الساعة تقترب من الثانية وعشر دقائق مساء ، ومعها دقات قلبي تزداد حدة وأنا أحاول أرتب من وضعية عباءتي والكتب التي احملها بين يدي ... كانت الطريق تبدو أكثر طولا واتساعا بجسده العريض المنبسط وأصوات القيظ الرتيبة تئن مصدرة أصواتا تجعل جسدي يلهث .. محاولا قطع المسافة المتبقية بسرعة دون النظر إلى بعض الأزهار المغبرة على جانبي الدرب الذي أسير بمحاذاته.
أخيرا أصل إلى بوابة الخروج ..... الأرض الآن أكثر اتساعا والحافلة جاثمة في موقعها المعتاد، نظرت مباشرة إلى الوجوه ، وهي تحدق من خلف الزجاج الشاحب والباب المتثائب بخجل... بدت صامتة بالية كالستائر البنية المحيطة بها .... تحركت الأيدي بحركات عشوائية بينما ... بينما كان وجه واحد يبتسم ابتسامة بلهاء.... أسرعت الخطى بلا إرادة وأنا أحاول ترتيب العباءة التي تكشف عن ثوبي الأحمر القاني المموج وبداخلي ينمو شعور غريب يجعل من خطواتي تتعثر وهي تطأ التراب الأسمر ... كان صوت السيارات في الرصيف المقابل متقطعا باكيا على جسده النائم على بطن الأرض ....
بالصراخ بدأت حديثها وجسدي يقف أمام الباب ويحاول أن يقبض على الكتب المتكومة التي بدأت تتخبط بعشوائية ... سقط كتاب... نظرت على الأرض ... بدت صورة " دانتي" مشوهة ومائة أنشودة من أناشيده تتطاير من عقلي .. تذكرت جحيم "دانتي" وفردوسه.. بينما كانت " منى" تنظر إلى ساعتها وتتحدث عن الطريق وبيتها البعيد الذي لا تصل إليه إلا بعد أن يفرغ الباص ما في جوفه .....
كانت حرارة النافذة تلسع جسدي مع كلماتها التي تدفقت وتدفقت مع حركات بهلوانية بدأت تصدر من يديها ورأسها و......... و"دانتي " يتخبط بين كتب الكيمياء ويبدو تائها بين مفترق الطرق الملتوية .
وهدأ كل شئ في لحظات وعاد السكون يلف الأجساد المحشورة مع بعضها البعض وهدير الحافلة هو كل ما نسمعه ... تلفت من حولي ، نظرت إلى الكتب نظرة طويلة وإلى الطريق الممتد من حولي نظرة أطول ، كان كل شئ يبدو ساخطا حزينا رغم أن النهار ما زال يافعا غضا.. أشجار السدر وحدها التي تنبت في هذة المنطقة والصخورالكثيرة عيون ترصد الحركات التي تمزق سكون المكان في لحظات قلائل .....
كان صوت المسجل منبعثا بوضوح لم أكترث بما يذاع فيه مع الشوشرة التي بدأت تأكل بعض الكلمات فتحول إلى صراخ حاد يصم الأذان . عدلت من وضع عباءتي وبدأت غصة فضفاضة الجسد تغزو كل أوصالي دفعة واحدة والهواء يخرج من رئتي حارقا طويل الخطى .... بدأت بعض الهمسات تصدر متناغمة مع الهدير المنبعث بتثاقل مع ضحكات أخرى جعلت النافذة تصوب سهامها بلا هوادة إلى كل ثغور جسدي ... حدقت في جسد " عبير" كان قابعا بالقرب مني ، دون معالم ينظر إلى الفضاء المترامي بصمت الأحجار في الخارج .........
" كنت ضعيفة أليس كذلك؟؟؟؟ " أول سؤال بزغ في مخيلتي نظرت إلى جسدها كان قاسيا كعباراتها يحاول أن يرسم حدود نفوذه على أطلال مخيلتي المغيبة ........... تنفست بصعوبة والتهمته بوحشية قبل أن ينجب أسئلة أخرى وعدت للنافذة وللأشجار وللصوت الهدير المزمجر بخبث .... الكتب ما زالت مرتمية بجانبي حزينة ، انكسار يلوح في أوراقها والتجاعيد التي بدأت تزحف إلى جسدها ، تناولت واحدا وأوهمت نفسي بقراءته كانت الخطوط واحده والمعاني والكلمات قالبا واحدا.... وغبار يغطي تفاصيل كوميديا " دانتي" أغلقته بقوة وسرحت مع ما اجريته من تجارب لمقرر الكيمياء العضوية.... وبدأت الهمسات تعود من جديد ونظرت إلى نافذتي الحارقة بينما كان بيتي يلوح من بعيد ......
حملت كتبي مسرعة أغلقت الباب بقسوة وصوت الصراخ والهدير مازال عالقا بكتبي البائسة وأنا أكمل أخر خطواتي إلى الغرفة القابعة في أخر الممر.
أخيرا أصل إلى بوابة الخروج ..... الأرض الآن أكثر اتساعا والحافلة جاثمة في موقعها المعتاد، نظرت مباشرة إلى الوجوه ، وهي تحدق من خلف الزجاج الشاحب والباب المتثائب بخجل... بدت صامتة بالية كالستائر البنية المحيطة بها .... تحركت الأيدي بحركات عشوائية بينما ... بينما كان وجه واحد يبتسم ابتسامة بلهاء.... أسرعت الخطى بلا إرادة وأنا أحاول ترتيب العباءة التي تكشف عن ثوبي الأحمر القاني المموج وبداخلي ينمو شعور غريب يجعل من خطواتي تتعثر وهي تطأ التراب الأسمر ... كان صوت السيارات في الرصيف المقابل متقطعا باكيا على جسده النائم على بطن الأرض ....
بالصراخ بدأت حديثها وجسدي يقف أمام الباب ويحاول أن يقبض على الكتب المتكومة التي بدأت تتخبط بعشوائية ... سقط كتاب... نظرت على الأرض ... بدت صورة " دانتي" مشوهة ومائة أنشودة من أناشيده تتطاير من عقلي .. تذكرت جحيم "دانتي" وفردوسه.. بينما كانت " منى" تنظر إلى ساعتها وتتحدث عن الطريق وبيتها البعيد الذي لا تصل إليه إلا بعد أن يفرغ الباص ما في جوفه .....
كانت حرارة النافذة تلسع جسدي مع كلماتها التي تدفقت وتدفقت مع حركات بهلوانية بدأت تصدر من يديها ورأسها و......... و"دانتي " يتخبط بين كتب الكيمياء ويبدو تائها بين مفترق الطرق الملتوية .
وهدأ كل شئ في لحظات وعاد السكون يلف الأجساد المحشورة مع بعضها البعض وهدير الحافلة هو كل ما نسمعه ... تلفت من حولي ، نظرت إلى الكتب نظرة طويلة وإلى الطريق الممتد من حولي نظرة أطول ، كان كل شئ يبدو ساخطا حزينا رغم أن النهار ما زال يافعا غضا.. أشجار السدر وحدها التي تنبت في هذة المنطقة والصخورالكثيرة عيون ترصد الحركات التي تمزق سكون المكان في لحظات قلائل .....
كان صوت المسجل منبعثا بوضوح لم أكترث بما يذاع فيه مع الشوشرة التي بدأت تأكل بعض الكلمات فتحول إلى صراخ حاد يصم الأذان . عدلت من وضع عباءتي وبدأت غصة فضفاضة الجسد تغزو كل أوصالي دفعة واحدة والهواء يخرج من رئتي حارقا طويل الخطى .... بدأت بعض الهمسات تصدر متناغمة مع الهدير المنبعث بتثاقل مع ضحكات أخرى جعلت النافذة تصوب سهامها بلا هوادة إلى كل ثغور جسدي ... حدقت في جسد " عبير" كان قابعا بالقرب مني ، دون معالم ينظر إلى الفضاء المترامي بصمت الأحجار في الخارج .........
" كنت ضعيفة أليس كذلك؟؟؟؟ " أول سؤال بزغ في مخيلتي نظرت إلى جسدها كان قاسيا كعباراتها يحاول أن يرسم حدود نفوذه على أطلال مخيلتي المغيبة ........... تنفست بصعوبة والتهمته بوحشية قبل أن ينجب أسئلة أخرى وعدت للنافذة وللأشجار وللصوت الهدير المزمجر بخبث .... الكتب ما زالت مرتمية بجانبي حزينة ، انكسار يلوح في أوراقها والتجاعيد التي بدأت تزحف إلى جسدها ، تناولت واحدا وأوهمت نفسي بقراءته كانت الخطوط واحده والمعاني والكلمات قالبا واحدا.... وغبار يغطي تفاصيل كوميديا " دانتي" أغلقته بقوة وسرحت مع ما اجريته من تجارب لمقرر الكيمياء العضوية.... وبدأت الهمسات تعود من جديد ونظرت إلى نافذتي الحارقة بينما كان بيتي يلوح من بعيد ......
حملت كتبي مسرعة أغلقت الباب بقسوة وصوت الصراخ والهدير مازال عالقا بكتبي البائسة وأنا أكمل أخر خطواتي إلى الغرفة القابعة في أخر الممر.
ذكرياتي ............. سنة ثالثة
التعديل الأخير: