الرئيسية
المنتديات
المشاركات الجديدة
بحث بالمنتديات
ما الجديد
المشاركات الجديدة
جديد مشاركات الحائط
آخر نشاط
الأعضاء
الزوار الحاليين
مشاركات الحائط الجديدة
البحث عن مشاركات الملف الشخصي
تسجيل الدخول
تسجيل
ما الجديد
البحث
البحث
بحث بالعناوين فقط
بواسطة:
المشاركات الجديدة
بحث بالمنتديات
قائمة
تسجيل الدخول
تسجيل
Install the app
تثبيت
الرئيسية
المنتديات
.| البُرِيِمِي العَـامِـهْ|.
,, البُريمِي لِـ/ الهَمسَات الإسلَامية ,,
"(¯`•._.• أتود مرافقة الحبيب فى الجنة؟ •._.•´¯)"
تم تعطيل الجافا سكربت. للحصول على تجربة أفضل، الرجاء تمكين الجافا سكربت في المتصفح الخاص بك قبل المتابعة.
أنت تستخدم أحد المتصفحات القديمة. قد لا يتم عرض هذا الموقع أو المواقع الأخرى بشكل صحيح.
يجب عليك ترقية متصفحك أو استخدام
أحد المتصفحات البديلة
.
الرد على الموضوع
الرسالة
<blockquote data-quote="البريمي نظر عيني" data-source="post: 210805" data-attributes="member: 1546"><p><span style="font-size: 18px"><span style="color: Red">نص الحديث:</span></span></p><p><span style="font-size: 18px"><span style="color: Red"></span></span></p><p><span style="font-size: 18px"><span style="color: Red">عن ربيعة بن كعب الأسلمي رضي الله عنه قال: كنت أبيت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتيته بوضوئه وحاجته فقال لي: " سل؟ ". فقلت: أسألك مرافقتك في الجنة، قال: " أو غير ذلك" قلت: هو ذاك. قال: " فأعني على نفسك بكثرة السجود ".</span></span></p><p><span style="font-size: 18px"><span style="color: Red"></span></span></p><p><span style="font-size: 18px"><span style="color: Red">وقد جاء مطولاً عند أحمد في المسند عن ربيعة بن كعب رضي الله عنه قال: كنت أخدم رسول صلى الله عليه وسلم وأقوم له في حوائجه نهاري أجمع، حتى يصلي رسول الله صلى الله عليه وسلم العشاء الآخرة، فأجلس ببابه! إذا دخل بيته، أقول: لعلها أن تحدث لرسول الله صلى الله عليه وسلم حاجة، فما أزال أسمعه يقول: سبحان الله! سبحان الله! سبحان الله! وبحمده حتى أمل، فأرجع أوتغلبني عيني فأرقد، قال: فقال لي يوماً لما يرى من خفتي له وخدمتي إياه: " سلني يا ربيعة أعطك " قال فقلت: أنظر في أمري يا رسول الله، ثم أعلمك ذلك؟ قال: ففكرت في نفسي فعرفت أن الدنيا منقطعة زائلة، وأن لي فيها رزقاً سيكفيني ويأتيني، قال فقلت: اسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم لآخرتي فإنه من الله - عز وجل – بالمنزل الذي هو به، قال: فجئت فقال: " ما فعلت يا ربيعة ؟ " قال فقلت: نعم يا رسول الله صلى الله عليه وسلم أسألك أن تشفع لي إلى ربك فيعتقني من النار، قال فقال: " من أمرك بهذا يا ربيعة ؟ " قال: فقلت: لا والله الذي بعثك بالحق ما أمرني به أحد ولكنك لما قلت: سلني أعطك وكنت من الله بالمنزل الذي أنت به نظرت في أمري وعرفت أن الدنيا منقطعة وزائلة، وأن لي فيها رزقاً سيأتيني، فقلت: أسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم لآخرتي، قال: فصمت رسول الله صلى الله عليه وسلم طويلاً، ثم قال لي: " إني فاعل، فأعني على نفسك بكثرة السجود " .</span></span></p><p><span style="font-size: 18px"><span style="color: Red"></span></span></p><p><span style="font-size: 18px"><span style="color: Red">معانى المفردات </span></span></p><p><span style="font-size: 18px"><span style="color: Red"></span></span></p><p><span style="font-size: 18px"><span style="color: Red">" بوَضوئه " بفتح الواو ماء الوضوء.</span></span></p><p><span style="font-size: 18px"><span style="color: Red"></span></span></p><p><span style="font-size: 18px"><span style="color: Red">" مرافقتك " بالنصب بتقدير أسألك.</span></span></p><p><span style="font-size: 18px"><span style="color: Red"></span></span></p><p><span style="font-size: 18px"><span style="color: Red">" أو غير ذلك " يحتمل فتح الواو أي أتسأل ذلك وغيره أم تسأله وحده؟ وسكونها أي تسأل ذلك أم غيره؟</span></span></p><p><span style="font-size: 18px"><span style="color: Red"></span></span></p><p><span style="font-size: 18px"><span style="color: Red">" هو ذلك " أي المسئول ذلك لا غير.</span></span></p><p><span style="font-size: 18px"><span style="color: Red"></span></span></p><p><span style="font-size: 18px"><span style="color: Red">" فأعني على نفسك " أي كن لي عوناً في إصلاح نفسك بكثرة السجود ونحوه.</span></span></p><p><span style="font-size: 18px"><span style="color: Red"></span></span></p><p><span style="font-size: 18px"><span style="color: Red">المعنى الإجمالي:</span></span></p><p><span style="font-size: 18px"><span style="color: Red"></span></span></p><p><span style="font-size: 18px"><span style="color: Red">كان ربيعة بن كعب الأسلمي رضي الله عنه يبيت مع رسول صلى الله عليه وسلم فيأتيه بالماء ليتوضأ به، وبما يريده من الأمور الأخرى، فما كان من الرحمة المهداة، والهادي البشير، والسراج المنير، والشاكر لرب العالمين، والذي قال كما في حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "... ومن صنع إليكم معروفاً فكافئوه، فإن لم تجدوا ما تكافئونه فادعوا له حتى تروا أنكم قد كافأتموه " </span></span></p><p><span style="font-size: 18px"><span style="color: Red"></span></span></p><p><span style="font-size: 18px"><span style="color: Red">. فما كان منه إلا أن طلب من ربيعة أن يسأله ما يريد، وذلك مكافأة منه صلى الله عليه وسلم لربيعة لما رأى من شدة خدمته له، وحيازته شرف خدمته صلى الله عليه وسلم, وعنايته بذلك، وكان ربيعة كغيره من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يعلم أن الدنيا منقطعة زائلة، وأنها لا تساوي عند الله جناح بعوضة، وأنه لن تموت نفسٌ حتى تستكمل أجلها ورزقها، فما كان من ربيعة إلا أن سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يحقق له ذلك الهدف النبيل، والغاية المحمودة، والتي كان يسعى دائما لتحقيقها، وهي مرافقة النبي صلى الله عليه وسلم في الجنة، وأنعم بها من رفقة، وأنعم بهم من رفاق، قال الله - تعالى-: { وَمَن يُطِعِ اللّهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا} . وهذا طلب غال، وهدف نبيل لا يسعى إلى طلبه وتحقيقه إلا أصحاب الهمم العالية، والنفوس المطمئنة، والذين علموا أنهم أبناء الآخرة، والذين باعوا الحياة الدنيا الفانية واشتروا الحياة الآخرة الباقية.</span></span></p><p><span style="font-size: 18px"><span style="color: Red"></span></span></p><p><span style="font-size: 18px"><span style="color: Red">فلبى النبي صلى الله عليه وسلم طلبه، ولكنه طلب منه بذل السبب لبلوغ تلك المنزلة، وذلك بأن يعينه على نفسه بكثرة الخضوع والسجود للرب المعبود.</span></span></p><p><span style="font-size: 18px"><span style="color: Red"></span></span></p><p><span style="font-size: 18px"><span style="color: Red">بعض فوائد الحديث:</span></span></p><p><span style="font-size: 18px"><span style="color: Red"></span></span></p><p><span style="font-size: 18px"><span style="color: Red">في هذا الحديث فوائد فريدة، وحكم سديدة؛ منها:</span></span></p><p><span style="font-size: 18px"><span style="color: Red"></span></span></p><p><span style="font-size: 18px"><span style="color: Red">1- أن السجود سبب لرفع الدرجات، وحط الخطايا والسيئات؛ كما جاء في حديث عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما من مسلم يسجد لله سجدة إلا يرفعه الله بها درجة وحط عنه خطيئة " .</span></span></p><p><span style="font-size: 18px"><span style="color: Red"></span></span></p><p><span style="font-size: 18px"><span style="color: Red">2- أن السجود سبب من أسباب حصول الشفاعة والفوز بالجنة؛ لما روي عن كعب قوله: أسألك أن تشفع لي إلى ربك فيعتقني من النار؟...فقال: " أعني بكثرة السجود ".</span></span></p><p><span style="font-size: 18px"><span style="color: Red"></span></span></p><p><span style="font-size: 18px"><span style="color: Red">3 - أن أقرب حالة، وأفضل هيئة السجود، فإذا ما دعا الساجد ربه وهو على تلك الحالة أجابه، وإذا ما سأله أعطاه، لما روي عنه صلى الله عليه وسلم " أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد " 7. وقال الله - تعالى- لنبيه: { كَلَّا لَا تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ} .</span></span></p><p><span style="font-size: 18px"><span style="color: Red"></span></span></p><p><span style="font-size: 18px"><span style="color: Red">4- أن السجود سمة من سمات عباد الله الصالحين، قال تعالى: { رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ } .</span></span></p><p><span style="font-size: 18px"><span style="color: Red"></span></span></p><p><span style="font-size: 18px"><span style="color: Red">5- فضيلة ومنقبة لربيعة بن كعب رضي الله عنه، وذلك أنه كان ممن يخدم النبي صلى الله عليه وسلم, وعلو همته، وشرف وحسن مقصده، ورغبته عن الدنيا، وحبه للآخرة.</span></span></p><p><span style="font-size: 18px"><span style="color: Red"></span></span></p><p><span style="font-size: 18px"><span style="color: Red">6- الحث والترغيب في كثرة السجود.</span></span></p><p><span style="font-size: 18px"><span style="color: Red"></span></span></p><p><span style="font-size: 18px"><span style="color: Red">7- أن السجود غاية التواضع والعبودية لله – تعالى -.</span></span></p><p><span style="font-size: 18px"><span style="color: Red"></span></span></p><p><span style="font-size: 18px"><span style="color: Red">8- أن الجنة غالية، وأنه لابد من دفع الثمن، وذلك ببذل النفس والمال في نيلها، ولذلك فقد طلب النبي صلى الله عليه وسلم من ربيعة المعاونة على نيلها وحصولها بكثرة السجود.</span></span></p><p><span style="font-size: 18px"><span style="color: Red"></span></span></p><p><span style="font-size: 18px"><span style="color: Red">9- أن الجنة قليل من ينالها، ويحصل عليها، وهي لا تنال بمجرد الأقوال فقط، وإنما تنال بالأقوال والأعمال، وذلك بعد إذن الله ومشيئته وفضله ورحمته، ولذلك فقد قال ابن القيم - رحمه الله-:</span></span></p><p><span style="font-size: 18px"><span style="color: Red"></span></span></p><p><span style="font-size: 18px"><span style="color: Red">يا سلعة الرحمن لست رخيصة بل أنت غالية على الكسلان </span></span></p><p><span style="font-size: 18px"><span style="color: Red">يا سلعة الرحمن ليس ينالها في الألف إلا واحد لا اثنـان</span></span></p><p><span style="font-size: 18px"><span style="color: Red"></span></span></p><p><span style="font-size: 18px"><span style="color: Red">يا سلعة الرحمن ماذا كفؤها إلا أولو التقوى من الإيمـان</span></span></p><p><span style="font-size: 18px"><span style="color: Red"></span></span></p><p><span style="font-size: 18px"><span style="color: Red">يا سلعة الرحمن سوقك كاسد بين الأراذل سفلـة الحيـوان</span></span></p><p><span style="font-size: 18px"><span style="color: Red"></span></span></p><p><span style="font-size: 18px"><span style="color: Red">يا سلعة الرحمن أين المشتري فلقد عرضت بأيسر الأثمــان </span></span></p><p><span style="font-size: 18px"><span style="color: Red">يا سلعة الرحمن هل من خاطب فالمهر قبل الموت ذو إمكـان</span></span></p><p><span style="font-size: 18px"><span style="color: Red">يا سلعة الرحمن كيف تصبر الخطاب عنك وهم ذوو إيمـان</span></span></p><p><span style="font-size: 18px"><span style="color: Red">يا سلعة الرحمن لولا أنها حجبت بكل مكاره الإنســان</span></span></p><p><span style="font-size: 18px"><span style="color: Red"></span></span></p><p><span style="font-size: 18px"><span style="color: Red">ما كان عنها فقط من متخلف وتعطلت دار الجـزاء الثانـي </span></span></p><p><span style="font-size: 18px"><span style="color: Red">لكنها حجبت بكل كريهة ليصد عنها المبطـل المتوانـي</span></span></p><p><span style="font-size: 18px"><span style="color: Red"></span></span></p><p><span style="font-size: 18px"><span style="color: Red">وتنالها الهمم التي تسمو إلى رب العـلا بمشيئـة الرحمـن</span></span></p><p><span style="font-size: 18px"><span style="color: Red"></span></span></p><p><span style="font-size: 18px"><span style="color: Red">يا سلعة الرحمن لست رخيصة بل أنت غالية على الكسـلان</span></span></p><p><span style="font-size: 18px"><span style="color: Red"></span></span></p><p><span style="font-size: 18px"><span style="color: Red">يا سلعة الرحمـن ليس ينالهـا في الألف إلا واحد لا اثنـان</span></span></p><p><span style="font-size: 18px"><span style="color: Red"></span></span></p><p><span style="font-size: 18px"><span style="color: Red">10- أن السجود سبب في إصلاح العبد نفسه، وإزالة أمراض قلبه، وذلك لما فيه من الإخبات والتذلل بين يدي الله.</span></span></p><p><span style="font-size: 18px"><span style="color: Red"></span></span></p><p><span style="font-size: 18px"><span style="color: Red">11- أن الجنة تحتاج إلى مجاهدة النفس على شهواتها وملذاتها، ولا يكون قهر النفس إلا بترك الكبر، والتواضع لله رب العالمين، والانطراح بين يديه، والاعتراف بالتقصير في حقه سبحانه وتعالى.</span></span></p><p><span style="font-size: 18px"><span style="color: Red"></span></span></p><p><span style="font-size: 18px"><span style="color: Red">12- أن في السجود إرغام للشيطان، ومحاربة له، ولذلك فقد جاء في الحديث قوله صلى الله عليه وسلم: " إذا قرأ ابن آدم السجدة فسجد اعتزل الشيطان يبكي ويقول: يا ويلاه أمر هذا بالسجود فسجد فله الجنة، وأمرت أنا بالسجود فعصيت فلي النار " .</span></span></p><p><span style="font-size: 18px"><span style="color: Red"></span></span></p><p><span style="font-size: 18px"><span style="color: Red">13- استحباب الإكثار من الدعاء في السجود، لما رواه مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: " أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد فأكثروا الدعاء " .</span></span></p><p><span style="font-size: 18px"><span style="color: Red"></span></span></p><p><span style="font-size: 18px"><span style="color: Red">14- أن السجود هو أعظم ما يظهر فيه التذلل والخضوع بالعبودية لله رب العالمين، وذلك أن العبد جعل أشرف أعضائه، وأعزها عنده، وأغلاها لديه حين عفره على التراب متواضعاً لله رب العالمين. وقد كان المشركون يأنفون ويستكبرون عن عبادة الله - عز وجل -، وكان بعضهم يقول: أكره أسجد فتعلوني استي – مؤخرة الإنسان-. وبعضهم يأخذ كفاً من حصى فيرفعه إلى جبهته ويكتفي بذلك عن السجود. وإبليس إنما طرده الله لما استكبر عن السجود لمن أمره الله بالسجود له.</span></span></p><p><span style="font-size: 18px"><span style="color: Red"></span></span></p><p><span style="font-size: 18px"><span style="color: Red">15- تذكر الآخرة، وأن الإنسان راحل إلى الله - تعالى – وذلك أن في السجود التصاقاً بالأرض، وذلك يذكر العبد بالبداية والنهاية، فهو يمرغ جبهته في التراب فيتذكر أصل خلقته – التراب - وأنه عائد إلى هذا التراب.</span></span></p><p><span style="font-size: 18px"><span style="color: Red"></span></span></p><p><span style="font-size: 18px"><span style="color: Red">16- أن السجود بهيئة صارف عن رؤية الدنيا وفتنتها وزخارفها وملذاتها، فإن الإنسان عندما يسجد يكون نظره إلى هذه الرقعة الصغيرة من الأرض؛ فيتذكر أن الدنيا حقيرة فانية، وأنها لا تساوي عند الله جناح بعوضة.</span></span></p><p><span style="font-size: 18px"><span style="color: Red"></span></span></p><p><span style="font-size: 18px"><span style="color: Red">وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم...</span></span></p></blockquote><p></p>
[QUOTE="البريمي نظر عيني, post: 210805, member: 1546"] [SIZE="5"][COLOR="Red"]نص الحديث: عن ربيعة بن كعب الأسلمي رضي الله عنه قال: كنت أبيت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتيته بوضوئه وحاجته فقال لي: " سل؟ ". فقلت: أسألك مرافقتك في الجنة، قال: " أو غير ذلك" قلت: هو ذاك. قال: " فأعني على نفسك بكثرة السجود ". وقد جاء مطولاً عند أحمد في المسند عن ربيعة بن كعب رضي الله عنه قال: كنت أخدم رسول صلى الله عليه وسلم وأقوم له في حوائجه نهاري أجمع، حتى يصلي رسول الله صلى الله عليه وسلم العشاء الآخرة، فأجلس ببابه! إذا دخل بيته، أقول: لعلها أن تحدث لرسول الله صلى الله عليه وسلم حاجة، فما أزال أسمعه يقول: سبحان الله! سبحان الله! سبحان الله! وبحمده حتى أمل، فأرجع أوتغلبني عيني فأرقد، قال: فقال لي يوماً لما يرى من خفتي له وخدمتي إياه: " سلني يا ربيعة أعطك " قال فقلت: أنظر في أمري يا رسول الله، ثم أعلمك ذلك؟ قال: ففكرت في نفسي فعرفت أن الدنيا منقطعة زائلة، وأن لي فيها رزقاً سيكفيني ويأتيني، قال فقلت: اسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم لآخرتي فإنه من الله - عز وجل – بالمنزل الذي هو به، قال: فجئت فقال: " ما فعلت يا ربيعة ؟ " قال فقلت: نعم يا رسول الله صلى الله عليه وسلم أسألك أن تشفع لي إلى ربك فيعتقني من النار، قال فقال: " من أمرك بهذا يا ربيعة ؟ " قال: فقلت: لا والله الذي بعثك بالحق ما أمرني به أحد ولكنك لما قلت: سلني أعطك وكنت من الله بالمنزل الذي أنت به نظرت في أمري وعرفت أن الدنيا منقطعة وزائلة، وأن لي فيها رزقاً سيأتيني، فقلت: أسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم لآخرتي، قال: فصمت رسول الله صلى الله عليه وسلم طويلاً، ثم قال لي: " إني فاعل، فأعني على نفسك بكثرة السجود " . معانى المفردات " بوَضوئه " بفتح الواو ماء الوضوء. " مرافقتك " بالنصب بتقدير أسألك. " أو غير ذلك " يحتمل فتح الواو أي أتسأل ذلك وغيره أم تسأله وحده؟ وسكونها أي تسأل ذلك أم غيره؟ " هو ذلك " أي المسئول ذلك لا غير. " فأعني على نفسك " أي كن لي عوناً في إصلاح نفسك بكثرة السجود ونحوه. المعنى الإجمالي: كان ربيعة بن كعب الأسلمي رضي الله عنه يبيت مع رسول صلى الله عليه وسلم فيأتيه بالماء ليتوضأ به، وبما يريده من الأمور الأخرى، فما كان من الرحمة المهداة، والهادي البشير، والسراج المنير، والشاكر لرب العالمين، والذي قال كما في حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "... ومن صنع إليكم معروفاً فكافئوه، فإن لم تجدوا ما تكافئونه فادعوا له حتى تروا أنكم قد كافأتموه " . فما كان منه إلا أن طلب من ربيعة أن يسأله ما يريد، وذلك مكافأة منه صلى الله عليه وسلم لربيعة لما رأى من شدة خدمته له، وحيازته شرف خدمته صلى الله عليه وسلم, وعنايته بذلك، وكان ربيعة كغيره من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يعلم أن الدنيا منقطعة زائلة، وأنها لا تساوي عند الله جناح بعوضة، وأنه لن تموت نفسٌ حتى تستكمل أجلها ورزقها، فما كان من ربيعة إلا أن سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يحقق له ذلك الهدف النبيل، والغاية المحمودة، والتي كان يسعى دائما لتحقيقها، وهي مرافقة النبي صلى الله عليه وسلم في الجنة، وأنعم بها من رفقة، وأنعم بهم من رفاق، قال الله - تعالى-: { وَمَن يُطِعِ اللّهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا} . وهذا طلب غال، وهدف نبيل لا يسعى إلى طلبه وتحقيقه إلا أصحاب الهمم العالية، والنفوس المطمئنة، والذين علموا أنهم أبناء الآخرة، والذين باعوا الحياة الدنيا الفانية واشتروا الحياة الآخرة الباقية. فلبى النبي صلى الله عليه وسلم طلبه، ولكنه طلب منه بذل السبب لبلوغ تلك المنزلة، وذلك بأن يعينه على نفسه بكثرة الخضوع والسجود للرب المعبود. بعض فوائد الحديث: في هذا الحديث فوائد فريدة، وحكم سديدة؛ منها: 1- أن السجود سبب لرفع الدرجات، وحط الخطايا والسيئات؛ كما جاء في حديث عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما من مسلم يسجد لله سجدة إلا يرفعه الله بها درجة وحط عنه خطيئة " . 2- أن السجود سبب من أسباب حصول الشفاعة والفوز بالجنة؛ لما روي عن كعب قوله: أسألك أن تشفع لي إلى ربك فيعتقني من النار؟...فقال: " أعني بكثرة السجود ". 3 - أن أقرب حالة، وأفضل هيئة السجود، فإذا ما دعا الساجد ربه وهو على تلك الحالة أجابه، وإذا ما سأله أعطاه، لما روي عنه صلى الله عليه وسلم " أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد " 7. وقال الله - تعالى- لنبيه: { كَلَّا لَا تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ} . 4- أن السجود سمة من سمات عباد الله الصالحين، قال تعالى: { رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ } . 5- فضيلة ومنقبة لربيعة بن كعب رضي الله عنه، وذلك أنه كان ممن يخدم النبي صلى الله عليه وسلم, وعلو همته، وشرف وحسن مقصده، ورغبته عن الدنيا، وحبه للآخرة. 6- الحث والترغيب في كثرة السجود. 7- أن السجود غاية التواضع والعبودية لله – تعالى -. 8- أن الجنة غالية، وأنه لابد من دفع الثمن، وذلك ببذل النفس والمال في نيلها، ولذلك فقد طلب النبي صلى الله عليه وسلم من ربيعة المعاونة على نيلها وحصولها بكثرة السجود. 9- أن الجنة قليل من ينالها، ويحصل عليها، وهي لا تنال بمجرد الأقوال فقط، وإنما تنال بالأقوال والأعمال، وذلك بعد إذن الله ومشيئته وفضله ورحمته، ولذلك فقد قال ابن القيم - رحمه الله-: يا سلعة الرحمن لست رخيصة بل أنت غالية على الكسلان يا سلعة الرحمن ليس ينالها في الألف إلا واحد لا اثنـان يا سلعة الرحمن ماذا كفؤها إلا أولو التقوى من الإيمـان يا سلعة الرحمن سوقك كاسد بين الأراذل سفلـة الحيـوان يا سلعة الرحمن أين المشتري فلقد عرضت بأيسر الأثمــان يا سلعة الرحمن هل من خاطب فالمهر قبل الموت ذو إمكـان يا سلعة الرحمن كيف تصبر الخطاب عنك وهم ذوو إيمـان يا سلعة الرحمن لولا أنها حجبت بكل مكاره الإنســان ما كان عنها فقط من متخلف وتعطلت دار الجـزاء الثانـي لكنها حجبت بكل كريهة ليصد عنها المبطـل المتوانـي وتنالها الهمم التي تسمو إلى رب العـلا بمشيئـة الرحمـن يا سلعة الرحمن لست رخيصة بل أنت غالية على الكسـلان يا سلعة الرحمـن ليس ينالهـا في الألف إلا واحد لا اثنـان 10- أن السجود سبب في إصلاح العبد نفسه، وإزالة أمراض قلبه، وذلك لما فيه من الإخبات والتذلل بين يدي الله. 11- أن الجنة تحتاج إلى مجاهدة النفس على شهواتها وملذاتها، ولا يكون قهر النفس إلا بترك الكبر، والتواضع لله رب العالمين، والانطراح بين يديه، والاعتراف بالتقصير في حقه سبحانه وتعالى. 12- أن في السجود إرغام للشيطان، ومحاربة له، ولذلك فقد جاء في الحديث قوله صلى الله عليه وسلم: " إذا قرأ ابن آدم السجدة فسجد اعتزل الشيطان يبكي ويقول: يا ويلاه أمر هذا بالسجود فسجد فله الجنة، وأمرت أنا بالسجود فعصيت فلي النار " . 13- استحباب الإكثار من الدعاء في السجود، لما رواه مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: " أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد فأكثروا الدعاء " . 14- أن السجود هو أعظم ما يظهر فيه التذلل والخضوع بالعبودية لله رب العالمين، وذلك أن العبد جعل أشرف أعضائه، وأعزها عنده، وأغلاها لديه حين عفره على التراب متواضعاً لله رب العالمين. وقد كان المشركون يأنفون ويستكبرون عن عبادة الله - عز وجل -، وكان بعضهم يقول: أكره أسجد فتعلوني استي – مؤخرة الإنسان-. وبعضهم يأخذ كفاً من حصى فيرفعه إلى جبهته ويكتفي بذلك عن السجود. وإبليس إنما طرده الله لما استكبر عن السجود لمن أمره الله بالسجود له. 15- تذكر الآخرة، وأن الإنسان راحل إلى الله - تعالى – وذلك أن في السجود التصاقاً بالأرض، وذلك يذكر العبد بالبداية والنهاية، فهو يمرغ جبهته في التراب فيتذكر أصل خلقته – التراب - وأنه عائد إلى هذا التراب. 16- أن السجود بهيئة صارف عن رؤية الدنيا وفتنتها وزخارفها وملذاتها، فإن الإنسان عندما يسجد يكون نظره إلى هذه الرقعة الصغيرة من الأرض؛ فيتذكر أن الدنيا حقيرة فانية، وأنها لا تساوي عند الله جناح بعوضة. وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم...[/COLOR][/SIZE] [/QUOTE]
الإسم
التحقق
رد
الرئيسية
المنتديات
.| البُرِيِمِي العَـامِـهْ|.
,, البُريمِي لِـ/ الهَمسَات الإسلَامية ,,
"(¯`•._.• أتود مرافقة الحبيب فى الجنة؟ •._.•´¯)"
أعلى