CR7
¬°•| βu βşɱą |•°¬
بسم الله الرحمن الرحيم ..
إنّ الحمد لله ، نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا ،
من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادى له ، وأشهد أن لا إله إلا الله ، وحده لا شريك له ،
وأشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله
أبعد
أيها المؤمنون، اتقوا الله ربكم واعملوا بخصال التقوى، فإن لتقوى الله جل وعلا خصالاً لا تتم إلا بها.
ومن تلك الخصال ـ يا عباد الله ـ حسن الخلق وصالح السجايا والشيم، فإن من مقاصد البعثة المحمدية إتمام صالح الأخلاق، فإن الله بعث محمدًا على حين فترة من الرسل ليتم به صالح الأخلاق وفاضلها، فعن أبي هريرة مرفوعًا: ((إنما بعثت لأتمم صالح الأخلاق)) رواه أحمد وغيره بسند جيد [1] .
وقد جعل الله تزكية النفوس وإصلاحها بالفضائل والمكرمات إحدى وظائف النبي
عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ
أيها المؤمنون، إن شأن الأخلاق عظيم في هذه الشريعة المباركة؛ إذ هي مبنية على القيام بحقوق الله تعالى، والقيام بحقوق العباد ابتغاء وجه الله تعالى،
فبقدر ما معك من استقامة الخلق بقدر ما معك من استقامة الدين، قال الله تبارك وتعالى في بيان أعظم آيات النبي
خُلُقٍ عَظِيمٍ
وقد جعل النبي
فحسن الخلق ـ أيها المؤمنون ـ صفة من صفات الأنبياء والصديقين والصالحين، بها تنال الدرجات، وترفع المقامات، وهو واجب من الواجبات الدينية،
وفريضة من الفرائض الشرعية، وقد أمر به النبي
وخالق الناس بخلق حسن)) رواه أحمد والترمذي [3].
أيّها المؤمنون، إن لحسن الخلق وطيب الشيم فضائل عديدة في الكتاب والسنة وكلام الأئمة.
فمن فضائل حسن الخلق أمر الله تعالى به في قوله تعالى:
لمكارم الأخلاق وأصول الفضائل.
ومن فضائل حسن الخلق الاقتداء بالنبي
خلقًا وأطيبهم شيمًا، قال الله تعالى:
ومن فضائل حسن الخلق ـ أيها المؤمنون ـ أن به يبلغ المؤمن درجة الصائم القائم، قال
ومن فضائل حسن الخلق ـ أيها المؤمنون ـ أنه يثقل ميزان العبد يوم القيامة، ففي مسند الإمام أحمد أن النبي
يوم القيامة من حسن الخلق)) [5] .
أيها المؤمنون، إن من فضائل حسن الخلق أنه من أسباب القرب من النبي
مني مجلسًا يوم القيامة؟! أحاسنكم أخلاقًا)) [6] .
عباد الله، إن خيرية الرجل لا تقاس بصلاته وصيامه فحسب، بل لا بد من النظر في أخلاقه وشيمه، فعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: لم يكن
رسول الله
أيها المؤمنون، هذه بعض فضائل حسن الخلق، ولو لم يكن فيه إلا ضمان النبي
فاجتهدوا ـ أيها المؤمنون ـ في تحسين أخلاقكم؛ لتحرزوا بذلك تلك الفضائل العظيمة والدرجات الرفيعة والأجور الوفيرة، فقد صدق من قال:
لو أنني خيرت كل فضيلة ما اخترت غير محاسن الأخلاق
اللهم اهدنا لصالح الأعمال والأخلاق، فإنه لا يهدي لصالحها ولا يصرف سيئها إلا أنت.
أقول هذا القول وأستغفر الله لي ولكم.
********************** [1] أخرجه مالك بلاغًا في موطئه (1609)، وأحمد موصولاً في مسنده (8939)، والحاكم في المستدرك (4221)، وقال: "صحيح على شرط مسلم".
[2] أخرجه أحمد (10436) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
[3] أخرجه أحمد (21026)، والترمذي ( 1987)، من حديث أبي ذر رضي الله عنه.
[4] أخرجه أحمد (25010)، والحاكم في المستدرك (199)، وقال: "صحيح على شرطهما" .
[5] أخرجه أحمد (26971) من حديث أبي الدرداء رضي الله عنه.
[6] صحيح ابن حبان (485) من حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما.
[7] أخرجه البخاري في الأدب (6035)، ومسلم في الفضائل (2321).
[8] أخرجه أبو داود في الأدب (4800) من حديث أبي أمامة رضي الله عنه
المصدر ملخص الخطبة: أسلام