شووق قطر
¬°•| مراقبة عامة سابقة وصاحبة العطاء المميز |•°¬
تكشفت حقائق جديدة حول سر سقوط الشابة الآسيوية من بناية حي مشرفة أول من أمس. واتضح بعد عمليات بحث وتحر مكثفة سقوط الفتاة من أعلى المبنى هربا من رجال أمن مزيفين اقتحموا شقتها ومعها بعض من أبناء وبنات جنسيتها في ساعة متأخرة من الليل، وأشارت الضحية في أقوالها أمام المحققين، بعد تحسن أوضاعها الصحية، إلى أن شبكة من ثمانية رجال احتجزوا كل الموجودين معها في غرفة، فشعرت للحظات أن حياتها في خطر فتسللت خلسة إلى النافذة وتسلقت أنبوب الصرف الصحي فحاولت الهبوط إلى أسفل، لكنها انزلقت وسقطت إلى القاع. وأطلقت صرخة داوية جمعت الجيران حولها.
هجوم منتصف الليل
الأجهزة الأمنية التي أماطت اللثام عن غموض الحادث بعد أقل من 10 ساعات اتخذت جملة من الإجراءات والتدابير لتحديد هوية الشابة ومحيط علاقاتها، لكن عدم قدرتها على الإدلاء بأقوالها أرجأت كشف الجناة فاضطر رجال الأمن إلى البحث في محيط مسرح الحادث وإحصاء كل سكان الشوارع القريبة للوصول إلى أشخاص متغيبين من مساكنهم، سيما أن كل الجيران الذين استجوبتهم السلطات أكدوا عدم معرفتهم بالشابة وهويتها. واستمرت وحدة مكافحة جرائم السيارات في جمع المعلومات وإجراء مسح شامل في المنطقة، ورصد كافة المنازل الخالية وحصر السكان وتسجيل أسماء المتغيبين عن أسرهم. أسفرت عمليات التمشيط عن عثور رجال البحث الجنائي على شقتين خاليتين وسط تأكيدات حارس المبنى أن إحداها يسكنها أشخاص من إندونيسيا. وقادت الاستجوابات إلى تحديد هوية أحد المستأجرين. في الوقت المناسب خرجت المصابة من غيبوبتها وأدلت بأقوال مهمة إلى رجال التحقيق عن تفاصيل وسر سقوطها. وأفادت أن ثمانية رجال من جنسيات مختلفة دهموا المنزل ليلا منتحلين صفات الأمن، واحتجزوا السكان في إحدى الشقق، فحاولت الإفلات منهم وسقطت من ارتفاع أربعة طوابق.
لصوص من مختلف الجنسيات
بعد الاعترافات المبدئية للشابة المصابة تحرك رجال البحث الجنائي إلى شمال جدة وتحفظوا على مستأجر الشقة. وقال في التحقيقات إنه استضاف عددا من أبناء جنسيته، وفي ساعة متأخرة من الليل دخل عليهم ثمانية أشخاص وشرعوا في تفتيشهم وحجزهم في إحدى الغرف، وبعد مغادرتهم للموقع فوجئ السكان باختفاء أكثر من 15 ألف ريال وعدد من الحاجيات الشخصية، ما رجح أن المهاجمين مجرد رجال محتالين. وقال المستأجر إنهم سمعوا صوت ارتطام جسد صديقتهم بالأرض لحظة سقوطها من نافذة الغرفة. وعزا الرجل هروبهم من الشقة بعد مغادرة اللصوص إلى خشيته من عودتهم ثانية. إزاء المعلومات القيمة شرع رجال الأمن في تتبع الجناة وجمع المعلومات ونجحوا في اصطياد أول الخيوط عندما رصدوا يمنيا وآخر من الجنسية الفلسطينية، وبعد التحري المكثف معهم انهالت اعترافاتهما بالتورط في دهم شقة الإندونسيين بمعاونة أردني وسعودي، وفي وقت لاحق تعرف عليهم المستأجر الإندونيسي. وأضاف الجناة في اعترافاتهم أنهم انتحلوا صفات رجال الأمن لسرقة منازل المتخلفين والعمال البسطاء وتجمعات المقيمين، وأنكروا معرفتهم بسر سقوط الشابة الإندونيسية من الطابق الرابع ولم يتحققوا من الأمر إلا بعد أن رأوها على الأرض وسط بركة من الدماء. إلى ذلك أحالت السلطات المتهمين الثمانية إلى مركز شرطة الشمالية. ومازالت التحريات مستمرة بقيادة مدير المركز ومعاونة رئيس قسم التحقيقات، ويهدف فريق التحقيق إلى التوصل إلى كافة الجرائم التي تورطت فيها الشبكة.