【شخص متحدي】
¬°•| عضو فعّال |•°¬
ذكرها بالقرآن الكريم
قال تعــالــى:
((" ُُوَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحاً قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ قَدْ جَاءَتْكُم بَيِّنَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ هَذِهِ نَاقَةُ اللَّهِ لَكُمْ آيَةً فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللَّهِ وَلاَ تَمَسُّوهَ ا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَ كُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ وَاذْكُرُو ا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاءَ مِنْ بَعْدِ عَادٍ وَبَوَّأَك ُمْ فِي الأَرْضِ تَتَّخِذُو نَ مِن سُهُولِهَا قُصُوراً وَتَنْحِتُ ونَ الجِبَالَ بُيُوتاً فَاذْكُرُو ا آلاءَ اللَّهِ وَلاَ تَعْثَوْا فِي الأَرْضِ مُفْسِدِين َ قَالَ المَلأُ الَّذِينَ اسْتَكْبَر ُوا مِن قَوْمِهِ لِلَّذِينَ اسْتُضْعِف ُوا لِمَنْ آمَنَ مِنْهُمْ أَتَعْلَمُ ونَ أَنَّ صَالِحاً مُّرْسَلٌ مِّن رَّبِّهِ قَالُوا إِنَّا بِمَا أُرْسِلَ بِهِ مُؤْمِنُون َ قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَر ُوا إِنَّا بِالَّذِي آمَنتُم بِهِ كَافِرُونَ فَعَقَرُوا النَّاقَةَ وَعَتَوْا عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ وَقَالُوا يَا صَالِحُ ائْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِن كُنتَ مِنَ المُرْسَلِ ينَ فَأَخَذَتْ هُمُ الرَّجْفَة ُ فَأَصْبَحُ وا فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ)) صدق الله العظيم
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :
فقد حث القرآن الكريم الناس لأن يسيروا في الأرض فينقلوا العبرة والعظة من إبادة الله للأمم الظالمة وكيف أباد الله هذه الأمم بعذابه لما طغوا وعتوا .
يقول تعالى : { أَفَلَمْ يَسِيرُواْ فِي الأَرْضِ فَيَنظُرُو اْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَدَارُ الآخِرَةِ خَيْرٌ لِّلَّذِين َ اتَّقَواْ أَفَلاَ تَعْقِلُون َ }
وقال أيضاً : { أَوَ لَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنظُرُو ا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ كَانُوا مِن قَبْلِهِمْ كَانُوا هُمْ أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَآثَاراً فِي الْأَرْضِ فَأَخَذَهُ مُ اللَّهُ بِذُنُوبِه ِمْ وَمَا كَانَ لَهُم مِّنَ اللَّهِ مِن وَاقٍ }
والنظر يكون بالبصر والبصيرة .
قال القرطبي : ببصائرهم وقلوبهم .
والمعنى : أي ألم يسر هؤلاء في أرض عاد وثمود وقوم لوط وغيرهم ليعتبروا بهم " فينظر وا " بقلوبهم " كيف كان " آخر أمر الكافرين قبلهم . " دمر الله عليهم " أي أهلكهم واستأصلهم .
وعلى هذا فالذهاب لهذه الأماكن يتحصل منه الإنسان على العبرة ، لا أن يفعل كما يفعل الجهال من أخذ هذه الأماكن لجلب المرح والفكاهة غير المقصد الذي كان يريده القرآن من السير في هذه الأماكن ،
وقد روي عن الرسول أنه قال :
" لا تدخلوا مساكن الذين ظلموا أنفسهم إلا أن تكونوا باكين حذرا أن يصيبكم مثل ما أصابهم "
وروى البخاري عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما نزل الحجر في غزوة تبوك أمرهم ألا يشربوا من بئرها ولا يستقوا منها .
فقالوا: قد عجنا واستقينا. فأمرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يهريقوا الماء وأن يطرحوا ذلك العجين ..
وفي الصحيح عن ابن عمر أن الناس نزلوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم على الحجر أرض ثمود، فاستقوا من آبارها وعجنوا به العجين، فأمرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يهريقوا ما استقوا ويعلفوا الإبل العجين، وأمرهم أن يستقوا من البئر التي تردها الناقة .
وأخرج الإمام مسلم في كتاب الزهد باب :
لا تداخلوا مساكن الذين ظلموا حديث عَبْد اللّهِ بْنَ عُمَرَ أنه قَالَ :
مَرَرْنَا مَعَ رَسُولِ اللّهِ صلى الله عليه وسلم عَلَىَ الْحِجْرِ .
فَقَالَ لَنَا رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم :
" لاَ تَدْخُلُوا مَسَاكِنَ الّذِينَ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُ مْ، إِلاّ أَنْ تَكُونُوا بَاكِينَ. حَذَراً أَنْ يُصِيبَكُم ْ مِثْلُ مَا أَصَابَهُم ْ"
ثُمّ زَجَرَ فَأَسْرَعَ حَتّىَ خَلّفَهَا .
قال الحافظ ابن حجر في كتابه فتح الباري :
إن هذا النهي لما مروا مع النبي صلى الله عليه وسلم بالحجر ديار ثمود في حال توجههم إلى تبوك .. وفي الحديث الحث على المراقبة ، والزجر عن السكنى في ديار المعذبين ، والإسراع عند المرور بها .
قال القرطبي في قوله تعالى :{ ولقد كذب أصحاب الحجر المرسلين }
ففي هذه الآية التي بين الشارع حكمها وأوضح أمرها مسائل ، استنبطها العلماء واختلف في بعضها الفقهاء .
فأولها :
كراهة دخول تلك المواضع ، وعليها حمل بعض العلماء دخول مقابر الكفار ؛ فإن دخل الإنسان شيئا من تلك المواضع والمقابر فعلى الصفة التي أرشد إليها النبي صلى الله عليه وسلم من الاعتبار والخوف والإسراع .
وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( لا تدخلوا أرض بابل فإنها ملعونة )
ومنازل أصحاب الحجر عندما مر بهم رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ، وهو ذاهب إلى تبوك ، فقنع رأسه وأسرع دابته ، وقال لأصحابه :
" لا تدخلوا بيوت القوم المعذبين إلا أن تكونوا باكين ، فإن لم تبكوا فتباكوا خشية أن يصيبكم ما أصابهم " ( الحديث في الصحاح والسنن ) .
وعلى هذا فقد ثبت كراهية الدخول إلى هذه المواضع فإن اضطرت الإنسان الظروف لاجتياز هذه الأماكن فعليه أن يسرع وأن يستشعر الخوف من الله وأن يستحضر في ذهنه كيف أباد الله هذه الأمم الطاغية ، لا أن يأخذهاالنا س مجالا للمرح والفكاهة
من ما قيل عن دخول هذا المكان . من اقوال الحاضره والشهود والله اعلم
تسمع اصوات صهيل الخيل وضرب السيوف والصراخ والعويل
تقع حجر ( مدائن صالح ) على بعد 22كم شمال شرق مدينة العلا الواقعة في شمال غربي المدينة المنورة وتبعد عنها 395 كم ، وتقع غرب مدينة حائل على بعد 411 كم .
وتقع عند دائرة عرض 47ـ26 شمالاً ال، وخط طول 53ـ37 شرقاً ويطلق الحجر على هذا المكان منذ اقدم العصور ويستمد الحجر شهرته التاريخية من موقعه على طريق التجارة القديم الذي يربط جنوب شبه الجزيرة العربية والشام .
ومن اصحابه المعروفين بقوم ثمود الذي جاء القرآن بذكرهم بأنهم رفضوا دعوة نبي الله صالح وعقرهم الناقة التي أرسلها الله لهم آية .
إن مقومات الاستقرار السكاني منذ قديم الزمان كانت متوفرة في موقع الحجر من حيث موقعها على طريق التجارة ووفرة الماء وخصوبة التربة والحماية الطبيعية المتمثلة في الكتل الصخرية الهائلة والمنتشرة في الموقع .
وعلى ذلك ليس من الغريب أن يكون تاريخ الاستقرار السكاني بالحجر أبعد من التاريخ الذي حدده العلماء ،،
وأفضل دليل على ذلك كتاب الله عز وجل الذي يؤكد أن الحجر كانت مقر لقوم ثمود رغم انه لم يعثر على تاريخ محدد لقوم ثمود بالحجر وقد سيطر اللحيانيون على الحجر بعد إن قضوا على السيادة الديدانية بالعلا .
واستمر حكمهم حتى تغلب الأنباط عليهم وقد أقام الأنباط مستوطناتهم الأولى في شمال الأردن وفلسطين وأٌقدم اثر لهم عثر عليه يعود القرن التاسع قبل الميلاد وبرز دورهم في المنطقة من القرن الرابع قبل الميلاد إلى القرن الثاني ميلادي .
وفي الحجر آثار ثمودية ونبطية ولحيانية قديمة ويبلغ عدد المدافن في مدائن صالح 131مدفناً منها 32 مدفناُ عرف تاريخها وتقع في الفترة من العام الأول قبل الميلاد وحتى العام 75ميلادي
الحجر أو مدائن صالح من الأماكن الأثرية التي يمكن أن يطلق عليها المتحف المفتوح حيث يبلغ مساحة المنطقة الأثرية 13.39كم مربع ، وتضم هذه المساحة آثار قائمة وأخرى تنتظر الكشف عنها و الآثار القديمة .
في الحجر تتمثل في أماكن العبادة والنقوش الصخرية التي تركها الأقوام المتعاقبة وهي آثار ثمودية ولحيانية ونبطية .
ويبلغ عدد المدافن بمدائن صالح 131 مدفناً وتقع جميعها في الفترة من العام الأول قبل الميلاد إلى العام 75ميلادية ، وهي تحمل ملامح فنية رائعة وغاية في الجمال ، فالمقبرة عند أصحاب الحجر لصاحبها وأسرته جيلاً بعد جيل كما نحت أعلاه لوحة سجل عليها وصيته وأن هذه المقبرة تخصه وتخص عائلته وما تشاهده عزيزي الضيف في الموقع ماهو إلا جزء بسيط مما هو على أرض الواقع .
وأهل المنطقة المحليين يطلقون على هذه المدافن القصور لجمالها ومن هذه المدافن أو القصور إن شئت :
قصر الفريد
قصر العجوز
وهو الاسم المعروف به عند أهل المنطقة ويحتل كتلة صخرية مستقلة وسط الرمال ذو واجهة شمالية تشبة واجهة الديوان .
الديوان
وهو معبد نبطي عبارة عن مستطيل غير منظم نحت داخل الصخر وكان يستخدم لممارسة الطقوس الدينية ويصل طول تلك الغرفة 12.80 م و عرضها 9.80 م وارتفاعها 8م
مقابر الأسود
تعرف هذه المدافن بمقابر الأسود نسبة للمخلوقات المنحوتة على بعضها والتي تشبه الأسود وتضم هذه المدافن 21 قبراً وهي من الآثار الموجودة في العلا وهي مقابر لحيانية ومعينية
والـــلـــــــه اعــــلــــم
قال تعــالــى:
((" ُُوَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحاً قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ قَدْ جَاءَتْكُم بَيِّنَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ هَذِهِ نَاقَةُ اللَّهِ لَكُمْ آيَةً فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللَّهِ وَلاَ تَمَسُّوهَ ا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَ كُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ وَاذْكُرُو ا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاءَ مِنْ بَعْدِ عَادٍ وَبَوَّأَك ُمْ فِي الأَرْضِ تَتَّخِذُو نَ مِن سُهُولِهَا قُصُوراً وَتَنْحِتُ ونَ الجِبَالَ بُيُوتاً فَاذْكُرُو ا آلاءَ اللَّهِ وَلاَ تَعْثَوْا فِي الأَرْضِ مُفْسِدِين َ قَالَ المَلأُ الَّذِينَ اسْتَكْبَر ُوا مِن قَوْمِهِ لِلَّذِينَ اسْتُضْعِف ُوا لِمَنْ آمَنَ مِنْهُمْ أَتَعْلَمُ ونَ أَنَّ صَالِحاً مُّرْسَلٌ مِّن رَّبِّهِ قَالُوا إِنَّا بِمَا أُرْسِلَ بِهِ مُؤْمِنُون َ قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَر ُوا إِنَّا بِالَّذِي آمَنتُم بِهِ كَافِرُونَ فَعَقَرُوا النَّاقَةَ وَعَتَوْا عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ وَقَالُوا يَا صَالِحُ ائْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِن كُنتَ مِنَ المُرْسَلِ ينَ فَأَخَذَتْ هُمُ الرَّجْفَة ُ فَأَصْبَحُ وا فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ)) صدق الله العظيم
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :
فقد حث القرآن الكريم الناس لأن يسيروا في الأرض فينقلوا العبرة والعظة من إبادة الله للأمم الظالمة وكيف أباد الله هذه الأمم بعذابه لما طغوا وعتوا .
يقول تعالى : { أَفَلَمْ يَسِيرُواْ فِي الأَرْضِ فَيَنظُرُو اْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَدَارُ الآخِرَةِ خَيْرٌ لِّلَّذِين َ اتَّقَواْ أَفَلاَ تَعْقِلُون َ }
وقال أيضاً : { أَوَ لَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنظُرُو ا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ كَانُوا مِن قَبْلِهِمْ كَانُوا هُمْ أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَآثَاراً فِي الْأَرْضِ فَأَخَذَهُ مُ اللَّهُ بِذُنُوبِه ِمْ وَمَا كَانَ لَهُم مِّنَ اللَّهِ مِن وَاقٍ }
والنظر يكون بالبصر والبصيرة .
قال القرطبي : ببصائرهم وقلوبهم .
والمعنى : أي ألم يسر هؤلاء في أرض عاد وثمود وقوم لوط وغيرهم ليعتبروا بهم " فينظر وا " بقلوبهم " كيف كان " آخر أمر الكافرين قبلهم . " دمر الله عليهم " أي أهلكهم واستأصلهم .
وعلى هذا فالذهاب لهذه الأماكن يتحصل منه الإنسان على العبرة ، لا أن يفعل كما يفعل الجهال من أخذ هذه الأماكن لجلب المرح والفكاهة غير المقصد الذي كان يريده القرآن من السير في هذه الأماكن ،
وقد روي عن الرسول أنه قال :
" لا تدخلوا مساكن الذين ظلموا أنفسهم إلا أن تكونوا باكين حذرا أن يصيبكم مثل ما أصابهم "
وروى البخاري عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما نزل الحجر في غزوة تبوك أمرهم ألا يشربوا من بئرها ولا يستقوا منها .
فقالوا: قد عجنا واستقينا. فأمرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يهريقوا الماء وأن يطرحوا ذلك العجين ..
وفي الصحيح عن ابن عمر أن الناس نزلوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم على الحجر أرض ثمود، فاستقوا من آبارها وعجنوا به العجين، فأمرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يهريقوا ما استقوا ويعلفوا الإبل العجين، وأمرهم أن يستقوا من البئر التي تردها الناقة .
وأخرج الإمام مسلم في كتاب الزهد باب :
لا تداخلوا مساكن الذين ظلموا حديث عَبْد اللّهِ بْنَ عُمَرَ أنه قَالَ :
مَرَرْنَا مَعَ رَسُولِ اللّهِ صلى الله عليه وسلم عَلَىَ الْحِجْرِ .
فَقَالَ لَنَا رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم :
" لاَ تَدْخُلُوا مَسَاكِنَ الّذِينَ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُ مْ، إِلاّ أَنْ تَكُونُوا بَاكِينَ. حَذَراً أَنْ يُصِيبَكُم ْ مِثْلُ مَا أَصَابَهُم ْ"
ثُمّ زَجَرَ فَأَسْرَعَ حَتّىَ خَلّفَهَا .
قال الحافظ ابن حجر في كتابه فتح الباري :
إن هذا النهي لما مروا مع النبي صلى الله عليه وسلم بالحجر ديار ثمود في حال توجههم إلى تبوك .. وفي الحديث الحث على المراقبة ، والزجر عن السكنى في ديار المعذبين ، والإسراع عند المرور بها .
قال القرطبي في قوله تعالى :{ ولقد كذب أصحاب الحجر المرسلين }
ففي هذه الآية التي بين الشارع حكمها وأوضح أمرها مسائل ، استنبطها العلماء واختلف في بعضها الفقهاء .
فأولها :
كراهة دخول تلك المواضع ، وعليها حمل بعض العلماء دخول مقابر الكفار ؛ فإن دخل الإنسان شيئا من تلك المواضع والمقابر فعلى الصفة التي أرشد إليها النبي صلى الله عليه وسلم من الاعتبار والخوف والإسراع .
وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( لا تدخلوا أرض بابل فإنها ملعونة )
ومنازل أصحاب الحجر عندما مر بهم رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ، وهو ذاهب إلى تبوك ، فقنع رأسه وأسرع دابته ، وقال لأصحابه :
" لا تدخلوا بيوت القوم المعذبين إلا أن تكونوا باكين ، فإن لم تبكوا فتباكوا خشية أن يصيبكم ما أصابهم " ( الحديث في الصحاح والسنن ) .
وعلى هذا فقد ثبت كراهية الدخول إلى هذه المواضع فإن اضطرت الإنسان الظروف لاجتياز هذه الأماكن فعليه أن يسرع وأن يستشعر الخوف من الله وأن يستحضر في ذهنه كيف أباد الله هذه الأمم الطاغية ، لا أن يأخذهاالنا س مجالا للمرح والفكاهة
من ما قيل عن دخول هذا المكان . من اقوال الحاضره والشهود والله اعلم
تسمع اصوات صهيل الخيل وضرب السيوف والصراخ والعويل
تقع حجر ( مدائن صالح ) على بعد 22كم شمال شرق مدينة العلا الواقعة في شمال غربي المدينة المنورة وتبعد عنها 395 كم ، وتقع غرب مدينة حائل على بعد 411 كم .
وتقع عند دائرة عرض 47ـ26 شمالاً ال، وخط طول 53ـ37 شرقاً ويطلق الحجر على هذا المكان منذ اقدم العصور ويستمد الحجر شهرته التاريخية من موقعه على طريق التجارة القديم الذي يربط جنوب شبه الجزيرة العربية والشام .
ومن اصحابه المعروفين بقوم ثمود الذي جاء القرآن بذكرهم بأنهم رفضوا دعوة نبي الله صالح وعقرهم الناقة التي أرسلها الله لهم آية .
إن مقومات الاستقرار السكاني منذ قديم الزمان كانت متوفرة في موقع الحجر من حيث موقعها على طريق التجارة ووفرة الماء وخصوبة التربة والحماية الطبيعية المتمثلة في الكتل الصخرية الهائلة والمنتشرة في الموقع .
وعلى ذلك ليس من الغريب أن يكون تاريخ الاستقرار السكاني بالحجر أبعد من التاريخ الذي حدده العلماء ،،
وأفضل دليل على ذلك كتاب الله عز وجل الذي يؤكد أن الحجر كانت مقر لقوم ثمود رغم انه لم يعثر على تاريخ محدد لقوم ثمود بالحجر وقد سيطر اللحيانيون على الحجر بعد إن قضوا على السيادة الديدانية بالعلا .
واستمر حكمهم حتى تغلب الأنباط عليهم وقد أقام الأنباط مستوطناتهم الأولى في شمال الأردن وفلسطين وأٌقدم اثر لهم عثر عليه يعود القرن التاسع قبل الميلاد وبرز دورهم في المنطقة من القرن الرابع قبل الميلاد إلى القرن الثاني ميلادي .
وفي الحجر آثار ثمودية ونبطية ولحيانية قديمة ويبلغ عدد المدافن في مدائن صالح 131مدفناً منها 32 مدفناُ عرف تاريخها وتقع في الفترة من العام الأول قبل الميلاد وحتى العام 75ميلادي
الحجر أو مدائن صالح من الأماكن الأثرية التي يمكن أن يطلق عليها المتحف المفتوح حيث يبلغ مساحة المنطقة الأثرية 13.39كم مربع ، وتضم هذه المساحة آثار قائمة وأخرى تنتظر الكشف عنها و الآثار القديمة .
في الحجر تتمثل في أماكن العبادة والنقوش الصخرية التي تركها الأقوام المتعاقبة وهي آثار ثمودية ولحيانية ونبطية .
ويبلغ عدد المدافن بمدائن صالح 131 مدفناً وتقع جميعها في الفترة من العام الأول قبل الميلاد إلى العام 75ميلادية ، وهي تحمل ملامح فنية رائعة وغاية في الجمال ، فالمقبرة عند أصحاب الحجر لصاحبها وأسرته جيلاً بعد جيل كما نحت أعلاه لوحة سجل عليها وصيته وأن هذه المقبرة تخصه وتخص عائلته وما تشاهده عزيزي الضيف في الموقع ماهو إلا جزء بسيط مما هو على أرض الواقع .
وأهل المنطقة المحليين يطلقون على هذه المدافن القصور لجمالها ومن هذه المدافن أو القصور إن شئت :
قصر الفريد
قصر العجوز
وهو الاسم المعروف به عند أهل المنطقة ويحتل كتلة صخرية مستقلة وسط الرمال ذو واجهة شمالية تشبة واجهة الديوان .
الديوان
وهو معبد نبطي عبارة عن مستطيل غير منظم نحت داخل الصخر وكان يستخدم لممارسة الطقوس الدينية ويصل طول تلك الغرفة 12.80 م و عرضها 9.80 م وارتفاعها 8م
مقابر الأسود
تعرف هذه المدافن بمقابر الأسود نسبة للمخلوقات المنحوتة على بعضها والتي تشبه الأسود وتضم هذه المدافن 21 قبراً وهي من الآثار الموجودة في العلا وهي مقابر لحيانية ومعينية
والـــلـــــــه اعــــلــــم