف من البرغل أو الأرز واللحم واللبن
واللبن المستعمل عادة يتم إعداده عن طريق تجفيف الحليب، وتتم مراحل تصنيع اللبن الجميد
أولاً بوضع حليب الغنم في إناء ليتم ترويبة أي يصبح لبن رائب وبعد هذه المرحلة يتم وضع هذا اللبن الرائب في آلة تقوم بخض هذا اللبن وذلك لفصل الزبدة عن اللبن الحامض (الشنينه أو المخيض)
وبعد أن يتم إنهاء مرحلة فصل الزبدة والتي تستخدم فيما بعد في صناعة السمن البلدي، بعد أن يتم استخراج اللبن الحامض (الشنينه) يتم تسخينه إلى أن يتم فصل مصل اللبن عن اللبن ويوضع في قطعة قماش ليتم فصل المصل بشكل كامل ويصبح المزيج صلب ويسمى في هذه المرحلة (جبجب) وبعد ذلك يتم خلط الجبجب بالملح ويترك لفترة زمنية حوالي 24 ساعه بعد ذلك يتم استخراجه من قطعه القماش وتسمى بالمخلاة ليتم عملية تصنيع اللبن الجميد وهذه المرحلة تمسى (زعمط) ويتم تكوينه بالشكل المطلوب وبعد ذلك يوضع في الشمس لمدة يومين أو ثلاثة حتى يجف تماماوحفظه بكرات مملحة يطلق عليها اسم الجميد (الأقط) لدلالة عن حالته الصلبة أو الجامده، ومن الممكن حفظ هذه الكرات الجامدة لفترات طويلة، ويتم فرك هذه الكرات الجامدة ووضعها في الماء عند الرغبة بتحويلها إلى سائل مرة أخرى
ولعل من أسباب شهرة هذه الوجبة في المناطق الصحراوية والبلاد التي لها تاريخ طويل مع البداوة هي سهولة حفظ الجميد وإمكانية الإعداد السريعة، مما يناسب طبيعة الحياة التي كانت موجودة في تلك البلاد
أما اللحم فيتم طهوه مع اللبن بحيث يتشرب نكهة اللبن ويتم بعدها وحسب المناطق ( يختلف من منطقة إلى أخرى) وضع نوع من الخبز يسمى الشراك (خبز كبير ورقيق) تحت الأرز في صحن كبير يسمى سدر، ويكون الأرز على شكل تلة ثم يتم وضع اللحم المطهو فوق صدر الأرز ومن ثم توضع المكسرات كاللوز المقلي والصنوبر المقلي وبعض البقدونس المفروم. وعند الأكل يتم صب اللبن والسمن البلدي فوق المنسف
في أيامنا هذه أصبح المنسف جزءاً من التقاليد للمناسبات، كما أنه رمز للتمسك بالأصول، ولعل من أهم أسباب نكهة وطيبة مذاق المنسف هي طريقة إعداد الأرز، فأرز المنسف يختلف في طريقة إعداده عن قرينه الأرز الياباني الذي يسلق بالماء حتى يمتص الأرز الماء مع إضافة بعض الملح إليه لجعل طعمه مُستساغا. فرز المنسف يُسلق بماء اللحم أو الدجاج المشبع بدهون اللحم أو الدجاج إضافة إلى البهارات
المنسف من الوجبات المثقلة بالدهون ولاتتلاءم مع من يتبع نظاماً غذائياً صارماً
وتختلف الوجبة اليومية من المنسف عن وجبة منسف الولائم بتميز الأخيرة بإضافة المكسّرات كاللوز أو الكاشو المطبوخ
وهذي طريقة تحضيره مصوره
وبعد هالحكي والشرح الطويل لم يبقى إلا ان اقول لكم
حيـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاكم
قوموا غسلوا وسموا بالله الليلة سحوركم منسف اردني من اللي يحبه قلبك
صحة ووو عافية