العيادة القانونية
موقوف
P
تاريخ عمان الإسلامي
( النباهنة ، اليعاربة ، البوسعيد )
سوف نتناول بشيء من التفصيل تاريخ عمان من خلال المحاور الآتية :
- عمان في عهد بني نبهان .
- عمان في عهد اليعاربة .
- عمان في عهد بني البوسعيد .
أولا :عمان في عهد بني نبهان (549-1034هـ) (1154-162م).
استمرت فترة حكم بني نبهان على عمان خمسة قرون وكانت على فترتين كالآتي :
الفترة الأولى : عرفت بفترة النباهنة الأوائل ، واستمرت أربعمائة عام تقريباً ، وبدأت بوفاة الإمام أبي جابر موسي بن أبي المعالي موسي بن نجاد عام (549هـ ، 1154م) ، وانتهت بالقضاء على حكم سليمان بن سليمان بن مظفر النبهاني الملك الشاعر المشهور ، ومبايعة محمد بن إسماعيل اماماً لعمان سنة (906هـ / 1500م) وقد تخللت هذه الفترة غزوات وحروب واجهت بني نبهان من الداخل والخارج ، بالإضافة إلى تنصيب الأئمة بين فترة وأخرى .
الفترة الثانية : عرفت بفترة النباهنة المتأخرين واستمرت في خلال الفترة (906 – 1034هـ) (1500 – 1624م) ، وقد تخللتها أحداث مختلفة منها تنصيب الأئمة والنزاع على السلطة بين بني نبهان أنفسهم من جهة ، وبينهم وبين بعض القبائل العمانية الطموحة في الوصول إلى الحكم من جهة أخرى .
وبصورة عامة فإن نفوذ النباهنة قد اقتصر على المناطق الداخلية في بعض الفترات إلا أنه امتد إلى الساحل في راحل أخرى كثيرة ، وفي أحيان أخرى تمكنت بعض القبائل المتمردة على حكم النباهنة من الانفراد بالساحل بعيداً عن سلطة الدولة .
وقد كانت فترة حكم ملوك بني نبهان من أكثر فترات التاريخ العماني تنافساً وصراعاً على السلطة ، فعند خلو منصب الإمامة من إمام قائم بأمور الدولة لأي سبب من الأسباب ، تعود الأوضاع في البلاد إلى حالة الفوضى والتسيب ليعود الصراع والتطاحن بين القبائل ، واستمر هذا الوضع المضطرب في عمان أكثر من مائتين وخمسين عاماً ، ويبدو أن هذه الفترة خلت منها البلاد تماماً من منصب الإمام لذا كان الصراع على أشده بين قبيلة النباهنة والقبائل العمانية الأخرى ، بل بين أفراد أسرة بني نبهان أنفسهم ، ولم ينحصر التنافس والصراع فيما بين أبناء العم فقط ، بل تعداه إلى التناحر والقتال على السلطة بين الأخوة أنفسهم .
ملوك بني نبهان والإمامة الاباضية :
وعن علاقة ملوك بني نبهان والإمامة الأياضية ، حيث أنه بوفاة الإمام محمد بن خنبش عام (557هـ – 1161م) سارت عمان حالة من الاضطراب والفوضى ، واستمر الحال هكذا إلى أن بويع الإمام مالك بن الحواري سنة ( 809هـ – 1406م) حيث استمر الوضع أكثر من (250) عاماً ، وهو بذلك أول إمام في عهد بني نبهان ، وهنا يجد ربنا الإشارة إلى أهم الأئمة في عهد بني نبهان وفترات إمامتهم بشيء من الإجمال ، وهم :
1- الإمام محمد بن خنبش ( - 557هـ) ( - 1161م) .
2- الإمام مالك بن الحواري (809هـ – 832هـ) (1406 – 1428م) .
3- الإمام أبو الحسن بن خميس بن عامر (839 – 846هـ) (1435 – 1443م) .
4- الإمام عمر بن الخطاب الخروصي (885 - هـ) (1480 _ م ).
5- الإمام محمد بن سليمان بن أحمد بن مفرج البهلوي (894 - هـ) ( 1488- م ).
6- الإمام عمر الشريف .
7- الإمام عمر بن محمد الربخي .
8- أبو الحسن بن عبدالسلام .
9- الإمام محمد بن إسماعيل الإسماعيلي الحاضري . (906 – هـ ) ( 1500 – م)
علاقة بن نبهان بالقوى الخارجية :
تعرضت عمان خلال عهد بني نبهان لغزوات عدة كان لها أثرها السلبي على عمان ، ومن هذه الغزوات :
الغزو الأول : (660هـ / 1261م) :
تروي لنا كتب التاريخ أنه في عام (660هـ / 1261 م) وفي عهد الملك النبهاني أبى المعالي كهلان بن نبهان قام محمود بن أحمد الكوشى ملك هرمز بهجوم على عمان فاستولى على ميناء قلهات ، واستدعى أبا المعالي كهلان وطلب منه تحصيل الخراج من العمانيين وتسليمه إياه ، فاعتذر أبو المعالي عن ذلك متعللا بأن عمان ليست كلها طوع يده فأشار عليه بأن يأخذ قوة من جيشه يجبر بها من لايدفع الخراج ، وعندما رأى أبو المعالي كهلان ، إصراره على ذلك أخذ يستلطفه راجيا منه العفو عن أهل عمان وذلك لعدم استطاعتهم دفع المبلغ الذي طلبه فغضب عليه الملك الهرمزى ، وقرب أمراء البدو العمانيين الذين وفدوا إلى معسكره ، ملبين دعوته ، فأغدق عليهم هداياه من كساء وأموال وطلب منهم نصرته وتنفيذ ما طلب من أموال فوعدوه بذلك .
وعند وصول الملك الهرمزي إلى ظفار ، تصدى له أهلها فاستشهد عدد كبير منهم وتمركز جيش الملك الهرمزى في المناطق الساحلية من ظفار حيث قاموا بنهب الأسواق ومنازل الأهالي وسلب ما في أيديهم ، وسبى رقيقهم وبلغ عدد السبى اثنى عشر ألفا وحملت تلك الأمتعة والأموال المسلوبة والرقيق على السفن ،و أمر الملك الهرمزى ثلث جيشه بمرافقة هذه السفن على أن يسبقوه إلى قلهات لكي يجتمع جيشه هناك ، أما هو ومن بقى معه من جشه فتوغلوا الى الداخل قاصدين داخلية عمان عن طريق البر ، وكانت نهاية الجيش البري الهلاك في الصحراء ، والجيش البحري هجم عليه أهالي قلهات وطيوي ، وقضوا عليه وأحرقوا سفنهم.
الغزو الثانى (674 هـ / 1276م) :
وهى غزوة حكام شيراز ففي عام (674 هـ / 1276م) وخلال حكم الملك النبهانى عمر بن نبهان قام كل من فخر الدين أحمد بن الداية وأخوه شهاب الدين نجلي حاكم شيراز ببلاد فارس ، بغزو عمان وكانا على رأس حملة عسكرية قوامها أربعة آلاف وخمسمائة فارس قامت بهذا الغزو .
وعندما نزل هؤلاء الغزاة بمدينة صحار التقى بهم الملك عمر بن نبهان بجيشه في حي عاصم بمنطقة الباطنة حيث انهزم واستشهد ثلاثمائة رجل من جيشه فزحف الغزاة إلى العاصمة نزوى ، ولم تفلح مقاومة ودفاع أهلها عنها فاستولى عليها الغزاة في 15 من شهر ذى القعدة ( الثانى من شهر مايو) ، وقاموا بنهب منازلها وسوقها ولم يكتفوا بهذا بل قاموا بتدمير سوقها ، وحرق الكتب التى عثروا عليها ، وأخرجوا أهل عقر نزوى من منازلهم وحلوا محلهم فيها ، ثم توجهوا بعد ذلك إلى مدينة بهلا (60) العاصمة الثانية لملوك بنى نبهان وحاصروها مدة طويلة ولكنهم لم يفلحوا في فتحها .
وخلال فترة الحصار أصاب سهم قائد الغزاة فخر الدين أحمد بن الداية في مقتل فخرّ صريعا ، وكان مصرعه هذا سببا في فت عزيمة جيشه وبالتالي في هزيمتهم ، وعجل هذا الوضع في خروجهم من عمان .
خصائص عهد بنى نبهان :
كان بنو نبهان يمثلون نظاما سياسيا بحتا إذ أنهم كانوا ملوكا سلكوا أسلوبا مغايرا لأسلوب الأئمة ، الذين اتصفوا بالزهد والتقشف ، في حين مال بنو نبهان إلى حياة الرفاهية والترف ، والفخامة …فبنوا لأنفسهم القلاع والحصون لتكون لهم حصونا منيعة تصد عنهم هجمات منافسيهم .
هذا بالإضافة إلى استبداد كثير من ملوك بنى نبهان واستيلاء بعضهم على ممتلكات الرعية بطرق غير شرعية وفرض الضرائب الباهظة التي لا تتفق مع تعاليم الإسلام وقواعده في جمع الزكاة .
لا يمكن القول بقيام حكومة قوية في عهد بنى نبهان ، وإنما اتصف ذلك العهد بكثرة الصراعات والنزاعات المستمرة والتنافس الدائم على السلطة طيلة عهدهم سواء كان ذلك فيها بينهم كأفراد في أسرة بنى نبهان .. أو بينهم وبين زعماء القبائل العمانية الأخرى ، أو بينهم وبين الأئمة المنتخبين ..وأقل ما يوصف به عهدهم انه عهد الأسر الحاكمة أو دويلات المدن … فليس هناك حكومة مركزية قوية تفرض نفسها على البلاد بأسرها ، وقد أشارت هذه الأسباب مجتمعة سخط العمانيين عليهم ، فسموهم بالجبابرة والطغاة ، ووصف عهدهم بالتسلط والاستبداد .
وإذا كان عهد النباهنة مظلما في كثير من جوانبه وفتراته في تاريخ عمان فانه لم يكن كذلك في منطقة أخرى سيطر عليها لنباهنة ، وهذه المنطقة هي ما كانت تعرف بمملكة بات والتى كانت تقع في أرخبيل لامو بساحل افريقيا ، والتي رحل إليها أحد ملوك بني نبهان كما سبق القول وأقام هناك هذه المملكة التي رعت الحضارة والعلم والثقافة ونشرت الإسلام بين كثير من الأفارقة ، وأقامت علاقات قوية مع سكان المنطقة سواء في الساحل أم في الداخل .
وإذا كان نباهنة بات قد أقاموا هذه العلاقات وربطوا بين عمان وشرقى أفريقيا على هذا النحو ، فان هذا الأمر لم يكن الأول من نوعه في تاريخ العلاقات بين عمان وشرقى أفريقيا ، فتاريخ هذه العلاقات يمتد إلى أبعد من ذلك بكثير ، وكانت الصلات والعلاقات التجارية هي السبيل الذى مهد لتوثيق هذه العلاقات وتوطيدها فيما بينهما إلى حد كبير.
ثانيا :عمان في عهد دولة اليعاربة (1624م-1743م):
قيام دولة اليعاربة :
تعد الفترة التي سبقت قيام دولة اليعاربة في عمان ، فترة مضطربة ، فقد شهدت عمان انقسامات قبلية ، وتحولت البلاد إلى مجموعة من المقاطعات الصغيرة ، يحكمها أمراء وشيوخ ، واتسمت العلاقة بينهم جميعا بقدر كبير من التوتر . وفي هذه الأثناء كان البرتغاليون يسيطرون على الساحل العماني ، حيث اتخذوا من هرمز قاعدة عسكرية لهم ، واستغلوا فترة انشغال العمانيين بخلافاتهم ، وسيطروا على العديد من المدن والموانئ العمانية ، لاسيما مسقط وصحار .
في ظل هذه الظروف ، اجتمع أهل الحل والعقد في الرستاق ، واختاروا "ناصر بن مرشد اليعربي" إماماً على عمان عام 1624م . ويرجع اختيار الإمام ناصر إلى صفات كان يتحلى بها مثل : الاستقامة ، والنزاهة ، والتدين ، وحرصه على إقامة العدل بين الناس .
· توحيد عمان والجهاد ضد البرتغاليين في عهد الإمام ناصر بن مرشد (1624 – 1649م):
بدأ الإمام ناصر عهده بالعمل على استتباب الأمن ، وتوحيد البلاد في دولة مركزية قوية ، وبعد أن نجح في ذلك ، وأصبح لديه جيش قوي ، واستعد لمحاربة البرتغاليين ، وبدأ بتنفيذ ذلك على مراحل :
1- أعد الإمام ناصر قوات كبيرة بقيادة الشيخ مسعود بن رمضان ، لطرد البرتغاليين من مسقط وما حولها ، واتخذ من مطرح مركزا لتجمع قواته ، والتقى الطرفان في "طوي الرولة"فكان النصر حليف العمانيين ، حيث تمكنوا من هدم بعض الأبراج والمباني التي تحصن بها البرتغاليون ، ولكنهم لم يتمكنوا من تحرير مسقط ، وانتهت المعركة بعقد صلح ، اعتبرت شروطه في صالح العمانيين وتعهد البرتغاليون بموجب هذا الصلح بما يأتي :ـ
- التنازل عن الأراضي والمباني التابعة لهم في منطقة صحار.
- دفع جزية سنوية للإمام ناصر بن مرشد .
- السماح للعمانيين بزيارة مسقط دون أية عقبات .
2- طلب الإمام ناصر من" حافظ بن سيف" واليه على منطقة لوى ، أن يستولي على صحار ، ويبني فيها قلعة فكان له ما أراد ، فقد تمكن حافظ بن سيف من هزيمة البرتغاليين في منطقة البدعة في صحار عام 1633م .
3- جهز الإمام ناصر جيشا كبيرا بقيادة القاضي خميس بن سعيد الشقصي ، وأمره بالتوجه لتأديب البرتغاليين في مسقط ، لأنهم رفضوا مواصلة دفع الجزية ، وعندما وصل الجيش إلى مطرح ، اضطر البرتغاليون إلى عقد صلح جديد ، وتعهد البرتغاليون بموجبه بالآتي :
- مواصلة دفع الجزية المتفق عليها .
- تسليم المناطق المحصنة التي يحتلونها في مطرح .
- ضمان حرية التجارة في المناطق التي يسيطرون عليها .
4- كلف الإمام ناصر ابن عمه "سلطان بن سيف "بمحاربة البرتغاليين في كل من صور وقريات ، وكان التوفيق حليفه في هذه الحروب ، حيث استولى عليهما .
· تصفية الوجود البرتغالي في منطقة مسقط في عهد الإمام سلطان بن سيف الأول (1649-1680م):
بويع الإمام سلطان بن سيف بالإمامة ، بعد وفاة الإمام ناصر بن مرشد عام 1649م ، فأخذ يعد العدة للقضاء على البرتغاليين . وفي عام 1650م ، طلب من جميع القبائل أن تجتمع إليه ، واتخذ من "طوي الرولة"قاعدة لجيشه ، وبدأ يشن الهجمات ضد البرتغاليين ، الذين لم يكن تحت سيطرتهم إلا منطقة مسقط .
تبادل البرتغاليون والعمانيون شن الهجمات ، وقد طالت الحرب بين الطرفين ، حتى كاد الإمام أن يتراجع عن الحصار ، فلم تكن للبرتغالييين قدرة على مواجهة الحصار ، ولم يكن للعمانيين القدرة على دخول مسقط ، وبعد أن تلقى الإمام معلومات مهمة عن حقيقة الأوضاع داخل مسقط ، وأن قوة البرتغاليين ومؤونتهم أخذت بالنفاد ، فقرر حسم المعركة وبدأ هجومه بع صلاة الفجر ، وحاصر البرتغاليين في قلعة الجلالي ، وبعد أن نفدت مؤونتهم ، اضطروا إلى التسليم ، ومغادرة القلعة .
وحاصر العمانيون حصن مطرح ، وأخذوا بمهاجمته ، فاضطر القائد البرتغالي إلى التسليم ، ولم يبق للبرتغاليين غير سفينتين كانتا تحاصران مسقط ، إلا أن العمانيين تمكنوا من إغراقهما .
وعندما وصلت هذه الأخبار إلى السلطات البرتغالية في الهند ، أسرعت بإرسال أسطول برتغالي كبير ، ولكنه وصل متأخرا ، فقد كانت كل القلاع والحصون البرتغالية قد سقطت بأيدي العمانيين . ولم تنجح محاولاتهم باسترداد مسقط . وبنهاية عام 1652م لم يبق للبرتغاليين إلا وكالة تجارية على الساحل الشرقي للخليج العربي .
بعد هزيمة البرتغاليين عين الإمام سلطان ابنه "بلعرب" والياً على مسقط ، وعاد هو إلى نزوى ، فاستقبل استقبال الأبطال . وبعد هذا الانتصار ، صمم على مواصلة الجهاد ضد البرتغاليين ،على امتداد شواطئ المحيط الهندي .
اليعاربة يكونون قوة بحرية عظيمة :
قرر الإمام سلطان بن سيف الأول أن ينقل جهاده ضد البرتغاليين من البر إلى البحر ، فعمل على تكوين قوة بحرية ، حتى أصبح له أسطول قوي يتكون من عدد من السفن الحربية المجهزة بالمدافع الكبيرة بعيدة المدى ، يتبعه عدد من السفن والقوارب المجهزة بمدافع صغيرة الحجم والمدى . كما كان الأسطول التجاري يشترك أحيانا مع الأسطول الحربي في بعض العمليات الحربية . وبهذه القوة البحرية أصبح الأسطول العماني في عهد اليعاربة سيد المحيط الهندي والخليج العربي ، وأصبح على درجة من القوة تخشاه فيها الأساطيل الإنجليزية والهولندية .
وقد تمكن الأسطول الحربي زمن اليعاربة ، من تحقيق إنجازات مهمة ، ساهمت في بناء الدولة العمانية ، وتوسيع نفوذها . ومن أبرز هذه الإنجازات :
- القيام بعدة حملات بحرية لمهاجمة الجزر والموانئ التي كانت تحت السيطرة البرتغالية في المحيط الهندي ،وعلى سواحل الهند الغربية .
- وضع حد للنفوذ البرتغالي في شرقي أفريقيا ، فقد هاجم الأسطول العماني المستعمرات البرتغالية في زنجبار وبمبا ، ودمر الحاميات العسكرية فيها . ونجح في تحرير ممباسا من يد البرتغاليين ، حيث أصبحت تابعة لعمان ، وتقوم بدفع الجزية السنوية لها .
- اتساع الدولة العمانية زمن اليعاربة ، فما أن بدأ القرن الثامن عشر الميلادي ، حتى كان اليعاربة يحكمون دولة يمتد نفوذها السياسي ليغطي منطقة الخليج وسواحل أفريقيا الشرقية .
سجل تاريخي لأئمة اليعاربة :
- الإمام ناصر بن مرشد (1624 – 1649م) مؤسس دولة اليعاربة ، أنشأ جيشاً قوياً ، فوحد البلاد ، وبدأ بمحاربة البرتغاليين .
- الإمام سلطان بن سيف الأول ( 1649 – 1680م): طرد البرتغاليين من عمان ومنطقة الخليج ، وعمل على بناء أسطول بحري لمحاربتهم في البحر .
- الإمام بلعرب بن سلطان (1680 – 1692م): استمر بعد والده في سياسة البناء والإعمار ، فاستصلح الأراضي ،وقام ببناء حصن جبرين .
- الإمام سيف بن سلطان الأول(1692 – 1711م): عمل على تقوية الأسطول والجيش ،وتابع سياسة مقاومة البرتغاليين في شرقي أفريقيا ، والهند .
- الإمام سلطان بن سيف الثاني (1711 – 1718م) : تطور الأسطول في عهده ، وتمكن من إعادة السيادة العمانية على مياه الخليج والمحيط الهندي .
- الإمام سيف بن سلطان الثاني (1718 – 1741م): بدأ ضعف الدولة في عهده نتيجة للخلافات الداخلية ، مما فتح المجال للتدخل الأجنبي في شؤون البلاد .
- الإمام سلطان بن مرشد اليعربي (1741 – 1744م) : تمكن من القضاء على الفتن الداخلية ، واتخذ الرستاق عاصمة له ، نجح في رد الهجوم الفارسي على صحار . انتهت دولة اليعاربة بعد وفاته ، أجمع أصحاب الحل والعقد في عمان على مبايعة والي صحار آنذاك ( أحمد بن سعيد) إماماً على عمان.
ثالثا: عمان في عهد دولة البوسعيد خلال الفترة (1744م – 180م):
قيام دولة البوسعيد :
بعد الانتصارات المجيدة التي حققها أحمد بن سعيد على الفرس في صحار ، أمر بعقد اجتماع في الرستاق ، ضم شيوخ القبائل وعلماء البلاد وأعيانها ، وطلب من الجميع توحيد الصفوف لمواجهة الخطر الفارسي ، وشعر الجميع بحجم الخطر الذي يتهددهم ، وأنه لابد من اختيار إمام قوي ، يتحمل مسؤوليات الحكم في البلاد ، فأجمع الحاضرون على مبايعة أحمد بن سعيد إماماً عليهم ، وبذلك قامت دولة البوسعيد التي يعد الإمام أحمد مؤسساً لها .
اشتهر الإمام أحمد بن سعيد بإدارته الحازمة ، فقام بعد مبايعته بجهود كبيرة من أجل القضاء على الفتن الداخلية ، واستتباب الأمن وتوحيد البلاد . ومن أبرز أعماله لتحقيق ذلك :
- أوجد رجال الشرطة ، فكفل بذلك الأمن والاستقرار لرعاياه .
- أنشأ جيشا ثابتا مدربا ، وأسطولا بحريا قويا .
- وضع نظاما للجمارك ، وفرض رسوما جمركية على السلع المستوردة ، وأعفى السلع العمانية منها .
- شجع التجارة مع الهند وشرقي أفريقيا .
- أرسى القواعد الإدارية والقضائية في البلاد .
- اهتم بالنواحي العمرانية فشيد الحصون والمساجد والقصور .
نشاط الأسطول العماني في عهد الإمام أحمد بن سعيد :
تمكن الإمام أحمد بفضل قوته البحرية من فرض نفوذ عمان في الخليج العربي والمحيط الهندي ، فقد نقل الحرب ضد الفرس إلى الأرض الفارسية ، وعندما حاصر الفرس مدينة البصرة ، كتب أهلها إلى الإمام أحمد يطلبون منه العون ، فأرسل حملة بحرية بقيادة ابنه الأكبر هلال عام 1772م ، نجحت في إخراج الفرس منها .
وقد سرّ السلطان العثماني ، الذي كانت البصرة تابعة له ، من صنيع الإمام أحمد ، وأمر واليه على البصرة بأن يدفع الخراج للإمام ، وظلت البصرة تدفع هذا الخراج حتى عهد السيد سعيد بن سلطان بن الإمام أحمد (1804 – 1856م).
وقد كانت البصرة في تلك الفترة مركزا تجاريا مهما ، فإليها كانت تصل البضائع الهندية ، ومنها قتل إلى فارس ، والجزيرة العربية والدولة العثمانية ، واوروبا .
كما كانت مركزا لجمع السلع وإعادة تصديرها إلى الهند ، وكانت هناك علاقات تجارية نشطة مع الموانئ العمانية ،وهذا جعل الفرس يعتقدون بأن السيطرة على البصرة ، تساعدهم في السيطرة على الموانئ والتجارة العمانية .
كذلك كان "شاه علم" إمبراطور المغول ممتناً لمعونة أسطول الإمام أحمد بن سعيد له ضد القراصنة قرب ساحل الهند الغربي ، فأرسل مبعوثا إلى عمان لعقد معاهدة يوافق بموجبها على بذل العون للإمام أحمد بالمال والرجال ضد أعدائه ، وأنشأ بعثة تقيم في مسقط ، في مبنى أصبح يعرف باسم "بيت النواب"
عهد الإمام سعيد بن أحمد بن سعيد (1778 – 1785م):
بعد وفاة الإمام أحمد بن سعيد ، بويع ابنه سعيد بالإمامة . ونظرا لأن الإمام سعيد كان زاهدا في الحكم والإدارة ، فقد تولى ابنه" حمد " تصريف أمور الدولة ، واتخذ من مدينة مسقط مقرا للحكم نظرا لأهمية موقعها ، بينما بقي والده الإمام سعيد في الرستاق ، ومع مضي الزمن تزايدت قوة حمد ، حتى أصبحت السلطة الفعلية في يده .
اهتم حمد بن سعيد ببناء الأبراج والقلاع من أجل تأمين سلامة البلاد ، وفي عام 1785م أرسل جيشا كبيرا إلى شرقي أفريقيا ، ونجح في القضاء على الحركات المناوئة في تلك المنطقة ، فأعلنت "ممباسا" تبعيتها له ، ثم تلتها المقاطعات الأخرى .
كان حمد دارسا للقرآن ، ملازما للصلاة في الجماعة ، وقد ذاع صيته ، وزدادت هيبته ، ثم مرض وتوفي في مسقط ، ودفن فيها ، عام 1792م.
عهد السيد سلطان بن أحمد بن سعيد (1792 – 1804م):
تولى السيد سلطان السلطة في مسقط بعد وفاة ابن أخيه حمد بن سعيد عام 1792م ، بينما كان أخوه الإمام سعيد بن أحمد لا يزال قائما بالإمامة في الرستاق ، ولكن السلطة الفعلية استمرت بيد السيد سلطان بن أحمد ، حيث انتقل الحكم الفعلي من الرستاق إلى مسقط .
واجه السيد سلطان بعض المشاكل الداخلية والحروب القبلية ، ولكنه تغلب عليها بسياستة وقوة جيشه ، وبعد أن استتب الأمن في البلاد ، وجه اهتمامه إلى الخارج لاسترداد المناطق التي فقدتها الدولة العمانية ، وفتح بلاد جديدة ، ولحماية حدود عمان من الغزو الخارجي .
أبرز الأحداث في عهد السيد سلطان بن أحمد :
1- النفوذ العماني في منطقة الخليج العربي :
رأى السيد سلطان أنه صاحب الحق في تأمين الملاحة في منطقة الخليج العربي ، والمحافظة على الأمن فيها ، وذلك لتأمين بلاده من الغزو ، واستطاع عام 1798م أن يسيطر على المنطقة بأسرها ، فقد أخضع جزيرتي "قشم ووهرمز". وأصدرت الحكومة الفارسية مرسوما أجازت له ضم "بندر عباس" و"جوادر"و"شهبار" وتمكن عام1800م من شن حملات تأديبية ضد من يقومون بالقرصنة البحرية في منطقة الخليج العربي .
2- مساندة البحرين :
كانت البحرين خاضعة للفرس حتى عام 1783م ، حين تمكن رجال قبيلة العتوب من طردهم ، غير أن الفرس عادوا من جديد ، وتمكنوا من السيطرة عليها ، عندها استنجد أهل البحرين بالسيد سلطان ، فأنجدهم بحملة بحرية ، بقيادة ولده"سالم" الذي تمكن من إنهاء الغزو الفارسي ، وتوقيع اتفاقية بين الطرفين ، تمتعت البحرين بموجبها بالحماية العمانية ، إذا ما تعرضت لأي غزو خارجي .
3- العلاقات الدولية :
كانت لفرنسا وهولندا وبريطانيا مصالح تجارية في بحار الشرق لا سيما بحر العرب والخليج العربي . وكانت كل من هذه الدول تتودد إلى حكومة مسقط ، أملا في الوصول إلى اتفاق معها لحماية سفنها ، واتخاذ مسقط مركزا للحفاظ على المصالح الجارية لتلك الدول .
وبعد دراسة الموقف الدولي ، وحرصا على مصالح عمان التجارية ، وعلاقاتها الدولية ، اتخذ السيد سلطان موقفا حياديا ، ولم يتدخل في الصراعات الدولية في المنطقة ، لا سيما بين فرنسا وبريطانيا . حيث احتفظ بعلاقات طيبة مع الدولتين ، وبذلك بقيت عمان بعيدة عن المخاطر التي كانت تهدد العالم في ذلك .
سجل تاريخي لحكام دولة البوسعيد في الفترة بين 1744 – 1804 م :
الإمام أحمد بن سعيد :أسس الدولة عام 1744م،اتخذ من الرستاق عاصمة له اهتم بالعمران ، وأرسى قواعد الدولة ومؤسساتها العسكرية والإدارية والقضائية . عمل على حماية الموانئ العمانية من الخطر الفارسي ، وفرض نفوذ عمان في الخليج العربي والمحيط الهندي .
الإمام سعيد بن أحمد :بويع بالإمامة بعد وفاة والده الإمام أحمد بن سعيد في الرستاق عام1778م ، كان زاهدا في الحكم ، فتولى ولده حمد تصريف أمور البلاد ، الذي اتخذ من مسقط مقر اله ، واهتم ببناء الأبراج والقلاع من أجل تأمين سلامة البلاد .
السيد سلطان بن أحمد :تولى السلطة في مسقط ، بعد وفاة ابن أخيه حمد عام 1792م، بينما كان أخوه الإمام سعيد لايزال قائما بالإمامة في الرستاق . فرض سيادة الدولة في الداخل والخارج ، وعمل على استتباب الأمن في البلاد ، وعزز النفوذ العماني في منطقة الخليج العربي .
تاريخ عمان الإسلامي
( النباهنة ، اليعاربة ، البوسعيد )
سوف نتناول بشيء من التفصيل تاريخ عمان من خلال المحاور الآتية :
- عمان في عهد بني نبهان .
- عمان في عهد اليعاربة .
- عمان في عهد بني البوسعيد .
أولا :عمان في عهد بني نبهان (549-1034هـ) (1154-162م).
استمرت فترة حكم بني نبهان على عمان خمسة قرون وكانت على فترتين كالآتي :
الفترة الأولى : عرفت بفترة النباهنة الأوائل ، واستمرت أربعمائة عام تقريباً ، وبدأت بوفاة الإمام أبي جابر موسي بن أبي المعالي موسي بن نجاد عام (549هـ ، 1154م) ، وانتهت بالقضاء على حكم سليمان بن سليمان بن مظفر النبهاني الملك الشاعر المشهور ، ومبايعة محمد بن إسماعيل اماماً لعمان سنة (906هـ / 1500م) وقد تخللت هذه الفترة غزوات وحروب واجهت بني نبهان من الداخل والخارج ، بالإضافة إلى تنصيب الأئمة بين فترة وأخرى .
الفترة الثانية : عرفت بفترة النباهنة المتأخرين واستمرت في خلال الفترة (906 – 1034هـ) (1500 – 1624م) ، وقد تخللتها أحداث مختلفة منها تنصيب الأئمة والنزاع على السلطة بين بني نبهان أنفسهم من جهة ، وبينهم وبين بعض القبائل العمانية الطموحة في الوصول إلى الحكم من جهة أخرى .
وبصورة عامة فإن نفوذ النباهنة قد اقتصر على المناطق الداخلية في بعض الفترات إلا أنه امتد إلى الساحل في راحل أخرى كثيرة ، وفي أحيان أخرى تمكنت بعض القبائل المتمردة على حكم النباهنة من الانفراد بالساحل بعيداً عن سلطة الدولة .
وقد كانت فترة حكم ملوك بني نبهان من أكثر فترات التاريخ العماني تنافساً وصراعاً على السلطة ، فعند خلو منصب الإمامة من إمام قائم بأمور الدولة لأي سبب من الأسباب ، تعود الأوضاع في البلاد إلى حالة الفوضى والتسيب ليعود الصراع والتطاحن بين القبائل ، واستمر هذا الوضع المضطرب في عمان أكثر من مائتين وخمسين عاماً ، ويبدو أن هذه الفترة خلت منها البلاد تماماً من منصب الإمام لذا كان الصراع على أشده بين قبيلة النباهنة والقبائل العمانية الأخرى ، بل بين أفراد أسرة بني نبهان أنفسهم ، ولم ينحصر التنافس والصراع فيما بين أبناء العم فقط ، بل تعداه إلى التناحر والقتال على السلطة بين الأخوة أنفسهم .
ملوك بني نبهان والإمامة الاباضية :
وعن علاقة ملوك بني نبهان والإمامة الأياضية ، حيث أنه بوفاة الإمام محمد بن خنبش عام (557هـ – 1161م) سارت عمان حالة من الاضطراب والفوضى ، واستمر الحال هكذا إلى أن بويع الإمام مالك بن الحواري سنة ( 809هـ – 1406م) حيث استمر الوضع أكثر من (250) عاماً ، وهو بذلك أول إمام في عهد بني نبهان ، وهنا يجد ربنا الإشارة إلى أهم الأئمة في عهد بني نبهان وفترات إمامتهم بشيء من الإجمال ، وهم :
1- الإمام محمد بن خنبش ( - 557هـ) ( - 1161م) .
2- الإمام مالك بن الحواري (809هـ – 832هـ) (1406 – 1428م) .
3- الإمام أبو الحسن بن خميس بن عامر (839 – 846هـ) (1435 – 1443م) .
4- الإمام عمر بن الخطاب الخروصي (885 - هـ) (1480 _ م ).
5- الإمام محمد بن سليمان بن أحمد بن مفرج البهلوي (894 - هـ) ( 1488- م ).
6- الإمام عمر الشريف .
7- الإمام عمر بن محمد الربخي .
8- أبو الحسن بن عبدالسلام .
9- الإمام محمد بن إسماعيل الإسماعيلي الحاضري . (906 – هـ ) ( 1500 – م)
علاقة بن نبهان بالقوى الخارجية :
تعرضت عمان خلال عهد بني نبهان لغزوات عدة كان لها أثرها السلبي على عمان ، ومن هذه الغزوات :
الغزو الأول : (660هـ / 1261م) :
تروي لنا كتب التاريخ أنه في عام (660هـ / 1261 م) وفي عهد الملك النبهاني أبى المعالي كهلان بن نبهان قام محمود بن أحمد الكوشى ملك هرمز بهجوم على عمان فاستولى على ميناء قلهات ، واستدعى أبا المعالي كهلان وطلب منه تحصيل الخراج من العمانيين وتسليمه إياه ، فاعتذر أبو المعالي عن ذلك متعللا بأن عمان ليست كلها طوع يده فأشار عليه بأن يأخذ قوة من جيشه يجبر بها من لايدفع الخراج ، وعندما رأى أبو المعالي كهلان ، إصراره على ذلك أخذ يستلطفه راجيا منه العفو عن أهل عمان وذلك لعدم استطاعتهم دفع المبلغ الذي طلبه فغضب عليه الملك الهرمزى ، وقرب أمراء البدو العمانيين الذين وفدوا إلى معسكره ، ملبين دعوته ، فأغدق عليهم هداياه من كساء وأموال وطلب منهم نصرته وتنفيذ ما طلب من أموال فوعدوه بذلك .
وعند وصول الملك الهرمزي إلى ظفار ، تصدى له أهلها فاستشهد عدد كبير منهم وتمركز جيش الملك الهرمزى في المناطق الساحلية من ظفار حيث قاموا بنهب الأسواق ومنازل الأهالي وسلب ما في أيديهم ، وسبى رقيقهم وبلغ عدد السبى اثنى عشر ألفا وحملت تلك الأمتعة والأموال المسلوبة والرقيق على السفن ،و أمر الملك الهرمزى ثلث جيشه بمرافقة هذه السفن على أن يسبقوه إلى قلهات لكي يجتمع جيشه هناك ، أما هو ومن بقى معه من جشه فتوغلوا الى الداخل قاصدين داخلية عمان عن طريق البر ، وكانت نهاية الجيش البري الهلاك في الصحراء ، والجيش البحري هجم عليه أهالي قلهات وطيوي ، وقضوا عليه وأحرقوا سفنهم.
الغزو الثانى (674 هـ / 1276م) :
وهى غزوة حكام شيراز ففي عام (674 هـ / 1276م) وخلال حكم الملك النبهانى عمر بن نبهان قام كل من فخر الدين أحمد بن الداية وأخوه شهاب الدين نجلي حاكم شيراز ببلاد فارس ، بغزو عمان وكانا على رأس حملة عسكرية قوامها أربعة آلاف وخمسمائة فارس قامت بهذا الغزو .
وعندما نزل هؤلاء الغزاة بمدينة صحار التقى بهم الملك عمر بن نبهان بجيشه في حي عاصم بمنطقة الباطنة حيث انهزم واستشهد ثلاثمائة رجل من جيشه فزحف الغزاة إلى العاصمة نزوى ، ولم تفلح مقاومة ودفاع أهلها عنها فاستولى عليها الغزاة في 15 من شهر ذى القعدة ( الثانى من شهر مايو) ، وقاموا بنهب منازلها وسوقها ولم يكتفوا بهذا بل قاموا بتدمير سوقها ، وحرق الكتب التى عثروا عليها ، وأخرجوا أهل عقر نزوى من منازلهم وحلوا محلهم فيها ، ثم توجهوا بعد ذلك إلى مدينة بهلا (60) العاصمة الثانية لملوك بنى نبهان وحاصروها مدة طويلة ولكنهم لم يفلحوا في فتحها .
وخلال فترة الحصار أصاب سهم قائد الغزاة فخر الدين أحمد بن الداية في مقتل فخرّ صريعا ، وكان مصرعه هذا سببا في فت عزيمة جيشه وبالتالي في هزيمتهم ، وعجل هذا الوضع في خروجهم من عمان .
خصائص عهد بنى نبهان :
كان بنو نبهان يمثلون نظاما سياسيا بحتا إذ أنهم كانوا ملوكا سلكوا أسلوبا مغايرا لأسلوب الأئمة ، الذين اتصفوا بالزهد والتقشف ، في حين مال بنو نبهان إلى حياة الرفاهية والترف ، والفخامة …فبنوا لأنفسهم القلاع والحصون لتكون لهم حصونا منيعة تصد عنهم هجمات منافسيهم .
هذا بالإضافة إلى استبداد كثير من ملوك بنى نبهان واستيلاء بعضهم على ممتلكات الرعية بطرق غير شرعية وفرض الضرائب الباهظة التي لا تتفق مع تعاليم الإسلام وقواعده في جمع الزكاة .
لا يمكن القول بقيام حكومة قوية في عهد بنى نبهان ، وإنما اتصف ذلك العهد بكثرة الصراعات والنزاعات المستمرة والتنافس الدائم على السلطة طيلة عهدهم سواء كان ذلك فيها بينهم كأفراد في أسرة بنى نبهان .. أو بينهم وبين زعماء القبائل العمانية الأخرى ، أو بينهم وبين الأئمة المنتخبين ..وأقل ما يوصف به عهدهم انه عهد الأسر الحاكمة أو دويلات المدن … فليس هناك حكومة مركزية قوية تفرض نفسها على البلاد بأسرها ، وقد أشارت هذه الأسباب مجتمعة سخط العمانيين عليهم ، فسموهم بالجبابرة والطغاة ، ووصف عهدهم بالتسلط والاستبداد .
وإذا كان عهد النباهنة مظلما في كثير من جوانبه وفتراته في تاريخ عمان فانه لم يكن كذلك في منطقة أخرى سيطر عليها لنباهنة ، وهذه المنطقة هي ما كانت تعرف بمملكة بات والتى كانت تقع في أرخبيل لامو بساحل افريقيا ، والتي رحل إليها أحد ملوك بني نبهان كما سبق القول وأقام هناك هذه المملكة التي رعت الحضارة والعلم والثقافة ونشرت الإسلام بين كثير من الأفارقة ، وأقامت علاقات قوية مع سكان المنطقة سواء في الساحل أم في الداخل .
وإذا كان نباهنة بات قد أقاموا هذه العلاقات وربطوا بين عمان وشرقى أفريقيا على هذا النحو ، فان هذا الأمر لم يكن الأول من نوعه في تاريخ العلاقات بين عمان وشرقى أفريقيا ، فتاريخ هذه العلاقات يمتد إلى أبعد من ذلك بكثير ، وكانت الصلات والعلاقات التجارية هي السبيل الذى مهد لتوثيق هذه العلاقات وتوطيدها فيما بينهما إلى حد كبير.
ثانيا :عمان في عهد دولة اليعاربة (1624م-1743م):
قيام دولة اليعاربة :
تعد الفترة التي سبقت قيام دولة اليعاربة في عمان ، فترة مضطربة ، فقد شهدت عمان انقسامات قبلية ، وتحولت البلاد إلى مجموعة من المقاطعات الصغيرة ، يحكمها أمراء وشيوخ ، واتسمت العلاقة بينهم جميعا بقدر كبير من التوتر . وفي هذه الأثناء كان البرتغاليون يسيطرون على الساحل العماني ، حيث اتخذوا من هرمز قاعدة عسكرية لهم ، واستغلوا فترة انشغال العمانيين بخلافاتهم ، وسيطروا على العديد من المدن والموانئ العمانية ، لاسيما مسقط وصحار .
في ظل هذه الظروف ، اجتمع أهل الحل والعقد في الرستاق ، واختاروا "ناصر بن مرشد اليعربي" إماماً على عمان عام 1624م . ويرجع اختيار الإمام ناصر إلى صفات كان يتحلى بها مثل : الاستقامة ، والنزاهة ، والتدين ، وحرصه على إقامة العدل بين الناس .
· توحيد عمان والجهاد ضد البرتغاليين في عهد الإمام ناصر بن مرشد (1624 – 1649م):
بدأ الإمام ناصر عهده بالعمل على استتباب الأمن ، وتوحيد البلاد في دولة مركزية قوية ، وبعد أن نجح في ذلك ، وأصبح لديه جيش قوي ، واستعد لمحاربة البرتغاليين ، وبدأ بتنفيذ ذلك على مراحل :
1- أعد الإمام ناصر قوات كبيرة بقيادة الشيخ مسعود بن رمضان ، لطرد البرتغاليين من مسقط وما حولها ، واتخذ من مطرح مركزا لتجمع قواته ، والتقى الطرفان في "طوي الرولة"فكان النصر حليف العمانيين ، حيث تمكنوا من هدم بعض الأبراج والمباني التي تحصن بها البرتغاليون ، ولكنهم لم يتمكنوا من تحرير مسقط ، وانتهت المعركة بعقد صلح ، اعتبرت شروطه في صالح العمانيين وتعهد البرتغاليون بموجب هذا الصلح بما يأتي :ـ
- التنازل عن الأراضي والمباني التابعة لهم في منطقة صحار.
- دفع جزية سنوية للإمام ناصر بن مرشد .
- السماح للعمانيين بزيارة مسقط دون أية عقبات .
2- طلب الإمام ناصر من" حافظ بن سيف" واليه على منطقة لوى ، أن يستولي على صحار ، ويبني فيها قلعة فكان له ما أراد ، فقد تمكن حافظ بن سيف من هزيمة البرتغاليين في منطقة البدعة في صحار عام 1633م .
3- جهز الإمام ناصر جيشا كبيرا بقيادة القاضي خميس بن سعيد الشقصي ، وأمره بالتوجه لتأديب البرتغاليين في مسقط ، لأنهم رفضوا مواصلة دفع الجزية ، وعندما وصل الجيش إلى مطرح ، اضطر البرتغاليون إلى عقد صلح جديد ، وتعهد البرتغاليون بموجبه بالآتي :
- مواصلة دفع الجزية المتفق عليها .
- تسليم المناطق المحصنة التي يحتلونها في مطرح .
- ضمان حرية التجارة في المناطق التي يسيطرون عليها .
4- كلف الإمام ناصر ابن عمه "سلطان بن سيف "بمحاربة البرتغاليين في كل من صور وقريات ، وكان التوفيق حليفه في هذه الحروب ، حيث استولى عليهما .
· تصفية الوجود البرتغالي في منطقة مسقط في عهد الإمام سلطان بن سيف الأول (1649-1680م):
بويع الإمام سلطان بن سيف بالإمامة ، بعد وفاة الإمام ناصر بن مرشد عام 1649م ، فأخذ يعد العدة للقضاء على البرتغاليين . وفي عام 1650م ، طلب من جميع القبائل أن تجتمع إليه ، واتخذ من "طوي الرولة"قاعدة لجيشه ، وبدأ يشن الهجمات ضد البرتغاليين ، الذين لم يكن تحت سيطرتهم إلا منطقة مسقط .
تبادل البرتغاليون والعمانيون شن الهجمات ، وقد طالت الحرب بين الطرفين ، حتى كاد الإمام أن يتراجع عن الحصار ، فلم تكن للبرتغالييين قدرة على مواجهة الحصار ، ولم يكن للعمانيين القدرة على دخول مسقط ، وبعد أن تلقى الإمام معلومات مهمة عن حقيقة الأوضاع داخل مسقط ، وأن قوة البرتغاليين ومؤونتهم أخذت بالنفاد ، فقرر حسم المعركة وبدأ هجومه بع صلاة الفجر ، وحاصر البرتغاليين في قلعة الجلالي ، وبعد أن نفدت مؤونتهم ، اضطروا إلى التسليم ، ومغادرة القلعة .
وحاصر العمانيون حصن مطرح ، وأخذوا بمهاجمته ، فاضطر القائد البرتغالي إلى التسليم ، ولم يبق للبرتغاليين غير سفينتين كانتا تحاصران مسقط ، إلا أن العمانيين تمكنوا من إغراقهما .
وعندما وصلت هذه الأخبار إلى السلطات البرتغالية في الهند ، أسرعت بإرسال أسطول برتغالي كبير ، ولكنه وصل متأخرا ، فقد كانت كل القلاع والحصون البرتغالية قد سقطت بأيدي العمانيين . ولم تنجح محاولاتهم باسترداد مسقط . وبنهاية عام 1652م لم يبق للبرتغاليين إلا وكالة تجارية على الساحل الشرقي للخليج العربي .
بعد هزيمة البرتغاليين عين الإمام سلطان ابنه "بلعرب" والياً على مسقط ، وعاد هو إلى نزوى ، فاستقبل استقبال الأبطال . وبعد هذا الانتصار ، صمم على مواصلة الجهاد ضد البرتغاليين ،على امتداد شواطئ المحيط الهندي .
اليعاربة يكونون قوة بحرية عظيمة :
قرر الإمام سلطان بن سيف الأول أن ينقل جهاده ضد البرتغاليين من البر إلى البحر ، فعمل على تكوين قوة بحرية ، حتى أصبح له أسطول قوي يتكون من عدد من السفن الحربية المجهزة بالمدافع الكبيرة بعيدة المدى ، يتبعه عدد من السفن والقوارب المجهزة بمدافع صغيرة الحجم والمدى . كما كان الأسطول التجاري يشترك أحيانا مع الأسطول الحربي في بعض العمليات الحربية . وبهذه القوة البحرية أصبح الأسطول العماني في عهد اليعاربة سيد المحيط الهندي والخليج العربي ، وأصبح على درجة من القوة تخشاه فيها الأساطيل الإنجليزية والهولندية .
وقد تمكن الأسطول الحربي زمن اليعاربة ، من تحقيق إنجازات مهمة ، ساهمت في بناء الدولة العمانية ، وتوسيع نفوذها . ومن أبرز هذه الإنجازات :
- القيام بعدة حملات بحرية لمهاجمة الجزر والموانئ التي كانت تحت السيطرة البرتغالية في المحيط الهندي ،وعلى سواحل الهند الغربية .
- وضع حد للنفوذ البرتغالي في شرقي أفريقيا ، فقد هاجم الأسطول العماني المستعمرات البرتغالية في زنجبار وبمبا ، ودمر الحاميات العسكرية فيها . ونجح في تحرير ممباسا من يد البرتغاليين ، حيث أصبحت تابعة لعمان ، وتقوم بدفع الجزية السنوية لها .
- اتساع الدولة العمانية زمن اليعاربة ، فما أن بدأ القرن الثامن عشر الميلادي ، حتى كان اليعاربة يحكمون دولة يمتد نفوذها السياسي ليغطي منطقة الخليج وسواحل أفريقيا الشرقية .
سجل تاريخي لأئمة اليعاربة :
- الإمام ناصر بن مرشد (1624 – 1649م) مؤسس دولة اليعاربة ، أنشأ جيشاً قوياً ، فوحد البلاد ، وبدأ بمحاربة البرتغاليين .
- الإمام سلطان بن سيف الأول ( 1649 – 1680م): طرد البرتغاليين من عمان ومنطقة الخليج ، وعمل على بناء أسطول بحري لمحاربتهم في البحر .
- الإمام بلعرب بن سلطان (1680 – 1692م): استمر بعد والده في سياسة البناء والإعمار ، فاستصلح الأراضي ،وقام ببناء حصن جبرين .
- الإمام سيف بن سلطان الأول(1692 – 1711م): عمل على تقوية الأسطول والجيش ،وتابع سياسة مقاومة البرتغاليين في شرقي أفريقيا ، والهند .
- الإمام سلطان بن سيف الثاني (1711 – 1718م) : تطور الأسطول في عهده ، وتمكن من إعادة السيادة العمانية على مياه الخليج والمحيط الهندي .
- الإمام سيف بن سلطان الثاني (1718 – 1741م): بدأ ضعف الدولة في عهده نتيجة للخلافات الداخلية ، مما فتح المجال للتدخل الأجنبي في شؤون البلاد .
- الإمام سلطان بن مرشد اليعربي (1741 – 1744م) : تمكن من القضاء على الفتن الداخلية ، واتخذ الرستاق عاصمة له ، نجح في رد الهجوم الفارسي على صحار . انتهت دولة اليعاربة بعد وفاته ، أجمع أصحاب الحل والعقد في عمان على مبايعة والي صحار آنذاك ( أحمد بن سعيد) إماماً على عمان.
ثالثا: عمان في عهد دولة البوسعيد خلال الفترة (1744م – 180م):
قيام دولة البوسعيد :
بعد الانتصارات المجيدة التي حققها أحمد بن سعيد على الفرس في صحار ، أمر بعقد اجتماع في الرستاق ، ضم شيوخ القبائل وعلماء البلاد وأعيانها ، وطلب من الجميع توحيد الصفوف لمواجهة الخطر الفارسي ، وشعر الجميع بحجم الخطر الذي يتهددهم ، وأنه لابد من اختيار إمام قوي ، يتحمل مسؤوليات الحكم في البلاد ، فأجمع الحاضرون على مبايعة أحمد بن سعيد إماماً عليهم ، وبذلك قامت دولة البوسعيد التي يعد الإمام أحمد مؤسساً لها .
اشتهر الإمام أحمد بن سعيد بإدارته الحازمة ، فقام بعد مبايعته بجهود كبيرة من أجل القضاء على الفتن الداخلية ، واستتباب الأمن وتوحيد البلاد . ومن أبرز أعماله لتحقيق ذلك :
- أوجد رجال الشرطة ، فكفل بذلك الأمن والاستقرار لرعاياه .
- أنشأ جيشا ثابتا مدربا ، وأسطولا بحريا قويا .
- وضع نظاما للجمارك ، وفرض رسوما جمركية على السلع المستوردة ، وأعفى السلع العمانية منها .
- شجع التجارة مع الهند وشرقي أفريقيا .
- أرسى القواعد الإدارية والقضائية في البلاد .
- اهتم بالنواحي العمرانية فشيد الحصون والمساجد والقصور .
نشاط الأسطول العماني في عهد الإمام أحمد بن سعيد :
تمكن الإمام أحمد بفضل قوته البحرية من فرض نفوذ عمان في الخليج العربي والمحيط الهندي ، فقد نقل الحرب ضد الفرس إلى الأرض الفارسية ، وعندما حاصر الفرس مدينة البصرة ، كتب أهلها إلى الإمام أحمد يطلبون منه العون ، فأرسل حملة بحرية بقيادة ابنه الأكبر هلال عام 1772م ، نجحت في إخراج الفرس منها .
وقد سرّ السلطان العثماني ، الذي كانت البصرة تابعة له ، من صنيع الإمام أحمد ، وأمر واليه على البصرة بأن يدفع الخراج للإمام ، وظلت البصرة تدفع هذا الخراج حتى عهد السيد سعيد بن سلطان بن الإمام أحمد (1804 – 1856م).
وقد كانت البصرة في تلك الفترة مركزا تجاريا مهما ، فإليها كانت تصل البضائع الهندية ، ومنها قتل إلى فارس ، والجزيرة العربية والدولة العثمانية ، واوروبا .
كما كانت مركزا لجمع السلع وإعادة تصديرها إلى الهند ، وكانت هناك علاقات تجارية نشطة مع الموانئ العمانية ،وهذا جعل الفرس يعتقدون بأن السيطرة على البصرة ، تساعدهم في السيطرة على الموانئ والتجارة العمانية .
كذلك كان "شاه علم" إمبراطور المغول ممتناً لمعونة أسطول الإمام أحمد بن سعيد له ضد القراصنة قرب ساحل الهند الغربي ، فأرسل مبعوثا إلى عمان لعقد معاهدة يوافق بموجبها على بذل العون للإمام أحمد بالمال والرجال ضد أعدائه ، وأنشأ بعثة تقيم في مسقط ، في مبنى أصبح يعرف باسم "بيت النواب"
عهد الإمام سعيد بن أحمد بن سعيد (1778 – 1785م):
بعد وفاة الإمام أحمد بن سعيد ، بويع ابنه سعيد بالإمامة . ونظرا لأن الإمام سعيد كان زاهدا في الحكم والإدارة ، فقد تولى ابنه" حمد " تصريف أمور الدولة ، واتخذ من مدينة مسقط مقرا للحكم نظرا لأهمية موقعها ، بينما بقي والده الإمام سعيد في الرستاق ، ومع مضي الزمن تزايدت قوة حمد ، حتى أصبحت السلطة الفعلية في يده .
اهتم حمد بن سعيد ببناء الأبراج والقلاع من أجل تأمين سلامة البلاد ، وفي عام 1785م أرسل جيشا كبيرا إلى شرقي أفريقيا ، ونجح في القضاء على الحركات المناوئة في تلك المنطقة ، فأعلنت "ممباسا" تبعيتها له ، ثم تلتها المقاطعات الأخرى .
كان حمد دارسا للقرآن ، ملازما للصلاة في الجماعة ، وقد ذاع صيته ، وزدادت هيبته ، ثم مرض وتوفي في مسقط ، ودفن فيها ، عام 1792م.
عهد السيد سلطان بن أحمد بن سعيد (1792 – 1804م):
تولى السيد سلطان السلطة في مسقط بعد وفاة ابن أخيه حمد بن سعيد عام 1792م ، بينما كان أخوه الإمام سعيد بن أحمد لا يزال قائما بالإمامة في الرستاق ، ولكن السلطة الفعلية استمرت بيد السيد سلطان بن أحمد ، حيث انتقل الحكم الفعلي من الرستاق إلى مسقط .
واجه السيد سلطان بعض المشاكل الداخلية والحروب القبلية ، ولكنه تغلب عليها بسياستة وقوة جيشه ، وبعد أن استتب الأمن في البلاد ، وجه اهتمامه إلى الخارج لاسترداد المناطق التي فقدتها الدولة العمانية ، وفتح بلاد جديدة ، ولحماية حدود عمان من الغزو الخارجي .
أبرز الأحداث في عهد السيد سلطان بن أحمد :
1- النفوذ العماني في منطقة الخليج العربي :
رأى السيد سلطان أنه صاحب الحق في تأمين الملاحة في منطقة الخليج العربي ، والمحافظة على الأمن فيها ، وذلك لتأمين بلاده من الغزو ، واستطاع عام 1798م أن يسيطر على المنطقة بأسرها ، فقد أخضع جزيرتي "قشم ووهرمز". وأصدرت الحكومة الفارسية مرسوما أجازت له ضم "بندر عباس" و"جوادر"و"شهبار" وتمكن عام1800م من شن حملات تأديبية ضد من يقومون بالقرصنة البحرية في منطقة الخليج العربي .
2- مساندة البحرين :
كانت البحرين خاضعة للفرس حتى عام 1783م ، حين تمكن رجال قبيلة العتوب من طردهم ، غير أن الفرس عادوا من جديد ، وتمكنوا من السيطرة عليها ، عندها استنجد أهل البحرين بالسيد سلطان ، فأنجدهم بحملة بحرية ، بقيادة ولده"سالم" الذي تمكن من إنهاء الغزو الفارسي ، وتوقيع اتفاقية بين الطرفين ، تمتعت البحرين بموجبها بالحماية العمانية ، إذا ما تعرضت لأي غزو خارجي .
3- العلاقات الدولية :
كانت لفرنسا وهولندا وبريطانيا مصالح تجارية في بحار الشرق لا سيما بحر العرب والخليج العربي . وكانت كل من هذه الدول تتودد إلى حكومة مسقط ، أملا في الوصول إلى اتفاق معها لحماية سفنها ، واتخاذ مسقط مركزا للحفاظ على المصالح الجارية لتلك الدول .
وبعد دراسة الموقف الدولي ، وحرصا على مصالح عمان التجارية ، وعلاقاتها الدولية ، اتخذ السيد سلطان موقفا حياديا ، ولم يتدخل في الصراعات الدولية في المنطقة ، لا سيما بين فرنسا وبريطانيا . حيث احتفظ بعلاقات طيبة مع الدولتين ، وبذلك بقيت عمان بعيدة عن المخاطر التي كانت تهدد العالم في ذلك .
سجل تاريخي لحكام دولة البوسعيد في الفترة بين 1744 – 1804 م :
الإمام أحمد بن سعيد :أسس الدولة عام 1744م،اتخذ من الرستاق عاصمة له اهتم بالعمران ، وأرسى قواعد الدولة ومؤسساتها العسكرية والإدارية والقضائية . عمل على حماية الموانئ العمانية من الخطر الفارسي ، وفرض نفوذ عمان في الخليج العربي والمحيط الهندي .
الإمام سعيد بن أحمد :بويع بالإمامة بعد وفاة والده الإمام أحمد بن سعيد في الرستاق عام1778م ، كان زاهدا في الحكم ، فتولى ولده حمد تصريف أمور البلاد ، الذي اتخذ من مسقط مقر اله ، واهتم ببناء الأبراج والقلاع من أجل تأمين سلامة البلاد .
السيد سلطان بن أحمد :تولى السلطة في مسقط ، بعد وفاة ابن أخيه حمد عام 1792م، بينما كان أخوه الإمام سعيد لايزال قائما بالإمامة في الرستاق . فرض سيادة الدولة في الداخل والخارج ، وعمل على استتباب الأمن في البلاد ، وعزز النفوذ العماني في منطقة الخليج العربي .