" مخلفات البناء..خطر واستهتار "

أبو سلطااان

مؤسس و رئيس الفريق التطويري
طاقم الإدارة
إنضم
8 يونيو 2008
المشاركات
5,874
العمر
113
الإقامة
?!?!
375EB7BF-8916-4E15-9E86-2D8B7560C8B7.jpeg

قبل أيام طلب مني أحد الإخوة مرافقته إلى موقع إحدى الكسارات الموجودة في الولاية ، ولكن لم أتوقع أن الطريق الموصل إلى تلك الكسارة سيكون بتلك الوعورة والمسافة البعيدة ، عموما الرحلة بعدما نزلنا من الشارع المسفلت كان السير فيها عبر طريق وعر ، ولكن ورغم صعوبة ووعورة الطريق إلا أن ذلك لم يشعرنا بالضجر بل كانت تجربة مسلية ونحن في أحظان الطبيعة ، إلا أنه وبعد تعمقنا داخل تلك المنطقة الجبلية الوعرة في اتجاهنا إلى تلك الكسارة ، بدأت تظهر لنا مشاهد مؤلمة على جانبي الطريق وكذلك في باطن الأودية التي مررنا عليها ، ويكمن الموضوع في مشاهدتنا لكميات كبيرة من مخلفات البناء تم رميها في تلك البراري الجميلة وفي مجاري الأودية ، ناهيك عن وجود بعض المواد ( بودرة ) التي تعرف بالمصطلح العلمي على أنها خطرة وسامة ، ولا أعلم ما هي المصانع التي تخلصت منها بهذه الطريقة التي لا تراعي أي احترام أو تقدير لحياة الإنسان والحيوان وكذلك البيئة ، هذا المشهد لم يكن الأول فهناك مواقع أخرى قبل فترة تم مشاهدة مثل هذه التجاوزات فيها ، من رمي لمخلفات البناء والمصانع ويمكن لأي فرد ملاحظاتها بالقرب من بعض الشواطئ والخيران ، وكذلك في المساحات الموجودة بين المزارع وقرب الحدائق والملاعب وغيرها من المواقع التي لا تصل إليها عيون المراقبين ، والحقيقة لا أدري ما الذي جعل مثل هذا السلوك السلبي الذي يدمر البيئة والحياة في وجوده بإزدياد ، ربما أن ظروف انتشار فيروس كرونا دفع بعض النفوس التي لا تولي للقوانين ولا لسلامة البيئة أي اهتمام ، فاستغلت انشغال المجتمع والمؤسسات للتصدي لهذه الجائحة لتقوم برمي هذه الأوساخ والمخلفات في أي مكان ، وتناست أن سلطنة عمان حظيت بسمعة طيبة فيما يخص موضوع النظافة وصون البيئة ، هذه التجاوزات الخطيرة التي يقوم بها بعض أفراد المجتمع من العمانيين وكذلك الوافدين لابد لها أن تتوقف ، لذلك نحن نعلم أن المؤسسات المعنية بمراقبة ومتابعة مثل هذه الأعمال الممنوعة ، لن تتمكن لوحدها من ردع أولئك المخالفين للقانون والنظام ، حيث لابد من تعاون الجميع ويأتي في مقدمة ذلك أصحاب المؤسسات التي يوجد لديها مثل هذه المخلفات ، يجب عليهم أن يوجهوا موظفيهم لرميها في المواقع التي خصصتها البلديات ، لأن رميها في المواقع التي سبق ذكرها سوف يعجل من تدهور بيئتنا الجميلة والطبيعة الساحرة ، من المحزن أن أصحاب المواشي في الجبال والبراري والتي هي مصدر رزقهم تتضرر مواشيهم من هذه الأوساخ ، كذلك من المحزن أن نشاهد شواطئنا ومزارعنا وأوديتنا يتم تدميرها وتلوثها بأيدي أفراد مجتمعنا ، لذلك نحن نعلم أن المفتشين والمراقبين من وزارة البيئة وكذلك البلديات ، لن يتمكنوا من مراقبة جميع المواقع نظرا لوجود أعمال أخرى مسندة إليهم كالأعمال الادارية والفنية ، وبالتالي من الصعوبة متابعة هؤلاء المخالفين في كل حين وساعة ، ولكن أملنا بعد التوكل على الله في تعاون أصحاب المؤسسات وكذلك المواطنين والمقيمين في المحافظة على نظافة الوطن وبيئته ، كذلك من الضرورة على المؤسسات المعنية بمتابعة مثل هذه الأعمال الممنوعة ، في اتباع أساليب جديدة للمراقبة تعتمد على تقنية الثورة الصناعية الرابعة وغيرها من التقنيات الجديدة ، وهي من ضمن مرتكزات خطة رؤية عمان 2040 بإذن الله ، سائلين الله أن يحفظ هذا الوطن قيادة وشعبا من كل شر ومكروه ، وأن تنتهي ظاهرة رمي مخلفات البناء التي هي بأمانة تمثل خطر واستهتار .

د.حميد بن فاضل الشبلي
humaid.fadhil@yahoo.com

الأربعاء:- 2020/6/17م
 
أعلى