ملاذ الطير
¬°•| مُشرِفَة سابقة |•°¬
نور البصيرة يؤدي إلى حسن الخاتمة !!!
أسعد الله صباحكم / مساءكم جميعاً
أحبائي ما أن يُخبت قلب العبد لرب العالمين ، وتذوق جوارحه لذة النَّصَب في العبادة حتى يفيض الكريم الوهاب على صاحب هذا القلب بنور البصيرة .هذا النور الذي يرافقه في سَيْره إلى الله تعالى ، يهديه إلى مسالك الرشد .فيفرق به بين الحق والباطل ، والصدق والكذب ، والسنة والبدعة .إلى أن يرزقه الله عز وجل حسن الخاتمة .
إن هذا النور منحة ربانية لا تشاهدها الأبصار ، ولا تصفها الكلمات
بل يحسها كل صادق في إيمانه .
قال تعالى : ( أَوَ مَن كَانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَن مَّثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِّنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ )( الأنعام : 122 ) .
فهذا مثل للذي هداه الله بعد الضلالة ، وأضاء بصيرته بنور الحجج والآيات يتأمل بها الأشياء فيميز بين الحق والباطل ويجد الإنسان في قلبه هذا النور فتتكشف له حقائق الوجود وحقائق الحياة وحقائق الناس وحقائق الأحداث التي تجري في هذا الكون وتجري في عالم الناس ويجد الإنسان في قلبه هذا النور فيجد الوضوح في كل شأن وفي كل أمر وفي كل حدث .وجد الوضوح في نفسه وفي نواياه ويجد الوضاءة في خواطره ومشاعره وملامحه ويجد الراحة في باله وحاله وقاله ويجد الرفق واليسر في إيراد الأمور وإصدارها ،ة وفي استقبال الأحداث واستدبارها ويجد الطمأنينة والثقة واليقين في كل حالة وفي كل حين .
قال تعالى : ( قَدْ جَاءَكُم بَصَائِرُ مِن رَّبِّكُمْ فَمَنْ أَبْصَرَ فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ عَمِيَ فَعَلَيْهَاوَمَا أنَا عَلَيْكُم بِحَفِيظٍ ) ( الأنعام : 104 ) .
قال القرطبي : « قد جاءكم آيات وبراهين يُبصر بها ويُستدل . جمع بصيرة وهي الدلالة ، ووصفها بالمجيء لتفخيم شأنها ؛ إذ كانت بمنزلة الغائب المتوقع حضوره للنفس .كما يقال : جاءت العافية ، وقد انصرف المرض » [5] وقال تعالى : ( وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحاً مِّنْ أَمْرِنَا مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الكِتَابُ وَلاَ الإِيمَانُ وَلَكِن جَعَلْنَاهُ نُوراً نَّهْدِي بِهِ مَن نَّشاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ) ( الشورى : 52 ) .
رُوحاً : أي وحياً من أمرنا . وسمَّاه روحاً لأنه تحيا به القلوب الميتة لما فيه من الهداية . وقال تعالى : ( وَاذْكُرْ عِبَادَنَا إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ أُوْلِي الأَيْدِي وَالأَبْصَارِ ) ( ص : 45 ) .
يقول ابن القيم : « أي البصائر في دين الله عز وجل
فبالبصائر يُدرك الحق ويُعرف ، وبالقوة يُتمكن من تبليغه وتنفيذه والدعوة إليه .فهذه الطبقة كان لها قوة الحفظ والفهم في الدين والبصر بالتأويل ، ففجرت من النصوص أنهار العلوم ، واستنبطت منها كنوزها ، ورُزقت فيها فهماً خاصاًَ .كما قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - وقد سُئل : هل خصكم رسول الله صلى الله عليه وسلم بشيء دون الناس ؟ فقال : « لا ، والذي فلق الحبة وبرأ النسمة !
إلا فهماً يؤتيه الله عبداً في كتابه .
فهذا الفهم هو بمنزلة الكلأ والعشب الكثير الذي أنبتته الأرض »
ومن عقوبات المعاصي أنها تُعمي بصيرة القلب ، وتطمس نوره ، وتسد طرق
العلم ، وتحجب مواد الهداية.
وقد قال مالك للشافعي - رحوهما الله - لما اجتمع به ورأى مخايل النجابة عليه : « إني أرى الله تعالى قد ألقى عليك نوراً
فلا تطفئه بظلمة المعصية » .ولا يزال هذا النور يضعف ويضمحل ، وظلام المعصية يقوى حتى يصير القلب في مثل الليل البهيم ...
فكم من مهلكة يسقط فيها ولا يبصرها ، كأعمى خرج بالليل في طريق ذات مهالك ومعاطب ...فيا عزة السلامة ويا سرعة العطب ثم تقوى تلك الظلمات وتفيض من القلب إلى الجوارح فيغشى الوجه منها سواد بحسب قوتها وتزايدها فإذا كان عند الموت ظهرت في البرزخ فامتلأ القبر ظلمة فإذا كان يوم المعاد وحُشر العباد علت هذه الظلمة الوجوه علواً ظاهراً يراه كل أحد.حتى يصير الوجه أسود مثل الحممة ( الفحم ) .
فيا لها من عقوبة لا توازن لذات الدنيا بأجمعها من أولها إلى آخرها.
فاحذر المعاصي فإنها تطفئ نور البصيرة .
قال تعالى : ( وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ المَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ ) ( الأنفال : 24 )
إنها صورة تستوجب اليقظة الدائمة ...والحذر الدائم..
والاحتياط الدائم ...اليقظة لخلجات القلب وخفقاته ولفتاته ...
والحذر من كل همة فيه وكل ميل مخافة أن يكون انزلاقاً ...
والاحتياط الدائم للمزالق والهواتف والهواجس ...
والتعلق الدائم بالله سبحانه مخافة أن يقلب هذا القلب في سهوة من سهواته أو غفلة من غفلاته أو رفعة من رفعاته ...
ولقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو المعصوم يكثر من دعاء :
« اللهم ! يا مقلب القلوب ؛ ثبّت قلبي على دينك ».
فكيف بالناس وهم ليسوا مرسلين ولا معصومين ؟!
اللهم يامقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك
آمين
أسعد الله صباحكم / مساءكم جميعاً
أحبائي ما أن يُخبت قلب العبد لرب العالمين ، وتذوق جوارحه لذة النَّصَب في العبادة حتى يفيض الكريم الوهاب على صاحب هذا القلب بنور البصيرة .هذا النور الذي يرافقه في سَيْره إلى الله تعالى ، يهديه إلى مسالك الرشد .فيفرق به بين الحق والباطل ، والصدق والكذب ، والسنة والبدعة .إلى أن يرزقه الله عز وجل حسن الخاتمة .
إن هذا النور منحة ربانية لا تشاهدها الأبصار ، ولا تصفها الكلمات
بل يحسها كل صادق في إيمانه .
قال تعالى : ( أَوَ مَن كَانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَن مَّثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِّنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ )( الأنعام : 122 ) .
فهذا مثل للذي هداه الله بعد الضلالة ، وأضاء بصيرته بنور الحجج والآيات يتأمل بها الأشياء فيميز بين الحق والباطل ويجد الإنسان في قلبه هذا النور فتتكشف له حقائق الوجود وحقائق الحياة وحقائق الناس وحقائق الأحداث التي تجري في هذا الكون وتجري في عالم الناس ويجد الإنسان في قلبه هذا النور فيجد الوضوح في كل شأن وفي كل أمر وفي كل حدث .وجد الوضوح في نفسه وفي نواياه ويجد الوضاءة في خواطره ومشاعره وملامحه ويجد الراحة في باله وحاله وقاله ويجد الرفق واليسر في إيراد الأمور وإصدارها ،ة وفي استقبال الأحداث واستدبارها ويجد الطمأنينة والثقة واليقين في كل حالة وفي كل حين .
قال تعالى : ( قَدْ جَاءَكُم بَصَائِرُ مِن رَّبِّكُمْ فَمَنْ أَبْصَرَ فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ عَمِيَ فَعَلَيْهَاوَمَا أنَا عَلَيْكُم بِحَفِيظٍ ) ( الأنعام : 104 ) .
قال القرطبي : « قد جاءكم آيات وبراهين يُبصر بها ويُستدل . جمع بصيرة وهي الدلالة ، ووصفها بالمجيء لتفخيم شأنها ؛ إذ كانت بمنزلة الغائب المتوقع حضوره للنفس .كما يقال : جاءت العافية ، وقد انصرف المرض » [5] وقال تعالى : ( وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحاً مِّنْ أَمْرِنَا مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الكِتَابُ وَلاَ الإِيمَانُ وَلَكِن جَعَلْنَاهُ نُوراً نَّهْدِي بِهِ مَن نَّشاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ) ( الشورى : 52 ) .
رُوحاً : أي وحياً من أمرنا . وسمَّاه روحاً لأنه تحيا به القلوب الميتة لما فيه من الهداية . وقال تعالى : ( وَاذْكُرْ عِبَادَنَا إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ أُوْلِي الأَيْدِي وَالأَبْصَارِ ) ( ص : 45 ) .
يقول ابن القيم : « أي البصائر في دين الله عز وجل
فبالبصائر يُدرك الحق ويُعرف ، وبالقوة يُتمكن من تبليغه وتنفيذه والدعوة إليه .فهذه الطبقة كان لها قوة الحفظ والفهم في الدين والبصر بالتأويل ، ففجرت من النصوص أنهار العلوم ، واستنبطت منها كنوزها ، ورُزقت فيها فهماً خاصاًَ .كما قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - وقد سُئل : هل خصكم رسول الله صلى الله عليه وسلم بشيء دون الناس ؟ فقال : « لا ، والذي فلق الحبة وبرأ النسمة !
إلا فهماً يؤتيه الله عبداً في كتابه .
فهذا الفهم هو بمنزلة الكلأ والعشب الكثير الذي أنبتته الأرض »
ومن عقوبات المعاصي أنها تُعمي بصيرة القلب ، وتطمس نوره ، وتسد طرق
العلم ، وتحجب مواد الهداية.
وقد قال مالك للشافعي - رحوهما الله - لما اجتمع به ورأى مخايل النجابة عليه : « إني أرى الله تعالى قد ألقى عليك نوراً
فلا تطفئه بظلمة المعصية » .ولا يزال هذا النور يضعف ويضمحل ، وظلام المعصية يقوى حتى يصير القلب في مثل الليل البهيم ...
فكم من مهلكة يسقط فيها ولا يبصرها ، كأعمى خرج بالليل في طريق ذات مهالك ومعاطب ...فيا عزة السلامة ويا سرعة العطب ثم تقوى تلك الظلمات وتفيض من القلب إلى الجوارح فيغشى الوجه منها سواد بحسب قوتها وتزايدها فإذا كان عند الموت ظهرت في البرزخ فامتلأ القبر ظلمة فإذا كان يوم المعاد وحُشر العباد علت هذه الظلمة الوجوه علواً ظاهراً يراه كل أحد.حتى يصير الوجه أسود مثل الحممة ( الفحم ) .
فيا لها من عقوبة لا توازن لذات الدنيا بأجمعها من أولها إلى آخرها.
فاحذر المعاصي فإنها تطفئ نور البصيرة .
قال تعالى : ( وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ المَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ ) ( الأنفال : 24 )
إنها صورة تستوجب اليقظة الدائمة ...والحذر الدائم..
والاحتياط الدائم ...اليقظة لخلجات القلب وخفقاته ولفتاته ...
والحذر من كل همة فيه وكل ميل مخافة أن يكون انزلاقاً ...
والاحتياط الدائم للمزالق والهواتف والهواجس ...
والتعلق الدائم بالله سبحانه مخافة أن يقلب هذا القلب في سهوة من سهواته أو غفلة من غفلاته أو رفعة من رفعاته ...
ولقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو المعصوم يكثر من دعاء :
« اللهم ! يا مقلب القلوب ؛ ثبّت قلبي على دينك ».
فكيف بالناس وهم ليسوا مرسلين ولا معصومين ؟!
اللهم يامقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك
آمين