a picky girl
¬°•| مُشرِِفَة سابقة |•°¬
الإنسان مدعو للتفكر دائماً في أصل النعمة، كيف بدأت، ونمت وتطورت، يقول الله تعالى:
{ فَلْيَنظُرِ الْإِنسَانُ مِمَّ خُلِقَ * خُُلِقَ مِن مَّاءٍ دَافِقٍ * يَخْرُجُ مِن بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ * إِنَّهُ عَلَى? رَجْعِهِ لَقَادِرٌ }
[الطارق: 5 ـ 8] .
توصل العلماء في النصف الثاني من القرن العشرين إلى أنَّ خلق الإنسان يبدأ بتجمع الماء من صلب
الرجل، وهو عظام الظهر عند أسفل العمود الفقري، ومن ترائب المرأة وهي عظام صدرها العلوية، حيث
يلتقيان في القرار المكين، الذي هو رحم المرأة، فينشأ منهما الإنسان. ومن يتفكر في المراحل التي تمر بها
عملية الخلق من الماء الدافق إلى الإنسان العاقل يدرك عظمة النعمة والقوة اللامتناهية للخالق، الحافظ
والراعي، والموجه لهذه المتغيرات في الجسد والعقل معاً.
فمن خلية واحدة من بين ملايين الخلايا تتوالى مراحل التكوين (أو الخلق) حتى تثمر إنساناً يتألق
بطاقات متعددة جسدية، وعقلية وإبداعية و...
{وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلاَ تُبْصِرُونَ *} [الذاريات: 21].
ومن يتفكر في خلق الإنسان، وكيف كان تكريم الله له في كل المراحل؛ يدرك عدم جواز التشويه في هذا
الخلق أو التحقير أو السخرية:
{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلاَ نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ
يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ وَلاَ تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلاَ تَنَابَزُوا بِالأَلْقَابِ} [الحجرات: 11] .
ولم يتوصل المدافعون عن حقوق الإنسان إلى هذا المبدأ الإسلامي إلا في القرن الماضي، حيث نص
الإعلان العالمي لحقوق الإنسان في البند 20، على ما يأتي: «يمنع ترويج أي ضغينة شعوبية أو جنسية
أو دينية تحرض على التمييز أو العداء أو العنف».
ومن يتأمل في ملكوت الله، وما خلق الله من آيات كونية، السماوات والأرض، والليل والنهار، والشمس
والقمر، والرياح والسحاب، والماء والأنهار والفلك... ومن يتفكر في هذه النعم، كيف بدأت وكيف تعمل في
نظام واحد، متناسق يكمل بعضه بعضاً، حلقاتُهُ مترابطة، دورةُ الماء فيه متكاملة، ودورة الأوكسجين فيه
متلازمة مع دورة الليل والنهار، والدورة الدموية في جسم الإنسان مرتبطة فيه بدورة الأوكسجين وثاني
أوكسيد الكربون، يدرك كيف أن كُلَّ هذا لا بد له من خالق:
{اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ } [الزمر: 62].
من يتفكر في كل ذلك يستغرب وهو يقرأ قول الحق تعالى ـ بعد أن يعدد الله بعضاً من آياته في الخلق، كيف
يجرؤ الإنسان على الشرك بالله؟ حيث يقول تعالى:
{وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللَّهِ أَندَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ ? وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِّلَّهِ ? وَلَوْ يَرَى
الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا وَأَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ}[البقرة: 165].
ومن يتفكّر في هذه النعم مجتمعة، يزداد إيماناً ويقيناً وحمداً وشكراً لو أنه تصور للحظة واحدة أن
واحدة منها كانت بخلاف ما هي عليه كنعمة الزرع مثلاً:
{ أَفَرَأَيْتُم مَّا تَحْرُثُونَ * أَأَنتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ * لَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَاهُ حُطَامًا فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ }[الواقعة: 63 ـ 65] ،
فالحبة أو البذرة، أو الفسيلة تأخذ طريقها لإعادة نوعها، حيث تبدأ من الأرض، ليخرج منها الجذع وتتكون
الجذور والأوراق، والأزهار والثمار، أو غير ذلك، في مراحل عديدة، وفي كل مرحلة هي تتقدم بأمر الله،
القادر على أن يجعلها حطاماً في أي لحظة يشاء.
وكذلك نعمة الماء: { أَفَرَأَيْتُمُ الْمَاءَ الَّذِي تَشْرَبُونَ * أَأَنتُمْ أَنزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنزِلُونَ *
لَوْ نَشَاءُ جَعَلْنَاهُ أُجَاجًا فَلَوْلَا تَشْكُرُونَ } [الواقعة: 68 ـ 70]،
فالله تعالى هو الذي أنـزل الماء من السماء، فسلكه ينابيع في الأرض ليكون للناس شراباً وطهوراً،
وهذا الماء نـزل بفضل الله من السحاب الذي تجمع من بخار مياه البحر المالحة (أي أن أصله كان ماءً
أجاجاً)، فكانت تنقية الماء تتم بفضل الله عز وجل بواسطة الشمس وتبخر مياه البحار:
{صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ}[النمل: 88] .
وقد ورد في كتاب «إيقاظ الهمم في شرح الحكم» للعارف بالله أحمد بن محمد بن عجيبة الحسني أن
الله تعالى قال لموسى عليه السلام في التوراة: «من لم يعرف قدر النعم بوجدانها، عرفها بفقدانها»،
ويقول أيضاً: «ويستعين العبد على معرفة قدر النعم، بالتفكر فيها، وبالتفكر في حال نفسه قبل وجودها،
فينظر إذا كان غنياً إلى حال فقره المتقدم حساً أو معنى، وينظر إذا كان صحيحاً إلى مرضه، وينظر إذا
كان طائعاً في حال عصيانه، وينظر إذا كان ذاكراً إلى وقت غفلته، وينظر إذا كان عالماً إلى وقت جهله،
وينظر إذا كان مصاحباً لشيخ عارف إلى وقت ضلالته، وينظر إذا كان عارفاً إلى وقت جهالته. وهكذا كل
نعمة إلى وجود ضدها، الذي كان موجوداً فيه قبل ذلك، فلا شك أنه يعرف قدرها فيشكرها فتدوم عليه»
من يتأمل جيداً في ترابط هذه النعم فيما بينها يدرك، ليس فقط عظمة الخالق وطلاقة قدرته، بل
وأيضاً عظيم نعمته على خلقه.
فحاجة الإنسان في حياته هي إلى كل هذه النعم من ماء وهواء وغذاء، وليل ونهار وشمس وقمر...:
. فالإنسان بحاجة إلى الماء والهواء كما الحيوان والنبات:
{وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ} [الأنبياء: 30] .
. والهواء بحاجة إلى النبات ليقوم بتنقيته من ثاني أوكسيد الكربون والاستعاضة عنه بالأوكسجين.
. والنبات كذلك بحاجة إلى الهواء لينمو ويكبر كما هو بحاجة إلى الشمس والقمر.
. والإنسان بحاجة إلى الحيوان والنبات ليتغذى ويقوى بهما، ففي كل منهما مواصفاته وفوائده الجمة.
. وكذلك النعم الخاصة، فالمال بحاجة إلى عقل راجح، وإلى علم صحيح متقدم لإنفاقه وتنميته،
والعقل السليم في الجسم السليم، وهكذا دواليك.
كما أن قوانين الكون التي أوجدها الله عز وجل، هي ضرورة من ضرورات الحياة:
. فالجاذبية مثلاً هي التي تحدد المسار الطبيعي للأشياء فندرك ذلك، ونتفاعل معه، وتجري حسابات
الحركة والعمل والطيران على أساسه.
. ومن يتأمل إمكانية انتقال الموجات الصوتية بواسطة الهواء؛ يدرك أهمية ذلك في تعلم الإنسان أولاً
وقبل كل شيء، إذ لولا السمع لما تعلم الطفل الكلام وبدأ رحلة العلم.
. ومن يتأمل في قوانين انتقال الموجات المغناطيسية والإلكترومغناطيسية، وموجات الإرسال
والاستقبال في أجهزة الاتصال الحديثة؛ يدرك أهمية ذلك في نشر العلم والمعلومات والتطور العلمي.
. ومن يتأمل قوانين النور والظلمة وانتشار الضوء، وقوانين اختراقه المختلفة كلياً عن قوانين انتشار
الصوت؛ يدرك عظمة الخالق والمنعم، فلكل من الضوء والصوت تطبيقاته واستعمالاته بالقوانين التي خصه الله بها.
من يتأمل كل هذه النعم، من نعم مادية محسوسة، ومن ظواهر وقوانين كونية، في إطار إيماني صحيح؛
يدرك أهمية هذا التناسق البديع بين نعم الله الوافرة على الإنسان، وخصوصاً إذا تفكرّنا ولو قليلاً في فقدان
نعمة من هذه النعم، أو قانون من هذه القوانين، أو ظاهرة من هذه الظوهر
{ فَلْيَنظُرِ الْإِنسَانُ مِمَّ خُلِقَ * خُُلِقَ مِن مَّاءٍ دَافِقٍ * يَخْرُجُ مِن بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ * إِنَّهُ عَلَى? رَجْعِهِ لَقَادِرٌ }
[الطارق: 5 ـ 8] .
توصل العلماء في النصف الثاني من القرن العشرين إلى أنَّ خلق الإنسان يبدأ بتجمع الماء من صلب
الرجل، وهو عظام الظهر عند أسفل العمود الفقري، ومن ترائب المرأة وهي عظام صدرها العلوية، حيث
يلتقيان في القرار المكين، الذي هو رحم المرأة، فينشأ منهما الإنسان. ومن يتفكر في المراحل التي تمر بها
عملية الخلق من الماء الدافق إلى الإنسان العاقل يدرك عظمة النعمة والقوة اللامتناهية للخالق، الحافظ
والراعي، والموجه لهذه المتغيرات في الجسد والعقل معاً.
فمن خلية واحدة من بين ملايين الخلايا تتوالى مراحل التكوين (أو الخلق) حتى تثمر إنساناً يتألق
بطاقات متعددة جسدية، وعقلية وإبداعية و...
{وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلاَ تُبْصِرُونَ *} [الذاريات: 21].
ومن يتفكر في خلق الإنسان، وكيف كان تكريم الله له في كل المراحل؛ يدرك عدم جواز التشويه في هذا
الخلق أو التحقير أو السخرية:
{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلاَ نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ
يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ وَلاَ تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلاَ تَنَابَزُوا بِالأَلْقَابِ} [الحجرات: 11] .
ولم يتوصل المدافعون عن حقوق الإنسان إلى هذا المبدأ الإسلامي إلا في القرن الماضي، حيث نص
الإعلان العالمي لحقوق الإنسان في البند 20، على ما يأتي: «يمنع ترويج أي ضغينة شعوبية أو جنسية
أو دينية تحرض على التمييز أو العداء أو العنف».
ومن يتأمل في ملكوت الله، وما خلق الله من آيات كونية، السماوات والأرض، والليل والنهار، والشمس
والقمر، والرياح والسحاب، والماء والأنهار والفلك... ومن يتفكر في هذه النعم، كيف بدأت وكيف تعمل في
نظام واحد، متناسق يكمل بعضه بعضاً، حلقاتُهُ مترابطة، دورةُ الماء فيه متكاملة، ودورة الأوكسجين فيه
متلازمة مع دورة الليل والنهار، والدورة الدموية في جسم الإنسان مرتبطة فيه بدورة الأوكسجين وثاني
أوكسيد الكربون، يدرك كيف أن كُلَّ هذا لا بد له من خالق:
{اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ } [الزمر: 62].
من يتفكر في كل ذلك يستغرب وهو يقرأ قول الحق تعالى ـ بعد أن يعدد الله بعضاً من آياته في الخلق، كيف
يجرؤ الإنسان على الشرك بالله؟ حيث يقول تعالى:
{وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللَّهِ أَندَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ ? وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِّلَّهِ ? وَلَوْ يَرَى
الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا وَأَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ}[البقرة: 165].
ومن يتفكّر في هذه النعم مجتمعة، يزداد إيماناً ويقيناً وحمداً وشكراً لو أنه تصور للحظة واحدة أن
واحدة منها كانت بخلاف ما هي عليه كنعمة الزرع مثلاً:
{ أَفَرَأَيْتُم مَّا تَحْرُثُونَ * أَأَنتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ * لَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَاهُ حُطَامًا فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ }[الواقعة: 63 ـ 65] ،
فالحبة أو البذرة، أو الفسيلة تأخذ طريقها لإعادة نوعها، حيث تبدأ من الأرض، ليخرج منها الجذع وتتكون
الجذور والأوراق، والأزهار والثمار، أو غير ذلك، في مراحل عديدة، وفي كل مرحلة هي تتقدم بأمر الله،
القادر على أن يجعلها حطاماً في أي لحظة يشاء.
وكذلك نعمة الماء: { أَفَرَأَيْتُمُ الْمَاءَ الَّذِي تَشْرَبُونَ * أَأَنتُمْ أَنزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنزِلُونَ *
لَوْ نَشَاءُ جَعَلْنَاهُ أُجَاجًا فَلَوْلَا تَشْكُرُونَ } [الواقعة: 68 ـ 70]،
فالله تعالى هو الذي أنـزل الماء من السماء، فسلكه ينابيع في الأرض ليكون للناس شراباً وطهوراً،
وهذا الماء نـزل بفضل الله من السحاب الذي تجمع من بخار مياه البحر المالحة (أي أن أصله كان ماءً
أجاجاً)، فكانت تنقية الماء تتم بفضل الله عز وجل بواسطة الشمس وتبخر مياه البحار:
{صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ}[النمل: 88] .
وقد ورد في كتاب «إيقاظ الهمم في شرح الحكم» للعارف بالله أحمد بن محمد بن عجيبة الحسني أن
الله تعالى قال لموسى عليه السلام في التوراة: «من لم يعرف قدر النعم بوجدانها، عرفها بفقدانها»،
ويقول أيضاً: «ويستعين العبد على معرفة قدر النعم، بالتفكر فيها، وبالتفكر في حال نفسه قبل وجودها،
فينظر إذا كان غنياً إلى حال فقره المتقدم حساً أو معنى، وينظر إذا كان صحيحاً إلى مرضه، وينظر إذا
كان طائعاً في حال عصيانه، وينظر إذا كان ذاكراً إلى وقت غفلته، وينظر إذا كان عالماً إلى وقت جهله،
وينظر إذا كان مصاحباً لشيخ عارف إلى وقت ضلالته، وينظر إذا كان عارفاً إلى وقت جهالته. وهكذا كل
نعمة إلى وجود ضدها، الذي كان موجوداً فيه قبل ذلك، فلا شك أنه يعرف قدرها فيشكرها فتدوم عليه»
من يتأمل جيداً في ترابط هذه النعم فيما بينها يدرك، ليس فقط عظمة الخالق وطلاقة قدرته، بل
وأيضاً عظيم نعمته على خلقه.
فحاجة الإنسان في حياته هي إلى كل هذه النعم من ماء وهواء وغذاء، وليل ونهار وشمس وقمر...:
. فالإنسان بحاجة إلى الماء والهواء كما الحيوان والنبات:
{وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ} [الأنبياء: 30] .
. والهواء بحاجة إلى النبات ليقوم بتنقيته من ثاني أوكسيد الكربون والاستعاضة عنه بالأوكسجين.
. والنبات كذلك بحاجة إلى الهواء لينمو ويكبر كما هو بحاجة إلى الشمس والقمر.
. والإنسان بحاجة إلى الحيوان والنبات ليتغذى ويقوى بهما، ففي كل منهما مواصفاته وفوائده الجمة.
. وكذلك النعم الخاصة، فالمال بحاجة إلى عقل راجح، وإلى علم صحيح متقدم لإنفاقه وتنميته،
والعقل السليم في الجسم السليم، وهكذا دواليك.
كما أن قوانين الكون التي أوجدها الله عز وجل، هي ضرورة من ضرورات الحياة:
. فالجاذبية مثلاً هي التي تحدد المسار الطبيعي للأشياء فندرك ذلك، ونتفاعل معه، وتجري حسابات
الحركة والعمل والطيران على أساسه.
. ومن يتأمل إمكانية انتقال الموجات الصوتية بواسطة الهواء؛ يدرك أهمية ذلك في تعلم الإنسان أولاً
وقبل كل شيء، إذ لولا السمع لما تعلم الطفل الكلام وبدأ رحلة العلم.
. ومن يتأمل في قوانين انتقال الموجات المغناطيسية والإلكترومغناطيسية، وموجات الإرسال
والاستقبال في أجهزة الاتصال الحديثة؛ يدرك أهمية ذلك في نشر العلم والمعلومات والتطور العلمي.
. ومن يتأمل قوانين النور والظلمة وانتشار الضوء، وقوانين اختراقه المختلفة كلياً عن قوانين انتشار
الصوت؛ يدرك عظمة الخالق والمنعم، فلكل من الضوء والصوت تطبيقاته واستعمالاته بالقوانين التي خصه الله بها.
من يتأمل كل هذه النعم، من نعم مادية محسوسة، ومن ظواهر وقوانين كونية، في إطار إيماني صحيح؛
يدرك أهمية هذا التناسق البديع بين نعم الله الوافرة على الإنسان، وخصوصاً إذا تفكرّنا ولو قليلاً في فقدان
نعمة من هذه النعم، أو قانون من هذه القوانين، أو ظاهرة من هذه الظوهر