غريب الاحساس
موقوف
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده، والصلاة على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم القائل:"صلوا كما رأيتموني أصلي" والقائل :"أول مايحاسب عليه العبد يوم القيامة الصلاة".
لذلك عمدت بحمد الله إلى كتابة(أحكام صفة الله) على هذه الصورة لكي يفرق المصلي بين ماهو شرط أو ركن أو واجب أو سنة في الصلاة، ليعلم مايبطل الصلاة تركه، وما يحتاج إلى سجود سهو، وما لايضر في الصلاة تركه وإن كان خلاف السنة ،وقد ظهر لي أن كثيرا من العمة وهم يصلون قد تخفى عليهم بعض أحكام الصلاة المهمة، وهم قد يشهدون الجمع والجماعات فكيف بمن في البيوت أو من لايحضرون ذلك، لذلك أحببت بيان ذلك –على الثابت من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم- وختمته ببعض التنبيهات المهمة المتعلقة بالصلاة ، نفع الله بها الجميع، والحمد لله رب العالمين.
ذكر شروط وأركان وواجبات وسنن الصلاة-والفرق بينها
* الشروط: تكون قبل الصلاة وهي:
1-دخول الوقت.
2-الطهارة في البدن والمكان.
3-النية.
4-استقبال القبلة.
5-ستر العورة.
*الأركان:
وهي لاتسقط جهلاً ولاعمدا ولاسهواً-فإذا كان منفردًا وترك ركناً فيعود إليه إذا امكن أو تلغى الركعة التي ترك فيها الركن ويأتي بركعة جديدة-وإن كان مع الإمام أتى بركعة جديدة بعد سلام الامام – وإن تركه عمداً بطلت صلاته.ً
أركان الصلاة:
1- القيام في الفرض مع القدرة.
2- تكبيرة الإحرام.
3- قراءة الفاتحة في كل ركعة.
4- الركوع. 5- الرفع من الركوع .
6-السجود على الأعضاء السبعة.
7- الرفع من السجود.
8-الجلسة بين السجدتين
9-الطمأنينة في جميع الأركان.
10- التشهد الأخير.
11- الجلوس للتشهد الأخير.
12-الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في التشهد الأخير.
13-الترتيب بين الأركن.
14- التسليمتان.
*الواجبات:
إذا كان منفردا ًفتركها عمداً بطلت صلاته، وإن كان سهواً فإن أمكن الرجوع إليه قبل ترك موضعه أتى به وما بعده وإلا تركه لفوات موضعه وأكمل الصلاة وسجد للسهو،وإن كان مع الإمام ولم يفته شئ من الصلاة فالإمام يتحمل عنه السهو ولا يسجد المأموم للسهو، وإن كان قد فاته شئ من الصلاة أكمل الذي فاته وسجد للسهو لترك الواجب.
واجبات الصلاة:
1-جميع التكبيرات غير تكبيرة الإحرام.
2-قول "سبحان ربي العظيم".
3-قول"سمع الله لمن حمده"للإمام والمنفرد.
4-قول:"ربنا ولك الحمد" للإمام والمأموم والمنفرد.
5-قول:"سبحان ربي الأعلى" في السجود.
6-قول:"رب اغفرلي"بين السجدتين.
7-التشهد الأول.
8-الجلوس للتشهد الأول.
*السنن:
وهي لاتبطل الصلاة بتركها لاعمداً ولاسهواً،منفرداً أو مع الإمام –ولكن ينبغي للمصلي العناية والحرص عليها فهو أكمل في الصلاة وسنن الصلاة، وقد ذكرت بعضها وتركت الكثير خشية الإطالة يحسن بالمسلم الرجوع إليها في بعض المؤلفات في الصلاة.جميع الحكام السابقة للرجال والنساء لايختلفون في شئ، ومن فرق فعليه بالدليل الصحيح من الكتاب أو السنة ،والله تعإلى اعلم.
تنبيهات هامة :
1- يجب على كل مسلم ومسلة المحافظة على الصلاة وادائها في وقتها الذي حدده الله لنا، وقد جعل- سبحانه- لكل صلاة وقتاً محددا ًتبتدئ به وتنتهي،قال تعإلىإن الصلاة كانت على المؤمنين كتاباً موقوتاً)[النساء:103]فلا يجوز إخراجها عن وقتها متعمداً بلا عذر، حتى في حال الخوف والقتال مع الكفار لم يرخص- سبحانه وتعإلى-في تأخير الصلاة عن وقتها، قال تعإلىحافظوا على الصلاة والصلاة الوسطى وقوموا لله قانتين*فإن خفتم فرجالاً او ركباناً فإذا امنتم فاذكروا الله كما علمكم ما لم تكونوا تعلمون)[ البقرة:238-239].
قال شيخنا محمد بن عثيمين-رحمه الله-إن كل عبادة موقتة بوقت إذا أخرت عن وقتها بدون عذر شرعي مقبول فلا ينفع قضاؤها فيجب أن تؤدى في وقتها المحدد..)أ.هـ (الشرح الممتع)،فيجب الصلاة على أي حال كان إذا خاف خروج وقتها.
وكل من يضيع صلاة تجد السبب شهوة من شهوات النفس،قال تعالىفخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غياً)[مريم:59]
2-خطر عظيم وامر جسيم في تضييع الناشئة للصلاة وتساهلهم في أمرها؟!من يتحمل هذا؟إنه أنا وأنت وأنت ..ولا شك في ذلك،فلقد وجد من بين ألفي طالب في المرحلة الثانوية 25%يقولون: إنهم لايصلون أبداً،والبعض الآخر يصلي أحياناً، أليس هذا أمر عظيم؟
فوالله لنسأل عن ذلك لا محالة، عن بن عمر- رضي الله عنهما- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته، والأمير راع،والرجل راع على أهل بيته، والمرأة راعيه على بيت زوجهاوولده، فكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته"[أخرجه البخاري]
قال تعإلى: (فويل للمصلين *الذين هم عن صلاتهم ساهون) [الماعون:4-5]،فلنكن قدوة صالحة لأولادنا بنين وبنات،وأن نربيهم على تعظيم قدر الصلاة والمحافظة عليها ونوجههم بالحكمة والموعظة الحسنة.
3- الطهارة مفتاح الدخول في الصلاة، فيجب أن نعتني بها ونتفقه في ذلك ولا نتساهل في ذلك، فإن لم تتحقق الطهارة الصحيحة من الحدث الأصغر والأكبر فلن تصح صلاتنا لأننا لم ندخل فيها بعد، فالطهارة نصف الإيمان،عن أبي مالك الأشعري –رضي الله عنه-قال :قال النبي صلى الله عليه وسلم:"الطهور شطر الإيمان.."الحديث[رواه مسلم].
4-تسوية الصفوف من تمام الصلاة، وقد تساهل كثير من المصلين والأمة في هذا الأمر العظيم، وقد جاء الوعيد الشديد على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم لمن أهمل هذا الأمر ،عن النعمان بن بشير-رضي الله عنه-قال:قال النبي صلى الله عليه وسلم:"لتسون صفوفكم أو ليخالفن الله بين وجوهكم" الحديث[متفق عليه].
وعن أابي مسعود –رضي الله عنه- قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم، يمسح مناكبنا في الصلاة، ويقول:"استووا ولا تختلفوا فتختلف قلوبكم"،أي أهويتها وإرادتها،وحينئذ تثور الفتن وتختلف الكلمة وتنحل شوكة الإسلام والمسلمين، فيتسلط العدو ، ويفشوا المنكر وتقل العبادات، وفي ذلك من المفاسد ما لا يحصي [تخريج رياض الصالحين ص 442].
وقد سمعت شيخنا ابن عثيمين-رحمه الله- يقول(إن عدم تسوية الصفوف من كبائر الذنوب).
ولما سألت الشيخ عن رص المصلين إذا كان يوجد فراغ قالافعل ذلك، وليس فيه تشويش على المصلي، وقال إن عدم تسوية الصفوف وتباعد المصلين بعضهم من بعض بسبب جهل الناس وتقصير الأئمة )،وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسوي الصحابة في الصلاة بيده، عن البراء بن عازب قالكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتخلل الصفوف من ناحية إلى ناحية يمسح مناكبنا وصدورنا ويقول:"لاتختلفوا فتختلف قلوبكم،وكان يقول إن الله وملائكته يصلون على الصفوف المتقدمة"[سنن النسائي2/89].
وكان شيخنا ابن عثيمين لا يكبر في الصلاة حتى يُبلغ بتمام كل صف وتوازنها مع كل جهة. ويكون تسوية الصفوف :بإتمام كل صف وتراص المصلين وتوسيط الإمام في الصف ،ولا يكون فيها ميلان ولا تقدم أو تأخر من بعض المصلين.
إن الشيطان يسعى لصدنا الصلاة،فإن لم يقدر على ذلك جاء بين الصفوف ليفسد علينا صلاتنا ويوسوس لنا فيها ، وقد ورد في هذا أحاديث كثيرة، عن أنس بن مالك-رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"رصوا صفوفكم وقاربوا بينها ،وحاذوا بالأعناق،فوالذي نفسي بيده إني لأرى الشيطان يدخل من خلل الصف ،كأنها الحذف"[حديث صحيح رواه ابو داوود].
والحذف: هي غنم سود صغار تكون في اليمن[رياض الصالحين ص44].
السنن والرواتب:
إن لهذا السن الرواتب من الأجر والفضل العظيم،الشئ الكثير فلذلك حريٌ بكل مسلم ومسلمة أن يواظب ويحافظ عليها أشد المحافظة ، فقد تكون هذه السنن سبباً لنجاة الإنسان من النار ،ورد في الحديث عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"إن اول مايحاسب به العبد يوم القيامة صلاته، فإن وجدت تامة كتبت تامة وإن كان انتقص منها شيئاً قال انظروا هل تجدون له من تطوع يكمل له ماضيع من فرضه من تطوعه، ثم سائر الأعمال تجرى على حسب ذلك"ومن منا من ينصرف من صلاته وقد كتبت له كاملة، عن عمار بنياسر –رضي الله عنه-قال: سمعت رسول الله يقول:"إن الرجل لينصرف وما كتب له إلا عشر صلاته، تسعها ثمنها سبعها سدسها خمسها ربعها ثلثها نصفها"[أخرجه أبو داوود].
الخشوع :
مالخشوع؟ قال الشيخ عبدالرحمن السعدي-رحمه الله-الخشوع في الصلاة هو:حضورالقلب بين يدي الله-تعإلى-مستحضراً لقربه، فيسكن لذلك قلبه، وتطمئن نفسه فتسكن حركته ويقل التفاته، متأدباً بين يدي ربه،مستحضراً جميع مايقوله ويفعله في صلاته ومن اول صلاته إلى آخرها، فتنتفي بذلك الوساوس والأفكار الردية)[تفسير ابن السعدي ،سورة المؤمنون].
الخشوع هو لب الصلاة وروحها،فالصلاة بلا خشوع كالجسد بلا روح –أعمال الصلاة الجسد، والخشوع الروح-فمن يخشع في صلاته ليس كمن لايخشع في أثرها على نفسه وفي أجره وثوابه؟،فالله-سبحانه وتعإلى-قد رتب الفلاح في الدنيا والآخرة على الخشوع في الصلاة، قال تعإلىقد أفلح المؤمنون*الذين هم في صلاتهم خاشعون)[المؤمنون 1-2]،فأعظم صفات هؤلاء المؤمنيين المفلحين التي أثنى الله عليهم بها هي خشوعهم في الصلاة ،قبل ذكر باقي الصفات الأخرى .
وهناك أسباب كثيرة وكبيرة مما يعين على الخشوع في الصلاة من أعظم هذه الأسباب ،أذكر منها سببين:
السبب الأول:
استشعار الوقوف بين يدي الله-سبحانه- حال الدخول في الصلاة:قد يغفل الكثير منا عن هذا الأمر العظيم فلا يستشعر حال صلاته أنه يقف بين يدي الله ويناجيه والله-سبحانه-يطلع عليك ويراك ويسمعك، عن ابن عمر –رضي الله عنه- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "إن الله -عزوجل – قبل وجه أحدكم إذا صلى فلا يبصق بين يديه"[لحديث رواه مسلم والنسائي وغيرهما].
وعن أبي هريرة –رضي الله عنه- قال: (صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم الظهر فلما سلم، نادى رجلاً كان في آخر الصف، فقال:"يا فلان ألا تتقي الله، ألا تنظر كيف تصلي؟ إن أحدكم إذا قام يصلي إنما يقوم يناجي ربه فلينظر كيف يناجيه،.." الحديث[رواه مسلم والنسائي وغيرهما].
وعنه –رضي الله عنه- قال: قال عليه الصلاة والسلام:- "أقرب ما يكون العبد من ربه –عزوجل-وهو ساجد، فأكثروا فيه من الدعاء"[رواه مسلم].
فلا يليق بهذا المقام العظيم أن تلتفت بقلبك أو بصرك عن الله –سبحانه وتعإلى- فينشغل قلبك بغير ذكره فإن حققنا هذا الأمر كان حرياً بنا أن نخشع في صلاتنا.
السبب الثاني:
التبكير إلى الصلاة:وهو من الأسباب المعينة على تحصيل الخشوع في الصلاة –ويظهر ذلك لمن جربه- فالتبكير إلى الصلاة يدل على إقبال ومبادرة المسلم إليها، ففي التبكير استحضار الذهن مبكراً إلى الصلاة وقطع الذهن المنشغل بأمور الحياة فترة جيدة قبل الدخول في صلاة الفريضة،عندما يصلي تحية المسجد او السنة الراتبة ويقرأ بعض الآيات..فيكون القلب حاضراً مستعداً ومتهيئاً للصلاة، بخلاف من لايأتي إلا متأخراً مع أو بعد الإقامة او في وسط الصلاة فلا يزال الذهن والفكر منشغلاً بما كان فيه قبل الصلاة فيظل مشتتاً غير مقبل على الصلاة ، فإذا كنا نريد الخشوع فلنجرب هذا ولنواظب عليه-فلأمر يسير على من يسره الله عليه- والأمر ينطبق على النساء كما يكون للرجال فتبكر إلى مصلاها ، حتى تهيأ نفسها للصلاة.
الصلاة علاج :
نعم، فهي علاج لكثير من أمراضنا الحسية والمعنوية التي ظهرت وكثرت في هذا الزمان المتغير مما ابتلي به كثير منا من القلق والاكتئاب والهم والحزن والخوف، فعلاجها بالمحافظة على الصلاة، ولا يكون ذلك للمصلي إلا إذا كان من الذين يقيمون الصلاة ويخشعون فيها، مقبل عليها بقلبه وقالبه، عندها ينتفع جسده وروحه منها، فالصلاة صلة بين العبد وربه،فهو مسبب الأسباب وبيده تقليب الأمور والتبديل من حال إلى حال-إذا شاء واراد ذلك-سبحانه-قال حذيفة بن اليمان-رضي الله عنه-كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا حزبه أمر فزع إلى الصلاة: أي إذا اشتد عليه أو أهمه أمر لجأ إلى الصلاة واطرح بين يدي الله –سبحانه-وتعلق بالله وحده من بيده تبديل كل حال بمشيئته، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"حبب إلي من دنياكم الطيب والنساء وجعلت قرة عيني في الصلاة".
ويقول الله –سبحانه وتعإلى-: (واستعينوا بالصبر والصلاة وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين)[البقرة:45].
فالهم والحزن والضيق والاكتئاب والقلق هل نجدها بين المقيمين والمحافظين والخاشعين في الصلاة، لاأظن ذلك، ولقد يلجأ كثير منا أسباب للخروج مما قد يحل به لايكون له حول ولا قوة،أو أمور في كثير منها مخالفات شرعية فلا تزيده إلا هما وحزناً ويسوء حاله أكثر مما كان-فيداويها بالذي كان هو الداء- وهذا الأمر لايخفى على كثير من المتأملين،ولكننا ننسى كثيراً،فتنبه أيها القارئ الكريم لذلك ، واعلم علم يقين بأن رسول الله-سبحانه وتعإلى- لن يجعل لك سعادة في شئ قد حرمه عليك،قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"ياعباد الله تداوو ولا تدوو بحرام،فما نزل الله من داء إلا وجعل له دواء، عرفه من عرفه وجهله من جهله".
وفي صحيح الإمام البخاري قصة الرجل اللديغ الذي قرأ عليه الصحابي سورة الفاتحة فقام الرجل كان ليس به شئ ،وقد أيسوا من شفائه- شاهد عظيم على ان القرآن شفاء للأمراض الحسية ومن باب أولى المعنوية، فالسم كان في جسد هذا الرجل فالذي أعطاه خاصية القتل أبطل بمشيئته هذه الخاصية، يقول الله-سبحانه وتعإلى-(وننزل من القرآن ماهو شفاء)[الإسراء:82] وقال- سبحانه- (يا أيها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور وهدى ورحمة للمؤمنيين) [يونس:57]. والإعراض عن ذكر الله من أعظم أسباب الأمراض النفسية وضيق الحياة، قال تعإلىومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكاً ونحشره يوم القيامة أعمى)[طه:124].
وقال تعإلى: (الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب )[الرعد:28] وذكر الله هو: كل ما يذكرك ويقربك إلى الله فهو ذكر له،وأعظم الذكر المقرب إلى الله الصلاة قال تعإلىإني أنا الله لا إله إلا أنا فاعبدني وأقم الصلاة لذكري)[طه:14].
مسألة:
من فاتته الصلاة وهي جهرية وصلى لوحده،فهل يسر أم يجهر في القراءة ليأتم به من يأتي من بعده؟
قال شيخنا -حفظه الله-: (فمن فاتته صلاة جهرية فالأصل أن تقضى على صفتها من الجهر وغيره، لأن الفائتة بنوم ونحوه تقضى على هيئتها، في الأقوال والأفعال إلا إذا ترتب عليه إشغال لمن حوله، مثل ما لو كان في المسجد فلا يرفع صوته رفعاً يؤذي غير كما هو مأمور بذلك إذا قرا القرآن).
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
نقلا عن موقع طريق الإسلام.
الحمد لله وحده، والصلاة على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم القائل:"صلوا كما رأيتموني أصلي" والقائل :"أول مايحاسب عليه العبد يوم القيامة الصلاة".
لذلك عمدت بحمد الله إلى كتابة(أحكام صفة الله) على هذه الصورة لكي يفرق المصلي بين ماهو شرط أو ركن أو واجب أو سنة في الصلاة، ليعلم مايبطل الصلاة تركه، وما يحتاج إلى سجود سهو، وما لايضر في الصلاة تركه وإن كان خلاف السنة ،وقد ظهر لي أن كثيرا من العمة وهم يصلون قد تخفى عليهم بعض أحكام الصلاة المهمة، وهم قد يشهدون الجمع والجماعات فكيف بمن في البيوت أو من لايحضرون ذلك، لذلك أحببت بيان ذلك –على الثابت من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم- وختمته ببعض التنبيهات المهمة المتعلقة بالصلاة ، نفع الله بها الجميع، والحمد لله رب العالمين.
ذكر شروط وأركان وواجبات وسنن الصلاة-والفرق بينها
* الشروط: تكون قبل الصلاة وهي:
1-دخول الوقت.
2-الطهارة في البدن والمكان.
3-النية.
4-استقبال القبلة.
5-ستر العورة.
*الأركان:
وهي لاتسقط جهلاً ولاعمدا ولاسهواً-فإذا كان منفردًا وترك ركناً فيعود إليه إذا امكن أو تلغى الركعة التي ترك فيها الركن ويأتي بركعة جديدة-وإن كان مع الإمام أتى بركعة جديدة بعد سلام الامام – وإن تركه عمداً بطلت صلاته.ً
أركان الصلاة:
1- القيام في الفرض مع القدرة.
2- تكبيرة الإحرام.
3- قراءة الفاتحة في كل ركعة.
4- الركوع. 5- الرفع من الركوع .
6-السجود على الأعضاء السبعة.
7- الرفع من السجود.
8-الجلسة بين السجدتين
9-الطمأنينة في جميع الأركان.
10- التشهد الأخير.
11- الجلوس للتشهد الأخير.
12-الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في التشهد الأخير.
13-الترتيب بين الأركن.
14- التسليمتان.
*الواجبات:
إذا كان منفردا ًفتركها عمداً بطلت صلاته، وإن كان سهواً فإن أمكن الرجوع إليه قبل ترك موضعه أتى به وما بعده وإلا تركه لفوات موضعه وأكمل الصلاة وسجد للسهو،وإن كان مع الإمام ولم يفته شئ من الصلاة فالإمام يتحمل عنه السهو ولا يسجد المأموم للسهو، وإن كان قد فاته شئ من الصلاة أكمل الذي فاته وسجد للسهو لترك الواجب.
واجبات الصلاة:
1-جميع التكبيرات غير تكبيرة الإحرام.
2-قول "سبحان ربي العظيم".
3-قول"سمع الله لمن حمده"للإمام والمنفرد.
4-قول:"ربنا ولك الحمد" للإمام والمأموم والمنفرد.
5-قول:"سبحان ربي الأعلى" في السجود.
6-قول:"رب اغفرلي"بين السجدتين.
7-التشهد الأول.
8-الجلوس للتشهد الأول.
*السنن:
وهي لاتبطل الصلاة بتركها لاعمداً ولاسهواً،منفرداً أو مع الإمام –ولكن ينبغي للمصلي العناية والحرص عليها فهو أكمل في الصلاة وسنن الصلاة، وقد ذكرت بعضها وتركت الكثير خشية الإطالة يحسن بالمسلم الرجوع إليها في بعض المؤلفات في الصلاة.جميع الحكام السابقة للرجال والنساء لايختلفون في شئ، ومن فرق فعليه بالدليل الصحيح من الكتاب أو السنة ،والله تعإلى اعلم.
تنبيهات هامة :
1- يجب على كل مسلم ومسلة المحافظة على الصلاة وادائها في وقتها الذي حدده الله لنا، وقد جعل- سبحانه- لكل صلاة وقتاً محددا ًتبتدئ به وتنتهي،قال تعإلىإن الصلاة كانت على المؤمنين كتاباً موقوتاً)[النساء:103]فلا يجوز إخراجها عن وقتها متعمداً بلا عذر، حتى في حال الخوف والقتال مع الكفار لم يرخص- سبحانه وتعإلى-في تأخير الصلاة عن وقتها، قال تعإلىحافظوا على الصلاة والصلاة الوسطى وقوموا لله قانتين*فإن خفتم فرجالاً او ركباناً فإذا امنتم فاذكروا الله كما علمكم ما لم تكونوا تعلمون)[ البقرة:238-239].
قال شيخنا محمد بن عثيمين-رحمه الله-إن كل عبادة موقتة بوقت إذا أخرت عن وقتها بدون عذر شرعي مقبول فلا ينفع قضاؤها فيجب أن تؤدى في وقتها المحدد..)أ.هـ (الشرح الممتع)،فيجب الصلاة على أي حال كان إذا خاف خروج وقتها.
وكل من يضيع صلاة تجد السبب شهوة من شهوات النفس،قال تعالىفخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غياً)[مريم:59]
2-خطر عظيم وامر جسيم في تضييع الناشئة للصلاة وتساهلهم في أمرها؟!من يتحمل هذا؟إنه أنا وأنت وأنت ..ولا شك في ذلك،فلقد وجد من بين ألفي طالب في المرحلة الثانوية 25%يقولون: إنهم لايصلون أبداً،والبعض الآخر يصلي أحياناً، أليس هذا أمر عظيم؟
فوالله لنسأل عن ذلك لا محالة، عن بن عمر- رضي الله عنهما- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته، والأمير راع،والرجل راع على أهل بيته، والمرأة راعيه على بيت زوجهاوولده، فكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته"[أخرجه البخاري]
قال تعإلى: (فويل للمصلين *الذين هم عن صلاتهم ساهون) [الماعون:4-5]،فلنكن قدوة صالحة لأولادنا بنين وبنات،وأن نربيهم على تعظيم قدر الصلاة والمحافظة عليها ونوجههم بالحكمة والموعظة الحسنة.
3- الطهارة مفتاح الدخول في الصلاة، فيجب أن نعتني بها ونتفقه في ذلك ولا نتساهل في ذلك، فإن لم تتحقق الطهارة الصحيحة من الحدث الأصغر والأكبر فلن تصح صلاتنا لأننا لم ندخل فيها بعد، فالطهارة نصف الإيمان،عن أبي مالك الأشعري –رضي الله عنه-قال :قال النبي صلى الله عليه وسلم:"الطهور شطر الإيمان.."الحديث[رواه مسلم].
4-تسوية الصفوف من تمام الصلاة، وقد تساهل كثير من المصلين والأمة في هذا الأمر العظيم، وقد جاء الوعيد الشديد على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم لمن أهمل هذا الأمر ،عن النعمان بن بشير-رضي الله عنه-قال:قال النبي صلى الله عليه وسلم:"لتسون صفوفكم أو ليخالفن الله بين وجوهكم" الحديث[متفق عليه].
وعن أابي مسعود –رضي الله عنه- قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم، يمسح مناكبنا في الصلاة، ويقول:"استووا ولا تختلفوا فتختلف قلوبكم"،أي أهويتها وإرادتها،وحينئذ تثور الفتن وتختلف الكلمة وتنحل شوكة الإسلام والمسلمين، فيتسلط العدو ، ويفشوا المنكر وتقل العبادات، وفي ذلك من المفاسد ما لا يحصي [تخريج رياض الصالحين ص 442].
وقد سمعت شيخنا ابن عثيمين-رحمه الله- يقول(إن عدم تسوية الصفوف من كبائر الذنوب).
ولما سألت الشيخ عن رص المصلين إذا كان يوجد فراغ قالافعل ذلك، وليس فيه تشويش على المصلي، وقال إن عدم تسوية الصفوف وتباعد المصلين بعضهم من بعض بسبب جهل الناس وتقصير الأئمة )،وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسوي الصحابة في الصلاة بيده، عن البراء بن عازب قالكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتخلل الصفوف من ناحية إلى ناحية يمسح مناكبنا وصدورنا ويقول:"لاتختلفوا فتختلف قلوبكم،وكان يقول إن الله وملائكته يصلون على الصفوف المتقدمة"[سنن النسائي2/89].
وكان شيخنا ابن عثيمين لا يكبر في الصلاة حتى يُبلغ بتمام كل صف وتوازنها مع كل جهة. ويكون تسوية الصفوف :بإتمام كل صف وتراص المصلين وتوسيط الإمام في الصف ،ولا يكون فيها ميلان ولا تقدم أو تأخر من بعض المصلين.
إن الشيطان يسعى لصدنا الصلاة،فإن لم يقدر على ذلك جاء بين الصفوف ليفسد علينا صلاتنا ويوسوس لنا فيها ، وقد ورد في هذا أحاديث كثيرة، عن أنس بن مالك-رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"رصوا صفوفكم وقاربوا بينها ،وحاذوا بالأعناق،فوالذي نفسي بيده إني لأرى الشيطان يدخل من خلل الصف ،كأنها الحذف"[حديث صحيح رواه ابو داوود].
والحذف: هي غنم سود صغار تكون في اليمن[رياض الصالحين ص44].
السنن والرواتب:
إن لهذا السن الرواتب من الأجر والفضل العظيم،الشئ الكثير فلذلك حريٌ بكل مسلم ومسلمة أن يواظب ويحافظ عليها أشد المحافظة ، فقد تكون هذه السنن سبباً لنجاة الإنسان من النار ،ورد في الحديث عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"إن اول مايحاسب به العبد يوم القيامة صلاته، فإن وجدت تامة كتبت تامة وإن كان انتقص منها شيئاً قال انظروا هل تجدون له من تطوع يكمل له ماضيع من فرضه من تطوعه، ثم سائر الأعمال تجرى على حسب ذلك"ومن منا من ينصرف من صلاته وقد كتبت له كاملة، عن عمار بنياسر –رضي الله عنه-قال: سمعت رسول الله يقول:"إن الرجل لينصرف وما كتب له إلا عشر صلاته، تسعها ثمنها سبعها سدسها خمسها ربعها ثلثها نصفها"[أخرجه أبو داوود].
الخشوع :
مالخشوع؟ قال الشيخ عبدالرحمن السعدي-رحمه الله-الخشوع في الصلاة هو:حضورالقلب بين يدي الله-تعإلى-مستحضراً لقربه، فيسكن لذلك قلبه، وتطمئن نفسه فتسكن حركته ويقل التفاته، متأدباً بين يدي ربه،مستحضراً جميع مايقوله ويفعله في صلاته ومن اول صلاته إلى آخرها، فتنتفي بذلك الوساوس والأفكار الردية)[تفسير ابن السعدي ،سورة المؤمنون].
الخشوع هو لب الصلاة وروحها،فالصلاة بلا خشوع كالجسد بلا روح –أعمال الصلاة الجسد، والخشوع الروح-فمن يخشع في صلاته ليس كمن لايخشع في أثرها على نفسه وفي أجره وثوابه؟،فالله-سبحانه وتعإلى-قد رتب الفلاح في الدنيا والآخرة على الخشوع في الصلاة، قال تعإلىقد أفلح المؤمنون*الذين هم في صلاتهم خاشعون)[المؤمنون 1-2]،فأعظم صفات هؤلاء المؤمنيين المفلحين التي أثنى الله عليهم بها هي خشوعهم في الصلاة ،قبل ذكر باقي الصفات الأخرى .
وهناك أسباب كثيرة وكبيرة مما يعين على الخشوع في الصلاة من أعظم هذه الأسباب ،أذكر منها سببين:
السبب الأول:
استشعار الوقوف بين يدي الله-سبحانه- حال الدخول في الصلاة:قد يغفل الكثير منا عن هذا الأمر العظيم فلا يستشعر حال صلاته أنه يقف بين يدي الله ويناجيه والله-سبحانه-يطلع عليك ويراك ويسمعك، عن ابن عمر –رضي الله عنه- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "إن الله -عزوجل – قبل وجه أحدكم إذا صلى فلا يبصق بين يديه"[لحديث رواه مسلم والنسائي وغيرهما].
وعن أبي هريرة –رضي الله عنه- قال: (صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم الظهر فلما سلم، نادى رجلاً كان في آخر الصف، فقال:"يا فلان ألا تتقي الله، ألا تنظر كيف تصلي؟ إن أحدكم إذا قام يصلي إنما يقوم يناجي ربه فلينظر كيف يناجيه،.." الحديث[رواه مسلم والنسائي وغيرهما].
وعنه –رضي الله عنه- قال: قال عليه الصلاة والسلام:- "أقرب ما يكون العبد من ربه –عزوجل-وهو ساجد، فأكثروا فيه من الدعاء"[رواه مسلم].
فلا يليق بهذا المقام العظيم أن تلتفت بقلبك أو بصرك عن الله –سبحانه وتعإلى- فينشغل قلبك بغير ذكره فإن حققنا هذا الأمر كان حرياً بنا أن نخشع في صلاتنا.
السبب الثاني:
التبكير إلى الصلاة:وهو من الأسباب المعينة على تحصيل الخشوع في الصلاة –ويظهر ذلك لمن جربه- فالتبكير إلى الصلاة يدل على إقبال ومبادرة المسلم إليها، ففي التبكير استحضار الذهن مبكراً إلى الصلاة وقطع الذهن المنشغل بأمور الحياة فترة جيدة قبل الدخول في صلاة الفريضة،عندما يصلي تحية المسجد او السنة الراتبة ويقرأ بعض الآيات..فيكون القلب حاضراً مستعداً ومتهيئاً للصلاة، بخلاف من لايأتي إلا متأخراً مع أو بعد الإقامة او في وسط الصلاة فلا يزال الذهن والفكر منشغلاً بما كان فيه قبل الصلاة فيظل مشتتاً غير مقبل على الصلاة ، فإذا كنا نريد الخشوع فلنجرب هذا ولنواظب عليه-فلأمر يسير على من يسره الله عليه- والأمر ينطبق على النساء كما يكون للرجال فتبكر إلى مصلاها ، حتى تهيأ نفسها للصلاة.
الصلاة علاج :
نعم، فهي علاج لكثير من أمراضنا الحسية والمعنوية التي ظهرت وكثرت في هذا الزمان المتغير مما ابتلي به كثير منا من القلق والاكتئاب والهم والحزن والخوف، فعلاجها بالمحافظة على الصلاة، ولا يكون ذلك للمصلي إلا إذا كان من الذين يقيمون الصلاة ويخشعون فيها، مقبل عليها بقلبه وقالبه، عندها ينتفع جسده وروحه منها، فالصلاة صلة بين العبد وربه،فهو مسبب الأسباب وبيده تقليب الأمور والتبديل من حال إلى حال-إذا شاء واراد ذلك-سبحانه-قال حذيفة بن اليمان-رضي الله عنه-كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا حزبه أمر فزع إلى الصلاة: أي إذا اشتد عليه أو أهمه أمر لجأ إلى الصلاة واطرح بين يدي الله –سبحانه-وتعلق بالله وحده من بيده تبديل كل حال بمشيئته، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"حبب إلي من دنياكم الطيب والنساء وجعلت قرة عيني في الصلاة".
ويقول الله –سبحانه وتعإلى-: (واستعينوا بالصبر والصلاة وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين)[البقرة:45].
فالهم والحزن والضيق والاكتئاب والقلق هل نجدها بين المقيمين والمحافظين والخاشعين في الصلاة، لاأظن ذلك، ولقد يلجأ كثير منا أسباب للخروج مما قد يحل به لايكون له حول ولا قوة،أو أمور في كثير منها مخالفات شرعية فلا تزيده إلا هما وحزناً ويسوء حاله أكثر مما كان-فيداويها بالذي كان هو الداء- وهذا الأمر لايخفى على كثير من المتأملين،ولكننا ننسى كثيراً،فتنبه أيها القارئ الكريم لذلك ، واعلم علم يقين بأن رسول الله-سبحانه وتعإلى- لن يجعل لك سعادة في شئ قد حرمه عليك،قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"ياعباد الله تداوو ولا تدوو بحرام،فما نزل الله من داء إلا وجعل له دواء، عرفه من عرفه وجهله من جهله".
وفي صحيح الإمام البخاري قصة الرجل اللديغ الذي قرأ عليه الصحابي سورة الفاتحة فقام الرجل كان ليس به شئ ،وقد أيسوا من شفائه- شاهد عظيم على ان القرآن شفاء للأمراض الحسية ومن باب أولى المعنوية، فالسم كان في جسد هذا الرجل فالذي أعطاه خاصية القتل أبطل بمشيئته هذه الخاصية، يقول الله-سبحانه وتعإلى-(وننزل من القرآن ماهو شفاء)[الإسراء:82] وقال- سبحانه- (يا أيها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور وهدى ورحمة للمؤمنيين) [يونس:57]. والإعراض عن ذكر الله من أعظم أسباب الأمراض النفسية وضيق الحياة، قال تعإلىومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكاً ونحشره يوم القيامة أعمى)[طه:124].
وقال تعإلى: (الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب )[الرعد:28] وذكر الله هو: كل ما يذكرك ويقربك إلى الله فهو ذكر له،وأعظم الذكر المقرب إلى الله الصلاة قال تعإلىإني أنا الله لا إله إلا أنا فاعبدني وأقم الصلاة لذكري)[طه:14].
مسألة:
من فاتته الصلاة وهي جهرية وصلى لوحده،فهل يسر أم يجهر في القراءة ليأتم به من يأتي من بعده؟
قال شيخنا -حفظه الله-: (فمن فاتته صلاة جهرية فالأصل أن تقضى على صفتها من الجهر وغيره، لأن الفائتة بنوم ونحوه تقضى على هيئتها، في الأقوال والأفعال إلا إذا ترتب عليه إشغال لمن حوله، مثل ما لو كان في المسجد فلا يرفع صوته رفعاً يؤذي غير كما هو مأمور بذلك إذا قرا القرآن).
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
نقلا عن موقع طريق الإسلام.