الرئيسية
المنتديات
المشاركات الجديدة
بحث بالمنتديات
ما الجديد
المشاركات الجديدة
جديد مشاركات الحائط
آخر نشاط
الأعضاء
الزوار الحاليين
مشاركات الحائط الجديدة
البحث عن مشاركات الملف الشخصي
تسجيل الدخول
تسجيل
ما الجديد
البحث
البحث
بحث بالعناوين فقط
بواسطة:
المشاركات الجديدة
بحث بالمنتديات
قائمة
تسجيل الدخول
تسجيل
Install the app
تثبيت
الرئيسية
المنتديات
,, البُريمِي الأَدَبِيـَة ,,
,, البُريمِي لِلقِصَص والرِوَايات ,,
(احســن القصص) .. سلسله قصصيه متجدده ..
تم تعطيل الجافا سكربت. للحصول على تجربة أفضل، الرجاء تمكين الجافا سكربت في المتصفح الخاص بك قبل المتابعة.
أنت تستخدم أحد المتصفحات القديمة. قد لا يتم عرض هذا الموقع أو المواقع الأخرى بشكل صحيح.
يجب عليك ترقية متصفحك أو استخدام
أحد المتصفحات البديلة
.
الرد على الموضوع
الرسالة
<blockquote data-quote="جعلاني ولي الفخر" data-source="post: 471681" data-attributes="member: 2363"><p style="text-align: center"><span style="font-family: 'Arial Black'"><span style="font-size: 18px">لم يكن بيت الله قد أعيد بناؤه بعد، لم تكن الكعبة قد بنيت، وكانت هناك حكمة عليا في هذه التصرفات الغامضة، فقد كان إسماعيل الطفل الذي ترك مع أمه في هذا المكان، كان هذا الطفل هو الذي سيصير مسؤولا مع والده عن بناء الكعبة فيما بعد. وكانت حكمة الله تقضي أن يمتد العمران إلى هذا الوادي، وأن يقام فيه بيت الله الذي نتجه جميعا إليه أثناء الصلاة بوجوهنا.</span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'Arial Black'"><span style="font-size: 18px">ترك إبراهيم زوجته وابنه الرضيع في الصحراء وعاد راجعا إلى كفاحه في دعوة الله. أرضعت أم إسماعيل ابنها وأحست بالعطش. كانت الشمس ملتهبة وساخنة وتثير الإحساس بالعطش. بعد يومين انتهى الماء تماما، وجف لبن الأم. وأحست هاجر وإسماعيل بالعطش.. كان الطعام قد انتهى هو الآخر. وبدا الموقف صعبا وحرجا للغاية.</span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'Arial Black'"><span style="font-size: 18px"><strong><span style="color: #0000ff">ماء زمزم:</span></strong></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'Arial Black'"><span style="font-size: 18px">بدأ </span></span><a href="http://alnoor-world.com/prophets/ismaiel.asp"><span style="font-family: 'Arial Black'"><span style="font-size: 18px"><span style="color: #0000ff">إسماعيل</span></span></span></a><span style="font-family: 'Arial Black'"><span style="font-size: 18px"> يبكي من العطش. وتركته أمه وانطلقت تبحث عن ماء. راحت تمشي مسرعة حتى وصلت إلى جبل اسمه "الصفا". فصعدت إليه وراحت تبحث بهما عن بئر أو إنسان أو قافلة. لم يكن هناك شيء. ونزلت مسرعة من الصفا حتى إذا وصلت إلى الوادي راحت تسعى سعي الإنسان المجهد حتى جاوزت الوادي ووصلت إلى جبل "المروة"، فصعدت إليه ونظرت لترى أحدا لكنها لم تر أحدا. وعادت الأم إلى طفلها فوجدته يبكي وقد اشتد عطشه. وأسرعت إلى الصفا فوقفت عليه، وهرولت إلى المروة فنظرت من فوقه. وراحت تذهب وتجيء سبع مرات بين الجبلين الصغيرين. سبع مرات وهي تذهب وتعود. ولهذا يذهب الحجاج سبع مرات ويعودون بين الصفا والمروة إحياء لذكريات أمهم الأولى ونبيهم العظيم </span></span><a href="http://alnoor-world.com/prophets/ismaiel.asp"><span style="font-family: 'Arial Black'"><span style="font-size: 18px"><span style="color: #0000ff">إسماعيل</span></span></span></a><span style="font-family: 'Arial Black'"><span style="font-size: 18px">. عادت هاجر بعد المرة السابعة وهي مجهدة متعبة تلهث. وجلست بجوار ابنها الذي كان صوته قد بح من البكاء والعطش.</span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'Arial Black'"><span style="font-size: 18px">وفي هذه اللحظة اليائسة أدركتها رحمة الله، وضرب </span></span><a href="http://alnoor-world.com/prophets/ismaiel.asp"><span style="font-family: 'Arial Black'"><span style="font-size: 18px"><span style="color: #0000ff">إسماعيل</span></span></span></a><span style="font-family: 'Arial Black'"><span style="font-size: 18px"> بقدمه الأرض وهو يبكي فانفجرت تحت قدمه بئر زمزم. وفار الماء من البئر. أنقذت حياتا الطفل والأم. راحت الأم تغرف بيدها وهي تشكر الله. وشربت وسقت طفلها وبدأت الحياة تدب في المنطقة. صدق ظنها حين قالت: لن نضيع ما دام الله معنا.</span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'Arial Black'"><span style="font-size: 18px">وبدأت بعض القوافل تستقر في المنطقة. وجذب الماء الذي انفجر من بئر زمزم عديدا من الناس. وبدأ العمران يبسط أجنحته على المكان.</span></span></p> <p style="text-align: center"></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'Arial Black'"><span style="font-size: 18px"><strong><span style="color: #0000ff">الأمر بذبح إسماعيل عليه السلام:</span></strong> </span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'Arial Black'"><span style="font-size: 18px">كبر </span></span><a href="http://alnoor-world.com/prophets/ismaiel.asp"><span style="font-family: 'Arial Black'"><span style="font-size: 18px"><span style="color: #0000ff">إسماعيل</span></span></span></a><span style="font-family: 'Arial Black'"><span style="font-size: 18px">.. وتعلق به قلب إبراهيم.. جاءه العقب على كبر فأحبه.. وابتلى الله تعالى إبراهيم بلاء عظيما بسبب هذا الحب. فقد رأى إبراهيم عليه السلام في المنام أنه يذبح ابنه الوحيد </span></span><a href="http://alnoor-world.com/prophets/ismaiel.asp"><span style="font-family: 'Arial Black'"><span style="font-size: 18px"><span style="color: #0000ff">إسماعيل</span></span></span></a><span style="font-family: 'Arial Black'"><span style="font-size: 18px">. وإبراهيم يعمل أن رؤيا الأنبياء وحي. </span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'Arial Black'"><span style="font-size: 18px">انظر كيف يختبر الله عباده. تأمل أي نوع من أنواع الاختبار. نحن أمام نبي قلبه أرحم قلب في الأرض. اتسع قلبه لحب الله وحب من خلق. جاءه ابن على كبر.. وقد طعن هو في السن ولا أمل هناك في أن ينجب. ثم ها هو ذا يستسلم للنوم فيرى في المنام أنه يذبح ابنه وبكره ووحيده الذي ليس له غيره. </span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'Arial Black'"><span style="font-size: 18px">أي نوع من الصراع نشب في نفسه. يخطئ من يظن أن صراعا لم ينشأ قط. لا يكون بلاء مبينا هذا الموقف الذي يخلو من الصراع. نشب الصراع في نفس إبراهيم.. صراع أثارته عاطفة الأبوة الحانية. لكن إبراهيم لم يسأل عن السبب وراء ذبح ابنه. فليس إبراهيم من يسأل ربه عن أوامره.</span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'Arial Black'"><span style="font-size: 18px">فكر إبراهيم في ولده.. ماذا يقول عنه إذا أرقده على الأرض ليذبحه.. الأفضل أن يقول لولده ليكون ذلك أطيب لقلبه وأهون عليه من أن يأخذه قهرا ويذبحه قهرا. هذا أفضل.. انتهى الأمر وذهب إلى ولده (<span style="color: #ff0000">قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَى</span>). انظر إلى تلطفه في إبلاغ ولده، وترك الأمر لينظر فيه الابن بالطاعة.. إن الأمر مقضي في نظر إبراهيم لأنه وحي من ربه.. فماذا يرى الابن الكريم في ذلك؟ أجاب </span></span><a href="http://alnoor-world.com/prophets/ismaiel.asp"><span style="font-family: 'Arial Black'"><span style="font-size: 18px"><span style="color: #0000ff">إسماعيل</span></span></span></a><span style="font-family: 'Arial Black'"><span style="font-size: 18px">: هذا أمر يا أبي فبادر بتنفيذه (<span style="color: #ff0000">يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ</span>). تأمل رد الابن.. إنسان يعرف أنه سيذبح فيمتثل للأمر الإلهي ويقدم المشيئة ويطمئن والده أنه سيجده (<span style="color: #ff0000">إِن شَاء اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ</span>). هو الصبر على أي حال وعلى كل حال.. وربما استعذب الابن أن يموت ذبحا بأمر من الله.. ها هو ذا إبراهيم يكتشف أن ابنه ينافسه في حب الله. لا نعرف أي مشاعر جاشت في نفس إبراهيم بعد استسلام ابنه الصابر. </span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'Arial Black'"><span style="font-size: 18px">ينقلنا الحق نقلة خاطفة فإذا </span></span><a href="http://alnoor-world.com/prophets/ismaiel.asp"><span style="font-family: 'Arial Black'"><span style="font-size: 18px"><span style="color: #0000ff">إسماعيل</span></span></span></a><span style="font-family: 'Arial Black'"><span style="font-size: 18px"> راقد على الأرض، وجهه في الأرض رحمة به كيلا يرى نفسه وهو يذبح. وإذا إبراهيم يرفع يده بالسكين.. وإذا أمر الله مطاع. (<span style="color: #ff0000">فَلَمَّا أَسْلَمَا</span>) استخدم القرآن هذا التعبير.. (<span style="color: #ff0000">فَلَمَّا أَسْلَمَا</span>) هذا هو الإسلام الحقيقي.. تعطي كل شيء، فلا يتبقى منك شيء.</span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'Arial Black'"><span style="font-size: 18px">عندئذ فقط.. وفي اللحظة التي كان السكين فيها يتهيأ لإمضاء أمره.. نادى الله إبراهيم.. انتهى اختباره، وفدى الله </span></span><a href="http://alnoor-world.com/prophets/ismaiel.asp"><span style="font-family: 'Arial Black'"><span style="font-size: 18px"><span style="color: #0000ff">إسماعيل</span></span></span></a><span style="font-family: 'Arial Black'"><span style="font-size: 18px"> بذبح عظيم - وصار اليوم عيدا لقوم لم يولدوا بعد، هم المسلمون. صارت هذه اللحظات عيدا للمسلمين. عيدا يذكرهم بمعنى الإسلام الحقيقي الذي كان عليه إبراهيم </span></span><a href="http://alnoor-world.com/prophets/ismaiel.asp"><span style="font-family: 'Arial Black'"><span style="font-size: 18px"><span style="color: #0000ff">وإسماعيل</span></span></span></a><span style="font-family: 'Arial Black'"><span style="font-size: 18px">.</span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'Arial Black'"><span style="font-size: 18px">ومضت قصة إبراهيم. ترك ولده </span></span><a href="http://alnoor-world.com/prophets/ismaiel.asp"><span style="font-family: 'Arial Black'"><span style="font-size: 18px"><span style="color: #0000ff">إسماعيل</span></span></span></a><span style="font-family: 'Arial Black'"><span style="font-size: 18px"> وعاد يضرب في أرض الله داعيا إليه، خليلا له وحده. ومرت الأيام. كان إبراهيم قد هاجر من أرض الكلدانيين مسقط رأسه في العراق وعبر الأردن وسكن في أرض كنعان في البادية. ولم يكن إبراهيم ينسى خلال دعوته إلى الله أن يسأل عن أخبار لوط مع قومه، وكان لوط أول من آمن به، وقد أثابه الله بأن بعثه نبيا إلى قوم من الفاجرين العصاة.</span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'Arial Black'"><span style="font-size: 18px"><strong><span style="color: #0000ff">البشرى بإسحاق:</span></strong></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'Arial Black'"><span style="font-size: 18px">كان إبراهيم جالس لوحده. في هذه اللحظة، هبطت على الأرض أقدام ثلاثة من الملائكة: جبريل وإسرافيل وميكائيل. يتشكلون في صور بشرية من الجمال الخارق. ساروا صامتين. مهمتهم مزودجة. المرور على إبراهيم وتبشيره. ثم زيارة قوم لوط ووضع حد لجرائمهم.</span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'Arial Black'"><span style="font-size: 18px">سار الملائكة الثلاثة قليلا. ألقى أحدهم حصاة أمام إبراهيم. رفع إبراهيم رأسه.. تأمل وجوههم.. لا يعرف أحدا فيهم. بادروه بالتحية. قالوا: سلاما. قال: سلام.</span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'Arial Black'"><span style="font-size: 18px">نهض إبراهيم ورحب بهم. أدخلهم بيته وهو يظن أنهم ضيوف وغرباء. أجلسهم واطمأن أنهم قد اطمأنوا، ثم استأذن وخرج. راغ إلى أهله.</span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'Arial Black'"><span style="font-size: 18px">نهضت زوجته سارة حين دخل عليها. كانت عجوزا قد ابيض شعرها ولم يعد يتوهج بالشباب فيها غير وميض الإيمان الذي يطل من عينيها.</span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'Arial Black'"><span style="font-size: 18px">قال إبراهيم لزوجته: زارنا ثلاثة غرباء.</span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'Arial Black'"><span style="font-size: 18px">سألته: من يكونون؟</span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'Arial Black'"><span style="font-size: 18px">قال: لا أعرف أحدا فيهم. وجوه غريبة على المكان. لا ريب أنهم من مكان بعيد، غير أن ملابسهم لا تشي بالسفر الطويل. أي طعام جاهز لدينا؟</span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'Arial Black'"><span style="font-size: 18px">قالت: نصف شاة.</span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'Arial Black'"><span style="font-size: 18px">قال وهو يهم بالانصراف: نصف شاة.. اذبحي لهم عجلا سمينا. هم ضيوف وغرباء. ليست معهم دواب أو أحمال أو طعام. ربما كانوا جوعى وربما كانوا فقراء.</span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'Arial Black'"><span style="font-size: 18px">اختار إبراهيم عجلا سمينا وأمر بذبحه، فذكروا عليه اسم الله وذبحوه. وبدأ شواء العجل على الحجارة الساخنة. وأعدت المائدة. ودعا إبراهيم ضيوفه إلى الطعام. أشار إبراهيم بيده أن يتفضلوا باسم الله، وبدأ هو يأكل ليشجعهم. كان إبراهيم كريما يعرف أن الله لا يتخلى عن الكرماء وربما لم يكن في بيته غير هذا العجل، وضيوفه ثلاثة ونصف شاة يكفيهم ويزيد، غير أنه كان سيدا عظيم الكرم. راح إبراهيم يأكل ثم استرق النظر إلى ضيوفه ليطمئن أنهم يأكلون. لاحظ أن أحدا لا يمد يده إلى الطعام. قرب إليهم الطعام وقال: ألا تأكلون؟ عاد إلى طعامه ثم اختلس إليهم نظرة فوجدهم لا يأكلون.. رأى أيديهم لا تصل إلى الطعام. عندئذ (<span style="color: #ff0000">أَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً</span>). في تقاليد البادية التي عاش فيها إبراهيم، كان معنى امتناع الضيوف عن الأكل أنهم يقصدون شرا بصاحب البيت.</span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'Arial Black'"><span style="font-size: 18px">ولاحظ إبراهيم بينه وبين نفسه أكثر من ملاحظة تؤيد غرابة ضيوفه. لاحظ أنهم دخلوا عليه فجأة. لم يرهم إلا وهم عند رأسه. لم يكن معهم دواب تحملهم، لم تكن معهم أحمال. وجوههم غريبة تماما عليه. كانوا مسافرين وليس عليهم أثر لتراب السفر. ثم ها هو ذا يدعوهم إلى طعامه فيجلسون إلى المائدة ولا يأكلون. ازداد خوف إبراهيم.</span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'Arial Black'"><span style="font-size: 18px">كان الملائكة يقرءون أفكاره التي تدور في نفسه، دون أن يشي بها وجهه. قال له أحد الملائكة: (<span style="color: #ff0000">لاَ تَخَفْ</span>). رفع إبراهيم رأسه وقال بصدق عظيم وبراءة: اعترف إنني خائف. لقد دعوتكم إلى الطعام ورحبت بكم، ولكنكم لا تمدون أيديكم إليه.. هل تنوون بي شرا؟</span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'Arial Black'"><span style="font-size: 18px">ابتسم أحد الملائكة وقال: نحن لا نأكل يا إبراهيم.. نحن ملائكة الله.. وقد (<span style="color: #ff0000">أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمِ لُوطٍ</span>)</span></span></p> <p style="text-align: center"></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'Arial Black'"><span style="font-size: 18px">ضحكت زوجة إبراهيم.. كانت قائمة تتابع الحوار بين زوجها وبينهم، فضحكت. </span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'Arial Black'"><span style="font-size: 18px">التفت إليها أحد الملائكة وبشرها </span></span><a href="http://alnoor-world.com/prophets/is7aq.asp"><span style="font-family: 'Arial Black'"><span style="font-size: 18px"><span style="color: #0000ff">بإسحاق</span></span></span></a><span style="font-family: 'Arial Black'"><span style="font-size: 18px">.</span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'Arial Black'"><span style="font-size: 18px">صكت العجوز وجهها تعجبا:</span></span></p> <p style="text-align: center"></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'Arial Black'"><span style="font-size: 18px"><span style="color: #ff0000">قَالَت يَا وَيْلَتَى أَأَلِدُ وَأَنَاْ عَجُوزٌ وَهَـذَا بَعْلِي شَيْخًا </span><span style="color: #ff0000">إِنَّ هَـذَا لَشَيْءٌ عَجِيبٌ </span>(72) (هود) </span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'Arial Black'"><span style="font-size: 18px">عاد أحد الملائكة يقول لها: </span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'Arial Black'"><span style="font-size: 18px"><span style="color: #ff0000">وَمِن وَرَاء إِسْحَقَ يَعْقُوبَ </span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'Arial Black'"><span style="font-size: 18px">جاشت المشاعر في قلب إبراهيم وزوجته. شف جو الحجرة وانسحب خوف إبراهيم واحتل قلبه نوع من أنواع الفرح الغريب المختلط. كانت زوجته العاقر تقف هي الأخرى وهي ترتجف. إن بشارة الملائكة تهز روحها هزا عميقا. إنها عجوز عقيم وزوجها شيخ كبير. كيف؟! كيف يمكن؟! </span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'Arial Black'"><span style="font-size: 18px">وسط هذا الجو الندي المضطرب تساءل إبراهيم: </span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'Arial Black'"><span style="font-size: 18px"><span style="color: #ff0000">أَبَشَّرْتُمُونِي عَلَى أَن مَّسَّنِيَ الْكِبَرُ فَبِمَ تُبَشِّرُونَ </span>(54) (الحجر) </span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'Arial Black'"><span style="font-size: 18px">أكان يريد أن يسمع البشارة مرة أخرى؟ أكان يريد أن يطمئن قلبه ويسمع للمرة الثانية منة الله عليه؟ أكان ما بنفسه شعورا بشريا يريد أن يستوثق؟ ويهتز بالفرح مرتين بدلا من مرة واحدة؟ أكد له الملائكة أنهم بشروه بالحق. </span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'Arial Black'"><span style="font-size: 18px"><span style="color: #ff0000">قَالُواْ بَشَّرْنَاكَ بِالْحَقِّ فَلاَ تَكُن مِّنَ الْقَانِطِينَ</span> (55) (الحجر) </span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'Arial Black'"><span style="font-size: 18px"><span style="color: #ff0000">قَالَ وَمَن يَقْنَطُ مِن رَّحْمَةِ رَبِّهِ إِلاَّ الضَّآلُّونَ </span>(56) (الحجر) </span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'Arial Black'"><span style="font-size: 18px">لم يفهم الملائكة إحساسه البشري، فنوه عن أن يكون من القانطين، وأفهمهم أنه ليس قانطا.. إنما هو الفرح. </span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'Arial Black'"><span style="font-size: 18px">لم تكن البشرى شيئا بسيطا في حياة إبراهيم وزوجته. لم يكن لإبراهيم غير ولد واحد هو </span></span><a href="http://alnoor-world.com/prophets/ismaiel.asp"><span style="font-family: 'Arial Black'"><span style="font-size: 18px"><span style="color: #0000ff">إسماعيل</span></span></span></a><span style="font-family: 'Arial Black'"><span style="font-size: 18px">، تركه هناك بعيدا في الجزيرة العربية. ولم تكن زوجته سارة قد أنجبت خلال عشرتها الطويلة لإبراهيم، وهي التي زوجته من جاريتها هاجر. ومن هاجر جاء </span></span><a href="http://alnoor-world.com/prophets/ismaiel.asp"><span style="font-family: 'Arial Black'"><span style="font-size: 18px"><span style="color: #0000ff">إسماعيل</span></span></span></a><span style="font-family: 'Arial Black'"><span style="font-size: 18px">. أما سارة، فلم يكن لها ولد. وكان حنينها إلى الولد عظيما، لم يطفئ مرور الأيام من توهجه. ثم دخلت شيخوختها واحتضر حلمها ومات. كانت تقول: إنها مشيئة الله عز وجل. </span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'Arial Black'"><span style="font-size: 18px">هكذا أراد الله لها. وهكذا أراد لزوجها. ثم ها هي ذي في مغيب العمر تتلقى البشارة. ستلد غلاما. ليس هذا فحسب، بشرتها الملائكة بأن ابنها سيكون له ولد تشهد مولده وتشهد حياته. لقد صبرت طويلا ثم يئست ثم نسيت. ثم يجيء جزاء الله مفاجأة تمحو هذا كله في لحظة. </span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'Arial Black'"><span style="font-size: 18px">فاضت دموعها وهي تقف. وأحس إبراهيم عليه الصلاة والسلام بإحساس محير. جاشت نفسه بمشاعر الرحمة والقرب، وعاد يحس بأنه إزاء نعمة لا يعرف كيف يوفيها حقها من الشكر. وخرّ إبراهيم ساجدا على وجهه. </span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'Arial Black'"><span style="font-size: 18px">انتهى الأمر واستقرت البشرى في ذهنيهما معا. نهض إبراهيم من سجوده وقد ذهب عنه خوفه، واطمأنت حيرته، وغادره الروع، وسكنت قلبه البشرى التي حملوها إليه. وتذكر أنهم أرسلوا إلى قوم </span></span><a href="http://alnoor-world.com/prophets/loo6.asp"><span style="font-family: 'Arial Black'"><span style="font-size: 18px"><span style="color: #0000ff">لوط</span></span></span></a><span style="font-family: 'Arial Black'"><span style="font-size: 18px">. </span></span><a href="http://alnoor-world.com/prophets/loo6.asp"><span style="font-family: 'Arial Black'"><span style="font-size: 18px"><span style="color: #0000ff">ولوط</span></span></span></a><span style="font-family: 'Arial Black'"><span style="font-size: 18px"> ابن أخيه النازح معه من مسقط رأسه، والساكن على مقربة منه. وإبراهيم يعرف معنى إرسال الملائكة إلى </span></span><a href="http://alnoor-world.com/prophets/loo6.asp"><span style="font-family: 'Arial Black'"><span style="font-size: 18px"><span style="color: #0000ff">لوط</span></span></span></a><span style="font-family: 'Arial Black'"><span style="font-size: 18px"> وقومه. هذا معناه وقوع عذاب مروع. وطبيعة إبراهيم الرحيمة الودودة لا تجعله يطيق هلاك قوم في تسليم. ربما رجع قوم </span></span><a href="http://alnoor-world.com/prophets/loo6.asp"><span style="font-family: 'Arial Black'"><span style="font-size: 18px"><span style="color: #0000ff">لوط</span></span></span></a><span style="font-family: 'Arial Black'"><span style="font-size: 18px"> وأقلعوا وأسلموا أجابوا رسولهم. </span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'Arial Black'"><span style="font-size: 18px">وبدأ إبراهيم يجادل الملائكة في قوم </span></span><a href="http://alnoor-world.com/prophets/loo6.asp"><span style="font-family: 'Arial Black'"><span style="font-size: 18px"><span style="color: #0000ff">لوط</span></span></span></a><span style="font-family: 'Arial Black'"><span style="font-size: 18px">. حدثهم عن احتمال إيمانهم ورجوعهم عن طريق الفجور، وأفهمه الملائكة أن هؤلاء قوم مجرمون. وأن مهمتهم هي إرسال حجارة من طين مسومة من عند ربك للمسرفين. وعاد إبراهيم، بعد أن سد الملائكة باب هذا الحوار، عاد يحدثهم عن المؤمنين من قوم </span></span><a href="http://alnoor-world.com/prophets/loo6.asp"><span style="font-family: 'Arial Black'"><span style="font-size: 18px"><span style="color: #0000ff">لوط</span></span></span></a><span style="font-family: 'Arial Black'"><span style="font-size: 18px">. فقالت الملائكة: نحن أعلم بمن فيها. ثم أفهموه أن الأمر قد قضي. وإن مشيئة الله تبارك وتعالى قد اقتضت نفاذ الأمر وهلاك قوم </span></span><a href="http://alnoor-world.com/prophets/loo6.asp"><span style="font-family: 'Arial Black'"><span style="font-size: 18px"><span style="color: #0000ff">لوط</span></span></span></a><span style="font-family: 'Arial Black'"><span style="font-size: 18px">. أفهموا إبراهيم أن عليه أن يعرض عن هذا الحوار. ليوفر حلمه ورحمته. لقد جاء أمر ربه. وتقرر عليهم (<span style="color: #ff0000">عَذَابٌ غَيْرُ مَرْدُودٍ</span>) عذاب لن يرده جدال إبراهيم. كانت كلمة الملائكة إيذانا بنهاية الجدال.. سكت إبراهيم. وتوجهت الملائكة لقوم </span></span><a href="http://alnoor-world.com/prophets/loo6.asp"><span style="font-family: 'Arial Black'"><span style="font-size: 18px"><span style="color: #0000ff">لوط</span></span></span></a><span style="font-family: 'Arial Black'"><span style="font-size: 18px"> عليه السلام.</span></span></p></blockquote><p></p>
[QUOTE="جعلاني ولي الفخر, post: 471681, member: 2363"] [CENTER][FONT=Arial Black][SIZE=5]لم يكن بيت الله قد أعيد بناؤه بعد، لم تكن الكعبة قد بنيت، وكانت هناك حكمة عليا في هذه التصرفات الغامضة، فقد كان إسماعيل الطفل الذي ترك مع أمه في هذا المكان، كان هذا الطفل هو الذي سيصير مسؤولا مع والده عن بناء الكعبة فيما بعد. وكانت حكمة الله تقضي أن يمتد العمران إلى هذا الوادي، وأن يقام فيه بيت الله الذي نتجه جميعا إليه أثناء الصلاة بوجوهنا. ترك إبراهيم زوجته وابنه الرضيع في الصحراء وعاد راجعا إلى كفاحه في دعوة الله. أرضعت أم إسماعيل ابنها وأحست بالعطش. كانت الشمس ملتهبة وساخنة وتثير الإحساس بالعطش. بعد يومين انتهى الماء تماما، وجف لبن الأم. وأحست هاجر وإسماعيل بالعطش.. كان الطعام قد انتهى هو الآخر. وبدا الموقف صعبا وحرجا للغاية. [B][COLOR=#0000ff]ماء زمزم:[/COLOR][/B] بدأ [/SIZE][/FONT][URL="http://alnoor-world.com/prophets/ismaiel.asp"][FONT=Arial Black][SIZE=5][COLOR=#0000ff]إسماعيل[/COLOR][/SIZE][/FONT][/URL][FONT=Arial Black][SIZE=5] يبكي من العطش. وتركته أمه وانطلقت تبحث عن ماء. راحت تمشي مسرعة حتى وصلت إلى جبل اسمه "الصفا". فصعدت إليه وراحت تبحث بهما عن بئر أو إنسان أو قافلة. لم يكن هناك شيء. ونزلت مسرعة من الصفا حتى إذا وصلت إلى الوادي راحت تسعى سعي الإنسان المجهد حتى جاوزت الوادي ووصلت إلى جبل "المروة"، فصعدت إليه ونظرت لترى أحدا لكنها لم تر أحدا. وعادت الأم إلى طفلها فوجدته يبكي وقد اشتد عطشه. وأسرعت إلى الصفا فوقفت عليه، وهرولت إلى المروة فنظرت من فوقه. وراحت تذهب وتجيء سبع مرات بين الجبلين الصغيرين. سبع مرات وهي تذهب وتعود. ولهذا يذهب الحجاج سبع مرات ويعودون بين الصفا والمروة إحياء لذكريات أمهم الأولى ونبيهم العظيم [/SIZE][/FONT][URL="http://alnoor-world.com/prophets/ismaiel.asp"][FONT=Arial Black][SIZE=5][COLOR=#0000ff]إسماعيل[/COLOR][/SIZE][/FONT][/URL][FONT=Arial Black][SIZE=5]. عادت هاجر بعد المرة السابعة وهي مجهدة متعبة تلهث. وجلست بجوار ابنها الذي كان صوته قد بح من البكاء والعطش. وفي هذه اللحظة اليائسة أدركتها رحمة الله، وضرب [/SIZE][/FONT][URL="http://alnoor-world.com/prophets/ismaiel.asp"][FONT=Arial Black][SIZE=5][COLOR=#0000ff]إسماعيل[/COLOR][/SIZE][/FONT][/URL][FONT=Arial Black][SIZE=5] بقدمه الأرض وهو يبكي فانفجرت تحت قدمه بئر زمزم. وفار الماء من البئر. أنقذت حياتا الطفل والأم. راحت الأم تغرف بيدها وهي تشكر الله. وشربت وسقت طفلها وبدأت الحياة تدب في المنطقة. صدق ظنها حين قالت: لن نضيع ما دام الله معنا. وبدأت بعض القوافل تستقر في المنطقة. وجذب الماء الذي انفجر من بئر زمزم عديدا من الناس. وبدأ العمران يبسط أجنحته على المكان.[/SIZE][/FONT] [FONT=Arial Black][SIZE=5][B][COLOR=#0000ff]الأمر بذبح إسماعيل عليه السلام:[/COLOR][/B] كبر [/SIZE][/FONT][URL="http://alnoor-world.com/prophets/ismaiel.asp"][FONT=Arial Black][SIZE=5][COLOR=#0000ff]إسماعيل[/COLOR][/SIZE][/FONT][/URL][FONT=Arial Black][SIZE=5].. وتعلق به قلب إبراهيم.. جاءه العقب على كبر فأحبه.. وابتلى الله تعالى إبراهيم بلاء عظيما بسبب هذا الحب. فقد رأى إبراهيم عليه السلام في المنام أنه يذبح ابنه الوحيد [/SIZE][/FONT][URL="http://alnoor-world.com/prophets/ismaiel.asp"][FONT=Arial Black][SIZE=5][COLOR=#0000ff]إسماعيل[/COLOR][/SIZE][/FONT][/URL][FONT=Arial Black][SIZE=5]. وإبراهيم يعمل أن رؤيا الأنبياء وحي. انظر كيف يختبر الله عباده. تأمل أي نوع من أنواع الاختبار. نحن أمام نبي قلبه أرحم قلب في الأرض. اتسع قلبه لحب الله وحب من خلق. جاءه ابن على كبر.. وقد طعن هو في السن ولا أمل هناك في أن ينجب. ثم ها هو ذا يستسلم للنوم فيرى في المنام أنه يذبح ابنه وبكره ووحيده الذي ليس له غيره. [/SIZE][/FONT] [FONT=Arial Black][SIZE=5]أي نوع من الصراع نشب في نفسه. يخطئ من يظن أن صراعا لم ينشأ قط. لا يكون بلاء مبينا هذا الموقف الذي يخلو من الصراع. نشب الصراع في نفس إبراهيم.. صراع أثارته عاطفة الأبوة الحانية. لكن إبراهيم لم يسأل عن السبب وراء ذبح ابنه. فليس إبراهيم من يسأل ربه عن أوامره. فكر إبراهيم في ولده.. ماذا يقول عنه إذا أرقده على الأرض ليذبحه.. الأفضل أن يقول لولده ليكون ذلك أطيب لقلبه وأهون عليه من أن يأخذه قهرا ويذبحه قهرا. هذا أفضل.. انتهى الأمر وذهب إلى ولده ([COLOR=#ff0000]قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَى[/COLOR]). انظر إلى تلطفه في إبلاغ ولده، وترك الأمر لينظر فيه الابن بالطاعة.. إن الأمر مقضي في نظر إبراهيم لأنه وحي من ربه.. فماذا يرى الابن الكريم في ذلك؟ أجاب [/SIZE][/FONT][URL="http://alnoor-world.com/prophets/ismaiel.asp"][FONT=Arial Black][SIZE=5][COLOR=#0000ff]إسماعيل[/COLOR][/SIZE][/FONT][/URL][FONT=Arial Black][SIZE=5]: هذا أمر يا أبي فبادر بتنفيذه ([COLOR=#ff0000]يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ[/COLOR]). تأمل رد الابن.. إنسان يعرف أنه سيذبح فيمتثل للأمر الإلهي ويقدم المشيئة ويطمئن والده أنه سيجده ([COLOR=#ff0000]إِن شَاء اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ[/COLOR]). هو الصبر على أي حال وعلى كل حال.. وربما استعذب الابن أن يموت ذبحا بأمر من الله.. ها هو ذا إبراهيم يكتشف أن ابنه ينافسه في حب الله. لا نعرف أي مشاعر جاشت في نفس إبراهيم بعد استسلام ابنه الصابر. ينقلنا الحق نقلة خاطفة فإذا [/SIZE][/FONT][URL="http://alnoor-world.com/prophets/ismaiel.asp"][FONT=Arial Black][SIZE=5][COLOR=#0000ff]إسماعيل[/COLOR][/SIZE][/FONT][/URL][FONT=Arial Black][SIZE=5] راقد على الأرض، وجهه في الأرض رحمة به كيلا يرى نفسه وهو يذبح. وإذا إبراهيم يرفع يده بالسكين.. وإذا أمر الله مطاع. ([COLOR=#ff0000]فَلَمَّا أَسْلَمَا[/COLOR]) استخدم القرآن هذا التعبير.. ([COLOR=#ff0000]فَلَمَّا أَسْلَمَا[/COLOR]) هذا هو الإسلام الحقيقي.. تعطي كل شيء، فلا يتبقى منك شيء. عندئذ فقط.. وفي اللحظة التي كان السكين فيها يتهيأ لإمضاء أمره.. نادى الله إبراهيم.. انتهى اختباره، وفدى الله [/SIZE][/FONT][URL="http://alnoor-world.com/prophets/ismaiel.asp"][FONT=Arial Black][SIZE=5][COLOR=#0000ff]إسماعيل[/COLOR][/SIZE][/FONT][/URL][FONT=Arial Black][SIZE=5] بذبح عظيم - وصار اليوم عيدا لقوم لم يولدوا بعد، هم المسلمون. صارت هذه اللحظات عيدا للمسلمين. عيدا يذكرهم بمعنى الإسلام الحقيقي الذي كان عليه إبراهيم [/SIZE][/FONT][URL="http://alnoor-world.com/prophets/ismaiel.asp"][FONT=Arial Black][SIZE=5][COLOR=#0000ff]وإسماعيل[/COLOR][/SIZE][/FONT][/URL][FONT=Arial Black][SIZE=5]. ومضت قصة إبراهيم. ترك ولده [/SIZE][/FONT][URL="http://alnoor-world.com/prophets/ismaiel.asp"][FONT=Arial Black][SIZE=5][COLOR=#0000ff]إسماعيل[/COLOR][/SIZE][/FONT][/URL][FONT=Arial Black][SIZE=5] وعاد يضرب في أرض الله داعيا إليه، خليلا له وحده. ومرت الأيام. كان إبراهيم قد هاجر من أرض الكلدانيين مسقط رأسه في العراق وعبر الأردن وسكن في أرض كنعان في البادية. ولم يكن إبراهيم ينسى خلال دعوته إلى الله أن يسأل عن أخبار لوط مع قومه، وكان لوط أول من آمن به، وقد أثابه الله بأن بعثه نبيا إلى قوم من الفاجرين العصاة. [B][COLOR=#0000ff]البشرى بإسحاق:[/COLOR][/B] كان إبراهيم جالس لوحده. في هذه اللحظة، هبطت على الأرض أقدام ثلاثة من الملائكة: جبريل وإسرافيل وميكائيل. يتشكلون في صور بشرية من الجمال الخارق. ساروا صامتين. مهمتهم مزودجة. المرور على إبراهيم وتبشيره. ثم زيارة قوم لوط ووضع حد لجرائمهم. سار الملائكة الثلاثة قليلا. ألقى أحدهم حصاة أمام إبراهيم. رفع إبراهيم رأسه.. تأمل وجوههم.. لا يعرف أحدا فيهم. بادروه بالتحية. قالوا: سلاما. قال: سلام. نهض إبراهيم ورحب بهم. أدخلهم بيته وهو يظن أنهم ضيوف وغرباء. أجلسهم واطمأن أنهم قد اطمأنوا، ثم استأذن وخرج. راغ إلى أهله. نهضت زوجته سارة حين دخل عليها. كانت عجوزا قد ابيض شعرها ولم يعد يتوهج بالشباب فيها غير وميض الإيمان الذي يطل من عينيها. قال إبراهيم لزوجته: زارنا ثلاثة غرباء. سألته: من يكونون؟ قال: لا أعرف أحدا فيهم. وجوه غريبة على المكان. لا ريب أنهم من مكان بعيد، غير أن ملابسهم لا تشي بالسفر الطويل. أي طعام جاهز لدينا؟ قالت: نصف شاة. قال وهو يهم بالانصراف: نصف شاة.. اذبحي لهم عجلا سمينا. هم ضيوف وغرباء. ليست معهم دواب أو أحمال أو طعام. ربما كانوا جوعى وربما كانوا فقراء. اختار إبراهيم عجلا سمينا وأمر بذبحه، فذكروا عليه اسم الله وذبحوه. وبدأ شواء العجل على الحجارة الساخنة. وأعدت المائدة. ودعا إبراهيم ضيوفه إلى الطعام. أشار إبراهيم بيده أن يتفضلوا باسم الله، وبدأ هو يأكل ليشجعهم. كان إبراهيم كريما يعرف أن الله لا يتخلى عن الكرماء وربما لم يكن في بيته غير هذا العجل، وضيوفه ثلاثة ونصف شاة يكفيهم ويزيد، غير أنه كان سيدا عظيم الكرم. راح إبراهيم يأكل ثم استرق النظر إلى ضيوفه ليطمئن أنهم يأكلون. لاحظ أن أحدا لا يمد يده إلى الطعام. قرب إليهم الطعام وقال: ألا تأكلون؟ عاد إلى طعامه ثم اختلس إليهم نظرة فوجدهم لا يأكلون.. رأى أيديهم لا تصل إلى الطعام. عندئذ ([COLOR=#ff0000]أَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً[/COLOR]). في تقاليد البادية التي عاش فيها إبراهيم، كان معنى امتناع الضيوف عن الأكل أنهم يقصدون شرا بصاحب البيت. ولاحظ إبراهيم بينه وبين نفسه أكثر من ملاحظة تؤيد غرابة ضيوفه. لاحظ أنهم دخلوا عليه فجأة. لم يرهم إلا وهم عند رأسه. لم يكن معهم دواب تحملهم، لم تكن معهم أحمال. وجوههم غريبة تماما عليه. كانوا مسافرين وليس عليهم أثر لتراب السفر. ثم ها هو ذا يدعوهم إلى طعامه فيجلسون إلى المائدة ولا يأكلون. ازداد خوف إبراهيم. كان الملائكة يقرءون أفكاره التي تدور في نفسه، دون أن يشي بها وجهه. قال له أحد الملائكة: ([COLOR=#ff0000]لاَ تَخَفْ[/COLOR]). رفع إبراهيم رأسه وقال بصدق عظيم وبراءة: اعترف إنني خائف. لقد دعوتكم إلى الطعام ورحبت بكم، ولكنكم لا تمدون أيديكم إليه.. هل تنوون بي شرا؟ ابتسم أحد الملائكة وقال: نحن لا نأكل يا إبراهيم.. نحن ملائكة الله.. وقد ([COLOR=#ff0000]أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمِ لُوطٍ[/COLOR])[/SIZE][/FONT] [FONT=Arial Black][SIZE=5]ضحكت زوجة إبراهيم.. كانت قائمة تتابع الحوار بين زوجها وبينهم، فضحكت. [/SIZE][/FONT] [FONT=Arial Black][SIZE=5]التفت إليها أحد الملائكة وبشرها [/SIZE][/FONT][URL="http://alnoor-world.com/prophets/is7aq.asp"][FONT=Arial Black][SIZE=5][COLOR=#0000ff]بإسحاق[/COLOR][/SIZE][/FONT][/URL][FONT=Arial Black][SIZE=5]. صكت العجوز وجهها تعجبا:[/SIZE][/FONT] [FONT=Arial Black][SIZE=5][COLOR=#ff0000]قَالَت يَا وَيْلَتَى أَأَلِدُ وَأَنَاْ عَجُوزٌ وَهَـذَا بَعْلِي شَيْخًا [/COLOR][COLOR=#ff0000]إِنَّ هَـذَا لَشَيْءٌ عَجِيبٌ [/COLOR](72) (هود) عاد أحد الملائكة يقول لها: [COLOR=#ff0000]وَمِن وَرَاء إِسْحَقَ يَعْقُوبَ [/COLOR] جاشت المشاعر في قلب إبراهيم وزوجته. شف جو الحجرة وانسحب خوف إبراهيم واحتل قلبه نوع من أنواع الفرح الغريب المختلط. كانت زوجته العاقر تقف هي الأخرى وهي ترتجف. إن بشارة الملائكة تهز روحها هزا عميقا. إنها عجوز عقيم وزوجها شيخ كبير. كيف؟! كيف يمكن؟! وسط هذا الجو الندي المضطرب تساءل إبراهيم: [COLOR=#ff0000]أَبَشَّرْتُمُونِي عَلَى أَن مَّسَّنِيَ الْكِبَرُ فَبِمَ تُبَشِّرُونَ [/COLOR](54) (الحجر) أكان يريد أن يسمع البشارة مرة أخرى؟ أكان يريد أن يطمئن قلبه ويسمع للمرة الثانية منة الله عليه؟ أكان ما بنفسه شعورا بشريا يريد أن يستوثق؟ ويهتز بالفرح مرتين بدلا من مرة واحدة؟ أكد له الملائكة أنهم بشروه بالحق. [COLOR=#ff0000]قَالُواْ بَشَّرْنَاكَ بِالْحَقِّ فَلاَ تَكُن مِّنَ الْقَانِطِينَ[/COLOR] (55) (الحجر) [COLOR=#ff0000]قَالَ وَمَن يَقْنَطُ مِن رَّحْمَةِ رَبِّهِ إِلاَّ الضَّآلُّونَ [/COLOR](56) (الحجر) لم يفهم الملائكة إحساسه البشري، فنوه عن أن يكون من القانطين، وأفهمهم أنه ليس قانطا.. إنما هو الفرح. لم تكن البشرى شيئا بسيطا في حياة إبراهيم وزوجته. لم يكن لإبراهيم غير ولد واحد هو [/SIZE][/FONT][URL="http://alnoor-world.com/prophets/ismaiel.asp"][FONT=Arial Black][SIZE=5][COLOR=#0000ff]إسماعيل[/COLOR][/SIZE][/FONT][/URL][FONT=Arial Black][SIZE=5]، تركه هناك بعيدا في الجزيرة العربية. ولم تكن زوجته سارة قد أنجبت خلال عشرتها الطويلة لإبراهيم، وهي التي زوجته من جاريتها هاجر. ومن هاجر جاء [/SIZE][/FONT][URL="http://alnoor-world.com/prophets/ismaiel.asp"][FONT=Arial Black][SIZE=5][COLOR=#0000ff]إسماعيل[/COLOR][/SIZE][/FONT][/URL][FONT=Arial Black][SIZE=5]. أما سارة، فلم يكن لها ولد. وكان حنينها إلى الولد عظيما، لم يطفئ مرور الأيام من توهجه. ثم دخلت شيخوختها واحتضر حلمها ومات. كانت تقول: إنها مشيئة الله عز وجل. هكذا أراد الله لها. وهكذا أراد لزوجها. ثم ها هي ذي في مغيب العمر تتلقى البشارة. ستلد غلاما. ليس هذا فحسب، بشرتها الملائكة بأن ابنها سيكون له ولد تشهد مولده وتشهد حياته. لقد صبرت طويلا ثم يئست ثم نسيت. ثم يجيء جزاء الله مفاجأة تمحو هذا كله في لحظة. فاضت دموعها وهي تقف. وأحس إبراهيم عليه الصلاة والسلام بإحساس محير. جاشت نفسه بمشاعر الرحمة والقرب، وعاد يحس بأنه إزاء نعمة لا يعرف كيف يوفيها حقها من الشكر. وخرّ إبراهيم ساجدا على وجهه. انتهى الأمر واستقرت البشرى في ذهنيهما معا. نهض إبراهيم من سجوده وقد ذهب عنه خوفه، واطمأنت حيرته، وغادره الروع، وسكنت قلبه البشرى التي حملوها إليه. وتذكر أنهم أرسلوا إلى قوم [/SIZE][/FONT][URL="http://alnoor-world.com/prophets/loo6.asp"][FONT=Arial Black][SIZE=5][COLOR=#0000ff]لوط[/COLOR][/SIZE][/FONT][/URL][FONT=Arial Black][SIZE=5]. [/SIZE][/FONT][URL="http://alnoor-world.com/prophets/loo6.asp"][FONT=Arial Black][SIZE=5][COLOR=#0000ff]ولوط[/COLOR][/SIZE][/FONT][/URL][FONT=Arial Black][SIZE=5] ابن أخيه النازح معه من مسقط رأسه، والساكن على مقربة منه. وإبراهيم يعرف معنى إرسال الملائكة إلى [/SIZE][/FONT][URL="http://alnoor-world.com/prophets/loo6.asp"][FONT=Arial Black][SIZE=5][COLOR=#0000ff]لوط[/COLOR][/SIZE][/FONT][/URL][FONT=Arial Black][SIZE=5] وقومه. هذا معناه وقوع عذاب مروع. وطبيعة إبراهيم الرحيمة الودودة لا تجعله يطيق هلاك قوم في تسليم. ربما رجع قوم [/SIZE][/FONT][URL="http://alnoor-world.com/prophets/loo6.asp"][FONT=Arial Black][SIZE=5][COLOR=#0000ff]لوط[/COLOR][/SIZE][/FONT][/URL][FONT=Arial Black][SIZE=5] وأقلعوا وأسلموا أجابوا رسولهم. [/SIZE][/FONT] [FONT=Arial Black][SIZE=5]وبدأ إبراهيم يجادل الملائكة في قوم [/SIZE][/FONT][URL="http://alnoor-world.com/prophets/loo6.asp"][FONT=Arial Black][SIZE=5][COLOR=#0000ff]لوط[/COLOR][/SIZE][/FONT][/URL][FONT=Arial Black][SIZE=5]. حدثهم عن احتمال إيمانهم ورجوعهم عن طريق الفجور، وأفهمه الملائكة أن هؤلاء قوم مجرمون. وأن مهمتهم هي إرسال حجارة من طين مسومة من عند ربك للمسرفين. وعاد إبراهيم، بعد أن سد الملائكة باب هذا الحوار، عاد يحدثهم عن المؤمنين من قوم [/SIZE][/FONT][URL="http://alnoor-world.com/prophets/loo6.asp"][FONT=Arial Black][SIZE=5][COLOR=#0000ff]لوط[/COLOR][/SIZE][/FONT][/URL][FONT=Arial Black][SIZE=5]. فقالت الملائكة: نحن أعلم بمن فيها. ثم أفهموه أن الأمر قد قضي. وإن مشيئة الله تبارك وتعالى قد اقتضت نفاذ الأمر وهلاك قوم [/SIZE][/FONT][URL="http://alnoor-world.com/prophets/loo6.asp"][FONT=Arial Black][SIZE=5][COLOR=#0000ff]لوط[/COLOR][/SIZE][/FONT][/URL][FONT=Arial Black][SIZE=5]. أفهموا إبراهيم أن عليه أن يعرض عن هذا الحوار. ليوفر حلمه ورحمته. لقد جاء أمر ربه. وتقرر عليهم ([COLOR=#ff0000]عَذَابٌ غَيْرُ مَرْدُودٍ[/COLOR]) عذاب لن يرده جدال إبراهيم. كانت كلمة الملائكة إيذانا بنهاية الجدال.. سكت إبراهيم. وتوجهت الملائكة لقوم [/SIZE][/FONT][URL="http://alnoor-world.com/prophets/loo6.asp"][FONT=Arial Black][SIZE=5][COLOR=#0000ff]لوط[/COLOR][/SIZE][/FONT][/URL][FONT=Arial Black][SIZE=5] عليه السلام.[/SIZE][/FONT][/CENTER] [/QUOTE]
الإسم
التحقق
رد
الرئيسية
المنتديات
,, البُريمِي الأَدَبِيـَة ,,
,, البُريمِي لِلقِصَص والرِوَايات ,,
(احســن القصص) .. سلسله قصصيه متجدده ..
أعلى