أول تفجير صاروخي على القمر بحثًا عن مصادر للمياه
مفكرة الإسلام: أجرت وكالة أبحاث الفضاء والطيران الأمريكية "ناسا"، اليوم الجمعة، عملية تفجير مزدوجة على سطح القمر هى الأولى من نوعها في تاريخ البشرية، وذلك بحثًا عن مصادر للمياه ضمن السطح الصخرى للقمر.
وقامت مركبة فضائية بإسقاط صاروخ على سطح القمر تلاه بعد نحو أربع دقائق سقوط القمر الصناعى "لكروس" الخاص برصد "الفوهات القمرية" ليرتطم هو الآخر بسطح القمر .
وتهدف ناسا من عملية التفجير هذه إلى التأكد من وجود مياه فى تربة القمر حيث من المتوقع أن يحدث الصاروخ سحابة كثيفة من الغبار يقدرها المسئولون فى ناسا بنحو 2200 كيلوجرام بحيث يمكن للقمر "لكروس" قياس نسبة المياه فى تربة القمر وإرسال نتائج فورية إلى الأرض قبل أن يتحطم عند القطب الجنوبى للقمر .
ونقلت شبكات التلفزة العالمية مشاهد هذا التصادم الفضائى فى بث حى عرضته ناسا باستخدام التليسكوب الفضائى العملاق "هابل". كما رصدت عملية التفجير مئات التليسكوبات والمراصد الفلكية الأخرى بمختلف أنحاء العالم التى أتيحت أمامها فرصة نادرة لالتقاط صور لهذا الحدث الفريد.
ماء في تربة القمر:
وكان بحث جديد قد أفاد بأن سطح القمر يحوي نحو لتر من الماء في كل طن من تربته. وكشفت الصور التي التقطت بواسطة ثلاث مركبات فضائية مختلفة، بما في ذلك أول بعثة قمرية للهند، عن الدليل الكيميائي لوجود كل من الماء وجزيء قريب الشبه يدعي هيدروكسيل في أنحاء سطح القمر.
وقال العلماء: إن مجسات كل المركبات الثلاث تشاندرايان-1 وديب إمباكت وكاسيني وجدت أن القمر امتص ضوء الأشعة تحت الحمراء بأطوال موجية متسقة مع وجود الماء أو هيدروكسيل، جزيء مشابه له ذرة هيدروجين، في حين أن الماء به ذرتان. وتشير التغيرات في إشارة الأشعة تحت الحمراء إلى وجود كلا العنصرين على سطح القمر.
وبهذه النتائج ينقلب الإجماع القديم القائل بأن القمر جاف تمامًا. ومع ذلك لا تشير البيانات إلى وجود كمية كبيرة من الماء هناك أو أن أيًا منه سائل أو حتى متجلد.
وعلقت قائدة فريق تشاندرايان-1 على الأمر بقولها: "عندما نقول: إن هناك ماء على القمر لا نعني بذلك بحيرات أو محيطات أو حتى بركا طينية. فالماء على القمر يعني جزيئات ماء وهيدروكسيل تتفاعل مع جزيئات الصخور والتراب بطريقة خاصة في الملليمترات العلوية لسطح القمر".
وأضافت أن الأمر يحتاج إلى نحو 730 مترًا مربعًا من التراب لإنتاج شربة ماء واحدة.وقال العلماء: إن بعض هذا الماء القمري يمكن أن يكون قد وصل إلى القمر مع المذنبات، لكن معظمه يمكن أن يكون قد تولد على القمر نفسه بواسطة التفاعلات بين صخور السيليكات والرياح الشمسية، وهي تيار من الجسيمات المتولدة من الشمس تحتوي على ذرات هيدروجين موجبة الشحنة.
وحيث إن القمر يفتقر إلى غلاف جوي ومجال مغناطيسي مثل الأرض لحمايته من الرياح الشمسية، فإن صخوره تكون تحت قصف مستمر. وعندما تضرب ذرات الهيدروجين هذه الصخور القمرية قد تعمل على تفتيت الروابط الكيميائية وتحرير ذرات الأكسجين لتتحد مع الهيدروجين وتشكل الماء وهيدروكسيل.
وقد أحيا هذا الاكتشاف آمال إنشاء قاعدة قمرية مجهزة بالبشر. فطالما تمنى العلماء أن يتمكن رواد الفضاء من التمركز على القمر واستخدام الماء المكتشف هناك للشرب واستخلاص الأكسجين للتنفس واستخدام الهيدروجين كوقود.
يذكر أن عدة دراسات سابقة أشارت إلى احتمال وجود جليد في فوهات البراكين حول أقطاب القمر، لكن لم يتمكن العلماء من تأكيد هذه الشكوك.
ومن المعلومات المعروفة عن القمر أن عمره نحو 4.6 مليارات عام، وهو نفس عمر الأرض تقريبًا. ويعتقد أنه تشكل من سحابة غبار ضخمة عندما ارتطم كوكب شارد بالأرض. وهو يبعد عن الأرض 383 ألف كلم وجاذبيته سدس جاذبية الأرض.