قالت دراسة أميركية إن إحدى الشركة الكبرى نجحت عبر المكافآت المادية في حفز موظفيها على الإقلاع عن التدخين مقارنة بآخرين اكتفت بمجرد تزويدهم بالمعلومات عن فوائد الإقلاع عنه. وتجلى ذلك في ارتفاع معدلات التحاق الموظفين ببرامج الإقلاع وإتمامهم له خلال ستة أشهر من انضمامهم لمشروع الدراسة، بحسب "مَديكَل نيوزتوديه".
أجرى الدراسة باحثون بعدة مؤسسات علمية بقيادة كيفن ڤولب، الباحث بجامعة بنسلڤانيا، ونشرت حصيلتها مؤخرًا بدورية "نيوإنغلَند جورنال أوڤ مديسِن".
ومعلوم أن التدخين هو السبب الأبرز (الممكن درؤه) للوفاة المبكرة بالولايات المتحدة. وكان مؤلفو هذه الدراسة قد ذكروا أن دراسات سابقة بحثت دور الحوافز المالية في الإقلاع عن التدخين لم تظهر نتائج واعدة، لكنهم عزوا ذلك لعدم كفاية الحوافز أو لقلة الدراسات ذاتها.
"
قام الباحثون بتجنيد 878 مدخنا مشاركاً، جميعهم من موظفي شركة جنرال إليكتريك متعددة الجنسيات، ويعملوا في 85 موقعاً بمختلف أنحاء الولايات المتحدة، وتم تقسيمهم عشوائياً إلى مجموعتين
"
878 متطوعا
في الدراسة الجديدة، قام الباحثون بتجنيد 878 مدخنا مشاركا، جميعهم من موظفي شركة جنرال إليكتريك المتعددة الجنسيات، ويعملون في 85 موقعا بمختلف أنحاء الولايات المتحدة، وتم تقسيمهم عشوائيا إلى مجموعتين، تضم الأولى 442 موظفا تلقوا معلومات حول الإقلاع عن التدخين.
وتلقت المجموعة الأخرى (436 موظفا) نفس المعلومات، علاوة على حوافز مالية تشمل 100 دولار، إذا أكملوا برنامجا دراسيا للإقلاع عن التدخين، و250 دولارا لدى الإقلاع عنه خلال ستة شهور من الالتحاق بالبرنامج، و400 دولار إذا استمروا في الامتناع عن التدخين لستة أشهر أخرى.
كذلك خضع العمال لاختبارات بيوكيميائية، للتأكد من موقفهم إزاء التدخين تحديدا، ولم تكتف الدراسة بالركون لما يقوله العمال. وسجّل الباحثون بيانات أخرى عن المشاركين كموقع عملهم، ونوع مهام العمل (خفيفة أو ثقيلة)، ومقدار التدخين ومستوى الدخل (المالي).
وكان المعيار الرئيس لمحصلة الدراسة هو الإقلاع عن التدخين بعد 9 أو 12 شهرًا من الالتحاق بالدراسة، اعتمادًا على ما إذا كان المشاركون قد توقفوا عن التدخين لثلاثة أشهر أو ستة.
أما المعايير الثانوية لمحصلة الدراسة فهي الإقلاع عن التدخين خلال ستة أشهر من الالتحاق بالدراسة، وكذلك عدد الذين شاركوا في برامج الإقلاع وأكملوها.
وأظهرت النتائج أنه بعد 9 أشهر أو 12 شهرا من المشاركة في الدراسة، حققت مجموعة الحوافز المالية معدلات إقلاع عن التدخين نسبتها 14.7% في حين سجلت المجموعة الأخرى نسبة 5% فقط.
بعد 15 أو18 شهرًا من بدء الدراسة، استمرت الفجوة الإحصائية بين المجموعتين في نسب الإقلاع عن التدخين (9.4% للحوافز مقابل 3.6% للمعلومات).
كذلك حققت مجموعة الحوافز معدلات أعلى أيضا في الالتحاق بالدراسة (15.4%) مقارنة بالمجموعة الأخرى (5.4%)، وفي إتمام برنامج الإقلاع عن التدخين (10.8 مقابل 2.5%).
وحققت مجموعة الحوافز معدل إقلاع عن التدخين أعلى خلال الأشهر الستة الأولى بعد الالتحاق بالدراسة (20.9%، مقارنة بمجموعة المعلومات فقط 11.8%).
"
خلص الباحثون إلى أن نجاح برامج الحوافز يتوقف على حسن تصميمها وكفاية الدعم المالي للمشروع
"
التصميم الجيد
وخلص الباحثون إلى أن دراسة موظفي شركة واحدة كبرى، أظهرت أن الحوافز المالية زادت معدلات الإقلاع عن التدخين بشكل كبير، وأن نجاح برامج الحوافز يتوقف على حسن تصميمها وكفاية الدعم المالي للمشروع، فالبرامج المماثلة ذات الميزانيات الصغيرة قليلة الأثر.
وقد أظهرت الدراسة أن النجاح في إقلاع الأفراد عن التدخين، واستمرارهم كذلك لستة أشهر أو أكثر، يعني وجود فرصة للكفاح للاستمرار في الامتناع بجهودهم الخاصة.
يشار إلى أن معظم المشاركين في الدراسة من المتطوعين البيض أصحاب التعليم العالي، لذلك لا يمكن الجزم بكون النتائج ستنطبق على خلفيات إثنية واجتماعية واقتصادية أخرى، أو أنها ستختلف باختلاف الحوافز المالية.
المصدر: الجزيرة