الرئيسية
المنتديات
المشاركات الجديدة
بحث بالمنتديات
ما الجديد
المشاركات الجديدة
جديد مشاركات الحائط
آخر نشاط
الأعضاء
الزوار الحاليين
مشاركات الحائط الجديدة
البحث عن مشاركات الملف الشخصي
تسجيل الدخول
تسجيل
ما الجديد
البحث
البحث
بحث بالعناوين فقط
بواسطة:
المشاركات الجديدة
بحث بالمنتديات
قائمة
تسجيل الدخول
تسجيل
Install the app
تثبيت
الرئيسية
المنتديات
,, البُريمِي الأَدَبِيـَة ,,
,, البُريمِي لِلقِصَص والرِوَايات ,,
بقلمي قصة العراء والسماء
تم تعطيل الجافا سكربت. للحصول على تجربة أفضل، الرجاء تمكين الجافا سكربت في المتصفح الخاص بك قبل المتابعة.
أنت تستخدم أحد المتصفحات القديمة. قد لا يتم عرض هذا الموقع أو المواقع الأخرى بشكل صحيح.
يجب عليك ترقية متصفحك أو استخدام
أحد المتصفحات البديلة
.
الرد على الموضوع
الرسالة
<blockquote data-quote="جاسم القرطوبي" data-source="post: 321400" data-attributes="member: 2589"><p><span style="font-size: 22px"> بقلم وأشعار : جاسم عيسى القرطوبي</span></p><p><span style="font-size: 22px">رسوم : ف . و</span></p><p><span style="font-size: 22px"></span></p><p><span style="font-size: 22px">وها هو يدخل عقده الخامس ويزيد عليه بخمس ٍ والحزن الذي يسكنُ أعماقَه قد أوشكَ أن يغربَ من آفاقه . وذهب الداعي باسمه ليدعو جميع أهالي القرية وأقاربه الأباعد لحضور عقد قرانه ليلة الخميس والمشاركة في زفافه بعد ذلك . واكتظ الجامعُ بالحضور إلا أن العريس لمّا يصلُ بعد . فأرسلوا خلفه رجلا آخر ليستعجله بعد أن أبطأ الرسول الأول وما كاد المُرسلُ الثاني أن يذهب حتى دخل عليهم أخوه سعيدٌ والحزنُ يملئُ وجهه واقترب شيئا فشيئا حتى وقع مغشيا عليه ،وقبل أن نعرف ماذا قال لهم بعد إفاقته دعونا نكشف الأحداث ...</span></p><p><span style="font-size: 22px"></span></p><p><span style="font-size: 22px"><a href="http://www.gulfup.com/"><img src="http://www.gulfup.com/gfiles/12611474032.jpg" alt="" class="fr-fic fr-dii fr-draggable " style="" /></a></span></p><p><span style="font-size: 22px"></span></p><p><span style="font-size: 22px"></span></p><p><span style="font-size: 22px"></span></p><p><span style="font-size: 22px"> لم تكن هذه المرة الأخيرة التي يطرده أخواله فيها ولكنها حتما المرة التي لا رجعة َ له بعدها ، امتطى سيارته وهي الشئ الوحيد الذي اقتناه من عمله الشاق طيلة أحد عشر سنة ً مع أحد المحسنين في وظيفة أباها من قبله أخوه سعيد سابقا فتبرع له بها وذلك في إحدى المرات التي طرده أخواله فيها . وطفق يتجول في الشوارع والطرقات صامتا بيدَ أنَّ داخله موجات عالية الضوضاء من فوضاء صداماته الداخلية وصراعاته النفسية فشرع يحدث نفسه تارة ًً ويفكرَ بصوتٍ عال ٍ تارة أخرى . وفي طريق زراعي على بعد كيلومترات من بيت أخواله توقف بسيارته وتحت تلك الأغصان التي كانت تحضن بعضها البعض ارتمى لترجعَ به ذاكرته إلى ما حكت له جدته من بدء قصته في نفس هذه القرية التي نستطيع جميعا أن نتخيل ظروفَها ،وكأننا نراها ، الفقرُ والجهل طنّبا خياما وانتشرا كليل ٍ معترك ِالملامح مكفهر ِالوجوه والكلُّ متخبطٌ في جهله وفقره . واسترجع حكاية وفاة أمِّهِ بعد أول ثانيةٍ من ولادتِهِ ونبذه من قِبَلِ أبيه الذي عرف الكلُّ حدت الله عليها لخباء غير خباء المعيشة كما فعل مع سعيد أخ حسن الذي لم يكن يكبر أخاه سوى سنتين . نعم إنه حسنٌ الذي لم يكن به شئٌ حسنٌ إلا رسمَ اسمه الشاذ عن قاعدة لكلِّ شخصٍ منكم من اسمه نصيب والذي تقسمُ جدته لأمه - التي تكفلت به بعد أن خطفته من خباء عزلته إذ لم تجدي المنازعات الطويلة مع أبيه القاسي إمَّا أن يعتني به أو يسلمه إليها لتربيه - أنَّ ضبعة ً كانت تأتي كلَّ ليلةٍ لترضعه حتى يشق النهار ظلمة الليل ثم تجري تودعه باكية ً وقد شاع عن الضباع أنها أحصنة للساحرين والساحرات أصحاب السحر الأسود الذين يأكلون الناس.</span></p><p><span style="font-size: 22px"></span></p><p><span style="font-size: 22px"> وتذكر قصة صراع جدته المتوفاة مع أبيه لتأخذه وتربيه بين أولادها وأولاد أخواله ليشيبَ مع أخواله الذين لفقرهمـ المُدقِع ِ ضاقَ الفضاءُ به عندهم ورأو أنَّ البيتَ به قد غصَّ بأبنائهم ؛ فلم يرحبوا بفكرة أمهم ولم يحسنوا رعايته واستقباله ، وتحول بِرَّهم بها إلى عقوق ٍ وطاعتهم لها إلى إضاعة حقوق وهي صابرة ٌ محتسبة ًٌ أجرها على الله بعد أن رأت سعيدا قد آثر النومَ تحت قوارب الصيادين مع شلةٍ تعلّمَ منها بعد ذلك العربدة والسكر كما يتعلمُ الشاعرُ النوحَ من الحمام فأنشد يقول : تعلم بكاني ونح يا حمام *** وخذ عن شجوني دروس الغرام .</span></p><p><span style="font-size: 22px"></span></p><p><span style="font-size: 22px"> وها هي الأيام قد دورتها في زمان لن يختلف معي أحدٌ إن قلتُ السنة كشهر والشهر كأسبوع والأسبوع بحادثة طرد أخواله له لحجةِ أحد أخواله أنَّ بناته قد بلغن سنِّ الزواج ِ ولا يصح شرعا وعرفا أنْ يكون معهم ذكر ليس بمحرم لهم فلذلك ألزموا عليه آسفين كما قالوا عليه أنْ يجد له جهة ً تحتويه أو ليسكنَ مع أخيه في العراء .</span></p><p><span style="font-size: 22px"></span></p><p><span style="font-size: 22px"> وما فتئ حسن تذكرا والدموع تكاد أن تحيي موات الشجر اليابس إلى أن أغمض عينيه للحظات وجف واكفه عن استراجع الصور من ذاكرته.. ورويدا فتح عينيه في بطء و جال ببصره إلى نواحي السماء بعد أن خرق الأرض بدموعه ، وفجأة قام يركض لا شعوريا ً متجاهلا ظلمة الليل المنير حلكة ً بعد أن كان يخافه ويعتبره أنياب وحش ٍ قد كشر عن أنيابه ليلتهمه . ركض حسنٌ وما زال يركضُ إلى أن ارتمى على قبر جدته متضرعا إليها أن تخرج من قبرها لتجد له حلا أو أن تفسحَ له مكانا جنبها ينام فيه فلم يكن له طموحٌ أبدا ولا يزال غير النوم والأكل فقط وبلا شعور بدأ يحفر قبرها إلى أن نبحته الكلاب الموجودة هناك وأسرع بعصاهم المزارعين الذين كانت مزارعهم قرب المقبرة ويوسعوه ضربا ويسحبوه إلى مكان بعيد عن المقبرة وعنهم ليرموه بعيدا ... </span></p><p><span style="font-size: 22px"></span></p><p><span style="font-size: 22px"><a href="http://www.gulfup.com/"><img src="http://www.gulfup.com/gfiles/12611474031.jpg" alt="" class="fr-fic fr-dii fr-draggable " style="" /></a></span></p><p><span style="font-size: 22px"></span></p><p><span style="font-size: 22px"> وجرَّ حسنٌ ذيولَ الخيبةِ إلى ملجأ أخيه فطرده أخوه شرَّ طردة ٍ من بعد أن كان يدعوه لنزله وبعد أن حذره مرارا من عدم الوثوق بعد أن طلبوا منه الرجعة إليهم عندما رزقه الله بعمل واستنزفوا أمواله وكالوا عليه الديون . فانزوى في مكان ٍ آخر وهو بين بيتي أبيه وأخواله ظل كل يوم يسرح بفكره عين على ما جرى وأخرى على ما سيجري ، وكان يقتاتُ على ما تقدمه له زوجات أخواله فلم يعد راتبه يسمح له باشتراء جلد دجاجة فضلا عن عظم دجاجةٍ مَكْسُو ٍ بقطع لحمية وليس هذا فحسب بل وكان القطُّ الذي ينامُ أحيانا بجانبه أسمنَ منه . وذاتَ يوم ٍ وهو يغط ُّ في فراش غربته نائما ً استيقظ من نومه على صوت مخيف وإذ تمر بجانبه ضبعة ً عليها امرأة ٌ وهي تناديه: حســن ، حسن فَجَمُدَ في فراشه إلى الصباح الباكر . لم يقصص حسن القصص على أحد بل ركب سيارته وظل يمشط الطرقات والأفكار على كاهله تحومُ كالنسور الجائعة جدا وقد رأت جيفة ً في صحراء بحثها عن الطعام . فكر أن يذهب إلى شيخ الجامع ليحكي له وما ردّه إلا تذكار أنه لم يدخل الجامع قط وفكر حسن أن يشكو لأصحابه ولكن هيهات لمن يشكو إلى من يبدي ما يختلج في صدره آهٌ آه ٌ يا حسن ٌ ماذا تفعل الآن .. وظل حسن هكذا إلى الليل وعندما حاول المبيت جاءته الضبعة وعليها امرأة تشبهه إلا أنه أحسنَ وجها منه وأحسن حالا منه. تلاشى خوفُ حسن عندما أحسها قريبة منه،أو بالأحرى شاعرة بأحاسيسه . كان يراها ملاكا في صورة وحش .ولنزعته المعتادة حاول الهرب فلم يقدر ، حاول أن يصرخ ولم يسطع ، نظر إلى أصحابه الذين كانوا هناك فلم يرَهم إما لعدم وجودهم أو لشدة خوف فبادرته بالقول بصوت وكأنه ضخم إلى درجة مالا نهائية والصدى يتجللُ فيه ولم يسمع سوى صوت أسنانه ونادت عليه حسن ، حسن وثم اختفت كالطيف ........ أغمي على حسن لضحى اليوم التالي وعندما استفاق وجد نفسه عند إمام الجامع قد أخذه أحد أخواله إلى إمام الجامع ليقرأ عليه ولم يكد يفتح حسن عينيه حتى أخبر الإمام فرد عليه : لا تخف يا بني فلربما ما مررت به من ملبسات خُيل لك الأمر .</span></p><p><span style="font-size: 22px"></span></p><p><span style="font-size: 22px"> دبّت الطمأنينة إلى قلب حسن وفي نومته تلك الليلة لم يرَ شيئا ً ولا الليلة التي تليها والتي تليها وسرعان ما عادت الهمومُ إلى قلبه في أحداث خؤولته وأبوته ، من سيفهمه كيف للناس الذين يأخذون ظاهر الأمور ويهتمون بقشرتها دون الاهتمام بجوهرها أن يقتنعوا به؟ هل سيسفهون أحلامه إن قال لهم أنه يريد أن يبكي على موت أمه التي لم يرها ، هل سيتفهمون قوله إن قال لهم : كم يحتاج امرأة تحضنه كابن لا أكثر لامرأة ٍ تأخذه بين أحضانها وتطبطب عليه.. أنى له بحل يرضي فيه الطرفين ويوافق نفسه وهواه . وقام يمشي باكيا وكأنَّ موسيقى تصويرية وصوتا حزينا يغني له كلماتي هذه :- </span></p><p><span style="font-size: 22px">محتاج ٌ في الزمنِ ِ الأغبْر</span></p><p><span style="font-size: 22px">لفتاة ٍ سبحان الأكبرْ......</span></p><p><span style="font-size: 22px">إني محتاج لامرأة ٍ</span></p><p><span style="font-size: 22px">في الحسن تفوق بني الأصفر</span></p><p><span style="font-size: 22px">كالصبح حلاوتُها أبدا ً</span></p><p><span style="font-size: 22px">والريق زلال ٌ كالكوثر</span></p><p><span style="font-size: 22px">والشمس تغار إذا طلعت</span></p><p><span style="font-size: 22px">تختال بحسن ٍ لا يحصر</span></p><p><span style="font-size: 22px">محتاج ٌ في الزمنِ ِ الأغبْر</span></p><p><span style="font-size: 22px">لفتاة ٍ سبحان الأكبرْ......</span></p><p><span style="font-size: 22px">إني محتاج لامرأة ٍ</span></p><p><span style="font-size: 22px">في الحسن تفوق بني الأصفر</span></p><p><span style="font-size: 22px">كالصبح حلاوتُها أبدا ً</span></p><p><span style="font-size: 22px">والريق زلال ٌ كالكوثر</span></p><p><span style="font-size: 22px">والشمس تغار إذا طلعت</span></p><p><span style="font-size: 22px">تختال بحسن ٍ لا يحصر</span></p><p><span style="font-size: 22px">نسب ٌ حسب ٌ أدب ٌ خلق ٌ</span></p><p><span style="font-size: 22px">علم ٌ من جامعة الأزهر </span></p><p><span style="font-size: 22px">أصحو وأنام ُ على حلم</span></p><p><span style="font-size: 22px">كالبلبل أشدو لا أشْعُر</span></p><p><span style="font-size: 22px">والأمنية ُ العظمى كبرت</span></p><p><span style="font-size: 22px">حتى صارت أمرا ً أخطر</span></p><p><span style="font-size: 22px">محتاج ٌ محتاجٌ لهوى ً</span></p><p><span style="font-size: 22px">ينسيني اسمي حتى أحشر</span></p><p><span style="font-size: 22px">وبحثت ُ فلم أر َ آنسة ً</span></p><p><span style="font-size: 22px">في الوصف كرسم ٍ في دفتر ْ</span></p><p><span style="font-size: 22px">أين الحمقاء ُ الفاتنة ُ</span></p><p><span style="font-size: 22px">من تقبل ُ عشقا ً في أسمر ْ</span></p><p><span style="font-size: 22px">من تجعلني في عالمها</span></p><p><span style="font-size: 22px">0..رمزا ً للقوة ِ لا أقهر ْ</span></p><p><span style="font-size: 22px">عبثا ً حاولت فأين َ أجد ْ</span></p><p><span style="font-size: 22px">كالأم لحمقي لا تضجر ْ</span></p><p><span style="font-size: 22px">تتحملني بطبيعتها</span></p><p><span style="font-size: 22px">وتتدللني مثل الأصغر ْ</span></p><p><span style="font-size: 22px">فمتى ألقاها سيدتي</span></p><p><span style="font-size: 22px">من تلهمني شعر العنتر</span></p><p><span style="font-size: 22px">إني محتاج لانسة </span></p><p><span style="font-size: 22px">في الحسن كمثلك ِ لا أكثر ق ٌ</span></p><p><span style="font-size: 22px">علم ٌ من جامعة الأزهر </span></p><p><span style="font-size: 22px">أصحو وأنام ُ على حلم</span></p><p><span style="font-size: 22px">كالبلبل أشدو لا أشْعُر</span></p><p><span style="font-size: 22px">والأمنية ُ العظمى كبرت</span></p><p><span style="font-size: 22px">حتى صارت أمرا ً أخطر</span></p><p><span style="font-size: 22px">محتاج ٌ محتاجٌ لهوى ً</span></p><p><span style="font-size: 22px">ينسيني اسمي حتى أحشر</span></p><p><span style="font-size: 22px">وبحثت ُ فلم أر َ آنسة ً</span></p><p><span style="font-size: 22px">في الوصف كرسم ٍ في دفتر ْ</span></p><p><span style="font-size: 22px">أين الحمقاء ُ الفاتنة ُ</span></p><p><span style="font-size: 22px">من تقبل ُ عشقا ً في أسمر ْ</span></p><p><span style="font-size: 22px">من تجعلني في عالمها</span></p><p><span style="font-size: 22px">0..رمزا ً للقوة ِ لا أقهر ْ</span></p><p><span style="font-size: 22px">عبثا ً حاولت فأين َ أجد ْ</span></p><p><span style="font-size: 22px">كالأم لحمقي لا تضجر ْ</span></p><p><span style="font-size: 22px">تتحملني بطبيعتها</span></p><p><span style="font-size: 22px">وتتدللني مثل الأصغر ْ</span></p><p><span style="font-size: 22px">فمتى ألقاها سيدتي</span></p><p><span style="font-size: 22px">من تلهمني شعر العنتر</span></p><p><span style="font-size: 22px">إني محتاج لانسة </span></p><p><span style="font-size: 22px">في الحسن كمثلك ِ لا أكثر</span></p><p><span style="font-size: 22px"></span></p><p><span style="font-size: 22px"> امرأة ٌ ، نعم امرأة ٌ هذا ما أحتاجه ، هذا ما سيقيم لي وزنا ،فنحن في قرية الرجل فيها من كان معه فريق من العيال كما إنها ستكون جهة ً تؤويني ، وأخيرا خطرت لي فكرة جهنمية قالها في قرارة نفسه . وتوجه للرجل الطيب الذي عرض عليه مساعدته بادئ ذي بدءٍ وأخبره أنه سوف يتزوج ويريد مساعدته أو قرضه شيئا من المال لبعض الوقت فرحب فشأن مريد الزواج كما سمع في خطبة الجمعة اليتيمة التي حضرها ييسر له الله تعالى كل أمر . وقف صارخا بين دار أخواله وأبيه والسجائر بيدٍ وزجاجة الشراب الروحي بيده الأخرى وأخبرهم أنه سوف يتزوج وسوف يستأجر بيتا فإن اليتيم أصبح أبا وقد رأى وقوف الماء يفسده ، وأخبرهم أنه لن يجامل أحدا مرة أخرى على حساب راحته . وبالفعل أستأجر حسن ٌ بيتا وأثثه ليكون جنته الدنيوية بعد أن أخذ من هذا وهذا أموالا وفي عالم المظاهر فالكل قد تقرب منه . وأعطى أحد أخواله الطيبين أو بالأحرى الأقل شرا صرة ً من النقود ليوافق أن يذهب ليخطب له من أحد ذويهم الأبعدين وبعد ساعة من عرضهم للزواج وافقوا وأعلنت الأفراح ودقت في الناس الليالي الملاح . </span></p><p><span style="font-size: 22px">يا لها من فرحة عارمة ستدخل حياته فسيكون له زوجة تقاسمه الأحزانَ والأوهامَ وتدخل معه ُ مدينة الأحلام بعد خمس وثلاثين عاما وها هو فستان الزفاف قد اشترته العروس وهذا بيته المستأجر قد أصبح أجملَ من يوم بنائه وها هم الناس في المسجد لعقد القرآن كما اعتاد أهل القرية وقد تأخر العريس عنهم ضحك البعض قائلا : من يعتقد أن هذا الصائع سيدخل المسجد فضلا أنه سيتزوج . أرسلوا له شخصا ليستعجله وفي الباب جاء أخوه الذي يدخل المسجد لأول مرة قائلا أن هذا الشخص الذي تجمعتم لعقد قرانه قد انتحر وكأنه قد أحب أن يشاركم حزنه ولو مرة واحدة في حياته عندها قام رجل وقال : إن أمه قد أودعت عندي ذهبا وفضة بعد أن كانت تقطع الليل والنهار خدمة في بيوت الآخرين وأوصتني أن أعطيها لجنينها في مثل بعد أن كانت ترى في المنام مدى يأسه وبؤسه، ولقد حَقَّ الآن أن أعطيها لسعيد فلعل أن يهديه الله ويستفيد من هذا الميراث .</span></p></blockquote><p></p>
[QUOTE="جاسم القرطوبي, post: 321400, member: 2589"] [SIZE="6"] بقلم وأشعار : جاسم عيسى القرطوبي رسوم : ف . و وها هو يدخل عقده الخامس ويزيد عليه بخمس ٍ والحزن الذي يسكنُ أعماقَه قد أوشكَ أن يغربَ من آفاقه . وذهب الداعي باسمه ليدعو جميع أهالي القرية وأقاربه الأباعد لحضور عقد قرانه ليلة الخميس والمشاركة في زفافه بعد ذلك . واكتظ الجامعُ بالحضور إلا أن العريس لمّا يصلُ بعد . فأرسلوا خلفه رجلا آخر ليستعجله بعد أن أبطأ الرسول الأول وما كاد المُرسلُ الثاني أن يذهب حتى دخل عليهم أخوه سعيدٌ والحزنُ يملئُ وجهه واقترب شيئا فشيئا حتى وقع مغشيا عليه ،وقبل أن نعرف ماذا قال لهم بعد إفاقته دعونا نكشف الأحداث ... [url=http://www.gulfup.com/][img]http://www.gulfup.com/gfiles/12611474032.jpg[/img][/url] لم تكن هذه المرة الأخيرة التي يطرده أخواله فيها ولكنها حتما المرة التي لا رجعة َ له بعدها ، امتطى سيارته وهي الشئ الوحيد الذي اقتناه من عمله الشاق طيلة أحد عشر سنة ً مع أحد المحسنين في وظيفة أباها من قبله أخوه سعيد سابقا فتبرع له بها وذلك في إحدى المرات التي طرده أخواله فيها . وطفق يتجول في الشوارع والطرقات صامتا بيدَ أنَّ داخله موجات عالية الضوضاء من فوضاء صداماته الداخلية وصراعاته النفسية فشرع يحدث نفسه تارة ًً ويفكرَ بصوتٍ عال ٍ تارة أخرى . وفي طريق زراعي على بعد كيلومترات من بيت أخواله توقف بسيارته وتحت تلك الأغصان التي كانت تحضن بعضها البعض ارتمى لترجعَ به ذاكرته إلى ما حكت له جدته من بدء قصته في نفس هذه القرية التي نستطيع جميعا أن نتخيل ظروفَها ،وكأننا نراها ، الفقرُ والجهل طنّبا خياما وانتشرا كليل ٍ معترك ِالملامح مكفهر ِالوجوه والكلُّ متخبطٌ في جهله وفقره . واسترجع حكاية وفاة أمِّهِ بعد أول ثانيةٍ من ولادتِهِ ونبذه من قِبَلِ أبيه الذي عرف الكلُّ حدت الله عليها لخباء غير خباء المعيشة كما فعل مع سعيد أخ حسن الذي لم يكن يكبر أخاه سوى سنتين . نعم إنه حسنٌ الذي لم يكن به شئٌ حسنٌ إلا رسمَ اسمه الشاذ عن قاعدة لكلِّ شخصٍ منكم من اسمه نصيب والذي تقسمُ جدته لأمه - التي تكفلت به بعد أن خطفته من خباء عزلته إذ لم تجدي المنازعات الطويلة مع أبيه القاسي إمَّا أن يعتني به أو يسلمه إليها لتربيه - أنَّ ضبعة ً كانت تأتي كلَّ ليلةٍ لترضعه حتى يشق النهار ظلمة الليل ثم تجري تودعه باكية ً وقد شاع عن الضباع أنها أحصنة للساحرين والساحرات أصحاب السحر الأسود الذين يأكلون الناس. وتذكر قصة صراع جدته المتوفاة مع أبيه لتأخذه وتربيه بين أولادها وأولاد أخواله ليشيبَ مع أخواله الذين لفقرهمـ المُدقِع ِ ضاقَ الفضاءُ به عندهم ورأو أنَّ البيتَ به قد غصَّ بأبنائهم ؛ فلم يرحبوا بفكرة أمهم ولم يحسنوا رعايته واستقباله ، وتحول بِرَّهم بها إلى عقوق ٍ وطاعتهم لها إلى إضاعة حقوق وهي صابرة ٌ محتسبة ًٌ أجرها على الله بعد أن رأت سعيدا قد آثر النومَ تحت قوارب الصيادين مع شلةٍ تعلّمَ منها بعد ذلك العربدة والسكر كما يتعلمُ الشاعرُ النوحَ من الحمام فأنشد يقول : تعلم بكاني ونح يا حمام *** وخذ عن شجوني دروس الغرام . وها هي الأيام قد دورتها في زمان لن يختلف معي أحدٌ إن قلتُ السنة كشهر والشهر كأسبوع والأسبوع بحادثة طرد أخواله له لحجةِ أحد أخواله أنَّ بناته قد بلغن سنِّ الزواج ِ ولا يصح شرعا وعرفا أنْ يكون معهم ذكر ليس بمحرم لهم فلذلك ألزموا عليه آسفين كما قالوا عليه أنْ يجد له جهة ً تحتويه أو ليسكنَ مع أخيه في العراء . وما فتئ حسن تذكرا والدموع تكاد أن تحيي موات الشجر اليابس إلى أن أغمض عينيه للحظات وجف واكفه عن استراجع الصور من ذاكرته.. ورويدا فتح عينيه في بطء و جال ببصره إلى نواحي السماء بعد أن خرق الأرض بدموعه ، وفجأة قام يركض لا شعوريا ً متجاهلا ظلمة الليل المنير حلكة ً بعد أن كان يخافه ويعتبره أنياب وحش ٍ قد كشر عن أنيابه ليلتهمه . ركض حسنٌ وما زال يركضُ إلى أن ارتمى على قبر جدته متضرعا إليها أن تخرج من قبرها لتجد له حلا أو أن تفسحَ له مكانا جنبها ينام فيه فلم يكن له طموحٌ أبدا ولا يزال غير النوم والأكل فقط وبلا شعور بدأ يحفر قبرها إلى أن نبحته الكلاب الموجودة هناك وأسرع بعصاهم المزارعين الذين كانت مزارعهم قرب المقبرة ويوسعوه ضربا ويسحبوه إلى مكان بعيد عن المقبرة وعنهم ليرموه بعيدا ... [url=http://www.gulfup.com/][img]http://www.gulfup.com/gfiles/12611474031.jpg[/img][/url] وجرَّ حسنٌ ذيولَ الخيبةِ إلى ملجأ أخيه فطرده أخوه شرَّ طردة ٍ من بعد أن كان يدعوه لنزله وبعد أن حذره مرارا من عدم الوثوق بعد أن طلبوا منه الرجعة إليهم عندما رزقه الله بعمل واستنزفوا أمواله وكالوا عليه الديون . فانزوى في مكان ٍ آخر وهو بين بيتي أبيه وأخواله ظل كل يوم يسرح بفكره عين على ما جرى وأخرى على ما سيجري ، وكان يقتاتُ على ما تقدمه له زوجات أخواله فلم يعد راتبه يسمح له باشتراء جلد دجاجة فضلا عن عظم دجاجةٍ مَكْسُو ٍ بقطع لحمية وليس هذا فحسب بل وكان القطُّ الذي ينامُ أحيانا بجانبه أسمنَ منه . وذاتَ يوم ٍ وهو يغط ُّ في فراش غربته نائما ً استيقظ من نومه على صوت مخيف وإذ تمر بجانبه ضبعة ً عليها امرأة ٌ وهي تناديه: حســن ، حسن فَجَمُدَ في فراشه إلى الصباح الباكر . لم يقصص حسن القصص على أحد بل ركب سيارته وظل يمشط الطرقات والأفكار على كاهله تحومُ كالنسور الجائعة جدا وقد رأت جيفة ً في صحراء بحثها عن الطعام . فكر أن يذهب إلى شيخ الجامع ليحكي له وما ردّه إلا تذكار أنه لم يدخل الجامع قط وفكر حسن أن يشكو لأصحابه ولكن هيهات لمن يشكو إلى من يبدي ما يختلج في صدره آهٌ آه ٌ يا حسن ٌ ماذا تفعل الآن .. وظل حسن هكذا إلى الليل وعندما حاول المبيت جاءته الضبعة وعليها امرأة تشبهه إلا أنه أحسنَ وجها منه وأحسن حالا منه. تلاشى خوفُ حسن عندما أحسها قريبة منه،أو بالأحرى شاعرة بأحاسيسه . كان يراها ملاكا في صورة وحش .ولنزعته المعتادة حاول الهرب فلم يقدر ، حاول أن يصرخ ولم يسطع ، نظر إلى أصحابه الذين كانوا هناك فلم يرَهم إما لعدم وجودهم أو لشدة خوف فبادرته بالقول بصوت وكأنه ضخم إلى درجة مالا نهائية والصدى يتجللُ فيه ولم يسمع سوى صوت أسنانه ونادت عليه حسن ، حسن وثم اختفت كالطيف ........ أغمي على حسن لضحى اليوم التالي وعندما استفاق وجد نفسه عند إمام الجامع قد أخذه أحد أخواله إلى إمام الجامع ليقرأ عليه ولم يكد يفتح حسن عينيه حتى أخبر الإمام فرد عليه : لا تخف يا بني فلربما ما مررت به من ملبسات خُيل لك الأمر . دبّت الطمأنينة إلى قلب حسن وفي نومته تلك الليلة لم يرَ شيئا ً ولا الليلة التي تليها والتي تليها وسرعان ما عادت الهمومُ إلى قلبه في أحداث خؤولته وأبوته ، من سيفهمه كيف للناس الذين يأخذون ظاهر الأمور ويهتمون بقشرتها دون الاهتمام بجوهرها أن يقتنعوا به؟ هل سيسفهون أحلامه إن قال لهم أنه يريد أن يبكي على موت أمه التي لم يرها ، هل سيتفهمون قوله إن قال لهم : كم يحتاج امرأة تحضنه كابن لا أكثر لامرأة ٍ تأخذه بين أحضانها وتطبطب عليه.. أنى له بحل يرضي فيه الطرفين ويوافق نفسه وهواه . وقام يمشي باكيا وكأنَّ موسيقى تصويرية وصوتا حزينا يغني له كلماتي هذه :- محتاج ٌ في الزمنِ ِ الأغبْر لفتاة ٍ سبحان الأكبرْ...... إني محتاج لامرأة ٍ في الحسن تفوق بني الأصفر كالصبح حلاوتُها أبدا ً والريق زلال ٌ كالكوثر والشمس تغار إذا طلعت تختال بحسن ٍ لا يحصر محتاج ٌ في الزمنِ ِ الأغبْر لفتاة ٍ سبحان الأكبرْ...... إني محتاج لامرأة ٍ في الحسن تفوق بني الأصفر كالصبح حلاوتُها أبدا ً والريق زلال ٌ كالكوثر والشمس تغار إذا طلعت تختال بحسن ٍ لا يحصر نسب ٌ حسب ٌ أدب ٌ خلق ٌ علم ٌ من جامعة الأزهر أصحو وأنام ُ على حلم كالبلبل أشدو لا أشْعُر والأمنية ُ العظمى كبرت حتى صارت أمرا ً أخطر محتاج ٌ محتاجٌ لهوى ً ينسيني اسمي حتى أحشر وبحثت ُ فلم أر َ آنسة ً في الوصف كرسم ٍ في دفتر ْ أين الحمقاء ُ الفاتنة ُ من تقبل ُ عشقا ً في أسمر ْ من تجعلني في عالمها 0..رمزا ً للقوة ِ لا أقهر ْ عبثا ً حاولت فأين َ أجد ْ كالأم لحمقي لا تضجر ْ تتحملني بطبيعتها وتتدللني مثل الأصغر ْ فمتى ألقاها سيدتي من تلهمني شعر العنتر إني محتاج لانسة في الحسن كمثلك ِ لا أكثر ق ٌ علم ٌ من جامعة الأزهر أصحو وأنام ُ على حلم كالبلبل أشدو لا أشْعُر والأمنية ُ العظمى كبرت حتى صارت أمرا ً أخطر محتاج ٌ محتاجٌ لهوى ً ينسيني اسمي حتى أحشر وبحثت ُ فلم أر َ آنسة ً في الوصف كرسم ٍ في دفتر ْ أين الحمقاء ُ الفاتنة ُ من تقبل ُ عشقا ً في أسمر ْ من تجعلني في عالمها 0..رمزا ً للقوة ِ لا أقهر ْ عبثا ً حاولت فأين َ أجد ْ كالأم لحمقي لا تضجر ْ تتحملني بطبيعتها وتتدللني مثل الأصغر ْ فمتى ألقاها سيدتي من تلهمني شعر العنتر إني محتاج لانسة في الحسن كمثلك ِ لا أكثر امرأة ٌ ، نعم امرأة ٌ هذا ما أحتاجه ، هذا ما سيقيم لي وزنا ،فنحن في قرية الرجل فيها من كان معه فريق من العيال كما إنها ستكون جهة ً تؤويني ، وأخيرا خطرت لي فكرة جهنمية قالها في قرارة نفسه . وتوجه للرجل الطيب الذي عرض عليه مساعدته بادئ ذي بدءٍ وأخبره أنه سوف يتزوج ويريد مساعدته أو قرضه شيئا من المال لبعض الوقت فرحب فشأن مريد الزواج كما سمع في خطبة الجمعة اليتيمة التي حضرها ييسر له الله تعالى كل أمر . وقف صارخا بين دار أخواله وأبيه والسجائر بيدٍ وزجاجة الشراب الروحي بيده الأخرى وأخبرهم أنه سوف يتزوج وسوف يستأجر بيتا فإن اليتيم أصبح أبا وقد رأى وقوف الماء يفسده ، وأخبرهم أنه لن يجامل أحدا مرة أخرى على حساب راحته . وبالفعل أستأجر حسن ٌ بيتا وأثثه ليكون جنته الدنيوية بعد أن أخذ من هذا وهذا أموالا وفي عالم المظاهر فالكل قد تقرب منه . وأعطى أحد أخواله الطيبين أو بالأحرى الأقل شرا صرة ً من النقود ليوافق أن يذهب ليخطب له من أحد ذويهم الأبعدين وبعد ساعة من عرضهم للزواج وافقوا وأعلنت الأفراح ودقت في الناس الليالي الملاح . يا لها من فرحة عارمة ستدخل حياته فسيكون له زوجة تقاسمه الأحزانَ والأوهامَ وتدخل معه ُ مدينة الأحلام بعد خمس وثلاثين عاما وها هو فستان الزفاف قد اشترته العروس وهذا بيته المستأجر قد أصبح أجملَ من يوم بنائه وها هم الناس في المسجد لعقد القرآن كما اعتاد أهل القرية وقد تأخر العريس عنهم ضحك البعض قائلا : من يعتقد أن هذا الصائع سيدخل المسجد فضلا أنه سيتزوج . أرسلوا له شخصا ليستعجله وفي الباب جاء أخوه الذي يدخل المسجد لأول مرة قائلا أن هذا الشخص الذي تجمعتم لعقد قرانه قد انتحر وكأنه قد أحب أن يشاركم حزنه ولو مرة واحدة في حياته عندها قام رجل وقال : إن أمه قد أودعت عندي ذهبا وفضة بعد أن كانت تقطع الليل والنهار خدمة في بيوت الآخرين وأوصتني أن أعطيها لجنينها في مثل بعد أن كانت ترى في المنام مدى يأسه وبؤسه، ولقد حَقَّ الآن أن أعطيها لسعيد فلعل أن يهديه الله ويستفيد من هذا الميراث .[/SIZE] [/QUOTE]
الإسم
التحقق
رد
الرئيسية
المنتديات
,, البُريمِي الأَدَبِيـَة ,,
,, البُريمِي لِلقِصَص والرِوَايات ,,
بقلمي قصة العراء والسماء
أعلى