الرئيسية
المنتديات
المشاركات الجديدة
بحث بالمنتديات
ما الجديد
المشاركات الجديدة
جديد مشاركات الحائط
آخر نشاط
الأعضاء
الزوار الحاليين
مشاركات الحائط الجديدة
البحث عن مشاركات الملف الشخصي
تسجيل الدخول
تسجيل
ما الجديد
البحث
البحث
بحث بالعناوين فقط
بواسطة:
المشاركات الجديدة
بحث بالمنتديات
قائمة
تسجيل الدخول
تسجيل
Install the app
تثبيت
الرئيسية
المنتديات
,, البُريمِي الأَدَبِيـَة ,,
,, البُريمِي لِلقِصَص والرِوَايات ,,
(احســن القصص) .. سلسله قصصيه متجدده ..
تم تعطيل الجافا سكربت. للحصول على تجربة أفضل، الرجاء تمكين الجافا سكربت في المتصفح الخاص بك قبل المتابعة.
أنت تستخدم أحد المتصفحات القديمة. قد لا يتم عرض هذا الموقع أو المواقع الأخرى بشكل صحيح.
يجب عليك ترقية متصفحك أو استخدام
أحد المتصفحات البديلة
.
الرد على الموضوع
الرسالة
<blockquote data-quote="جعلاني ولي الفخر" data-source="post: 465942" data-attributes="member: 2363"><p style="text-align: center"><span style="font-size: 22px"><span style="font-family: 'Arial Black'"><strong><span style="color: #0000ff">مواجهة عبدة الأصنام:</span></strong></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 22px"><span style="font-family: 'Arial Black'"></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 22px"><span style="font-family: 'Arial Black'">خرج إبراهيم على قومه بدعوته. قال بحسم غاضب وغيرة على الحق: </span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 22px"><span style="font-family: 'Arial Black'"><span style="color: #ff0000">إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا هَذِهِ التَّمَاثِيلُ الَّتِي أَنتُمْ لَهَا عَاكِفُونَ </span><span style="color: #000000">(52)</span><span style="color: #ff0000"> قَالُوا وَجَدْنَا آبَاءنَا لَهَا عَابِدِينَ </span><span style="color: #000000">(53)</span><span style="color: #ff0000"> قَالَ لَقَدْ كُنتُمْ أَنتُمْ وَآبَاؤُكُمْ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ </span><span style="color: #000000">(54)</span><span style="color: #ff0000"> قَالُوا أَجِئْتَنَا بِالْحَقِّ أَمْ أَنتَ مِنَ اللَّاعِبِينَ </span><span style="color: #000000">(55)</span><span style="color: #ff0000"> قَالَ بَل رَّبُّكُمْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الَّذِي فَطَرَهُنَّ وَأَنَا عَلَى ذَلِكُم مِّنَ الشَّاهِدِينَ</span> <span style="color: #000000">(56) (الأنبياء)</span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 22px"><span style="font-family: 'Arial Black'">انتهى الأمر وبدأ الصراع بين إبراهيم وقومه.. كان أشدهم ذهولا وغضبا هو أباه أو عمه الذي رباه كأب.. واشتبك الأب والابن في الصراع. فصلت بينهما المبادئ فاختلفا.. الابن يقف مع الله، والأب يقف مع الباطل. </span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 22px"><span style="font-family: 'Arial Black'">قال الأب لابنه: مصيبتي فيك كبيرة يا إبراهيم.. لقد خذلتني وأسأت إلي. </span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 22px"><span style="font-family: 'Arial Black'">قال إبراهيم: </span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 22px"><span style="font-family: 'Arial Black'"><span style="color: #ff0000">يَا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لَا يَسْمَعُ وَلَا يُبْصِرُ وَلَا يُغْنِي عَنكَ شَيْئًا </span><span style="color: #000000">(42)</span><span style="color: #ff0000"> يَا أَبَتِ إِنِّي قَدْ جَاءنِي مِنَ الْعِلْمِ مَا لَمْ يَأْتِكَ فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ صِرَاطًا سَوِيًّا </span><span style="color: #000000">(43)</span><span style="color: #ff0000"> يَا أَبَتِ لَا تَعْبُدِ الشَّيْطَانَ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلرَّحْمَنِ عَصِيًّا </span><span style="color: #000000">(44)</span><span style="color: #ff0000"> يَا أَبَتِ إِنِّي أَخَافُ أَن يَمَسَّكَ عَذَابٌ مِّنَ الرَّحْمَن فَتَكُونَ لِلشَّيْطَانِ وَلِيًّا</span> <span style="color: #000000">(45) (مريم)</span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 22px"><span style="font-family: 'Arial Black'">انتفض الأب واقفا وهو يرتعش من الغضب. قال لإبراهيم وهو ثائر إذا لم تتوقف عن دعوتك هذه فسوف أرجمك، سأقتلك ضربا بالحجارة. هذا جزاء من يقف ضد الآلهة.. اخرج من بيتي.. لا أريد أن أراك.. اخرج. </span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 22px"><span style="font-family: 'Arial Black'">انتهى الأمر وأسفر الصراع عن طرد إبراهيم من بيته. كما أسفر عن تهديده بالقتل رميا بالحجارة. رغم ذلك تصرف إبراهيم كابن بار ونبي كريم. خاطب أباه بأدب الأنبياء. قال لأبيه ردا على الإهانات والتجريح والطرد والتهديد بالقتل:</span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 22px"><span style="font-family: 'Arial Black'"></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 22px"><span style="font-family: 'Arial Black'"><span style="color: #ff0000">قَالَ سَلَامٌ عَلَيْكَ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي إِنَّهُ كَانَ بِي حَفِيًّا </span><span style="color: #000000">(47)</span><span style="color: #ff0000"> وَأَعْتَزِلُكُمْ وَمَا تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ وَأَدْعُو رَبِّي عَسَى أَلَّا أَكُونَ بِدُعَاء رَبِّي شَقِيًّا</span> <span style="color: #000000">(48) (مريم)</span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 22px"><span style="font-family: 'Arial Black'">وخرج إبراهيم من بيت أبيه. هجر قومه وما يعبدون من دون الله. وقرر في نفسه أمرا. كان يعرف أن هناك احتفالا عظيما يقام على الضفة الأخرى من النهر، وينصرف الناس جميعا إليه. وانتظر حتى جاء الاحتفال وخلت المدينة التي يعيش فيها من الناس. </span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 22px"><span style="font-family: 'Arial Black'">وخرج إبراهيم حذرا وهو يقصد بخطاه المعبد. كانت الشوارع المؤدية إلى المعبد خالية. وكان المعبد نفسه مهجورا. انتقل كل الناس إلى الاحتفال. دخل إبراهيم المعبد ومعه فأس حادة. نظر إلى تماثيل الآلهة المنحوتة من الصخر والخشب. نظر إلى الطعام الذي وضعه الناس أمامها كنذور وهدايا. اقترب إبراهيم من التماثيل وسألهم: (<span style="color: #ff0000">أَلَا تَأْكُلُونَ</span>) كان يسخر منهم ويعرف أنهم لا يأكلون. وعاد يسأل التماثيل: (<span style="color: #ff0000">مَا لَكُمْ لَا تَنطِقُونَ</span>) ثم هوى بفأسه على الآلهة. </span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 22px"><span style="font-family: 'Arial Black'"></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 22px"><span style="font-family: 'Arial Black'">وتحولت الآلهة المعبودة إلى قطع صغيرة من الحجارة والأخشاب المهشمة.. إلا كبير الأصنام فقد تركه إبراهيم (<span style="color: #ff0000">لَّهُمْ لَعَلَّهُمْ إِلَيْهِ يَرْجِعُونَ</span>) فيسألونه كيف وقعت الواقعة وهو حاضر فلم يدفع عن صغار الآلهة! ولعلهم حينئذ يراجعون القضية كلها، فيرجعون إلى صوابهم.</span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 22px"><span style="font-family: 'Arial Black'">إلا أن قوم إبراهيم الذين عطّلت الخرافة عقولهم عن التفكير، وغلّ التقليد أفكارهم عن التأمل والتدبر. لم يسألوا أنفسهم: إن كانت هذه آلهة فكيف وقع لها ما وقع دون أن تدفع عن أنفسها شيئا؟! وهذا كبيرها كيف لم يدفع عنها؟! وبدلا من ذلك (<span style="color: #ff0000">قَالُوا مَن فَعَلَ هَذَا بِآلِهَتِنَا إِنَّهُ لَمِنَ الظَّالِمِينَ</span>).</span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 22px"><span style="font-family: 'Arial Black'">عندئذ تذكر الذين سمعوا إبراهيم ينكر على أبيه ومن معه عبادة التماثيل، ويتوعدهم أن يكيد لآلهتهم بعد انصرافهم عنها!</span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 22px"><span style="font-family: 'Arial Black'">فأحضروا إبراهيم عليه السلام، وتجمّع الناس، وسألوه (<span style="color: #ff0000">أَأَنتَ فَعَلْتَ هَذَا بِآلِهَتِنَا يَا إِبْرَاهِيمُ</span>)؟ فأجابهم إبراهيم (<span style="color: #ff0000">بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا فَاسْأَلُوهُمْ إِن كَانُوا يَنطِقُونَ</span>) والتهكم واضح في هذا الجواب الساخر. فلا داعي لتسمية هذه كذبة من إبراهيم -عليه السلام- والبحث عن تعليلها بشتى العلل التي اختلف عليها المفسرون. فالأمر أيسر من هذا بكثير! إنما أراد أن يقول لهم: إن هذه التماثيل لا تدري من حطمها إن كنت أنا أم هذا الصنم الكبير الذي لا يملك مثلها حراكا. فهي جماد لا إدراك له أصلا. وأنتم كذلك مثلها مسلوبو الإدراك لا تميزون بين الجائز والمستحيل. فلا تعرفون إن كنت أنا الذي حطمتها أم أن هذا التمثال هو الذي حطمها!</span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 22px"><span style="font-family: 'Arial Black'">ويبدو أن هذا التهكم الساخر قد هزهم هزا، وردهم إلى شيء من التدبر التفكر: </span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 22px"><span style="font-family: 'Arial Black'"><span style="color: #ff0000">فَرَجَعُوا إِلَى أَنفُسِهِمْ فَقَالُوا إِنَّكُمْ أَنتُمُ الظَّالِمُونَ</span> <span style="color: #000000">(64) (الأنبياء)</span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 22px"><span style="font-family: 'Arial Black'"><strong>وكانت بادرة خير أن يستشعروا ما في موقفهم من سخف، وما في عبادتهم لهذه التماثيل من ظلم. وأن تتفتح بصيرتهم لأول مرة فيتدبروا ذلك السخف الذي يأخذون به أنفسهم، وذلك الظلم الذي هم فيه سادرون. ولكنها لم تكن إلا ومضة واحدة أعقبها الظلام، وإلا خفقة واحدة عادت بعدها قلوبهم إلى الخمود:</strong> </span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 22px"><span style="font-family: 'Arial Black'"><span style="color: #ff0000"><strong>ثُمَّ نُكِسُوا عَلَى رُؤُوسِهِمْ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا هَؤُلَاء يَنطِقُونَ </strong></span><span style="color: #000000">(65) (الأنبياء)</span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 22px"><span style="font-family: 'Arial Black'"></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 22px"><span style="font-family: 'Arial Black'"><strong>وحقا كانت الأولى رجعة إلى النفوس، وكانت الثانية نكسة على الرؤوس؛ كما يقول التعبير القرآني المصور العجيب.. كانت الأولى حركة في النفس للنظر والتدبر. أما الثانية فكانت انقلابا على الرأس فلا عقل ولا تفكير. وإلا فإن قولهم هذا الأخير هو الحجة عليهم. وأية حجة لإبراهيم أقوى من أن هؤلاء لا ينطقون؟</strong></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 22px"><span style="font-family: 'Arial Black'"></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 22px"><span style="font-family: 'Arial Black'"><strong>ومن ثم يجيبهم بعنف وضيق على غير عادته وهو الصبور الحليم. لأن السخف هنا يجاوز صبر الحليم:</strong></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 22px"><span style="font-family: 'Arial Black'"></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 22px"><span style="font-family: 'Arial Black'"><strong><span style="color: #ff0000">قَالَ أَفَتَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنفَعُكُمْ شَيْئًا وَلَا يَضُرُّكُمْ </span><span style="color: #000000">(66)</span><span style="color: #ff0000"> أُفٍّ لَّكُمْ وَلِمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ </span></strong><span style="color: #000000">(67) (الأنبياء)</span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 22px"><span style="font-family: 'Arial Black'"></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 22px"><span style="font-family: 'Arial Black'"><strong><span style="color: #000000">وهي قولة يظهر فيها ضيق الصدرن وغيظ النفس، والعجب من السخف الذي يتجاوز كل مألوف.</span></strong></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 22px"><span style="font-family: 'Arial Black'"></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 22px"><span style="font-family: 'Arial Black'"><strong>عند ذلك أخذتهم العزة بالإثم كما تأخذ الطغاة دائما حين يفقدون الحجة ويعوزهم الدليل، فيلجأون إلى القوة الغاشمة والعذاب الغليظ:</strong></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 22px"><span style="font-family: 'Arial Black'"></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 22px"><span style="font-family: 'Arial Black'"><strong><span style="color: #ff0000">قَالُوا حَرِّقُوهُ وَانصُرُوا آلِهَتَكُمْ إِن كُنتُمْ فَاعِلِينَ </span></strong><span style="color: #000000">(68) (الأنبياء)</span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 22px"><span style="font-family: 'Arial Black'"></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 22px"><span style="font-family: 'Arial Black'"><span style="color: #0000ff"><strong>نجاة إبراهيم عليه السلام من النار:</strong></span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 22px"><span style="font-family: 'Arial Black'">وفعلا.. بدأ الاستعداد لإحراق إبراهيم. انتشر النبأ في المملكة كلها. وجاء الناس من القرى والجبال والمدن ليشهدوا عقاب الذي تجرأ على الآلهة وحطمها واعترف بذلك وسخر من الكهنة. وحفروا حفرة عظيمة ملئوها بالحطب والخشب والأشجار. وأشعلوا فيها النار. وأحضروا المنجنيق وهو آلة جبارة ليقذفوا إبراهيم فيها فيسقط في حفرة النار.. ووضعوا إبراهيم بعد أن قيدوا يديه وقدميه في المنجنيق. واشتعلت النار في الحفرة وتصاعد اللهب إلى السماء. وكان الناس يقفون بعيدا عن الحفرة من فرط الحرارة اللاهبة. وأصدر كبير الكهنة أمره بإطلاق إبراهيم في النار. </span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 22px"><span style="font-family: 'Arial Black'">جاء جبريل عليه السلام ووقف عند رأس إبراهيم وسأله: يا إبراهيم.. ألك حاجة؟</span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 22px"><span style="font-family: 'Arial Black'"></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 22px"><span style="font-family: 'Arial Black'">قال إبراهيم: أما إليك فلا.</span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 22px"><span style="font-family: 'Arial Black'"></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 22px"><span style="font-family: 'Arial Black'">انطلق المنجنيق ملقيا إبراهيم في حفرة النار. كانت النار موجودة في مكانها، ولكنها لم تكن تمارس وظيفتها في الإحراق. فقد أصدر الله جل جلاله إلى النار أمره بأن تكون (<span style="color: #ff0000">بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ</span>). أحرقت النار قيوده فقط. وجلس إبراهيم وسطها كأنه يجلس وسط حديقة. كان يسبّح بحمد ربه ويمجّده. لم يكن في قلبه مكان خال يمكن أن يمتلئ بالخوف أو الرهبة أو الجزع. كان القلب مليئا بالحب وحده. ومات الخوف. وتلاشت الرهبة. واستحالت النار إلى سلام بارد يلطف عنه حرارة الجو. </span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 22px"><span style="font-family: 'Arial Black'"></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 22px"><span style="font-family: 'Arial Black'">جلس الكهنة والناس يرقبون النار من بعيد. كانت حرارتها تصل إليهم على الرغم من بعدهم عنها. وظلت النار تشتعل فترة طويلة حتى ظن الكافرون أنها لن تنطفئ أبدا. فلما انطفأت فوجئوا بإبراهيم يخرج من الحفرة سليما كما دخل. ووجهه يتلألأ بالنور والجلال. وثيابه كما هي لم تحترق. وليس عليه أي أثر للدخان أو الحريق.</span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 22px"><span style="font-family: 'Arial Black'"></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 22px"><span style="font-family: 'Arial Black'">خرج إبراهيم من النار كما لو كان يخرج من حديقة. وتصاعدت صيحات الدهشة الكافرة. خسروا جولتهم خسارة مريرة وساخرة.</span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 22px"><span style="font-family: 'Arial Black'"></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 22px"><span style="font-family: 'Arial Black'"><span style="color: #ff0000">وَأَرَادُوا بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمُ الْأَخْسَرِينَ</span> <span style="color: #000000">(70) (الأنبياء)</span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 22px"><span style="font-family: 'Arial Black'">لا يحدثنا القرآن الكريم عن عمر إبراهيم حين حطم أصنام قومه، لا يحدثنا عن السن التي كلف فيها بالدعوة إلى الله. ويبدو من استقراء النصوص القديمة أن إبراهيم كان شابا صغيرا حين فعل ذلك، بدليل قول قومه عنه: (<span style="color: #ff0000">سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ</span>). وكلمة الفتى تطلق على السن التي تسبق العشرين.</span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 22px"><span style="font-family: 'Arial Black'"><strong><span style="color: #0000ff">مواجهة عبدة الملوك:</span></strong></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 22px"><span style="font-family: 'Arial Black'"></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 22px"><span style="font-family: 'Arial Black'">إن زمن اصطفاء الله تعالى لإبراهيم غير محدد في القرآن. وبالتالي فنحن لا نستطيع أن نقطع فيه بجواب نهائي. كل ما نستطيع أن نقطع فيه برأي، أن إبراهيم أقام الحجة على عبدة التماثيل بشكل قاطع، كما أقامها على عبدة النجوم والكواكب من قبل بشكل حاسم، ولم يبق إلا أن تقام الحجة على الملوك المتألهين وعبادهم.. وبذلك تقوم الحجة على جميع الكافرين. </span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 22px"><span style="font-family: 'Arial Black'"></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 22px"><span style="font-family: 'Arial Black'">فذهب إبراهيم عليه السلام لملك متألّه كان في زمانه. وتجاوز القرآن اسم الملك لانعدام أهميته، لكن روي أن الملك المعاصر لإبراهيم كان يلقب (بالنمرود) وهو ملك الآراميين بالعراق. كما تجاوز حقيقة مشاعره، كما تجاوز الحوار الطويل الذي دار بين إبراهيم وبينه. لكن الله تعالى في كتابه الحكيم أخبرنا الحجة الأولى التي أقامها إبراهيم عليه السلام على الملك الطاغية، فقال إبراهيم بهدوء<img src="data:image/gif;base64,R0lGODlhAQABAIAAAAAAAP///yH5BAEAAAAALAAAAAABAAEAAAIBRAA7" class="smilie smilie--sprite smilie--sprite3" alt=":(" title="Frown :(" loading="lazy" data-shortname=":(" /><span style="color: #ff0000">رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِـي وَيُمِيتُ</span>)</span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 22px"><span style="font-family: 'Arial Black'">قال الملك: (<span style="color: #ff0000">أَنَا أُحْيِـي وَأُمِيتُ</span>) أستطيع أن أحضر رجلا يسير في الشارع وأقتله، وأستطيع أن أعفو عن محكوم عليه بالإعدام وأنجيه من الموت.. وبذلك أكون قادرا على الحياة والموت.</span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 22px"><span style="font-family: 'Arial Black'">لم يجادل إبراهيم الملك لسذاجة ما يقول. غير أنه أراد أن يثبت للملك أنه يتوهم في نفسه القدرة وهو في الحقيقة ليس قادرا. فقال إبراهيم: (<span style="color: #ff0000">فَإِنَّ اللّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ</span>)</span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 22px"><span style="font-family: 'Arial Black'"></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 22px"><span style="font-family: 'Arial Black'">استمع الملك إلى تحدي إبراهيم صامتا.. فلما انتهى كلام النبي بهت الملك. أحس بالعجز ولم يستطع أن يجيب. لقد أثبت له إبراهيم أنه كاذب.. قال له إن الله يأتي بالشمس من المشرق، فهل يستطيع هو أن يأتي بها من المغرب.. إن للكون نظما وقوانين يمشي طبقا لها.. قوانين خلقها الله ولا يستطيع أي مخلوق أن يتحكم فيها. ولو كان الملك صادقا في ادعائه الألوهية فليغير نظام الكون وقوانينه.. ساعتها أحس الملك بالعجز.. وأخرسه التحدي. ولم يعرف ماذا يقول، ولا كيف يتصرف. انصرف إبراهيم من قصر الملك، بعد أن بهت الذي كفر.</span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 22px"><span style="font-family: 'Arial Black'"></span></span></p> <p style="text-align: center"></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'simplified arabic'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: darkred">يتبع</span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'simplified arabic'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: darkred"></span></span></span></p></blockquote><p></p>
[QUOTE="جعلاني ولي الفخر, post: 465942, member: 2363"] [CENTER][SIZE=6][FONT=Arial Black][B][COLOR=#0000ff]مواجهة عبدة الأصنام:[/COLOR][/B] خرج إبراهيم على قومه بدعوته. قال بحسم غاضب وغيرة على الحق: [COLOR=#ff0000]إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا هَذِهِ التَّمَاثِيلُ الَّتِي أَنتُمْ لَهَا عَاكِفُونَ [/COLOR][COLOR=#000000](52)[/COLOR][COLOR=#ff0000] قَالُوا وَجَدْنَا آبَاءنَا لَهَا عَابِدِينَ [/COLOR][COLOR=#000000](53)[/COLOR][COLOR=#ff0000] قَالَ لَقَدْ كُنتُمْ أَنتُمْ وَآبَاؤُكُمْ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ [/COLOR][COLOR=#000000](54)[/COLOR][COLOR=#ff0000] قَالُوا أَجِئْتَنَا بِالْحَقِّ أَمْ أَنتَ مِنَ اللَّاعِبِينَ [/COLOR][COLOR=#000000](55)[/COLOR][COLOR=#ff0000] قَالَ بَل رَّبُّكُمْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الَّذِي فَطَرَهُنَّ وَأَنَا عَلَى ذَلِكُم مِّنَ الشَّاهِدِينَ[/COLOR] [COLOR=#000000](56) (الأنبياء)[/COLOR] انتهى الأمر وبدأ الصراع بين إبراهيم وقومه.. كان أشدهم ذهولا وغضبا هو أباه أو عمه الذي رباه كأب.. واشتبك الأب والابن في الصراع. فصلت بينهما المبادئ فاختلفا.. الابن يقف مع الله، والأب يقف مع الباطل. قال الأب لابنه: مصيبتي فيك كبيرة يا إبراهيم.. لقد خذلتني وأسأت إلي. قال إبراهيم: [COLOR=#ff0000]يَا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لَا يَسْمَعُ وَلَا يُبْصِرُ وَلَا يُغْنِي عَنكَ شَيْئًا [/COLOR][COLOR=#000000](42)[/COLOR][COLOR=#ff0000] يَا أَبَتِ إِنِّي قَدْ جَاءنِي مِنَ الْعِلْمِ مَا لَمْ يَأْتِكَ فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ صِرَاطًا سَوِيًّا [/COLOR][COLOR=#000000](43)[/COLOR][COLOR=#ff0000] يَا أَبَتِ لَا تَعْبُدِ الشَّيْطَانَ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلرَّحْمَنِ عَصِيًّا [/COLOR][COLOR=#000000](44)[/COLOR][COLOR=#ff0000] يَا أَبَتِ إِنِّي أَخَافُ أَن يَمَسَّكَ عَذَابٌ مِّنَ الرَّحْمَن فَتَكُونَ لِلشَّيْطَانِ وَلِيًّا[/COLOR] [COLOR=#000000](45) (مريم)[/COLOR] انتفض الأب واقفا وهو يرتعش من الغضب. قال لإبراهيم وهو ثائر إذا لم تتوقف عن دعوتك هذه فسوف أرجمك، سأقتلك ضربا بالحجارة. هذا جزاء من يقف ضد الآلهة.. اخرج من بيتي.. لا أريد أن أراك.. اخرج. انتهى الأمر وأسفر الصراع عن طرد إبراهيم من بيته. كما أسفر عن تهديده بالقتل رميا بالحجارة. رغم ذلك تصرف إبراهيم كابن بار ونبي كريم. خاطب أباه بأدب الأنبياء. قال لأبيه ردا على الإهانات والتجريح والطرد والتهديد بالقتل: [COLOR=#ff0000]قَالَ سَلَامٌ عَلَيْكَ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي إِنَّهُ كَانَ بِي حَفِيًّا [/COLOR][COLOR=#000000](47)[/COLOR][COLOR=#ff0000] وَأَعْتَزِلُكُمْ وَمَا تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ وَأَدْعُو رَبِّي عَسَى أَلَّا أَكُونَ بِدُعَاء رَبِّي شَقِيًّا[/COLOR] [COLOR=#000000](48) (مريم)[/COLOR] وخرج إبراهيم من بيت أبيه. هجر قومه وما يعبدون من دون الله. وقرر في نفسه أمرا. كان يعرف أن هناك احتفالا عظيما يقام على الضفة الأخرى من النهر، وينصرف الناس جميعا إليه. وانتظر حتى جاء الاحتفال وخلت المدينة التي يعيش فيها من الناس. وخرج إبراهيم حذرا وهو يقصد بخطاه المعبد. كانت الشوارع المؤدية إلى المعبد خالية. وكان المعبد نفسه مهجورا. انتقل كل الناس إلى الاحتفال. دخل إبراهيم المعبد ومعه فأس حادة. نظر إلى تماثيل الآلهة المنحوتة من الصخر والخشب. نظر إلى الطعام الذي وضعه الناس أمامها كنذور وهدايا. اقترب إبراهيم من التماثيل وسألهم: ([COLOR=#ff0000]أَلَا تَأْكُلُونَ[/COLOR]) كان يسخر منهم ويعرف أنهم لا يأكلون. وعاد يسأل التماثيل: ([COLOR=#ff0000]مَا لَكُمْ لَا تَنطِقُونَ[/COLOR]) ثم هوى بفأسه على الآلهة. وتحولت الآلهة المعبودة إلى قطع صغيرة من الحجارة والأخشاب المهشمة.. إلا كبير الأصنام فقد تركه إبراهيم ([COLOR=#ff0000]لَّهُمْ لَعَلَّهُمْ إِلَيْهِ يَرْجِعُونَ[/COLOR]) فيسألونه كيف وقعت الواقعة وهو حاضر فلم يدفع عن صغار الآلهة! ولعلهم حينئذ يراجعون القضية كلها، فيرجعون إلى صوابهم. إلا أن قوم إبراهيم الذين عطّلت الخرافة عقولهم عن التفكير، وغلّ التقليد أفكارهم عن التأمل والتدبر. لم يسألوا أنفسهم: إن كانت هذه آلهة فكيف وقع لها ما وقع دون أن تدفع عن أنفسها شيئا؟! وهذا كبيرها كيف لم يدفع عنها؟! وبدلا من ذلك ([COLOR=#ff0000]قَالُوا مَن فَعَلَ هَذَا بِآلِهَتِنَا إِنَّهُ لَمِنَ الظَّالِمِينَ[/COLOR]). عندئذ تذكر الذين سمعوا إبراهيم ينكر على أبيه ومن معه عبادة التماثيل، ويتوعدهم أن يكيد لآلهتهم بعد انصرافهم عنها! فأحضروا إبراهيم عليه السلام، وتجمّع الناس، وسألوه ([COLOR=#ff0000]أَأَنتَ فَعَلْتَ هَذَا بِآلِهَتِنَا يَا إِبْرَاهِيمُ[/COLOR])؟ فأجابهم إبراهيم ([COLOR=#ff0000]بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا فَاسْأَلُوهُمْ إِن كَانُوا يَنطِقُونَ[/COLOR]) والتهكم واضح في هذا الجواب الساخر. فلا داعي لتسمية هذه كذبة من إبراهيم -عليه السلام- والبحث عن تعليلها بشتى العلل التي اختلف عليها المفسرون. فالأمر أيسر من هذا بكثير! إنما أراد أن يقول لهم: إن هذه التماثيل لا تدري من حطمها إن كنت أنا أم هذا الصنم الكبير الذي لا يملك مثلها حراكا. فهي جماد لا إدراك له أصلا. وأنتم كذلك مثلها مسلوبو الإدراك لا تميزون بين الجائز والمستحيل. فلا تعرفون إن كنت أنا الذي حطمتها أم أن هذا التمثال هو الذي حطمها! ويبدو أن هذا التهكم الساخر قد هزهم هزا، وردهم إلى شيء من التدبر التفكر: [COLOR=#ff0000]فَرَجَعُوا إِلَى أَنفُسِهِمْ فَقَالُوا إِنَّكُمْ أَنتُمُ الظَّالِمُونَ[/COLOR] [COLOR=#000000](64) (الأنبياء)[/COLOR] [B]وكانت بادرة خير أن يستشعروا ما في موقفهم من سخف، وما في عبادتهم لهذه التماثيل من ظلم. وأن تتفتح بصيرتهم لأول مرة فيتدبروا ذلك السخف الذي يأخذون به أنفسهم، وذلك الظلم الذي هم فيه سادرون. ولكنها لم تكن إلا ومضة واحدة أعقبها الظلام، وإلا خفقة واحدة عادت بعدها قلوبهم إلى الخمود:[/B] [COLOR=#ff0000][B]ثُمَّ نُكِسُوا عَلَى رُؤُوسِهِمْ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا هَؤُلَاء يَنطِقُونَ [/B][/COLOR][COLOR=#000000](65) (الأنبياء)[/COLOR] [B]وحقا كانت الأولى رجعة إلى النفوس، وكانت الثانية نكسة على الرؤوس؛ كما يقول التعبير القرآني المصور العجيب.. كانت الأولى حركة في النفس للنظر والتدبر. أما الثانية فكانت انقلابا على الرأس فلا عقل ولا تفكير. وإلا فإن قولهم هذا الأخير هو الحجة عليهم. وأية حجة لإبراهيم أقوى من أن هؤلاء لا ينطقون؟[/B] [B]ومن ثم يجيبهم بعنف وضيق على غير عادته وهو الصبور الحليم. لأن السخف هنا يجاوز صبر الحليم:[/B] [B][COLOR=#ff0000]قَالَ أَفَتَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنفَعُكُمْ شَيْئًا وَلَا يَضُرُّكُمْ [/COLOR][COLOR=#000000](66)[/COLOR][COLOR=#ff0000] أُفٍّ لَّكُمْ وَلِمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ [/COLOR][/B][COLOR=#000000](67) (الأنبياء)[/COLOR] [B][COLOR=#000000]وهي قولة يظهر فيها ضيق الصدرن وغيظ النفس، والعجب من السخف الذي يتجاوز كل مألوف.[/COLOR][/B] [B]عند ذلك أخذتهم العزة بالإثم كما تأخذ الطغاة دائما حين يفقدون الحجة ويعوزهم الدليل، فيلجأون إلى القوة الغاشمة والعذاب الغليظ:[/B] [B][COLOR=#ff0000]قَالُوا حَرِّقُوهُ وَانصُرُوا آلِهَتَكُمْ إِن كُنتُمْ فَاعِلِينَ [/COLOR][/B][COLOR=#000000](68) (الأنبياء)[/COLOR] [COLOR=#0000ff][B]نجاة إبراهيم عليه السلام من النار:[/B][/COLOR] وفعلا.. بدأ الاستعداد لإحراق إبراهيم. انتشر النبأ في المملكة كلها. وجاء الناس من القرى والجبال والمدن ليشهدوا عقاب الذي تجرأ على الآلهة وحطمها واعترف بذلك وسخر من الكهنة. وحفروا حفرة عظيمة ملئوها بالحطب والخشب والأشجار. وأشعلوا فيها النار. وأحضروا المنجنيق وهو آلة جبارة ليقذفوا إبراهيم فيها فيسقط في حفرة النار.. ووضعوا إبراهيم بعد أن قيدوا يديه وقدميه في المنجنيق. واشتعلت النار في الحفرة وتصاعد اللهب إلى السماء. وكان الناس يقفون بعيدا عن الحفرة من فرط الحرارة اللاهبة. وأصدر كبير الكهنة أمره بإطلاق إبراهيم في النار. جاء جبريل عليه السلام ووقف عند رأس إبراهيم وسأله: يا إبراهيم.. ألك حاجة؟ قال إبراهيم: أما إليك فلا. انطلق المنجنيق ملقيا إبراهيم في حفرة النار. كانت النار موجودة في مكانها، ولكنها لم تكن تمارس وظيفتها في الإحراق. فقد أصدر الله جل جلاله إلى النار أمره بأن تكون ([COLOR=#ff0000]بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ[/COLOR]). أحرقت النار قيوده فقط. وجلس إبراهيم وسطها كأنه يجلس وسط حديقة. كان يسبّح بحمد ربه ويمجّده. لم يكن في قلبه مكان خال يمكن أن يمتلئ بالخوف أو الرهبة أو الجزع. كان القلب مليئا بالحب وحده. ومات الخوف. وتلاشت الرهبة. واستحالت النار إلى سلام بارد يلطف عنه حرارة الجو. جلس الكهنة والناس يرقبون النار من بعيد. كانت حرارتها تصل إليهم على الرغم من بعدهم عنها. وظلت النار تشتعل فترة طويلة حتى ظن الكافرون أنها لن تنطفئ أبدا. فلما انطفأت فوجئوا بإبراهيم يخرج من الحفرة سليما كما دخل. ووجهه يتلألأ بالنور والجلال. وثيابه كما هي لم تحترق. وليس عليه أي أثر للدخان أو الحريق. خرج إبراهيم من النار كما لو كان يخرج من حديقة. وتصاعدت صيحات الدهشة الكافرة. خسروا جولتهم خسارة مريرة وساخرة. [COLOR=#ff0000]وَأَرَادُوا بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمُ الْأَخْسَرِينَ[/COLOR] [COLOR=#000000](70) (الأنبياء)[/COLOR] لا يحدثنا القرآن الكريم عن عمر إبراهيم حين حطم أصنام قومه، لا يحدثنا عن السن التي كلف فيها بالدعوة إلى الله. ويبدو من استقراء النصوص القديمة أن إبراهيم كان شابا صغيرا حين فعل ذلك، بدليل قول قومه عنه: ([COLOR=#ff0000]سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ[/COLOR]). وكلمة الفتى تطلق على السن التي تسبق العشرين. [B][COLOR=#0000ff]مواجهة عبدة الملوك:[/COLOR][/B] إن زمن اصطفاء الله تعالى لإبراهيم غير محدد في القرآن. وبالتالي فنحن لا نستطيع أن نقطع فيه بجواب نهائي. كل ما نستطيع أن نقطع فيه برأي، أن إبراهيم أقام الحجة على عبدة التماثيل بشكل قاطع، كما أقامها على عبدة النجوم والكواكب من قبل بشكل حاسم، ولم يبق إلا أن تقام الحجة على الملوك المتألهين وعبادهم.. وبذلك تقوم الحجة على جميع الكافرين. فذهب إبراهيم عليه السلام لملك متألّه كان في زمانه. وتجاوز القرآن اسم الملك لانعدام أهميته، لكن روي أن الملك المعاصر لإبراهيم كان يلقب (بالنمرود) وهو ملك الآراميين بالعراق. كما تجاوز حقيقة مشاعره، كما تجاوز الحوار الطويل الذي دار بين إبراهيم وبينه. لكن الله تعالى في كتابه الحكيم أخبرنا الحجة الأولى التي أقامها إبراهيم عليه السلام على الملك الطاغية، فقال إبراهيم بهدوء:([COLOR=#ff0000]رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِـي وَيُمِيتُ[/COLOR]) قال الملك: ([COLOR=#ff0000]أَنَا أُحْيِـي وَأُمِيتُ[/COLOR]) أستطيع أن أحضر رجلا يسير في الشارع وأقتله، وأستطيع أن أعفو عن محكوم عليه بالإعدام وأنجيه من الموت.. وبذلك أكون قادرا على الحياة والموت. لم يجادل إبراهيم الملك لسذاجة ما يقول. غير أنه أراد أن يثبت للملك أنه يتوهم في نفسه القدرة وهو في الحقيقة ليس قادرا. فقال إبراهيم: ([COLOR=#ff0000]فَإِنَّ اللّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ[/COLOR]) استمع الملك إلى تحدي إبراهيم صامتا.. فلما انتهى كلام النبي بهت الملك. أحس بالعجز ولم يستطع أن يجيب. لقد أثبت له إبراهيم أنه كاذب.. قال له إن الله يأتي بالشمس من المشرق، فهل يستطيع هو أن يأتي بها من المغرب.. إن للكون نظما وقوانين يمشي طبقا لها.. قوانين خلقها الله ولا يستطيع أي مخلوق أن يتحكم فيها. ولو كان الملك صادقا في ادعائه الألوهية فليغير نظام الكون وقوانينه.. ساعتها أحس الملك بالعجز.. وأخرسه التحدي. ولم يعرف ماذا يقول، ولا كيف يتصرف. انصرف إبراهيم من قصر الملك، بعد أن بهت الذي كفر. [/FONT][/SIZE] [FONT=simplified arabic][SIZE=6][COLOR=darkred]يتبع [/COLOR][/SIZE][/FONT][/CENTER] [/QUOTE]
الإسم
التحقق
رد
الرئيسية
المنتديات
,, البُريمِي الأَدَبِيـَة ,,
,, البُريمِي لِلقِصَص والرِوَايات ,,
(احســن القصص) .. سلسله قصصيه متجدده ..
أعلى