شووق قطر
¬°•| مراقبة عامة سابقة وصاحبة العطاء المميز |•°¬
قال النبي صلى الله عليه وسلم (الدين النصيحة) (ثلاثاً)
قالوا لمن يا رسول الله
قال لله،ولكتابه ورسوله،وأئمة المسلمين وعامتهم.
ومن قام بالنصيحة،فقد قام بالدين ، أما النصيحة لله فهي القيام بحقه وعبوديته التامة من أصول الإيمان،وأعمال القلوب والجوارح، والنوافل.
قال تعالى- في حق المعذورين( لَيْسَ عَلَى الأَعْمَى حَرَجٌ وَلا عَلَى الأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ ).
ومن أعظم النصيحة لله - شرح محاسن الدين،وخصوصاً في هذه الأوقات التي طغت فيها الماديَّات ، وجرفت بزخارفها وبهرجتها أكثر البشر ، وظنوا بعقولهم الفاسدة أنها هي الغاية ، ومنتهى الحسن والكمال ، واستكبروا عن آيات الله وبيناته ودينه.
ولم يخطر بقلوب أكثرهم أن محاسن الدين الإسلامي فاقت بكمالها وجمالها كل شيء ، وأنه الطريق الوحيد إلى صلاح البشر وسعادتهم،وأما سعادة الدنيا فإن الأمور المادية ، إذا خلت من روح الدين ، فإنها شقاء على أهلها ودمار، يعجز الفصيح عن التعبير عنه ،وما يخرجون من طامة ، إلا تلقتهم طامة أخرى أكبر منها ولا خلصوا من كوارث وعذاب ، إلا دخلوا في عذاب أفظع منه ولا ينجيهم من هذا غير الدِّين الصحيح ، وأما النصيحة لكتاب الله فهي الإقبال على تلاوته وتدبُّره ، وتعلم معانيه وتعليمها ، والتخلق بأخلاقه وآدابه،والعمل بأحكامه،واجتناب نواهيه،وأما النصيحة للرسول محمد صلى الله عليه وسلم-فهي الإيمان الكامل به ، وتعظيمه ، وتوقيره ، وتقديم محبته وتصديقه في العقائد والأخلاق والأعمال،قال الله تعالى (قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمْ اللَّهُ) والحرص على تعلم سنته وتعليمها
واحذرأيها الناصح لهم ، أن تفسد نصيحتك بالتمدح عند الناس ، فتقول لهم إني نصحتهم وقلتُ و قلتُ فإنَّ هذا من الرياء ، وعلامة ضعف الإخلاص .
وأما النصيحة لعامة المسلمين-فقد وضحها النبيُّ صلى الله عليه وسلم بقوله (لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه)وذلك بمحبة الخير لهم ، وكراهة الشر والمكروه لهم، وتعليم جاهلهم ، ووعظ غافلهم ، ونصحهم في أمور دينهم ودنياهم ، ، ومعاونتهم على البر والتقوى ،(والله في عون العبد ، ما كان العبد في عون أخيه ).فمن قام بالنصيحة، فقد قام بالدين . ومن أخلَّ بشيء مما تقدم فقد ضيع من دينه بقدر ما ترك.
وأين النصيحة من أهل الخيانات والغش في المعاملات
وأين النصيحة ،ممن يتبعون عورات المسلمين وعثراتهم
وأين النصيحة ممن لا يحترم أعراض المسلمين ، ولا يرقب فيهم إلاًّ ولا ذمة
وأين النصيحة من المتكبرين على الخلق ، المعجبين بأنفسهم ، المحتقرين لغيرهم
فهؤلاء كلهم عن النصيحة بمعزل ، ومنزلهم فيها أبعد منزل ، حرموا من الأخلاق الفاضلة ، وابتلوا بالأخلاق الفاسده.أولئك هم الخاسرون.
طُوبى للناصحين -لا تجد الناصح إلا مشتغلاً بفرض يؤديه ، وفي جهاد نفسه عن محارم ربه و نواهيه ، وفي دعوة غيره بالحكمة والموعظة الحسنة ، وفي التخلق بأخلاق الرسول صلى الله عليه وسلم
إن رأى من أخيه خيراً أذاعه ونشره ، وإن اطلع منه على عيب كتمه وستره إن عاملته وجدته ناصحاً صدوقاً ، مأموناً في السر والعلانية ، مباركاً على الجليس كحامل المسك
إذا وجدت الناصح فاغتنم صحبته ، واستعن بمشاورته، تجد حلاوة الإيمان ، وتكن من أولياء الرحمن ،
أولئك السادة الأخيار ، وأولئك الصفوة الأبرار.
لقد نالوا الخير الكثير ، بالنيات الصالحة والعمل اليسير .