أتت النيران، فجر أمس، على 182 محلاً من إجمالي 199 محلاً صغيراً تشكل «سوق نايف الشعبي» في دبي القديمة، وتشير التحقيقات الأولية إلى أن تماساً كهربائياً وراء الحريق، الذي لم يلحق خسائر بشرية، بسبب خلوّه من العاملين والمتسوقين ليلاً.
وأفاد مدير الإدارة العامة للدفاع المدني في دبي، العميد راشد ثاني المطروشي، بأن الحريق اندلع في أحد محال الأقمشة، وامتدّ إلى المحال المجاورة سريعاً بسبب تلاصقها، ونوعية المواد المخزنة فيها، وهي أقمشة، وملابس نسائية وأطفال، وألعاب بلاستيكية.
ويقع السوق على مساحة 60 ألف متر مربع، وهو مملوك لبلدية دبي، التي تتولى الإشراف على تأجير المحال فيه.
ويعد «سوق نايف» من أقدم الأسواق في دبي، وأكثرها شعبية، وكان يسمى «سوق الصنادق» قبل أن تجرى فيه عمليات تطوير وتحديث في الثمانينات، ويشهد إقبالاً كثيفاً من فئات اجتماعية وجنسيات مختلفة؛ بسبب تنوع البضائع المعروضة في متاجره، وتدني أسعارها نسبةً إلى غيره من الأسواق.
وقد أُطلق عليه اسم «نايف» بسبب تمركزه حول «قلعة نايف» الموجودة في منطقة ديرة.
وقدرت مصادر قيمة البضائع الموجودة فيه، قبل اندلاع النيران، بما يزيد على خمسة ملايين درهم؛ كونها تعد مجرد نوافذ بيع لمراكز تجارية ضخمة خارج السوق.
ويحتوي «سوق نايف» على 162 محلاً للملابس الجاهزة ومنسوجات وأقمشة، و25 محلاً للعطور ومستحضرات التجميل والحلي، إضافة إلى ستة محال لبيع الفحم، وثلاثة محال لبيع ألعاب الأطفال، ومحل واحد لبيع الأدوات المنزلية، ومقهيين، ويعتبره كثيرون جزءاً من ذاكرة دبي.
وذكر شهود لـ«الإمارات اليوم» عقب احتراق السوق بأنهم أصيبوا بصدمة بالغة.
وقالت امرأة: «فقدنا عزيزاً علينا».
وأوضحت «أتيت اليوم كعادتي منذ 15 عاماً إلى السوق لشراء احتياجاتي من ملابس ولعب أطفال وحقائب، لكن فوجئت بالكارثة التي أصابتني بالصدمة؛
لأنني وكثيرين غيري مرتبطون نفسياً بهذا السوق، الذي يوفر لنا السلع بأسعار رخيصة للغاية، مقارنة بالمراكز التجارية، وتربطنا علاقات وثيقة بأصحاب المحال والبائعين الذين يتعاملون معنا بشكل جيد، ولديهم مرونة في الأسعار».
http://emaratalyoum.com/CS/articles.aspx?HeadlineID=6233