شووق قطر
¬°•| مراقبة عامة سابقة وصاحبة العطاء المميز |•°¬
هذا القبس من كتاب الله عز وجل؛ ورد من مشهد من مشاهد يوم القيامة وهو مشهد (الندم)قال تعالى: [ ويوم يعض الظالم على يديه يقول ياليتني اتخذت مع الرسول سبيلا * يا ويلتي ليتني لم اتخذ فلانا خليلا * لقد أضلني عن الذكر بعد إذ جاءني وكان الشيطان للإنسان خذولا ] ..
سورة الفرقان (27 – 29]
وقد جاء التعبير بلفظ الظالم دون الكافر – والله تعالى أعلم – و غيره
ممن ينتسب إلى الإسلام وقد ظلم نفسه ؛ أو ظلم غيره بالإعتداء و الغيبة و
النميمة و البهتان .
وعض اليدين جميعا كناية عن شدة (الندم) و الألم و الخسران ؛ وهو في
المقام العصيب يندم على فوات أمرين جليلين هما :
1-اتخاذ سبيل مع الرسول الكريم وذلك باتباعه و طاعته و سلوك سبيله القويم .
2-ترك ارفقة السوء الأشرار الذين كانوا سببا في زيغه وابتعاده عن سبيل الرسول الكريم ؛
وتزين الإنحراف له سواء كان الإنحراف سلوكيا أخلاقيا أو فكريا وعقديا و هو الأسوأ .
ولقد أكثر الرسول الكريم من التحذير من صاحب السوء في أحاديث كثيرة وحثّ على مصاحبة الأخيار الصالحين ذو الأخلاق الحسنة و السلوك الحسن والفكر النظيف الصحيح
ومن ذلك قول الرسول – صلى الله عليه وسلم – [ المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يُخالل
ثم في ختام الآية تجئ الإشارة إلى العدو الأول للإنسان و هو الشيطان
الرجيم [ وكان الشيطان للإنسان خذولا ] ..
يخذله في الحياة الدنيا حتى يزين له مصاحبة الأشرار وعمل الفجار واعتناق السئ
من المبادئ و الأفكار ويخذله عن الاحتضار حين يصده عن الرجوع و التوبة و الاستغفار ،
ويدعوه إلى الثبات على الباطل و يخذله يوم القيامة ؛ حين يقوم خطيبا في أصحابه و يتبرأ منهم ؛
وفيما يلي نص خطته كما ذكر الله في كتابه الكريم [ وقال الشيطان لما قضى الأمر إن الله
وعدكم وعد الحق و وعدتكم فاخلفتكم و ما كان لي عليكم من سلطان إلا أن دعوتكم فاستجبتم
لي فلا تلوموني و لوموا أنفسكم ما أنا بمصرخكم و ما أنتم بمصرخي إني كفرت بما اشركتمون
من قبل ان الظالمين لهم عذاب أليم ] .. سورة ابراهيم (22) .
فــيــــآمـــن تُصاحب الأشرار ...
أنت الآن في دار القرار ؛ وقد علمت ما سيكون في الدار الأخرة من الندم و الإقرار ..
فـــ هـــلاّ ..!!
اخترت لنفسك الرفقاء الصالحين الطيبين الذين يعينوك على الهداية و الثبات و يحفظونك
– بإذن الله – من الزيغ و الضلال و الانحراف ..
فما تزال تزال الفرصة سانحة و الأبواب مشرعة ؛
قال تعالى [ أن تقول نفس يا حسرتي على فرطت في جنب الله و إن كنت لمن الساخرين
* أو تقول لو أن الله هداني لكنت من المتقين * أو تقول حين ترى العذاب لو أن لي كرة فأكون
من المحسنين ] ..
.. الزمر( 56 – 58 ) .