حسني نجار
:: فريق التغطيات التطويري ::
الشاعر والأديب عتيق الفلاسي
نسير نحوك مثل السيل هتانا
ونسبق النجم في الظلماء إعلانا
ما كان أسبق من شوقي مسارعة
حي لو انك صنت الود إحسانا
لا تجعلينا كسير الظل قهقرة
نحن الذين كتبنا العهد ديوانا
قد تعلمين وقد لا تعلمين بنا
أنا نعيش صدى ذكراك آذانا
فملتقانا مضى بالأمس وافترقت
منا الجموع وأنت الحب ما بانا
أتعتبين على قلبي تبدله
وكنت بلقيس ذاك القلب أزمانا
فالعرش عرشك والأملاك خاضعة
لك المعاتب أفكارا وأعيانا
وما عداك من الأغيار نافلة
عندي فكيف ظننت النفل أركانا
وكيف جرأت نار الغيظ محرقة
تفجر الورد في خديك نيرانا
***
أغيرة الغيد ما صنعي بفاتنة
لو أدنت الصخر من أنفاسها لانا
مغرورة تبدأ الدعوى وتختمها
وتستقل بحكم القيد سجانا
جنية تقلب الأنسام زوبعة
وتقلب الحرف في عيني بركانا
غضبى تعاتب ليت العتب شافهني
لأبصر الورد في غصنيه غضبانا
وأرشف الشهد تهميني سحائبه
وأسمع الرعد يجري الهتن هيمانا
***
نفسي فداء غزال رغم نفرته
يغري بغمازتيه العين فتانا
غر شرود يناغيني على مضض
ويختم القول كالمرتاب حيرانا
ويرسل العتب مجنونا كعاصفة
تستنزل الحرب من جنبيه ميدانا
أحر ما فيه عندي نسمة نشرت
بمحمل الليل في موقيّ بستانا
والليل كم يحمل الآهات ينظمها
كأن ما بي بهذا الليل وجدانا
لو كان لليل قلب لاستعضت به
قلبا بنت سوره الأيام أحزانا
مسافر الدهر لا خل يؤانسه
ولا مقام سوى الأوهام أوطانا
غريب وجه تكاد الشمس تنكره
والريح والليل والإصباح إنسانا
****
يا طفلة الروح أغناني تلعثمها
ولو تعثر منها القول أحيانا
و يا غرام فؤاد كم أسر به
هذا الزمان فكان البوح حرمانا
رميت منك بذنب ليس يغفره
عذر أتاك فكان الرد خذلانا
وغرك السرب بالغربان ناعقة
أتين جمعا أو استقللن وحدانا
أحجام قطن خفاف لو وزنت بهم
خيطا رفيعا لمال الخيط ميزانا
فما الثقافة والآداب نافعة
قوما تسموا بها كذبا وبهتانا
تبارك الله في وصف العلوم أتى
ذاك البيان من التنزيل قرآنا
هل ينسب العلم للقطعان حاملة
فوق الظهور من الأسفار ألوانا
واللافتات وهل تغني نفائسها
إذا جلاها رخيص الفكر عنوانا
كأنهم وطبول المدح تجمعهم
صريع مس بدا في العين شيطانا
قالوا حراك ثقافي فقلت لهم
قرن يناطح في البيداء أقرانا
إذا رأوك ولم تجمعك مائدة
بهم رأيت من الإقصاء شنآنا
لا يقبلون بشوقي شاعرا وهم
يرون فيهم عيي النطق حسانا
مكللين بخوذ صنعها ورق
تريك زورا خفاف الناس فرسانا
إذا وجدت تشهي الحشف ذائقة
وجدت غالب قوت القوم أتبانا
***
عنهم نأيت ولي قصد يبلغني
حدائق الفكر لا هنا ولا هانا
بيت الكتاب يكاد البدر يرسمه
في عينه صفحة التنزيل تبيانا
حوى الفنون وركنا حين تنظره
ترى عليه جلال العلم برهانا
فذاك ينثر من آدابه غررا
وذاك يسقي بموج الفكر شطآنا
مثل البريمي إذا ما قال قائلها
أمست تزين به الأعلام تيجانا
أرض يعن لها الإبداع في زحل
فتمتطي الشمس في بغياه ظهرانا
إذا تلاقت ذرا الإبداع في بلد
تناثر النجم في حديه بلدانا
وأرخت الريح أذيالا معللة
من النسيم وفاح الكون ريحانا
عتيق الفلاسي
16/9/2020م