شووق قطر
¬°•| مراقبة عامة سابقة وصاحبة العطاء المميز |•°¬
تنبهت الحياة ...حياة نفس إنسان من بني البشر يوماً ما .. تيقظت فيها الروح وسألت صاحبها ...هل تريد تلك الحياة ؟؟
فردت ذات صاحبها : ما هذا السؤال الغريب ..أما تدرين قيمتك أيتها الحياة ؟!..أما تعلمين أهميتك ؟!..كيف تسألين مثل هذا السؤال ؟؟!
دار بخاطر تلك الحياة" أما وقد تجسدت أيام تلك النفس التائهة ، فلا أدرى أين الملاذ ؟..لا أجد جدوى من مرافقتها الطريق "..!!
وكررت الحياة نفس السؤال : فهلا تعتقد أيها الإنسان أن حياتك حقاً تساوى ثمن بقائها ؟!..
فأجابت نفس صاحب تلك الحياة بما لم تتوقعه الحياة لصاحبها يوماً من الأيام ..
أجاب قائلا : أما تدرين بأنك أغلي من أن تضيعي هباءً ..لطالما علمتني الأيام أنك أغلى من أن تضيعي من بين يديّ دون أن تكوني عظمة لهذا الوجود ..
فاستغربت الحياة كلمات تلك النفس وكأنها قد رافقت كل تلك الأيام وطيلة هذه السنون نفس إنسان آخر ، فلم تتخيل يوماً أن تكون تلك هي نظرته ...
وفاجأته الحياة بسؤال : وما تلك العظمة التي تظنها لي ، ومن أين سأستمدها ؟
أجاب الإنسان: أجل .. فلتعلمي أيتها الحياة أن الرسالة هي قيمتك الحقيقية وبدونها ، ما أنت إلا شبح حياة !! لأنك بالرسالة تجدين دوراَ في الحياة ، وأجد أنا لي معك دوراً فيها .. وعندها تكونين لي فيها نعم الرفيق .
ردت الحياة على كلمات الإنسان بكلمات لم ولن ينساها قلب إنسان سمعها يوماً من الأيام .. كلمات تعجز أمامها النفس عن الرد ؟!
قالت :نعم ..طالما أدركت أيها الإنسان ماهيتي في عمرك وقيمتي معك ، فأنت تستحق أن تحياني ، تحياني لتثبت أن الرسالة روح الحياة ...
وما حياة قلب لم تشرق عليه نور الرسالة إلا ظلام!!، تتوه بين أجوائه النفس ، ويضل القلب ..حتى يجد تلك الحياة وقد ضاعت من بين يديه دون أن يعرف متى بدأت ، ولا كيف ستنتهي ؟!
أكّدت الحياة : نعم ..من لم يدرك قيمتي ، فقد كُتب له التيه ..التيه الدائم في ظلمات الحياة ، لا يجد منه مخرجاً إلا أن يدرك قيمتي و أهميتي في رفقته .. فإذا تلمست نفسه تلك الحقيقة وأدركت صحتها ؛ فإنها تتمنى لو أن الحياة قد مدت لها لتبنيها من جديد ..!! وهنا فقط يكون الإنسان قد بدأ الحياة الحقيقية .
توجهت الحياة إلى صاحبها قائلة : عندما تلوح لك الأهداف والأماني والآمال ..، وتجد أيامك قد طوعت من أجل رعاية هذه الأماني وتلك الأهداف ؛ فلتعلم أنه بالفعل قد بدأت حياتك .. فحياتك قد بدأت حين بدأت أيامك تروى عطش رسالتك وتسطر غاياتك واقعاً ، يوماً بعد يوم ..
نعم .. قد بدأت حياتك ..عندما أدركت نفسك نبل تلك الغايات وأنها سبيلك الوحيد في تلك الحياة ..أدركت أنك تعيش حياة واحدة .. وعليك أن تصنع بتلك الحياة الواحدة أعماراً عديدة تحفر بها لك يوماً بعد يوم اسماً في ذاكرة تاريخ الصالحين الناجحين .. أولئك الذين عاشوا في لحظات حياتهم قضية هذا الدين ..
ولأن النفس تحتاج دائماً إلى سلوى تعضدها ، وقدوة تكون لها هي النور الهادي ؛ فإني أسوق إليك كلمات من حياة عظيمة لنفس صالحة أدركت قيمة حياتها ، وسطّرت بأيامها ما لم تسطره أعمار و حياة الكثيرين ...
نفس أدركت قيمة الحياة ، وتحدثت عنها ، وعن السبيل لاستمداد حقيقتها في النفس .. ثم أخبرتنا تجربتها ، فقالت : " إن النفس البشرية حين تستعلي فيها حقيقة الإيمان تستعلي على قوة الأرض وتستهين ببأس الطغاة ، وتنتصر فيها العقيدة على الحياة ، وتحتقر الغناء الزائل إلى جوار الخلود المقيم ..
إنها لا تقف لتسأل ماذا ستأخذ وماذا ستدع ، ماذا ستقبض وماذا ستدفع ؟، ماذا ستخسر وماذا ستكسب ؟، وماذا ستلقى في الطريق من صعاب وأشواك وتضحيات ؟، لأن الأفق المشرق الوضيء أمامها هناك ، فهي لا تنظر إلى شيء في الطريق ...
إن الإسلام عقيدة قلوب ومنهج تربية لهذه القلوب والعاطفة الكريمة تهذب صاحبها ، ولا حياة لفكرة لم تتقمص روح إنسان، ولم تصبح كائناً حياً يدب على وجه الأرض في صورة بشر .. كذلك لا وجود لشخص في هذا المجال لا تعمر قلبه فكرة يؤمن بها في حرارة وإخلاص .
ولنضع نصب أعيننا أن النابهين فينا يقضون الشطر الأول من أعمارهم قبل أن يعرفوا طبيعة الحياة ، أما الآخرون فيخرجون من الحياة الدنيا إلى عالم الآخرة دون أن يتعرفوا عليها !!
ألا فاعلمي أيتها النفس أن أسعد السعداء من عرف غايته وأدى رسالته قبل أن يعجز أو يموت، وأن أشقي الأشقياء من جهل غايته ورسالته، أو غفل عنها وأهملها وشغله متاع الدنيا الزائل إلى أن عجز أو مات ..!!
تلك رسالة من الحياة دونتها نفس صاحبها ، فبماذا تحدثك الحياة ؟ .. وبماذا تبعث إليك من رسائلها .. رسائل الحياة ؟
لا انتظر اجابة ولكن اتمنى ان تجاوبوها لانفسكم
@ممآ رآق لي @