ملاذ الطير
¬°•| مُشرِفَة سابقة |•°¬
لون حياة طفلك بفرشاة الثقة
أعزائي بداخل كل منا مساحة من عدم الأمان وعدم الثقة فى النفس وفى العالم ، نتراوح جميعا فى الدرجات، لكن ينمو ذلك تدريجيا منذ لحظتنا الأولى فى الحياة أثناء التشكل الأول لملامحنا.
أتذكر قصة صديقة لى ، كانت تحكى كيف أن أمها وضعت على فمها زجاجة اللبن وهى رضيعة وأسندتها بشىء مما يسمح بتسرب اللبن إلى فم الصغيرة وتركتها لتشترى احتياجاتها من السوق على أن تغيب وقتا قليلا ، وفى هذه اللحظة تسرب جيش من النمل على اللبن المسكوب على وجه الصغيرة ، وجاءت الأم لتكتشف أن جيش النمل منتشر على وجهه الطفلة وجسمها ، بالطبع لا تتذكر صديقتى هذه القصة ، لكن أمها حكتها لها كإحدى نوادر طفولتها .
يمكننى تخيل مشاعر طفلة رضيعة لا تملك من القوة شيئا وهى تصرخ من ألم قرص النمل الممتلىء على وجهها وجسمها وأذنيها وأنفها ، تحاول المقاومة ولا تستطيع ، تكتشف أن لا أحد سينهض لنجدتها ، إحساس صعب يتكون من اللحظة الأولى ليشرح الإحساس بالأمان ، ليس غريبا أن صديقتى ما زالت حتى الآن تشعر بعدم الأمان رغم أنها تعدت سن العشرين من عمرها
أتعجب من القدرة التى نمتلكها نحن الكبار على تشكيل حياة الأطفال ، أشعر وكأن تربيتنا لهم لوحة تتشكل بمزاج فنان ، يمكننى أن أصنع لوحة جميلة لحياة شخص ناجح ممتلىء بالثقة والأمان ، ويمكننى أن أرسم لوحة لحياة رديئة كالأغلبية .
يعتقد البعض أن تأثيرهم فى حياة أطفالهم يبدأ فى سن الخامسة أو أقل قليلا ، لكن الدراسات تشير إلى أن تأثيرنا فى حياة أطفالنا يبدأ منذ لحظة تكوينهم فى الرحم ، فمثلا لدى مريضة مدمنة كانت تأخذ شتى أنواع المخدرات خلال حملها وتتناول الكحوليات فصار طفلها يعانى لاحقا من مشاكل عدة رغم أنها ممتنعة الآن عن التعاطى. أيضا سخرت منى ابنة خالتى بشدة حينما سألتها: هل تتحدثين مع طفلك وهو داخل بطنك ؟ ذلك التأثير الذى نمنحه للجنين ونحن نحدثه برفق وتلك المشاعر الإيجابية تؤثر بشدة عليه وتمنحه إحساسا بالطمأنينة.
يبدأ التأثير الأكبر منذ لحظات وصوله للحياة .. فى دراسة أمريكية حديثة أثبتت وجود علاقة بين الإحساس بالأمان لدى الأطفال الذين كانوا يتناولون رضعاتهم بانتظام . فعندما يشعر الطفل بأنه لن يجوع وليس مضطرا لأن يصرخ بشدة لساعات ستبنى لديه قاعدة الثقة الأساسية والتى ستعتبر أساسا نستكمله فى مراحله الأكبر ، لكن الطفل عندما يصرخ ولا يعرف متى ستستجيب أمه لإرضاعه سيشعر بعدم الثقة و سيستمر معه هذا الإحساس، فى حين أنه لو رضع بشكل منتظم كل ساعتين فلن ينزعج، الشىء نفسه يتكرر إذا ما تركته الأم مبلولا لفترات طويلة.
لابد أن نلبى احتياجات الطفل الأساسية بانتظام وبشكل فورى ، فهو شخص عاجز تماما ومعتمد كليا علينا. عندما نبنى هذه الثقة بشكل راسخ نستطيع أن نستكمل ذلك البناء أو تلك اللوحة فى الفترات التالية ، نعلم الطفل الشعور بالثقة فى نفسه ، والمفتاح هو التشجيع وذكر الإيجابيات ، كلما استخدمت ذلك المفتاح كلما شعر الطفل بالثقة وبأنه مرغوب فيه ، لكن احذر أن تستخدمه بشكل خاطىء ، لا تشجعه على أشياء لم يفعلها ، كأن تفتخر به أمام الآخرين لأنه أشطر طفل فى الفصل وهو ليس كذلك ، يمكن أن تشجعه بقول إنه بذل مجهودا هذه المرة أكثر من أى وقت مضى أو اكتسب مهارة جديدة لم يكن يفعلها من قبل .
من التكنيكات السيئة جدا والتى يستخدمها البعض فى تعليم الطفل الثقة بنفسه وبقدراته أن تتركه يفعل أشياء هو غير مؤهل لها فى مرحلة عمرية بعينها ، جاءت لى أم بطفلها الذى تنتابه نوبات خوف من مجرد نزول الأم إلى الشارع وتركه ، وعندما بدأت الأم تحكى عن ابنها البالغ من العمر سبع سنوات قالت إنها أرادت أن تعلمه الاعتماد على النفس والثقة فى قدراته ، فتركت معه أخته الرضيعة وذهبت للعمل ، وفى أثناء وجودهما معا سقطت الصغيرة على الأرض وظلت تنزف وشعر بالذعر الشديد حتى استعان بالجيران ، ومن بعدها ظل يشعر بالذنب وبعدم الكفاءة والخوف من تركه وحيدا . بالطبع مثل هذا التصرف يشوه الطفل داخليا ، فهو غير مؤهل تماما لتركه مع طفلة صغيرة ، وقيم نفسه بناء على أشياء لن يستطيع فعلها فى هذه المرحلة .
حاليا أصبح لدينا أدوات عدة كالكتب التى تتحدث عن التربية والبرامج التليفزيونية والإنترنت ، فأصبح بإمكاننا رسم لوحات جميلة
.
واخيرا نقول ...... لون حياة طفلك بفرشاة الثقة
__________________
"وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ" أَوْ قَالَ: "وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَوْ أَخْطَأْتُمْ حَتَّى تَمْلَأَ خَطَايَاكُمْ مَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ ثُمَّ اسْتَغْفَرْتُمْ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لَغَفَرَ لَكُمْ وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ" أَوْ: "وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ لَمْ تُخْطِئُوا لَجَاءَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بِقَوْمٍ يُخْطِئُونَ ثُمَّ يَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ فَيَغْفِرُ لَهُمْ".
أعزائي بداخل كل منا مساحة من عدم الأمان وعدم الثقة فى النفس وفى العالم ، نتراوح جميعا فى الدرجات، لكن ينمو ذلك تدريجيا منذ لحظتنا الأولى فى الحياة أثناء التشكل الأول لملامحنا.
أتذكر قصة صديقة لى ، كانت تحكى كيف أن أمها وضعت على فمها زجاجة اللبن وهى رضيعة وأسندتها بشىء مما يسمح بتسرب اللبن إلى فم الصغيرة وتركتها لتشترى احتياجاتها من السوق على أن تغيب وقتا قليلا ، وفى هذه اللحظة تسرب جيش من النمل على اللبن المسكوب على وجه الصغيرة ، وجاءت الأم لتكتشف أن جيش النمل منتشر على وجهه الطفلة وجسمها ، بالطبع لا تتذكر صديقتى هذه القصة ، لكن أمها حكتها لها كإحدى نوادر طفولتها .
يمكننى تخيل مشاعر طفلة رضيعة لا تملك من القوة شيئا وهى تصرخ من ألم قرص النمل الممتلىء على وجهها وجسمها وأذنيها وأنفها ، تحاول المقاومة ولا تستطيع ، تكتشف أن لا أحد سينهض لنجدتها ، إحساس صعب يتكون من اللحظة الأولى ليشرح الإحساس بالأمان ، ليس غريبا أن صديقتى ما زالت حتى الآن تشعر بعدم الأمان رغم أنها تعدت سن العشرين من عمرها
أتعجب من القدرة التى نمتلكها نحن الكبار على تشكيل حياة الأطفال ، أشعر وكأن تربيتنا لهم لوحة تتشكل بمزاج فنان ، يمكننى أن أصنع لوحة جميلة لحياة شخص ناجح ممتلىء بالثقة والأمان ، ويمكننى أن أرسم لوحة لحياة رديئة كالأغلبية .
يعتقد البعض أن تأثيرهم فى حياة أطفالهم يبدأ فى سن الخامسة أو أقل قليلا ، لكن الدراسات تشير إلى أن تأثيرنا فى حياة أطفالنا يبدأ منذ لحظة تكوينهم فى الرحم ، فمثلا لدى مريضة مدمنة كانت تأخذ شتى أنواع المخدرات خلال حملها وتتناول الكحوليات فصار طفلها يعانى لاحقا من مشاكل عدة رغم أنها ممتنعة الآن عن التعاطى. أيضا سخرت منى ابنة خالتى بشدة حينما سألتها: هل تتحدثين مع طفلك وهو داخل بطنك ؟ ذلك التأثير الذى نمنحه للجنين ونحن نحدثه برفق وتلك المشاعر الإيجابية تؤثر بشدة عليه وتمنحه إحساسا بالطمأنينة.
يبدأ التأثير الأكبر منذ لحظات وصوله للحياة .. فى دراسة أمريكية حديثة أثبتت وجود علاقة بين الإحساس بالأمان لدى الأطفال الذين كانوا يتناولون رضعاتهم بانتظام . فعندما يشعر الطفل بأنه لن يجوع وليس مضطرا لأن يصرخ بشدة لساعات ستبنى لديه قاعدة الثقة الأساسية والتى ستعتبر أساسا نستكمله فى مراحله الأكبر ، لكن الطفل عندما يصرخ ولا يعرف متى ستستجيب أمه لإرضاعه سيشعر بعدم الثقة و سيستمر معه هذا الإحساس، فى حين أنه لو رضع بشكل منتظم كل ساعتين فلن ينزعج، الشىء نفسه يتكرر إذا ما تركته الأم مبلولا لفترات طويلة.
لابد أن نلبى احتياجات الطفل الأساسية بانتظام وبشكل فورى ، فهو شخص عاجز تماما ومعتمد كليا علينا. عندما نبنى هذه الثقة بشكل راسخ نستطيع أن نستكمل ذلك البناء أو تلك اللوحة فى الفترات التالية ، نعلم الطفل الشعور بالثقة فى نفسه ، والمفتاح هو التشجيع وذكر الإيجابيات ، كلما استخدمت ذلك المفتاح كلما شعر الطفل بالثقة وبأنه مرغوب فيه ، لكن احذر أن تستخدمه بشكل خاطىء ، لا تشجعه على أشياء لم يفعلها ، كأن تفتخر به أمام الآخرين لأنه أشطر طفل فى الفصل وهو ليس كذلك ، يمكن أن تشجعه بقول إنه بذل مجهودا هذه المرة أكثر من أى وقت مضى أو اكتسب مهارة جديدة لم يكن يفعلها من قبل .
من التكنيكات السيئة جدا والتى يستخدمها البعض فى تعليم الطفل الثقة بنفسه وبقدراته أن تتركه يفعل أشياء هو غير مؤهل لها فى مرحلة عمرية بعينها ، جاءت لى أم بطفلها الذى تنتابه نوبات خوف من مجرد نزول الأم إلى الشارع وتركه ، وعندما بدأت الأم تحكى عن ابنها البالغ من العمر سبع سنوات قالت إنها أرادت أن تعلمه الاعتماد على النفس والثقة فى قدراته ، فتركت معه أخته الرضيعة وذهبت للعمل ، وفى أثناء وجودهما معا سقطت الصغيرة على الأرض وظلت تنزف وشعر بالذعر الشديد حتى استعان بالجيران ، ومن بعدها ظل يشعر بالذنب وبعدم الكفاءة والخوف من تركه وحيدا . بالطبع مثل هذا التصرف يشوه الطفل داخليا ، فهو غير مؤهل تماما لتركه مع طفلة صغيرة ، وقيم نفسه بناء على أشياء لن يستطيع فعلها فى هذه المرحلة .
حاليا أصبح لدينا أدوات عدة كالكتب التى تتحدث عن التربية والبرامج التليفزيونية والإنترنت ، فأصبح بإمكاننا رسم لوحات جميلة
.
واخيرا نقول ...... لون حياة طفلك بفرشاة الثقة
__________________
"وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ" أَوْ قَالَ: "وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَوْ أَخْطَأْتُمْ حَتَّى تَمْلَأَ خَطَايَاكُمْ مَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ ثُمَّ اسْتَغْفَرْتُمْ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لَغَفَرَ لَكُمْ وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ" أَوْ: "وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ لَمْ تُخْطِئُوا لَجَاءَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بِقَوْمٍ يُخْطِئُونَ ثُمَّ يَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ فَيَغْفِرُ لَهُمْ".