الرئيسية
المنتديات
المشاركات الجديدة
بحث بالمنتديات
ما الجديد
المشاركات الجديدة
جديد مشاركات الحائط
آخر نشاط
الأعضاء
الزوار الحاليين
مشاركات الحائط الجديدة
البحث عن مشاركات الملف الشخصي
تسجيل الدخول
تسجيل
ما الجديد
البحث
البحث
بحث بالعناوين فقط
بواسطة:
المشاركات الجديدة
بحث بالمنتديات
قائمة
تسجيل الدخول
تسجيل
Install the app
تثبيت
الرئيسية
المنتديات
,, البُريمِي الأَدَبِيـَة ,,
,, البُريمِي لِلقِصَص والرِوَايات ,,
توبة ممثلة مصرية .
تم تعطيل الجافا سكربت. للحصول على تجربة أفضل، الرجاء تمكين الجافا سكربت في المتصفح الخاص بك قبل المتابعة.
أنت تستخدم أحد المتصفحات القديمة. قد لا يتم عرض هذا الموقع أو المواقع الأخرى بشكل صحيح.
يجب عليك ترقية متصفحك أو استخدام
أحد المتصفحات البديلة
.
الرد على الموضوع
الرسالة
<blockquote data-quote="ابواحمد" data-source="post: 404167" data-attributes="member: 3011"><p>قصة ممثلة مصرية </p><p></p><p></p><p></p><p>الحلقة الأولى </p><p></p><p></p><p>تفتحت عيناي على خالة رائعة كانت بالنسبة لي بمثابة الأم الحنون ، وزوج خالة فاضل وأولاد وبنات خالة كانوا يكنون لي الحب الصادق . </p><p></p><p>وحينما كبرت شيئا فشيئا أحببت أسرتي أكثر وأكثر . </p><p></p><p>كانت خالتي وزوجها يداومان على صلاة الفجر وعلى ايقاظ أبنائهما ليؤدوا الصلاة جماعة . </p><p></p><p>ولقد حرصت على الوقوف معهم وتقليدهم منذ أن كان عمري خمس سنوات . </p><p></p><p>كان زوج خالتي حافظا للقرآن الكريم ، وكان صوته شجيا عذبا . وكان رجلا متدفقا بالحنان والعطاء وخاصة بالنسبة لي . وكان يعتبرني آخر أبناءه ، وكان يداعبني دائما ويقول : آخر العنقود سكر معقود! </p><p></p><p>وفي الأعياد كانت تزورنا سيدة جميلة أنيقة وهي تحمل الكثير من الهدايا لي . وكانت تحتضني وتقبلني فأقول لها : شكرا ياطنط ! فتضحك قائلة : لا تقولي طنط . قولي دودو! </p><p></p><p>وعندما بلغت السابعة علمت أن (دودو) هي أمي وأن عملها يستغرق كل وقتها ولذلك اضطرت أن تتركني عند خالتي . </p><p></p><p>وفي يوم عيد ميلادي الثاني عشر حزمت أمي حقائبي واصطحبتني إلى بيتها . </p><p></p><p>*** </p><p>كان بيت أمي أنيقا فسيحا في منطقة المهندسين . وكان لديها جيش من الخدم والحرس والمعاونين . </p><p></p><p>وكان جميع من يحيطون بها يتسابقون لتلبية أوامرها وكأنها ملكة متوجة ! </p><p></p><p>ورغم كل مظاهر الثراء المحيطة بي إلا أنني شعرت بالغربة ، وأحسست وكأني جزيرة منعزلة في قلب المحيط ! </p><p></p><p>ورغم أن أمي كانت تلاطفني وتداعبني في فترات وجودها القليلة بالمنزل ، إلا أنني كنت أشعر وأنا بين أحضانها أنني بين أحضان امرأة غريبة عني . حتى رائحتها لم تكن تلك الرائحة التي كنت أعشقها وأنا بين أحضان خالتي . </p><p></p><p>كانت رائحتها مزيج من رائحة العطور والسجائر ورائحة أخرى غريبة علمت فيما بعد أنها رائحة الخمر! </p><p></p><p>وبعد فترة قصيرة من اقامتي معها سألتها عن نوعية ذلك العمل الذي تمارسه ويشغلها عني معظم الوقت ، فنظرت إلي في تعجب كأني مخلوق قادم من المريخ وقالت : </p><p></p><p>ألا تعلمين أني أعمل ممثلة ؟ ألم تخبرك خالتك ؟ </p><p></p><p>فأجبتها بالنفي . </p><p></p><p>فقالت بالطبع لم تخبرك فهي لا ترضى عن عملي . إنها تعتبره حراما . كم هي ساذجة! </p><p></p><p>إن الفن الذي أمارسه يخدم رسالة نبيلة . إنه يهذب الوجدان ويسمو بالشعور . </p><p></p><p>ثم جذبتني من يدي لغرفة المعيشة، وقالت : سوف أجعلك تشاهدين كل أفلامي . </p><p></p><p>ووضعت شريطا في الفيديو . وجلست لأشاهد ولأول مرة في حياتي فيلما لها . </p><p></p><p>كان الفيلم يتضمن مشاهد كثيرة لها بالملابس الفاضحة، مع رجال أجانب.</p><p></p><p>لم أكن قد شاهدت شيئا كهذا من قبل ، حيث كان زوج خالتي يمارس رقابة شديدة على ما نشاهده في التلفاز . وكان يأمرنا أحيانا بغلقه حينما تأتي بعض المشاهد ، ويغلقه تماما حينما تأتي بعض الأفلام والتي علمت فيما بعد أنها كانت من بطولة أمي . </p><p></p><p>لم أعرف ماذا أفعل وأنا أشاهد أمي في تلك الأوضاع . كل مااستطعت القيام به هو الانحناء برأسي والنظر إلى الأرض . </p><p></p><p>أما هي فقد ضحكت علي من أعماقها حتى طفرت الدموع من عينيها ! </p><p></p><p>*** </p><p></p><p>الحلقة الثانية </p><p></p><p>وكبرت وأصبحت في الثامنة عشرة من العمر ، وحرجي من مشاهد أمي يزداد ، ومشاهدها تزداد سخونة وعريا ، ونظرات زملائي لي في مدرستي المشتركة تقتلني في اليوم ألف مرة. </p><p></p><p>كانوا ينظرون لي كفتاة رخيصة سهلة المنال ، رغم أنني لست كذلك ولم أكن أبدا كذلك . </p><p></p><p>على العكس . كنت حريصة منذ صغري على آداء فروض ديني وعلى اجتناب مانهى الله عنه. </p><p></p><p>وكنت أشعر بالحزن العميق وأنا أرى أمي وهي تشرب الخمر في نهار رمضان . وأشعر بالأسى وأنا أراها لا تكاد تعرف عدد ركعات كل صلاة . </p><p></p><p>لقد كان كل ماتعرفه عن الإسلام الشهادتتن فقط! </p><p></p><p>*** </p><p>لعل هناك من يريد أن يسألني الآن : لماذا لم تعترضي عليها حينما كنت في ذلك العمر ؟ </p><p></p><p>من قال أنني لم أعترض ؟! </p><p></p><p>لقد صارحتها مرارا وتكرارا بأن أسلوبها في الحياة لا يرضيني ، وتوسلت إليها أن تعتزل التمثيل وأن تبحث عن عمل آخر . فكانت تسخر مني أحيانا . وأحيانا تتظاهر بالموافقة على طلبي . </p><p></p><p>وأحيانا تثور على وتتهمني بالجحود وتقول : ماذا تريدين بالضبط ؟! </p><p></p><p>إنني أعاملك كأميرة . لقد اشتريت لك المرسيدس رغم أنك مازلت في الثانوية . كل فساتينك من أوروبا . كل عام أصطحبك إلى عواصم العالم . </p><p></p><p>باختصار كل أحلامك أوامر ! </p><p></p><p>وحينما أرد قائلة : حلمي الأكبر أن أراك محتشمة كما أرى كل الأمهات . </p><p></p><p>تصيح قائلة : المشاهد التي لاتروق لك هي التي تكفل لك هذه الحياة الرغدة التي تنعمين بها والتي تحسدك عليها كل البنات . لكنك عمياء لا تستطيعين الرؤية! </p><p></p><p>وأمام رغبتها الجامحة للأضواء والشهرة والمال أضطر إلى أن أبتلع اعتراضي في مرارة . </p><p></p><p>*** </p><p>وحينما اقترب عيد ميلادي العشرون سألتني عن الهدية التي أريدها . فقلت : رحلة إلى المكان الذي لم نزره من قبل . </p><p></p><p>فاندهشت وقالت : وهل هناك مكان في العالم لم نزره؟! </p><p></p><p>قلت : نعم ياماما . نحن لم نزر مكة . </p><p></p><p>فتجمدت للحظات وقالت : مكة! </p><p></p><p>فنظرت إليها في توسل وقلت : أرجوك ياماما لبي لي هذا الطلب . </p><p></p><p>فابتسمت وقالت : وهل أستطيع أن أرفض لك طلبا ياحبيبتي ! </p><p></p><p>وكانت رحلتنا إلى الأراضي المقدسة! </p><p></p><p>*** </p><p>إنني لاأستطيع أن أصف شعوري حينما وطأت قدماي الأرض الطاهرة . كان احساسي وكأني أمشي على السحاب! </p><p></p><p>كانت الفرحة تغمرني وشعورا بالهيبة يكتنفني . وحينما رأيت الكعبة لأول مرة انهمرت الدموع من عيني ووجدت لساني يردد : ( اللهم اهد قومي فإنهم لا يعلمون ) آلاف المرات . </p><p></p><p>وجاءني هاتف يؤكد لي أن الله تعالى قد استجاب لدعائي وأنه سيصلح من أحوال أمي . </p><p></p><p>وتعجبت كيف جاءني ذلك الهاتف على الرغم من أن أمي كان يسيطر عليها الشعور بالملل طيلة الفترة التي قضيناها بمكة . </p><p></p><p>وأدينا العمرة وعدنا إلى القاهرة وارتديت الحجاب . </p><p></p><p>واندهشت هي من تلك الخطوة ولم تعلق عليها في البداية ، وانشغلت في تصوير بعض الأفلام والمسلسلات . </p><p></p><p>وحينما انتهت منها وتفرغت لي قليلا بدأالصدام بيننا . </p><p></p><p>الحلقة الثالثة </p><p></p><p>كانت ترمقني بنظرات ساخرة وتقول : ماهذه العمامة التي ترتدينها ؟ ماهذا التخلف ؟ </p><p></p><p>هل صار لديك ستون عاما حتى ترتدي هذا الحجاب؟! </p><p></p><p>ماذا سيقول عني الناس وأنا أسير بجانبك؟ </p><p></p><p>طبعا سيقولون أنني أصبحت أم الحاجة! </p><p></p><p>أنا التي أمثل دور الحبيبة حتى الآن أصبح أم الحاجة ؟! </p><p></p><p>ماالذي سأفعله بفساتينك التي أحضرتها لك من أوروبا ؟ </p><p></p><p>هل أسكب عليها بنزين وأحرقها ؟! </p><p></p><p>ذات مرة واتتني الشجاعة وقلت لها : أنا على استعداد أن أعيش مع خالتي حتى لا أسبب لك حرجا . </p><p></p><p>وكأني نطقت كفرا ، ثارت وهاجت وصرخت قائلة : زوج خالتك رجل فقير لن يستطيع الإنفاق عليك. وأقسم لك لو غادرتي بيتي فلن أنفق عليك مليما واحدا ، أنا لم أربك حتى تتركيني . </p><p></p><p>فقلت : حسنا . دعيني أعيش حياتي بالإسلوب الذي يرضيني . </p><p></p><p>فنظرت إلي في حدة ثم قالت في سخط : أنت حرة! </p><p></p><p>ومر عام على تلك المناقشات الساخنة والعلاقة بيننا في فتور حتى حدث تغير مفاجىء عليها بعد عودتها من تصوير أحد أفلامها في امستردام . </p><p></p><p>*** </p><p>لقد أصبح الحزن يكسو ملامحها والقلق يفترسها . أمرتني ألا أقود السيارة بنفسي خوفا على حياتي واستأجرت لي سائق خاص . </p><p></p><p>صارت لا تنام الليل إلا وأنا بين أحضانها ! . وحينما كنت أسألها عن سر هذ الحزن والقلق كانت تصطنع ابتسامة وتقول : ليس هناك حزن أو قلق . </p><p></p><p>وحاولت أن أعرف سر هذا التغير من مديرة أعمالها ، والتي كانت تلازمها كظلها . وبعد ضغط وإلحاح مني قالت : حدث موقف غير ظريف في امستردام . لقد قابلت والدتك ابن عمها المهندس أحمد هناك بالصدفة . كان يعقد إحدى الصفقات لشركته . </p><p></p><p>وعندما اقتحمت عليه المكان لتصافحه قال لها في جفاء : إنه سيء الحظ أمام هذه المصادفة ، وأنها صديقة للشيطان . وأنها بأفلامها تثير غرائز الشباب ، وأنها تدمن الخمر ولا تستر عوراتها. </p><p></p><p>ثم قال : أنا أعلم أن روحك في ابنتك الوحيدة . احذري أن ينصب غضب الله على ابنتك لتكتوي أنت بنارها! </p><p></p><p>حينما أنهت مديرة الأعمال حديثها معي كنت أشعر وكأن أحدا ضربني بمطرقة فوق رأسي . </p><p></p><p>كان قريبنا محقا في نهيه لها عما تفعله من منكر . لكنه كان قاسيا وغير عادل حين هددها بأن يحل انتقام الله فيّ ، لأن الله تعالى لا يأخذ أحد بجريرة آخر . ألم يقل في كتابه الكريم : </p><p></p><p>﴿وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى﴾؟ </p><p></p><p>وانهرت من البكاء ورثيت لحالها ولحالي . </p><p></p><p>*** </p><p></p><p>الحلقة الرابعة </p><p></p><p>بعد عدة شهور حدث مالم يدر بخلدي في يوم من الأيام ! </p><p></p><p>ظهر لديها ورم في الصدر ، وهاجمتنا الهواجس وتشككنا في كونه مرض خبيث ، وسافرت معها إلى لندن لإجراء العملية وحالتنا النفسية في الحضيض . </p><p></p><p>وقبل لحظات من دخولها غرفة العمليات أمسكت بيدي وقالت : أنا أعلم مدى عمق صلتك بالله، وأعلم أنني لا أستحق إبنة طاهرة مثلك ، وأنني أسأت إليك كثيرا بأفعالي . </p><p></p><p>لكن أرجوك ادع الله لي بالرحمة لو خرجت من الغرفة وقد غادرتني الحياة . </p><p></p><p>وهنا وجدت نفسي أبكي بعنف وأرتمي برأسي فوق صدرها وأقول : ستعيشين ياماما . </p><p></p><p>ستعيشين لأني أحتاجك ولأن الله لن يحرم إبنة من أمها! </p><p></p><p>فابتسمت وقالت : لو عشت فسوف أعلن لك عن مفاجأة! </p><p></p><p>ونجحت العملية ، وسألتها عن تلك المفاجأة . فنظرت إليّ نظرة طويلة في حنان ثم قالت : </p><p></p><p>المفاجأة هي إقلاعي عن الخمر والسجائر كمرحلة أولى تتبعها مراحل أخرى! </p><p></p><p>قفزت من السعادة واحتضنتها وطبعت قبلاتي حيثما طالت شفتاي فوق وجهها وعنقها وذراعها! </p><p></p><p>كم كنت أتمنى أن تبدأ أمي هذه الخطوة ! </p><p></p><p>وبدأت أمي تؤدي فريضة الصلاة وتسألني عن مقدار الزكاة وعما خفي عليها من أمور دينها، وأنا أجيبها في سعادة . </p><p></p><p>لكن دوام الحال من المحال ! فلم يمض شهر على تحسن أحوالها حتى عادت إلى سيرتها القديمة مرة أخرى ، ووجدتها ذات يوم عائدة إلى البيت في الرابعة صباحا وهي تترنح من الخمر ومديرة أعمالها تسندها وتمنعها من الوقوع على الأرض . </p><p></p><p>فصرخت فيها والمرارة تعتصرني : خمر مرة أخرى! </p><p></p><p>وأشارت لي مديرة الأعمال بأن أساعدها لإيصالها إلى غرفتها فاتجهت إلى غرفتي وصحت بأعلى صوتي : إذا كانت هي لا تساعد نفسها فلن يستطيع أحد مساعدتها . </p><p></p><p>وصفقت باب الغرفة بعنف . وبعد قليل دخلت غرفتي مديرة الأعمال وقالت : أنا أعرف أن حالتك النفسية الآن سيئة . لكن صدقيني هذه أول مرة تعود فيها إلى الخمر منذ الوعد الذي قطعته على نفسها . </p><p></p><p>لقد كنا في حفل عيد ميلاد زوجة نجم من كبار نجوم الصف الأول ، وظل ذلك النجم يسخر من إقلاعها عن الخمر ، ويقسم بالطلاق أن يحتسي معها ولو كأس واحدة . </p><p></p><p>في البداية رفضت . لكن كبار المدعوين صفقوا لها بحرارة حتى تشجعت وشربت كأساً،والكأس جر كؤوسا أخرى وراءه . </p><p></p><p>صدقيني أمك تتمنى أن تتغير ، ولذلك أرجوك أن تقفي بجانبها .</p></blockquote><p></p>
[QUOTE="ابواحمد, post: 404167, member: 3011"] قصة ممثلة مصرية الحلقة الأولى تفتحت عيناي على خالة رائعة كانت بالنسبة لي بمثابة الأم الحنون ، وزوج خالة فاضل وأولاد وبنات خالة كانوا يكنون لي الحب الصادق . وحينما كبرت شيئا فشيئا أحببت أسرتي أكثر وأكثر . كانت خالتي وزوجها يداومان على صلاة الفجر وعلى ايقاظ أبنائهما ليؤدوا الصلاة جماعة . ولقد حرصت على الوقوف معهم وتقليدهم منذ أن كان عمري خمس سنوات . كان زوج خالتي حافظا للقرآن الكريم ، وكان صوته شجيا عذبا . وكان رجلا متدفقا بالحنان والعطاء وخاصة بالنسبة لي . وكان يعتبرني آخر أبناءه ، وكان يداعبني دائما ويقول : آخر العنقود سكر معقود! وفي الأعياد كانت تزورنا سيدة جميلة أنيقة وهي تحمل الكثير من الهدايا لي . وكانت تحتضني وتقبلني فأقول لها : شكرا ياطنط ! فتضحك قائلة : لا تقولي طنط . قولي دودو! وعندما بلغت السابعة علمت أن (دودو) هي أمي وأن عملها يستغرق كل وقتها ولذلك اضطرت أن تتركني عند خالتي . وفي يوم عيد ميلادي الثاني عشر حزمت أمي حقائبي واصطحبتني إلى بيتها . *** كان بيت أمي أنيقا فسيحا في منطقة المهندسين . وكان لديها جيش من الخدم والحرس والمعاونين . وكان جميع من يحيطون بها يتسابقون لتلبية أوامرها وكأنها ملكة متوجة ! ورغم كل مظاهر الثراء المحيطة بي إلا أنني شعرت بالغربة ، وأحسست وكأني جزيرة منعزلة في قلب المحيط ! ورغم أن أمي كانت تلاطفني وتداعبني في فترات وجودها القليلة بالمنزل ، إلا أنني كنت أشعر وأنا بين أحضانها أنني بين أحضان امرأة غريبة عني . حتى رائحتها لم تكن تلك الرائحة التي كنت أعشقها وأنا بين أحضان خالتي . كانت رائحتها مزيج من رائحة العطور والسجائر ورائحة أخرى غريبة علمت فيما بعد أنها رائحة الخمر! وبعد فترة قصيرة من اقامتي معها سألتها عن نوعية ذلك العمل الذي تمارسه ويشغلها عني معظم الوقت ، فنظرت إلي في تعجب كأني مخلوق قادم من المريخ وقالت : ألا تعلمين أني أعمل ممثلة ؟ ألم تخبرك خالتك ؟ فأجبتها بالنفي . فقالت بالطبع لم تخبرك فهي لا ترضى عن عملي . إنها تعتبره حراما . كم هي ساذجة! إن الفن الذي أمارسه يخدم رسالة نبيلة . إنه يهذب الوجدان ويسمو بالشعور . ثم جذبتني من يدي لغرفة المعيشة، وقالت : سوف أجعلك تشاهدين كل أفلامي . ووضعت شريطا في الفيديو . وجلست لأشاهد ولأول مرة في حياتي فيلما لها . كان الفيلم يتضمن مشاهد كثيرة لها بالملابس الفاضحة، مع رجال أجانب. لم أكن قد شاهدت شيئا كهذا من قبل ، حيث كان زوج خالتي يمارس رقابة شديدة على ما نشاهده في التلفاز . وكان يأمرنا أحيانا بغلقه حينما تأتي بعض المشاهد ، ويغلقه تماما حينما تأتي بعض الأفلام والتي علمت فيما بعد أنها كانت من بطولة أمي . لم أعرف ماذا أفعل وأنا أشاهد أمي في تلك الأوضاع . كل مااستطعت القيام به هو الانحناء برأسي والنظر إلى الأرض . أما هي فقد ضحكت علي من أعماقها حتى طفرت الدموع من عينيها ! *** الحلقة الثانية وكبرت وأصبحت في الثامنة عشرة من العمر ، وحرجي من مشاهد أمي يزداد ، ومشاهدها تزداد سخونة وعريا ، ونظرات زملائي لي في مدرستي المشتركة تقتلني في اليوم ألف مرة. كانوا ينظرون لي كفتاة رخيصة سهلة المنال ، رغم أنني لست كذلك ولم أكن أبدا كذلك . على العكس . كنت حريصة منذ صغري على آداء فروض ديني وعلى اجتناب مانهى الله عنه. وكنت أشعر بالحزن العميق وأنا أرى أمي وهي تشرب الخمر في نهار رمضان . وأشعر بالأسى وأنا أراها لا تكاد تعرف عدد ركعات كل صلاة . لقد كان كل ماتعرفه عن الإسلام الشهادتتن فقط! *** لعل هناك من يريد أن يسألني الآن : لماذا لم تعترضي عليها حينما كنت في ذلك العمر ؟ من قال أنني لم أعترض ؟! لقد صارحتها مرارا وتكرارا بأن أسلوبها في الحياة لا يرضيني ، وتوسلت إليها أن تعتزل التمثيل وأن تبحث عن عمل آخر . فكانت تسخر مني أحيانا . وأحيانا تتظاهر بالموافقة على طلبي . وأحيانا تثور على وتتهمني بالجحود وتقول : ماذا تريدين بالضبط ؟! إنني أعاملك كأميرة . لقد اشتريت لك المرسيدس رغم أنك مازلت في الثانوية . كل فساتينك من أوروبا . كل عام أصطحبك إلى عواصم العالم . باختصار كل أحلامك أوامر ! وحينما أرد قائلة : حلمي الأكبر أن أراك محتشمة كما أرى كل الأمهات . تصيح قائلة : المشاهد التي لاتروق لك هي التي تكفل لك هذه الحياة الرغدة التي تنعمين بها والتي تحسدك عليها كل البنات . لكنك عمياء لا تستطيعين الرؤية! وأمام رغبتها الجامحة للأضواء والشهرة والمال أضطر إلى أن أبتلع اعتراضي في مرارة . *** وحينما اقترب عيد ميلادي العشرون سألتني عن الهدية التي أريدها . فقلت : رحلة إلى المكان الذي لم نزره من قبل . فاندهشت وقالت : وهل هناك مكان في العالم لم نزره؟! قلت : نعم ياماما . نحن لم نزر مكة . فتجمدت للحظات وقالت : مكة! فنظرت إليها في توسل وقلت : أرجوك ياماما لبي لي هذا الطلب . فابتسمت وقالت : وهل أستطيع أن أرفض لك طلبا ياحبيبتي ! وكانت رحلتنا إلى الأراضي المقدسة! *** إنني لاأستطيع أن أصف شعوري حينما وطأت قدماي الأرض الطاهرة . كان احساسي وكأني أمشي على السحاب! كانت الفرحة تغمرني وشعورا بالهيبة يكتنفني . وحينما رأيت الكعبة لأول مرة انهمرت الدموع من عيني ووجدت لساني يردد : ( اللهم اهد قومي فإنهم لا يعلمون ) آلاف المرات . وجاءني هاتف يؤكد لي أن الله تعالى قد استجاب لدعائي وأنه سيصلح من أحوال أمي . وتعجبت كيف جاءني ذلك الهاتف على الرغم من أن أمي كان يسيطر عليها الشعور بالملل طيلة الفترة التي قضيناها بمكة . وأدينا العمرة وعدنا إلى القاهرة وارتديت الحجاب . واندهشت هي من تلك الخطوة ولم تعلق عليها في البداية ، وانشغلت في تصوير بعض الأفلام والمسلسلات . وحينما انتهت منها وتفرغت لي قليلا بدأالصدام بيننا . الحلقة الثالثة كانت ترمقني بنظرات ساخرة وتقول : ماهذه العمامة التي ترتدينها ؟ ماهذا التخلف ؟ هل صار لديك ستون عاما حتى ترتدي هذا الحجاب؟! ماذا سيقول عني الناس وأنا أسير بجانبك؟ طبعا سيقولون أنني أصبحت أم الحاجة! أنا التي أمثل دور الحبيبة حتى الآن أصبح أم الحاجة ؟! ماالذي سأفعله بفساتينك التي أحضرتها لك من أوروبا ؟ هل أسكب عليها بنزين وأحرقها ؟! ذات مرة واتتني الشجاعة وقلت لها : أنا على استعداد أن أعيش مع خالتي حتى لا أسبب لك حرجا . وكأني نطقت كفرا ، ثارت وهاجت وصرخت قائلة : زوج خالتك رجل فقير لن يستطيع الإنفاق عليك. وأقسم لك لو غادرتي بيتي فلن أنفق عليك مليما واحدا ، أنا لم أربك حتى تتركيني . فقلت : حسنا . دعيني أعيش حياتي بالإسلوب الذي يرضيني . فنظرت إلي في حدة ثم قالت في سخط : أنت حرة! ومر عام على تلك المناقشات الساخنة والعلاقة بيننا في فتور حتى حدث تغير مفاجىء عليها بعد عودتها من تصوير أحد أفلامها في امستردام . *** لقد أصبح الحزن يكسو ملامحها والقلق يفترسها . أمرتني ألا أقود السيارة بنفسي خوفا على حياتي واستأجرت لي سائق خاص . صارت لا تنام الليل إلا وأنا بين أحضانها ! . وحينما كنت أسألها عن سر هذ الحزن والقلق كانت تصطنع ابتسامة وتقول : ليس هناك حزن أو قلق . وحاولت أن أعرف سر هذا التغير من مديرة أعمالها ، والتي كانت تلازمها كظلها . وبعد ضغط وإلحاح مني قالت : حدث موقف غير ظريف في امستردام . لقد قابلت والدتك ابن عمها المهندس أحمد هناك بالصدفة . كان يعقد إحدى الصفقات لشركته . وعندما اقتحمت عليه المكان لتصافحه قال لها في جفاء : إنه سيء الحظ أمام هذه المصادفة ، وأنها صديقة للشيطان . وأنها بأفلامها تثير غرائز الشباب ، وأنها تدمن الخمر ولا تستر عوراتها. ثم قال : أنا أعلم أن روحك في ابنتك الوحيدة . احذري أن ينصب غضب الله على ابنتك لتكتوي أنت بنارها! حينما أنهت مديرة الأعمال حديثها معي كنت أشعر وكأن أحدا ضربني بمطرقة فوق رأسي . كان قريبنا محقا في نهيه لها عما تفعله من منكر . لكنه كان قاسيا وغير عادل حين هددها بأن يحل انتقام الله فيّ ، لأن الله تعالى لا يأخذ أحد بجريرة آخر . ألم يقل في كتابه الكريم : ﴿وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى﴾؟ وانهرت من البكاء ورثيت لحالها ولحالي . *** الحلقة الرابعة بعد عدة شهور حدث مالم يدر بخلدي في يوم من الأيام ! ظهر لديها ورم في الصدر ، وهاجمتنا الهواجس وتشككنا في كونه مرض خبيث ، وسافرت معها إلى لندن لإجراء العملية وحالتنا النفسية في الحضيض . وقبل لحظات من دخولها غرفة العمليات أمسكت بيدي وقالت : أنا أعلم مدى عمق صلتك بالله، وأعلم أنني لا أستحق إبنة طاهرة مثلك ، وأنني أسأت إليك كثيرا بأفعالي . لكن أرجوك ادع الله لي بالرحمة لو خرجت من الغرفة وقد غادرتني الحياة . وهنا وجدت نفسي أبكي بعنف وأرتمي برأسي فوق صدرها وأقول : ستعيشين ياماما . ستعيشين لأني أحتاجك ولأن الله لن يحرم إبنة من أمها! فابتسمت وقالت : لو عشت فسوف أعلن لك عن مفاجأة! ونجحت العملية ، وسألتها عن تلك المفاجأة . فنظرت إليّ نظرة طويلة في حنان ثم قالت : المفاجأة هي إقلاعي عن الخمر والسجائر كمرحلة أولى تتبعها مراحل أخرى! قفزت من السعادة واحتضنتها وطبعت قبلاتي حيثما طالت شفتاي فوق وجهها وعنقها وذراعها! كم كنت أتمنى أن تبدأ أمي هذه الخطوة ! وبدأت أمي تؤدي فريضة الصلاة وتسألني عن مقدار الزكاة وعما خفي عليها من أمور دينها، وأنا أجيبها في سعادة . لكن دوام الحال من المحال ! فلم يمض شهر على تحسن أحوالها حتى عادت إلى سيرتها القديمة مرة أخرى ، ووجدتها ذات يوم عائدة إلى البيت في الرابعة صباحا وهي تترنح من الخمر ومديرة أعمالها تسندها وتمنعها من الوقوع على الأرض . فصرخت فيها والمرارة تعتصرني : خمر مرة أخرى! وأشارت لي مديرة الأعمال بأن أساعدها لإيصالها إلى غرفتها فاتجهت إلى غرفتي وصحت بأعلى صوتي : إذا كانت هي لا تساعد نفسها فلن يستطيع أحد مساعدتها . وصفقت باب الغرفة بعنف . وبعد قليل دخلت غرفتي مديرة الأعمال وقالت : أنا أعرف أن حالتك النفسية الآن سيئة . لكن صدقيني هذه أول مرة تعود فيها إلى الخمر منذ الوعد الذي قطعته على نفسها . لقد كنا في حفل عيد ميلاد زوجة نجم من كبار نجوم الصف الأول ، وظل ذلك النجم يسخر من إقلاعها عن الخمر ، ويقسم بالطلاق أن يحتسي معها ولو كأس واحدة . في البداية رفضت . لكن كبار المدعوين صفقوا لها بحرارة حتى تشجعت وشربت كأساً،والكأس جر كؤوسا أخرى وراءه . صدقيني أمك تتمنى أن تتغير ، ولذلك أرجوك أن تقفي بجانبها . [/QUOTE]
الإسم
التحقق
رد
الرئيسية
المنتديات
,, البُريمِي الأَدَبِيـَة ,,
,, البُريمِي لِلقِصَص والرِوَايات ,,
توبة ممثلة مصرية .
أعلى