جاسم القرطوبي
¬°•| عٌضوٍ شَرًفِ|•°¬
أعزائي
(إنها هموم قلم أو تعبير خيالي على شكل رسالة تخيلتها وأنا أتنزه على ساحل البحر لشخص عزيز لم تفارقني ذكراهُ ،علما أن ما قمتُ به ليس ببدع في الكتابات الأدبية فهو لون في الأدب العرب شائع منذ القدم )
صغيرتي
الآنَ ساعة كتابتي في دفتر ملاحظات هاتفي هذه العبارات ، و الآن وقتَ تكحيل عينيك لقلمي ورفرفة ِ رمشك على كلماتها وتنقل نور مقلتك الرقطاء عليها كتنقل النحل بين الزهرات ، أنزلُ من سيارتي وأمش على نفس الطريق الذي اختصرناه معا قبل عامين ؛ فلذلك لم أتفاجئ عندما طال علي من أول خطوة طرقته رجلي اليوم .
قد كنت أريد أن أبدا خطي بقولي أن شوقي إليك حميم ولكن خشيت - وأنت اللغوية - أن تقولي لي تهكما إنك لغوي مبين ) ثم تبدئين تفسرين :الحميم أصلا صفة للحمم النارية ، وبنفس معنى الغرام كما جاء في القرآن : ( إن ( إنَّ عذابها كان غراما ) وخشيت أن تتمثلي ببيت الشعر القائل : نون الهوان من الهوى منزوعة = فإذا هويت فقد لقيت هوانا .
لذلك فاسمحي لي أن أتلعثم قائلا : أمشي وكأنني شيخ يجر من على كرسيه المتحرك جبال الدنيا أجمعها ، أمشي وكأنني أخترق الجدران والجبال والحديد والفولاذ لأعبر كالطيف من خلاله .آه آه يا صغيرتي لو تصدقين إن قلت لك أن النسمة التي أردت مني أن أصبحها بدل السمنة التي تقاتليني عليها لن تصلح لاختراقها ؛ فلا بد من وزن لاجتازها تماما كالوزن الذي لو كنته لأرضيت عني الله بحبك .
صغيرتي
لا أقول أنك كوطني بل وطني أنت ، ومن الإيمان حبٌّ للوطن ولكن لجغرافية عينيك التي لا تقبل التوحيد في حبها سأشرك في حبي لك نفسي لأنها أحبتك ،نعم لأنها أحبتك فحسب . .
بدلا عن إنشادك هذا المساء شعري سأنثرُ لك رائي المتواضع فيه .الشعرُ صناعة جليلة ، ووظيفة محترمة ولكنها ليست بالمعتبرة ! ولا غرو في ذلك ؛ فإذا كنتِ أنتِ القافية نفسها والقصيدة ذاتها ، والإلهام فيها عاجزة عن تصور ادارك مدى تعلقي بك منها ، فكيف تطلبين مني تلاوتها عليك أو نشرها ، أم كيف ترجين أن أنير بها بدل ضوء القمر ملامح وجوه من هم مثلنا .
آسفٌ جدا يا صغيرتي فقد قلت من هم مثلنا وقد هددتني هناك إن قلت من هم مثلنا ،فيقينا لا يوجد من هم مثلنا فنحن الأرض والسماء وما بينهما فمن هم مثلنا بل أين هم؟!! فما تحت الثرى مفقود وما فوق السماء ليس لموجود وإنما لرب الوجود الذي له كل شئ . وأرجع لأقول لك أنَّ من الحبِّ ما فرضُه فرضا فلم يدع بدا لمن اعتراه أن يكتب الشعر وإن كان خواطرا . ثم أن الشعرَ ليس بشعر ٍ إذا لم تعقلْهُ لقوانين الشعرية والأدبية إلا أنّه يسمى إبداعا بين الحبيبين إذ الحُبُّ بلا عاطفة ٍ لا يسمى شعرا ، ولذلك أنكرَ النقادُ على العقاد الذي برع في الشعر والكتابة وأحكم زمامهما ولكن بالرغم من ذلك كله فأنهم لم يعدوه شاعرا فالشعر عواطف لا عواصف .
صغيرتي :-
أتذكرين ما سألتني إياه ذات مرة : ما الذي أغرى بي المنتقصين رغم ما زعمتيه في كتاباتي أنه كلام الأولياء الأتقياء الصلحاء ؟ ضحكتِ يومها ؛ لأنني لم أعرفِ الإجابة َ ، وغضبتِ مني عندما قلت لك بل هو كلام الملائكة
ولكني الآن وبعد أن استغفر الله إنه كان غفارا عرفتُ يا صغيرتي جواب سؤالك . فاعلمي - أبقاك الله وزادك
بسطة خلق وخلق - أن الجواب هو : ليس لشئ قدر إلا أضيف إلى ذي قدر عظيم . فكلمة حارس يا صغيرتي قد يراها الناس مسمى لوظيفة صغيرة ، ولكن إذا كان المضاف إليه الوزير مثلا فإنه يفوق قدرا مدير المدرسة ومن يشابهه . فهلا تركت الغضب ودرسنا من النحو العلم و المضاف والعطف وتركنا البدل وخاصة بدل الخطأ فأنت تعلمين الحال كيف الحالُ في إعرابه بي . .
واغربتاه مات نجيب محفوظ وركوب الطائرة شبحٌ مخيفٌ بالنسبة إليه ، مات ولم يكن له بيت يستقر فيه لأن ( المهية كم ملطوش يا دوب تكفي ) وأنت تحلمين مثلي أن نركب الطائرات ونبني العمارات وتنسين أننا عاجزين أن نركب القطار إلى الآن .
(هنا تهطل الدموع ) لم أنس اشمئزازك عندما كنت أتكلم عن مشاهير الأدباء الرجال ،وكعادتك التي عرفتك
عليها منذ تعارفنا تنادين بحقوقك كامرأة فأردد :- :
فلو كنا النساء كمن فقدنا = لفضلت النساء على الرجال
واليوم اقتناعا لا ادعاء أقول لك حتى مشاهير النساء يا صغيرتي لم يسلمن مما أقوله لك فقد تواترت الأدلة والنقول من مدرسينا ومحيطنا ونحن ندرسُ لنازك الملائكة أنها متوفاه ولكن صدمنا قبل سنوات معدودة باليد الواحدة بعد أن انمحق فيها الدرس أنها دفنت اليوم .
ليت شعري يا صغيرتي هل تعلمين إلى مدى هو شقائي ، أم هل إذا شكوته إليك أجد عندك لدائي دواء فيا
إلا إذا عدتني فيه فإنني سأتمناه أن يكون عضالا فيُعاوَدَني ليعُوْدَني زواري وعوادي .
والآن صغيرتي :-
قد جف الدمع وسالت الدماء ، ولا جزع ، فقد أيقنت الآن صحة ما قراناه معا في تلك المجلة التي لم أزل محتفظا بها منذ أن تشرفت بلمسك إياها ، أيقنت أن الدمع إذا جف من العين سالت بدلا عنه الدماء .
وابك المنازل بعد الظاعنين دما = إن لم تر الدمع يقضي عنك ما وجبا
صغيرتي :-
قبل أن تجف بطارية هاتفي هي الأخرى ، كما جفَّ لساني من قبلُ ، هل أنبئك أنني حزين جدا ؛ فكلُّ ما سطرته هنا بصيغة الآن وما بينا شقان لجملة ( كان) مرفوعا عنا حلاوته ، منصوبا فينا شقاوته .
(إنها هموم قلم أو تعبير خيالي على شكل رسالة تخيلتها وأنا أتنزه على ساحل البحر لشخص عزيز لم تفارقني ذكراهُ ،علما أن ما قمتُ به ليس ببدع في الكتابات الأدبية فهو لون في الأدب العرب شائع منذ القدم )
صغيرتي
الآنَ ساعة كتابتي في دفتر ملاحظات هاتفي هذه العبارات ، و الآن وقتَ تكحيل عينيك لقلمي ورفرفة ِ رمشك على كلماتها وتنقل نور مقلتك الرقطاء عليها كتنقل النحل بين الزهرات ، أنزلُ من سيارتي وأمش على نفس الطريق الذي اختصرناه معا قبل عامين ؛ فلذلك لم أتفاجئ عندما طال علي من أول خطوة طرقته رجلي اليوم .
قد كنت أريد أن أبدا خطي بقولي أن شوقي إليك حميم ولكن خشيت - وأنت اللغوية - أن تقولي لي تهكما إنك لغوي مبين ) ثم تبدئين تفسرين :الحميم أصلا صفة للحمم النارية ، وبنفس معنى الغرام كما جاء في القرآن : ( إن ( إنَّ عذابها كان غراما ) وخشيت أن تتمثلي ببيت الشعر القائل : نون الهوان من الهوى منزوعة = فإذا هويت فقد لقيت هوانا .
لذلك فاسمحي لي أن أتلعثم قائلا : أمشي وكأنني شيخ يجر من على كرسيه المتحرك جبال الدنيا أجمعها ، أمشي وكأنني أخترق الجدران والجبال والحديد والفولاذ لأعبر كالطيف من خلاله .آه آه يا صغيرتي لو تصدقين إن قلت لك أن النسمة التي أردت مني أن أصبحها بدل السمنة التي تقاتليني عليها لن تصلح لاختراقها ؛ فلا بد من وزن لاجتازها تماما كالوزن الذي لو كنته لأرضيت عني الله بحبك .
صغيرتي
لا أقول أنك كوطني بل وطني أنت ، ومن الإيمان حبٌّ للوطن ولكن لجغرافية عينيك التي لا تقبل التوحيد في حبها سأشرك في حبي لك نفسي لأنها أحبتك ،نعم لأنها أحبتك فحسب . .
بدلا عن إنشادك هذا المساء شعري سأنثرُ لك رائي المتواضع فيه .الشعرُ صناعة جليلة ، ووظيفة محترمة ولكنها ليست بالمعتبرة ! ولا غرو في ذلك ؛ فإذا كنتِ أنتِ القافية نفسها والقصيدة ذاتها ، والإلهام فيها عاجزة عن تصور ادارك مدى تعلقي بك منها ، فكيف تطلبين مني تلاوتها عليك أو نشرها ، أم كيف ترجين أن أنير بها بدل ضوء القمر ملامح وجوه من هم مثلنا .
آسفٌ جدا يا صغيرتي فقد قلت من هم مثلنا وقد هددتني هناك إن قلت من هم مثلنا ،فيقينا لا يوجد من هم مثلنا فنحن الأرض والسماء وما بينهما فمن هم مثلنا بل أين هم؟!! فما تحت الثرى مفقود وما فوق السماء ليس لموجود وإنما لرب الوجود الذي له كل شئ . وأرجع لأقول لك أنَّ من الحبِّ ما فرضُه فرضا فلم يدع بدا لمن اعتراه أن يكتب الشعر وإن كان خواطرا . ثم أن الشعرَ ليس بشعر ٍ إذا لم تعقلْهُ لقوانين الشعرية والأدبية إلا أنّه يسمى إبداعا بين الحبيبين إذ الحُبُّ بلا عاطفة ٍ لا يسمى شعرا ، ولذلك أنكرَ النقادُ على العقاد الذي برع في الشعر والكتابة وأحكم زمامهما ولكن بالرغم من ذلك كله فأنهم لم يعدوه شاعرا فالشعر عواطف لا عواصف .
صغيرتي :-
أتذكرين ما سألتني إياه ذات مرة : ما الذي أغرى بي المنتقصين رغم ما زعمتيه في كتاباتي أنه كلام الأولياء الأتقياء الصلحاء ؟ ضحكتِ يومها ؛ لأنني لم أعرفِ الإجابة َ ، وغضبتِ مني عندما قلت لك بل هو كلام الملائكة
ولكني الآن وبعد أن استغفر الله إنه كان غفارا عرفتُ يا صغيرتي جواب سؤالك . فاعلمي - أبقاك الله وزادك
بسطة خلق وخلق - أن الجواب هو : ليس لشئ قدر إلا أضيف إلى ذي قدر عظيم . فكلمة حارس يا صغيرتي قد يراها الناس مسمى لوظيفة صغيرة ، ولكن إذا كان المضاف إليه الوزير مثلا فإنه يفوق قدرا مدير المدرسة ومن يشابهه . فهلا تركت الغضب ودرسنا من النحو العلم و المضاف والعطف وتركنا البدل وخاصة بدل الخطأ فأنت تعلمين الحال كيف الحالُ في إعرابه بي . .
واغربتاه مات نجيب محفوظ وركوب الطائرة شبحٌ مخيفٌ بالنسبة إليه ، مات ولم يكن له بيت يستقر فيه لأن ( المهية كم ملطوش يا دوب تكفي ) وأنت تحلمين مثلي أن نركب الطائرات ونبني العمارات وتنسين أننا عاجزين أن نركب القطار إلى الآن .
(هنا تهطل الدموع ) لم أنس اشمئزازك عندما كنت أتكلم عن مشاهير الأدباء الرجال ،وكعادتك التي عرفتك
عليها منذ تعارفنا تنادين بحقوقك كامرأة فأردد :- :
فلو كنا النساء كمن فقدنا = لفضلت النساء على الرجال
واليوم اقتناعا لا ادعاء أقول لك حتى مشاهير النساء يا صغيرتي لم يسلمن مما أقوله لك فقد تواترت الأدلة والنقول من مدرسينا ومحيطنا ونحن ندرسُ لنازك الملائكة أنها متوفاه ولكن صدمنا قبل سنوات معدودة باليد الواحدة بعد أن انمحق فيها الدرس أنها دفنت اليوم .
ليت شعري يا صغيرتي هل تعلمين إلى مدى هو شقائي ، أم هل إذا شكوته إليك أجد عندك لدائي دواء فيا
إلا إذا عدتني فيه فإنني سأتمناه أن يكون عضالا فيُعاوَدَني ليعُوْدَني زواري وعوادي .
والآن صغيرتي :-
قد جف الدمع وسالت الدماء ، ولا جزع ، فقد أيقنت الآن صحة ما قراناه معا في تلك المجلة التي لم أزل محتفظا بها منذ أن تشرفت بلمسك إياها ، أيقنت أن الدمع إذا جف من العين سالت بدلا عنه الدماء .
وابك المنازل بعد الظاعنين دما = إن لم تر الدمع يقضي عنك ما وجبا
صغيرتي :-
قبل أن تجف بطارية هاتفي هي الأخرى ، كما جفَّ لساني من قبلُ ، هل أنبئك أنني حزين جدا ؛ فكلُّ ما سطرته هنا بصيغة الآن وما بينا شقان لجملة ( كان) مرفوعا عنا حلاوته ، منصوبا فينا شقاوته .