بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
الحمد لله وحده ، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ، وبعد :
فقد اطلعت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء ، على ما ورد إلى سماحة المفتي العام ، من نائب مدير المكتب التعاوني للدعوة والإرشاد في القويعية ، برقم (5\17\خ) وتاريخ 15\1\1417 هـ ، والمحال إلى اللجنة من الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء ، برقم (894) وتاريخ 9\2\1417ه ، وقد سأل المستفتي سؤالا هذا نصه :
ما حكم رسم الصور التي تعبر عن الآيات ، مثل من يرسم الإبل ويكتب تحتها قوله تعالى : سورة الغاشية الآية 17 ( أَفَلَا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ ) وهكذا. آملين إصدار فتوى بهذا الشأن .
وبعد دراسة اللجنة للاستفتاء أجابت بما يلي :
تفسير آيات القرآن بالرسوم والصور المعبرة عن أحداث القصص من الأشخاص ، من أنبياء الله ورسله - عليهم الصلاة والسلام - والصالحين من عباده ، أو من الكفار والشياطين ، وما فيها من ذكر جماعات من شجر ونحوه ، كل هذا تفسير بدعي محرم لا يجوز فعله ، ولا طبعه ولا نشره ، ويجب الامتناع عنه ، ومنع تداوله مهما كانت نية صاحبه حسنة ، كدعوى تقريب فهم الآيات للصغار ، أو لحديثي العهد بالإسلام ، أو غير ذلك من الأسباب ؛ وذلك لما تشتمل عليه هذه الطريقة في تفسير كتاب الله تعالى من المحاذير الشرعية ، ومنها :
أ- أن هذا العمل سواء كان لرسوم ما فيه روح أو لشجر ونحوه عمل مبتدع في تفسير كتاب الله عز وجل ، يخالف منهج علماء الأمة قديما وحديثا ، وليس هو من طرق التفسير المعروفة عندهم .
2- أن هذا العمل فيه استهانة بحرمة كتاب الله عز وجل ، واستخفاف بمعانيه العظيمة .
3- أن هذا العمل وسيلة للتلاعب بتفسير كتاب الله - تعالى - بالطرق التي لم يشرعها سبحانه .
4- في هذا العمل تمثيل للأنبياء والمرسلين ، وتعريضهم للضحك والاستهانة والاستخفاف بهم ، ففاعله على خطر عظيم ، والاستهزاء والاستهانة بنبي كفر عظيم بنص القرآن العظيم .
5- رسم صور الأنبياء المتخيلة سبب ظاهر لفتنة الشرك بالله تعالى ونقض التوحيد ، كما قص الله علينا خبر الذين اتخذوا ودا وسواعا ويغوث ويعوق ونسرا ، فقال تعالى : سورة نوح الآية 23 ( وَقَالُوا لَا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلَا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلَا سُوَاعًا ) سورة نوح الآية 23 ( وَلَا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا ) سورة نوح الآية 24 ( وَقَدْ أَضَلُّوا كَثِيرًا ) ، فالشرك إنما وقع في قوم نوح لما صوروا هؤلاء الصالحين ، ونصبوا صورهم في مجالسهم ، فآلت بهم الحال إلى عبادتهم .
6- أن تصوير ذوات الأرواح حرام ؛ لدلالة كثير من الأحاديث الصحيحة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في الصحاح والسنن والمسانيد على تحريم تصوير كل ذي روح آدميا كان أو غيره ، وهتك الستور التي فيها الصور ، والأمر بطمس الصور ، ولعن المصورين وبيان أنهم أشد الناس عذابا يوم القيامة ، ونحن نذكر لكم جملة من الأحاديث الصحيحة الواردة في هذا الباب . ففي (الصحيحين) عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال :
قال رسول - صلى الله عليه وسلم - : قال الله عز وجل : ( ومن أظلم ممن ذهب يخلق خلقا كخلقي ، فليخلقوا ذرة أو ليخلقوا حبة أو ليخلقوا شعيرة ) وهذا لفظ مسلم .
وفيهما - أيضا - عن ابن مسعود - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ( إن أشد الناس عذابا يوم القيامة المصورون ) ، ولهما عن ابن عمر - رضي الله عنهما - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ( إن الذين يصنعون هذه الصور يعذبون يوم القيامة ، يقال لهم : أحيوا ما خلقتم ) هذا لفظ البخاري .
وعن عائشة - رضي الله عنها - قالت : دخل على النبي - صلى الله عليه وسلم - وقد سترت سهوة لي بقرام فيه تماثيل ، فلما رآه هتكه وتلون وجهه ، وقال : " يا عائشة ، أشد الناس عذابا عند الله يوم القيامة الذين يضاهئون بخلق الله " . قالت عائشة : فقطعناه فجعلنا منه وسادة أو وسادتين . رواه مسلم وغيره من الأحاديث الكثيرة .
علما أن هذه الطريقة كما يحرم عملها في تفسير آيات القرآن العظيم ، فكذلك يحرم عملها في شرح أحاديث النبي - صلى الله عليه وسلم - ؛ للاشتمال على هذه المحاذير الشرعية نفسها .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
http://www.alifta.com/Search/ResultDetails.aspx?lang=ar&view=result&fatwaNum=&FatwaNumID=&ID=10670&searchScope=3&SearchScopeLevels1=&SearchScopeLevels2=&highLight=1&SearchType=exact&bookID=&LeftVal=0&RightVal=0&simple=&SearchCriteria=allwords&PagePath=&siteSection=1&searchkeyword=ما%20حكم%20رسم%20الصور%20التي%20تعبر%20عن%20الآيات#firstKeyWordFound
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
الحمد لله وحده ، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ، وبعد :
فقد اطلعت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء ، على ما ورد إلى سماحة المفتي العام ، من نائب مدير المكتب التعاوني للدعوة والإرشاد في القويعية ، برقم (5\17\خ) وتاريخ 15\1\1417 هـ ، والمحال إلى اللجنة من الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء ، برقم (894) وتاريخ 9\2\1417ه ، وقد سأل المستفتي سؤالا هذا نصه :
ما حكم رسم الصور التي تعبر عن الآيات ، مثل من يرسم الإبل ويكتب تحتها قوله تعالى : سورة الغاشية الآية 17 ( أَفَلَا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ ) وهكذا. آملين إصدار فتوى بهذا الشأن .
وبعد دراسة اللجنة للاستفتاء أجابت بما يلي :
تفسير آيات القرآن بالرسوم والصور المعبرة عن أحداث القصص من الأشخاص ، من أنبياء الله ورسله - عليهم الصلاة والسلام - والصالحين من عباده ، أو من الكفار والشياطين ، وما فيها من ذكر جماعات من شجر ونحوه ، كل هذا تفسير بدعي محرم لا يجوز فعله ، ولا طبعه ولا نشره ، ويجب الامتناع عنه ، ومنع تداوله مهما كانت نية صاحبه حسنة ، كدعوى تقريب فهم الآيات للصغار ، أو لحديثي العهد بالإسلام ، أو غير ذلك من الأسباب ؛ وذلك لما تشتمل عليه هذه الطريقة في تفسير كتاب الله تعالى من المحاذير الشرعية ، ومنها :
أ- أن هذا العمل سواء كان لرسوم ما فيه روح أو لشجر ونحوه عمل مبتدع في تفسير كتاب الله عز وجل ، يخالف منهج علماء الأمة قديما وحديثا ، وليس هو من طرق التفسير المعروفة عندهم .
2- أن هذا العمل فيه استهانة بحرمة كتاب الله عز وجل ، واستخفاف بمعانيه العظيمة .
3- أن هذا العمل وسيلة للتلاعب بتفسير كتاب الله - تعالى - بالطرق التي لم يشرعها سبحانه .
4- في هذا العمل تمثيل للأنبياء والمرسلين ، وتعريضهم للضحك والاستهانة والاستخفاف بهم ، ففاعله على خطر عظيم ، والاستهزاء والاستهانة بنبي كفر عظيم بنص القرآن العظيم .
5- رسم صور الأنبياء المتخيلة سبب ظاهر لفتنة الشرك بالله تعالى ونقض التوحيد ، كما قص الله علينا خبر الذين اتخذوا ودا وسواعا ويغوث ويعوق ونسرا ، فقال تعالى : سورة نوح الآية 23 ( وَقَالُوا لَا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلَا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلَا سُوَاعًا ) سورة نوح الآية 23 ( وَلَا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا ) سورة نوح الآية 24 ( وَقَدْ أَضَلُّوا كَثِيرًا ) ، فالشرك إنما وقع في قوم نوح لما صوروا هؤلاء الصالحين ، ونصبوا صورهم في مجالسهم ، فآلت بهم الحال إلى عبادتهم .
6- أن تصوير ذوات الأرواح حرام ؛ لدلالة كثير من الأحاديث الصحيحة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في الصحاح والسنن والمسانيد على تحريم تصوير كل ذي روح آدميا كان أو غيره ، وهتك الستور التي فيها الصور ، والأمر بطمس الصور ، ولعن المصورين وبيان أنهم أشد الناس عذابا يوم القيامة ، ونحن نذكر لكم جملة من الأحاديث الصحيحة الواردة في هذا الباب . ففي (الصحيحين) عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال :
قال رسول - صلى الله عليه وسلم - : قال الله عز وجل : ( ومن أظلم ممن ذهب يخلق خلقا كخلقي ، فليخلقوا ذرة أو ليخلقوا حبة أو ليخلقوا شعيرة ) وهذا لفظ مسلم .
وفيهما - أيضا - عن ابن مسعود - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ( إن أشد الناس عذابا يوم القيامة المصورون ) ، ولهما عن ابن عمر - رضي الله عنهما - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ( إن الذين يصنعون هذه الصور يعذبون يوم القيامة ، يقال لهم : أحيوا ما خلقتم ) هذا لفظ البخاري .
وعن عائشة - رضي الله عنها - قالت : دخل على النبي - صلى الله عليه وسلم - وقد سترت سهوة لي بقرام فيه تماثيل ، فلما رآه هتكه وتلون وجهه ، وقال : " يا عائشة ، أشد الناس عذابا عند الله يوم القيامة الذين يضاهئون بخلق الله " . قالت عائشة : فقطعناه فجعلنا منه وسادة أو وسادتين . رواه مسلم وغيره من الأحاديث الكثيرة .
علما أن هذه الطريقة كما يحرم عملها في تفسير آيات القرآن العظيم ، فكذلك يحرم عملها في شرح أحاديث النبي - صلى الله عليه وسلم - ؛ للاشتمال على هذه المحاذير الشرعية نفسها .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
http://www.alifta.com/Search/ResultDetails.aspx?lang=ar&view=result&fatwaNum=&FatwaNumID=&ID=10670&searchScope=3&SearchScopeLevels1=&SearchScopeLevels2=&highLight=1&SearchType=exact&bookID=&LeftVal=0&RightVal=0&simple=&SearchCriteria=allwords&PagePath=&siteSection=1&searchkeyword=ما%20حكم%20رسم%20الصور%20التي%20تعبر%20عن%20الآيات#firstKeyWordFound