سنيوريتا
¬°•| مُشرِفة سابقة |•°¬
بسم الله الرحمن الرحيم
وضعت رأسي على وسادتي في ليلة غاب القمر عن السماء, وساد السكون في الاجواء. وفي صمت... أخذت احدق في الرف الملئ بالكتب والروايات المعلق أمامي. أخذت عيناي تتأملان الرواية تلو الأخرى والعنوان تلو العنوان...وأخذ عقلي يتذكر الأوقات الحالمة التي امضيتها في قراءة كل هذه الروايات. وفجأة...توقفت عيناي عن الترحال بين العناوين والأسماء وأخذت أحدق في رواية محددة... رواية حملتني معها الى عالم آخر...عالم فجر كل ما في قلبي من مشاعر الألم, والسرور, والفرح, والحزن... نعم انه العالم الذي اخذتني اليه رواية
(( نساء صغيرات )).
فقد كانت هذه الرواية هي أولى الروايات التي قرأتها. وهي أيضا الرواية التي شجعتني للغوص في سحرعالم القصص والروايات العالمية والأدبية.
ومازلت أذكر الليالي الطوال التي كنت أسهر فيها فقط لأنهاء الرواية...فيداي لم تجرأى على غلق الكتاب بسهولة...وعيناي جافاهما النوم الى ان انهيها...واخذت اتنقل بين فصولها الواحد تلو الاخر واسبح في أحداثها الشيقة. ومضى الوقت بسرعة ولم اعي الا وأنا اقلب أخر صفحة في الكتاب. بعدها خرجت مني تنهيدة طويلة...تنهيدة الرضى والسرور اللذان اعترياني بعد الانتهاء من قراءتها...ولأصدقكم القول فقد قرأت رواية ((نساء صغيرات)) بما يزيد عن الـ 50 مرة ولم اضجر منها قط بل كنت أحس في كل مرة اقرأها فيها وكأنها المرة الاولى.
ولهذا أردت مشاركة الاعضاء الاعزاء بتقرير روائي بسيط عن هذه الرواية العظيمة. عله ينقل لكم بعض من تلك الأحاسيس التي انتابتني عند قراءتها...
....*~~~ نساء صغيرات ~~~....*
~~ Little Women ~~
( لويزا ماي ألكوت )
(1832 ـ 1888)
المؤلفة في سطور:
كتبت هذه الرواية الرائعة على يد الكاتبه الأمريكية ( لويزا ماي ألكوت ). ولدت لويزا في سنة (1832) في بنسلفينيا وعاشت هي وأخواتها الثلاث على النمط المسيحي المحافظ الذي ربتهن عليه والدتهن.وقد تلقت لويزا تعليمها على يد والدها
( برانسون ألكوت)...
وقد صورت هذه الرواية حياتها مع اخواتها وما واجهها خلال سنوات عمرها.
كان عليها كسب معيشتها في سن مبكرة, فبدأت بأعمال الحياكة والتدريس, ثم اشتغلت ممرضة خلال الحرب الأهلية الأمريكية.
وخلال هذه الحرب شرعت لويزا بكتابة رسائل الى عائلتها تحكي فيها عن الحرب وما جرى من وراءها, وقد نشرت هذه الرسائل لاحقا تحت عنوان
(( صور من مستشفى )).
توفيت لويزا ماي ألكوت في السادس من مارس عام (1888).
من أشهر أعمالها الروائية رواية (( نساء صغيرات )) ( 1868 ) وتعتبر رواية نموذجية للمراهقين....وبخاصة للفتيات.
أما أعمالها الأخرى فتتضمن:
((حكايات الزهور)) (1854) ... ((أجواء)) (1864) ... ((فتاة محافظة)) (1870).
شخصيات الرواية
ـ السيد مارش: والد الفتيات الاربعة. رحل مع الجيش عند اندلاع الحرب ليساعد في العناية بالمرضى والجرحى
ـ السيدة مارش والدة الفتيات. امرأة طيبة ذات قلب كبير وطيب, كرست وقتها للعناية بالجنود, تطهو لهم الطعام الساخن...الخ
ـ ميغ ( ميغين ): الأبنة الكبرى في عائلة مارش, فتاة جميله في السادسة عشرة من عمرها, ذات شعر بني وعينين بنيتين كبيرتين. فتاة هادئة ورزينة
ـ جو ( جوزيفين ): الأبنة الثانية في العائلة, طويلة ونحيلة, ذات عينين رماديتين وشعر جميل بلون بني يميل الى الأحمرار. تحب الجري وتسلق الأشجار وتقوم بالأشياء التي يحب الفتيان القيام بها. وكانت تتمنى أن تصبح في المستقبل كاتبة عظيمة.
ـ بيث ( الليزابيث ): الأبنة الثالثة ذات الثلاث عشرة ربيعا, ذات عينين براقتين ووجه لطيف كوردة. كانت لطيفة وعميقة التفكير, ولكنها لا تجرؤ على الكلام مع أشخاص لا تعرفهم. تحب الموسيقى جدا وبالاخص العزف على البيانو.
ـ آيمي: الأخت الصغرى في العائلة التي كانت في الثانية عشرة فقط, تميزت بين أخواتها بشعرها الذهبي ( الذي كانت فخورة به ) وعينيها الزرقاوتين, وبشرتها البيضاء. دائما تعتقد نفسها شخصا مهما وتحلم بأن تكبر لتصبح امرأة جذابة وتتزوج رجلا غنيا.
ـ حنة (hannah): >الخادمة العجوز التي تعيش مع عائلة مارش منذ ولادة ميغ. كانت محبوبة من الجميع وكانت صديقة أكثر منها خادمة.
ـ لوري لورانس: الصبي الذي يسكن مع جده في المنزل المجاور لعائلة مارش. فتى طويل في السادسة عشرة من عمره. اسمه الحقيقي هو (ثيودور) ولكنه يكرهه لأن الاولاد الأخرين كانو يسخرون منه وينادونه (دورا). عقد صداقة قوية مع الفتيات الأربعة. ومع مرور الزمن بدأ قلبه يميل الى جو.
ـ الجد لورانس جد لوري. يهابه لوري كثيرا الا أن جو قالت عنه ( أنا متأكدة من أنني لن أخافه. لديه عينان طيبتان, حتى وان كان فمه غليظا ) الجد كحفيده تماما عقد صداقة متينة مع عائلة مارش ولكنه يفضل بيث على أخواتها الثلاثة لأنها تذكره بأبنته الراحلة.
ـ السيد بروك المعلم الخاص للوري والذي يقع بحب ميغ ويتزوجها فيما بعد.
ـ السيد باير الماني الجنسية من برلين. في الاربعين من عمره. تقابله جو عندما تذهب الى نيويورك وتعجب به ويبادلها الاعجاب الى أن يتحول الى حب متبادل بين الطرفين.
نبذة عن الرواية
تحكي هذه الرواية عن حياة أربع فتيات ( ميغ ـ جوـ بيث ـ آيمي...مارش ) عاشوا في زمن الحرب التي اندلعت بين الشمال والجنوب في الولايات المتحدة الأمريكية. وقد رحل والدهم مع الجيش ليساعد في العناية بالمرضى والجرحى. وقد كانت عائلة مارش في الماضي من العائلات الغنية الا أن والدهم فقد أمواله وهو يحاول مساعدة صديق له.
عانت العائلة من الفقر المتقع الا أن هذا لم يمنعها من مساعدة الفقراء والتخلي عن متعهن في سبيل اسعاد أي شخص محتاج. وبسبب طيبة قلبهن واخلاقهن تتعمق أواصر الصداقة بينهم وبين السيد العجوز وحفيده في المنزل المجاور.
تمر العائلة بسلسلة من المواقف المحزنه ولكنها بالمقابل لا تخلو من الواقف السعيدة والمفرحة والتي تحرك مشاعر القارئ عند قراءته لهذه الرواية.
تمر العائلة في الفصول الاخيرة من الرواية بحادثه مفجعة تدمع العين وهي وفاة احدى الشقيقات اثر اصابتها بالمرض. الا ان العائلة تواجه هذه الحادثة بصبر حتى وان كانت قلوبهن تتألم حزنا.
الا ان الاحزان لا تدوم الى الابد فكل واحده من الشقيقات الثلاثة شقت طريقها في الحياة و كونت لها عائلتها الصغيرة الخاصة وحققن احلامهن وامانيهن.
رواية (( نساء صغيرات)) من الروايات الرائعة في الادب العالمي. وانصح الكل بقراءتها. فهي توضح كيف أن الإنسان يستطيع مواجهة أصعب الظروف وأقساها لو انه تحلى بالإيمان وواجه هذه المشاكل بصبر. كما توضح أن التكاتف العائلي هو أساس مواجهة مصاعب الحياة.
كما توضح أن الإرادة القوية والتصميم توصل المرء إلى مبتغاه.
وأنا اعتقد بأن أي شخص يريد الدخول الى عالم الروايات العالمية عليه البدء بهذه الرواية.
مقطع من الرواية اعجبني
كانت الرساله الموجهة الى عائلة مارش من والدهن طويلة وكان القسم الاخير مرسلا الى الفتيات. فقد كتب السيد مارش الى زوجته قائلا: " أرسل اليهن حبي. اخبريهن كم افكر بهن واصلي من اجلهن. ستمر سنة كاملة قبل أن أراهن ثانية. أخبريهن أن يستفدن من أوقاتهن, وأن يعملن بجد. أعرف انهن طفلات صالحات ومحبات, وانهن سيهتمين بك وسيقمن بواجباتهن. آمل أن تفعل كل واحدة من بناتي ما بوسعها لتحارب ضعفها, وبذلك عندما أعود سأكون فخورا بنسائي الصغيرات. ))
منقول