أحيانا بعض الأحلام تستحق أن تُكتب وتُنشر، فكيف إذا ما كان الحُلم من فئة عشرة نجوم؛ لذا سأحكي لكم حُلم هذا الأسبوع ، والذي أتمنى أن يتحوّل إلى واقع ، قصة الحلم أبطالها زملائي في مرحلة الدراسة بمدينة الإسكندرية : (الأخ هردي والأخ أسو) من إقليم كردستان العراق ، وهما من عشّاق السلطنة ، ومتابعان جيّدان للقناة الثقافية العمانية ، وقد وصلتني منهما رسالة يشرحان فيها رغبتهما في زيارة سلطنة عمان ، وقد اختارا مطار صحار؛ ليكون فيه النزول ، وذلك لأني سبق وأن أبلغتهما بوجود مطار في المدينة التي أسكن فيها ، اتفقت معهما أني سأكون في استقبالهما بصالة القادمين بمطار صحار يوم الوصول بإذن الله ، وفي اليوم المحدد بتذكرة سفرهما ، كان موعد الوصول الساعة السادسة صباحا؛ لذا قررت أن أذهب للمطار عبر مترو الأنفاق الموجود في الولاية ، وبعد صلاة الفجر تحرّكت ماشيًا للمحطة القريبة من منزلي ، والموجودة بالقرب من المجمع الرياضي ، والمعنونة بلوحة كتب عليها (المحطة السابعة - منطقة الهمبار)، وعبر هذه الوسيلة السريعة توجهت إلى المطار لاستقبال الضيوف ، وعند وصولي إلى المطار وجدته يعج بآلاف السيّاح المغادرين والقادمين لزيارة هذه المدينة السياحية العريقة ، كانت لحظات جميلة وأنا أشاهد أصحابي مرة أخرى بعد سنوات من الفراق منذ أنهينا الدراسة في عروس البحر الأبيض المتوسط ، ثمّ توجهنا مباشرة إلى منزلي عبر محطة مترو الأنفاق الموجودة في المطار ، وبعد الوصول للمنزل وتناول وجبة الإفطار ، طلبا مني الذهاب بهما في جولة سياحية بالولاية ، حاولت إقناعهما بالاسترخاء والراحة إلا إنهما رفضا ذلك ، فخرجنا في سيارتي؛ لتتيح لنا الجولة في أكثر من موقع ، والبداية أردتها أن تكون في أجمل المواقع السياحية المشهورة بالولاية ، وبطبيعة الحال أخذتهما إلى أشهر منتجع والمعروف لدى جميع السيّاح (منتجع مثلث خور صلان).
هذا الموقع الطبيعي الذي استغلته المؤسسات المعنية بتطوير السياحة أفضل استغلال ، وقد شاهد الضيفان على ضفة ذلك الخور عشرات المقاهي والمطاعم العالمية ، العربية منها والأجنبية ، كما أنهما لم يفوّتا الجولة على السفن السياحية التي تأخذ زوار الموقع للاستمتاع بجمال تصميم ذلك الخور .
أكشاك العصائر، والذرة، والآيس كريم، والقهوة، والشاي...، لحظات جميلة لا بد أن يلتقط أي زائر ذكرى بالقرب منها ، هذا الموقع الترفيهي فرصة للتسلية والمرح لضيوف المكان على ضفة ذلك الخور ، سباقات الدراجات المائية كانت أكثر ما يحرص عليه الضيوف للاستمتاع به وتجربة المغامرة ، في ذلك اليوم وأثناء الجولة على شاطئ البحر القريب من المنتجع السياحي ، صادف وجود فريق ليفربول الإنجليزي الذي أقام معسكره في أحد الفنادق الموجودة على طول ذلك الشاطئ ، وكانت فرصة لأصدقائي لالتقاط صور تذكارية مع النجم العربي محمد صلاح ورفاقه نجوم كرة القدم ، بعد ذلك حان وقت تناول وجبة الغداء وقد كانا يشتهيان الوجبة التي كنت أحضرها معي وأنا قادم من السلطنة بعد إجازة كل عيد ، ويقصدان مشوي التنور ، الوجبة التي كانت الوالدة حفظها الله تحرص على تزويدي بها عند كل سفر ، والتي استلذها وأحبها كل من ذاقها ، لذلك ذهبنا إلى أحد المطاعم الشعبية الموجودة في الموقع ، والتي يتوفر فيها مثل هذه الأكلات العمانية المشهورة ، الحقيقة كان يوما ماتعا مع أصدقائي تخلله زيارة العديد من المواقع الجميلة والاستمتاع بالعديد من المزايا الترفيهية الموجودة في المكان ، بعد ذلك كانت النية أن نذهب إلى الصالة المغلقة للألعاب الكهربائية والتزلج على الجليد الموجودة بالقرب من ذلك المطعم الشعبي ، إلا إنني وجدت زوجتي تناديني: (قوم اشتل وروح اشتري لنا سمك)، حينها أدركت أني في حلم من العيار الثقيل ، وتمنيت لو أنها تركتنا فقط حتى نستمتع بالتزلج على الجليد ، لكنها لم تكن أقل حسدا من بعض المؤسسات التي حرمتنا طوال السنوات الماضية من الاستمتاع بمثل هذه المواقع الجميلة ، عموما الحلم انتهى دون أن أحظى بتوديع أصحابي إلى المطار ، ومن ثم بقيت على وضعين: الأول أضحك على ما وجدت به نفسي ، والثاني أتساءل هل يمكن أن يتحقق جزء مما حلمت به تلك الليلة؟ ( مطار دولي كبير . قطارات - مترو - مواقع تسلية وترفيه - حدائق عالمية متنوعة- استغلال للمواقع الطبيعية والقلاع والحصون والعيون ...الخ ) ، والجواب أتركه لكم ولما سوف تسفر عنه الأيام القادمة بإذن الله في مجال الاستثمار الترفيهي والاقتصادي والتجاري لهذا المجتمع ...
د.حميد بن فاضل الشبلي
Humaid.fadhil@yahoo.com